تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
وثيقة اجتماع
  • pdf
  • 02.12.2021
  • EN  |  FR  |  ES

منتدى حوار السياسات الثالث عشر - البرنامج

في هذا العام، يُعقد المنتدى الثالث عشر للحوار بشأن السياسات العامة الخاص بفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلّمين في إطار التعليم حتى عام 2030 (فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلّمين) في الفترة 2...
تدوينة
  • 11.11.2021

مستقبل التعليم - إعادة التفكير في دور المعلّمين في تجديد التعليم

إينيس دوسيل* هي إحدى المُساهِمات في تقرير اليونسكو البارز المعنوَن، "وضع تصور جديد لمستقبلنا معاً: عقد اجتماعي جديد للتعليم" الذي أُطلِق أمس، وهي مؤلفة ورقة معلومات أساسية صادرة عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين بشأن"مستقبل التعليم".

تمرُّ البشرية بمنعطفٍ حرجٍ في عام 2021. ففي خِضّم مواجهة التحديات الهائلة المتمثّلة في أزمة المناخ، والتغير التكنولوجي الجذري، وعدم الاستقرار الديمقراطي، وأتمتة العمل، والتحولات السكانية الهائلة - نحتاج بشكل عاجل إلى بناء مستقبل يختلف عن ماضينا. ويؤدي المعلّمون دوراً رئيسياً في هذا الجهد الأساسي.

تقترح مبادرة مستقبل التعليم، التي أطلقتها اليونسكو في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، عقداً اجتماعياً جديداً يُنظَر فيه إلى التعليم باعتباره مصلحة عامة ومشتركة، يغذي الأمل ويطلق العنان للخيال والعمل من أجل مستقبل مشترك. وتسعى المبادرة إلى حشد الأفكار والعمل من أجل إحداث تغيير تعليمي يمكن أن يستجيب للتحديات الهائلة التي يواجهها العالم.

منذ إطلاق المبادرة، عززت جائحة «كوفيد-19» الحاجة إلى التغيير. وكشف إغلاق المدارس وما صاحبه من اندفاع نحو التعليم عن بعد استمرار عدم المساواة في الموارد والبنية التحتية والنواتج. ودفع ذلك أيضاً إلى إعادة النظر في الدور الذي يضطلع به المعلّمون في تعزيز تعلم الطلاب ورفاههم.

على النحو الذي أبرزته الجائحة، تميل المحادثات المتصلة بمستقبل التعليم إلى التركيز على التغيير التكنولوجي، بيْد أن التعليم يتصل بمسائل أكثر بكثير من مجرد التحول الرقمي. ويتطلب التعليم المعرفة والكفاءة والرعاية والشعور الإنساني. ويأتي المعلّمون في صدارة رسالة التعليم من أجل تعزيز الاستقلالية الفكرية والعاطفية، وجعل المعارف العامة في متناول الجميع.

لذلك، يجب أن يركز العقد الاجتماعي الجديد على المعلّمين. وفي سبيل ذلك، يجب أن يأخذ في الاعتبار التناقضات والتحديات التي يواجهها المعلّمون بصفتهم وكلاء متخصصين. فالتعليم ليس مجرد مسعى فردي يعتمد فقط على نقاط القوة أو الضعف الشخصية؛ بل هو ممارسة ترتبط بالسياق ارتباطاً كبيراً ومحددة ومنظمة مؤسسياً. وتعد هذه القواعد والتعريفات غير متسقة؛ إذ تفضي السياقات التعليمية الحالية إلى حدوث تضارب في المطالب التي يقدمها المعلّمون، مما قد يؤثر على المستقبل المحتمل للتعليم. ولذلك، لا بد أن تتجنب المحادثات المتصلة بمستقبل التعليم المُثُل المثالية والطوعية المتصلة بالتعليم، وينبغي أن تركز بدلاً من ذلك على ظروف العمل الملموسة، وشبكات الدعم المؤسسي، والمتطلبات التربوية، والكفاءات والمعرفة اللازمة.

لا يمكن حل التعارض القائم بين المتطلبات المتضاربة من قبل فرادى المعلّمين، ولا يمكن سدّ هذه الفجوة من خلال تحسين استراتيجيات التعليم أو تعزيز الشمولية الرقمية فقط. بل يجب معالجته بصورة مؤسسية ومن خلال السياسات العامة التي تضع اللوائح الرامية إلى حماية مستقبلنا المشترك ورعايته.

تناقش الورقة الفكرية، مستقبل التعليم، بعض التناقضات والمتطلبات المتضاربة التي يواجهها المعلّمون:

  • قد تكون السياسات التعليمية الشاملة غير مدعومة دعماً كافياً وتعتمد اعتماداً مفرطاً على إجراءات المعلّمين الفردية ومسؤولياتهم.
  • يمكن أن يؤدي قبول إشراك المجتمعات المحلية والأسر في التعليم إلى ظهور أولويات مختلفة بل وغير متوافقة.
  • لا يمكن دائماً استيعاب المُثُل التعليمية الجديدة مثل الأساليب التربوية التي تركز على الطالب في ظروف العمل الحالية.
  • قد تؤدي زيادة اللوائح، إلى جانب الأطر التربوية الجديدة، إلى إثقال كاهل المعلّمين من خلال فرض كثيرٍ من المطالب في ما يتعلق بالأداء.
  • يطرح التحول الرقمي إمكانات جديدة ولكنه ينطوي كذلك على مخاطر جديدة، مثل نقل المعارف والحد منها إلى منصات عملاقة تدير البيانات.
  • تتطلب الأزمة البيئية تعزيز الوعي الجماعي للكوكب الذي يهتم بنشاط بتنوع الحياة، غير أن السياسات تهدف إلى الحفاظ على سير الأمور كالمعتاد.
  • وسط كل هذه التوترات والمطالب، يجب مراعاة الطبيعة الجنسانية لعمل المعلّمين، إذ أنها تؤثر على تنظيم وقت العمل والمهام والأعباء.

ليس من المستغرب وجود نقص متزايد في أعداد المعلّمين في بلدان كثيرة بينما يوجد في بلدان أخرى شعورٌ متزايد بالإرهاق وخيبة أمل من مهنة التعليم.  ومن ناحية أخرى، أبرزت جائحة «كوفيد-19» أهمية عمل المعلّمين والحاجة إلى توجيه الخبراء من أجل دعم تعلم الطلاب ورفاههم.

ما الذي يمكن فعله عندئذ لتعزيز دور المعلّمين بوصفهم عوامل تربوية جوهرية في تجديد التعليم؟ في ما يلي بعض التوصيات التي ينبغي لصانعي السياسات وأصحاب المصلحة تنفيذها على نحوٍ عاجل من أجل مساعدة المعلّمين على أن يصبحوا قوة رائدة في تجديد التعليم:

  1. يجب تعزيز الحوار الاجتماعي المفتوح بُغْيَة وضع حلول تعاونية للمسائل المعقدة التي أضحت على المحك في مستقبل التعليم.
  2. يجب تحسين ظروف العمل للمعلّمين، لا من خلال دفع أجور مناسبة للمعلّمين فحسب، بل أيضاً من خلال ضمان أحجام الصفوف الدراسية المناسبة، وتعزيز السلامة المدرسية، والاعتراف الرمزي والشرعية، والدعم المؤسسي.
  3. يجب تطوير سياسات متسقة واستجابات مؤسسية بُغْيَة تنظيم الشبكات الجماعية الرامية إلى معالجة القضايا التربوية المعقدة.
  4. تستدعي الحاجة إيجاد توازن أفضل بين المتطلبات الإدارية والتربوية، بما في ذلك من خلال مراعاة العمل غير المدفوع الأجر خارج السياقات المدرسية مثل المشاركة مع المجتمعات المحلية.
  5. ينبغي مراجعة قوانين عمل المعلّمين وأعباء العمل مراجعة دقيقة، بطريقة مراعية للفوارق بين الجنسين، بُغْيَة مواءمتها مع الأهداف التعليمية الجديدة وبما يتيح توسيع نطاق تنوع مهنة التدريس.
  6. عند تصميم المسارات المهنية للمعلّمين ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار الكفاءة والتدريب والمشاركة في البرامج المدرسية، بما في ذلك توجيه المعلّمين المبتدئين، والقيادة في المجالات أو الدورات الدراسية، وتنظيم الخدمات التعليمية.
  7. بُغْيَة تعزيز التوظيف، ينبغي أن تستهدف السياسات المعلّمين المبتدئين من خلال إنشاء برامج تعريفية بالاستعانة بالزملاء ذوي الخبرة الأكبر. ينبغي أن توفر السياسات أيضاً المساعدة للمعلّمين في منتصف حياتهم المهنية الذين أضحوا يشعرون بالإحباط من عملهم.
  8. يتطلب إعداد المعلّمين إعادة التفكير من أجل مواجهة التحديات والاضطرابات التي أشارت إليها مبادرة مستقبل التعليم لليونسكو. ينبغي أن تتضمن المناهج الدراسية مواضيع وحقائق جديدة وبارزة بشكل متزايد مثل التغيير والنشاط البيئيين، والتثقيف الديمقراطي والأخلاقي، والمساواة بين الجنسين والتنوع، والمهارات الرقمية النقدية والحوارات المعرفية بين الأجيال حول مستقبلنا المشترك. ينبغي أن تتضمن الأساليب نُهُجاً إكلينيكية وأن تسعى لتوقع سياقات حقيقية للممارسة.
  9. لم يُعد ممكناً في إعداد المعلّمين التقليل من أهمية الثقافة الرقمية؛ إذ لابُدّ من إدراج الوسائط الرقمية ليس كوسيلة للتدريب عن بعد فحسب بل كموضوع للدراسة أيضاً، من دون الانتقاص من الدور الذي يضطلع به المعلّم.

أخيراً، ينبغي الاستفادة من الجهد المبذول في تصور مستقبل التعليم بعقد نقاشات عامة حول توقعات التعليم وواقعه - حول الشواغل والمخاوف التي تكتنف المعلّمين وكذلك حول قدرة التعليم على أن يكون مصدراً للأمل وإحداث تغيير جذري. وينبغي لمستقبل التعليم أن يصبح جزءاً من الحوارات الاجتماعية الواسعة التي تعزز قوة المعلّمين ومشاركتهم في تجديد التعليم، وفي بناء مستقبل أفضل للجميع.


*إينيس دوسيل أستاذة وباحثة في دائرة البحوث التربوية، مركز البحوث والدراسات المتقدمة، مكسيكو سيتي.

لا تنطوي المصطلحات المستخدمة في هذا المنشور، ولا طريقة عرض المواد الواردة فيه، على أي إعراب عن أي رأي كان من جانب اليونسكو وفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلّمين في إطار التعليم حتى عام 2030 بشأن المركز القانوني لأي بلد أو إقليم أو مدينة أو بلدة أو بشأن سلطاتها أو تتعلق بترسيم حدودها أو تخومها. وتعبّر الأفكار والآراء الواردة في هذا المنشور عن رأي كاتبها، ولا تمثل بالضرورة وجهات نظر اليونسكو ولا تلزم المنظمة بأي شيء.

أخبار
  • 20.10.2021

المعلّمون في صدارة الجهود المبذولة لتعافي العميلة التعليمية ما الذي نفهمه من أحدث البيانات المتوفرة عن حالة المعلّمين في العالم؟

بعد أكثر من 18 شهراً على إغلاق المدارس بنِسَبٍ متفاوتة وتطبيق نُهُج التدريس عن بُعْد والهجينة، يجري الاحتفال بالمعلّمين، في إطار اليوم العالمي للمعلّمين لعام 2021، للتأكيد على دورهم الحاسم في الحفاظ على التعليم بصفته خدمةً حيويةً لجميع الأطفال وكذلك حقّاً أساسيّاً من حقوق الإنسان.

ومن أجل توفير معلومات أوفى يهتدي بها أصحاب المصلحة في القرارات التي يتخذونها في مجال التعليم وصنع السياسات، لابُدّ من فهم حالة المعلّمين في العالم من خلال القياس الآني واستخدام إحصاءات قابلة للمقارنة دولياً لتحديد الثغرات والفرص. لذا، نشرَ فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلّمين في إطار التعليم حتى عام 2030 صحيفة وقائع بمناسبة اليوم العالمي للمعلّمين 2021 فضلاً عن موجز سياساتي يستند إلى النتائج الأخيرة المتمخضة عن تقرير دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (TIMSS)* لتسليط مزيدٍ من الضوء على احتياجات المعلّمين، والحاجة إلى المعلّمين.

تكشف البيانات الواردة في هذه الوثائق عن وجود حاجة ماسّة إلى إعادة تقييم أهمية المعلّمين ورفع مستوى المهنة. ففي عام 2016، كانت هناك حاجة إلى نحو 69 مليون معلّم إضافي لضمان تعميم التعليم الأساسي والثانوي بحلول عام 2030 (الغاية 4-1 من أهداف التنمية المستدامة)، وما زال هناك كثيرٌ مما يتعين الاضطّلاع به لتحسين مؤهلات المعلّمين وظروف عملهم ووضعيّتهم. وعلاوة على ذلك، لم تنتهِ أزمة كوفيد-19 بعد، مما يعني استمرار الاحتياجات المتصلة بالجائحة، بما في ذلك تطعيم المعلّمين وتنمية المهارات المهنية بغية التوسع في الاستعانة بأساليب التدريس عن بُعْد أو الهجينة اليوم وفي المستقبل. ويجب العمل على ضمان ألاّ تأتي تلبية هذه الاحتياجات على حساب التقدم المحرز حتى الآن.

لضمان تعافي العملية التعليمية، ينبغي توظيف عدد أكبر من المعلّمين في بلدان كثيرة

مع أنّ العدد الإجمالي لمعلمي المرحلتَين الأساسية والثانوية في جميع أنحاء العالم ارتفع بنسبة 41٪ بين عامَي 2000 و2020، لا يزال عدد المعلّمين غير كافٍ لتلبية الاحتياجات الحالية والمتزايدة. تبرز هذه الحالة بشكلٍ خاص في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تمسّ الحاجة حالياً إلى نحو 4.1 مليون معلّم إضافي لضمان تعميم التعليم الأساسي والثانوي: أكثر من 1 مليون في المرحلة الأساسية ونحو 3.3 مليون في المرحلة الثانوية. وعليه، ينبغي اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذا النقص، لاسيما وأنّ البحث الصادر عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين، كشف عن وجود توقعات تفيد بارتفاع الفجوة إلى نحو 11.2 مليون معلّم بحلول عام 2025 و15 مليون بحلول عام 2030، استناداً إلى زيادة عدد السكان في سن الدراسة والبدلاء اللازمين بسبب التناقص في أعداد المعلّمين. وتبلغ الاحتياجات أقصى مستوياتها في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومالي والنيجر وجمهورية تنزانيا المتحدة، حيث تستدعي الحاجة وجود زيادةٍ سنوية في أعداد المعلمين تبلغ نسبتها 5٪ لتلبية أهداف الالتحاق الكامل بمراحل التعليم الأساسي والثانوي فقط بحلول عام 2030.

لا يزال التناقص في أعداد المعلمين (الناجم عن ترك المعلّمين للمهنة بمحض اختيارهم) عاملاً هاماً يُساهم في اتساع فجوة المعلّمين في كثيرٍ من البلدان. ويتخلى المعلّمون عن مهنتهم لأسبابٍ متنوعة معقدة، منها تدنّي التقدير لمهنتهم في أواسط المجتمع، وانعدام فرص التطوير المهني، وعدم كفاية فرص الترقية، وظروف العمل الصعبة. وعلى مدى فترة خمس سنوات، نما معدّل التناقص في أعداد المعلّمين في

مرحلة التعليم الأساسي إلى نسبةٍ مرتفعة بلغت 22٪ في غينيا، و17٪ في سيراليون، و16٪ في موريتانيا، و13٪ في بنين.

وفي حين أنّ الآثار التي خلّفتها جائحة كوفيد-19 على معدل التناقص في أعداد المعلّمين لم تتضح بعد، فقد أدّت الجائحة في سياقات كثيرة إلى إطلاق دعوات من أجل تعيين معلّمين إضافيين لتسهيل إعادة فتح المدارس، مما شكّل مزيداً من الضغط على الموارد المالية وغيرها من الموارد. بيد أنه في عام 2021 كشفت دراسة استقصائية عالمية أجرتها اليونسكو/اليونيسيف/البنك الدولي/منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، بشأن الاستجابات الوطنية للتعليم إزاء إغلاق المدارس في ظل جائحة كوفيد-19، أنّ 31% فقط من 103 بلدان عيّنت معلّمين إضافيين لإعادة فتح المدارس، وتقع نصف هذه البلدان في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وربعها فقط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ومعظمها بلدان في الجنوب الأفريقي.

يجب بذل مزيد من الجهود لتحسين مؤهلات المعلّمين 

من الصعب إجراء مقارنات دولية لمؤهلات المعلّمين لأن معايير وبرامج تدريب المعلّمين تختلف اختلافاً كبيراً وتتباين فيها شروط الالتحاق ومدته ومضمونه. وينبغي وضع مؤشرات أكثر وأفضل لقياس الأبعاد المتعددة لمؤهلات المعلّمين ورصدها من أجل فهم نوعية المعلّمين وقدرتهم على الأداء داخل الصف الدراسي وحاجتهم إلى تدريب إضافي مع ضمان التطوير المهني المستمر.

على الصعيد العالمي، يحمل نحو 83% من المعلّمين في المرحلتَين الأساسية والثانوية الحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة للتدريس، ولكن الوضع يختلف حسب المنطقة: هناك 97٪ من المعلّمين في كلا المرحلتين مؤهلون في آسيا الوسطى، مقارنةً بـ 67٪ من معلّمي المرحلة الأساسية و61٪ من معلّمي المرحلة الثانوية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وعلاوة على ذلك، تُظهر الأرقام الإقليمية اختلافات واسعة بين البلدان. ففي بوروندي وكوت ديفوار وجيبوتي وموريشيوس، يتمتع 100% من المعلّمين بالحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة، مقارنةً بنسبة 62% فقط في النيجر، و52% في جمهورية الغابون، و27% في ساو تومي وبرنسيبي، و15% في مدغشقر.

يُظهر الموجز السياساتي الصادر عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين، استناداً إلى البيانات المستقاة من دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (TIMSS)، أنّ مؤهلات المعلّمين تؤدي دوراً هاماً في نتائج التعلم. ويُشير تحليلٌ متعدد البلدان إلى أن المعلّمين ممّن يحملون درجة بكالوريوس تشتمل على مساقات التربية وشاركوا في برامج التطوير المهني المستمر ولديهم خبرة لا تقل عن 10 سنوات يرتبطون بتحصيلٍ تعلّمي أقوى في كثيرٍ من البلدان.

وكانت درجة البكالوريوس هي أكثر المؤهلات شيوعاً بين المعلّمين في 64 بلداً من البلدان المرتفعة والمتوسطة الدخل المُشارِكة في دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (TIMSS). وعادةً ما يكون المعلّمون من البلدان ذات الدخل الأعلى حاصلين على مؤهلات أعلى: كان لدى 90٪ من طلاب الصف الرابع في مادة الرياضيات معلّمٌ حاصلٌ على درجةٍ جامعية عُليا في تشيكيا وألمانيا وفنلندا وبولندا وسلوفاكيا. ومن ناحية أخرى، في بعض البلدان المتوسطة الدخل، بما فيها أرمينيا والمغرب وباكستان، كان لدى أكثر من ثلث الطلاب مدرسون لم يكملوا سوى مرحلة التعليم الثانوي.

المعلّمون بحاجةٍ إلى دعم لتلبية الاحتياجات المتعلقة بالجائحة

سعت الحكومات جاهدةً لدعم المعلّمين في الانتقال إلى نُهُج التدريس عن بُعْد والهجين في إبان إغلاق المدارس. ولا يحتاج المعلّمون إلى التدرّب في كيفية استخدام التكنولوجيا فحسب، بل يلزمهم كذلك دعمٌ مخصَّص للمعلّمين في تربويات التعلُّم عن بُعْد، فضلاً عن الدعم المعنوي والنفسي الاجتماعي. وتبيّن الدراسة الاستقصائية المشتركة بين اليونسكو/اليونيسيف/البنك الدولي/منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أن أكثر مجالات الدعم شيوعاً التي قُدّمت إلى المعلّمين كان التعليم عن بُعْد. وعلى الصعيد العالمي، قدّم نحو 71% من البلدان تعليمات ذات صلة، تتراوح بين 100% في شرق وجنوب شرق آسيا و45% في وسط وجنوب آسيا و40% في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وبالمقارنة، لم يُزوَّد المعلّمون بأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومنفذٍ إلى شبكة الإنترنت سوى في 42% من كل البلدان، منها 67% في أوروبا وأمريكا الشمالية و56% في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي و22% في شرق وجنوب شرق آسيا و6% فقط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

لقد عجّلت الجائحة بتنامي الاتجاه في التعليم عن بُعْد وإدماج التكنولوجيا في التدريس، ولكن وفقاً للتقرير الصادر عن دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (TIMSS)، لم يكن التطوير المهني المستمر لدعم التعليم عبر شبكة الإنترنت وافياً في كثيرٍ من البلدان قبل الأزمة. وفي عموم البلدان، كان لدى 35% فقط من طلاب الصف الرابع مدرّسون للرياضيات ممّن سبق لهم التدرب في أساليب التكامل التكنولوجي.

وأخيراً، لكي يُساهم المعلّمون مساهمةً كاملةً في تعافي العملية التعليمية، لابُد من تعزيز والحفاظ على صحتهم ورفاههم. ويشمل ذلك إعطاء الأولوية للمعلّمين في جهود التطعيم. وفي الوقت الحالي، أدرج 71٪ من البُلدان المعلّمينَ ضمن المجموعات ذات الأولوية في التطعيم (انظر خريطة تحديد أولويات المرحلة الثالثة في خطط طرح لقاحات كوفيد-19). تمرّ جهود التطعيم بمراحل مختلفة في جميع أنحاء العالم، ولكن بعض البلدان التي لم تمنح الأولوية للمعلّمين لديها معدلات منخفضة للغاية من المعلّمين ممّن حصلوا على جرعات التطعيم بالكامل - على سبيل المثال، 12٪ في فنزويلا و9٪ في الجزائر. ومع أنه لابُدّ من الحفاظ على الصحة النفسية والمعنوية للمعلّمين، لم يُقدَّم الدعم النفسي والاجتماعي سوى في 6 من بين 10 بُلدان على الصعيد العالمي و3 من بين 10 بُلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لمساعدة المعلّمين على التعامل مع أزمة كوفيد-19. وقد أدّت الجائحة إلى زيادة الضغط على المعلّمين ممّن كانوا يواجهون أساساً أعباء عمل كبيرة في كثير من الحالات مع عدم كفاية الدعم المقدم لهم. ومن أجل التغلب على الأزمة، والوفاء بوعد الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة، يجب بذل مزيد من الجهود على وجه السرعة لمنح المعلمين الموارد اللازمة التي يحتاجون إليها.  


مصدر المحتوى المرئي: © اليونسكو مع أيقونات من موقع Shutterstock.com

*يُساهم تقرير دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (TIMSS)، وهو تقييمٌ دولي للتحصيل الدراسي لدى الطلاب في الرياضيات والعلوم، في فهم جودة المعلّمين ودورها في التحصيل الدراسي لدى الطلاب من خلال مجموعة من مؤشرات تضع مؤهلات المعلّمين في سياقها داخل البيئات المدرسية للطلاب. ويستند هذا الموجز السياساتي الصادر عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين إلى تقرير عام 2019 بشأن دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي الأحدث، والذي يغطي 64 بلداً.

أخبار
  • 11.10.2021

فهم دور مؤهلات المعلّمين في التحصيل الدراسي لدى الطلاب

إنّ جودة المنظومة التعليمية لا يسعها أن تتخطى جودة المعلّمين العاملين في صفوفها. وبالمثل، فإنّ جودة المعلّمين لا يسعها أن تتخطى جودة تدريبهم، وممارساتهم التدريسية، وبيئتهم التدريسية، والفرص المتاحة أمامهم لتحقيق مزيد من التعاون والتطوير. وباعتبارهم العامل الوحيد الأهم في المدرسة الذي يؤثر في التحصيل الدراسي لدى الطلاب، فإنّ فهم دور جودة المعلّمين يشكّل عنصراً أساسياً في مناصرة توفير تعليم جيد للجميع. بيْد أن تتبع مؤهلات المعلّمين على الصعيد الدولي أمرٌ صعب، إذ لا توجد مجموعة واسعة النطاق من المؤشرات تستهدف قياس أبعادها المتعددة ورصدها.

اليوم، يُصدر فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين موجزاً سياسيا جديداً: "الحاجةُ ماسّة إلى معلّمين مؤهلين - ما تكشف عنه بيانات دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي حول تدريب المعلّمين وتعلُّم الطلاب"، والذي يفرز مؤهلات المعلّمين من خلال مؤشرات ومنها الإعداد الأولي للمعلّمين، والتطوير المهني المستمر، والخبرة التراكمية المستقاة من دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي 2019.

النتائج الرئيسية

الإعداد الأولي للمعلّمين:

  • كانت درجة البكالوريوس أكثر المؤهلات شيوعاً بالنسبة إلى المعلّمين. غيْر أن المعلّمين في البلدان ذات الدخل الأعلى يتمتعون بمؤهلات أعلى. وفي عدّة بُلدان أوروبية، حظي أكثر من 90% من الطلاب بمعلّم يحمل شهادة جامعية عليا، بينما حظي أكثر من ثلث الطلاب في بعض البلدان المتوسطة الدخل بمعلّمين لم يكملوا سوى المرحلة العليا من التعليم الثانوي. 

البرامج الدراسية والتخصص:

  • أكمل معظم المعلّمين تخصصات دراسية ذات صلة بالمناهج التربوية. وفي المتوسط، كانت تلك هي الحال بالنسبة إلى ثلاثة أرباع طلاب الصف الرابع في الرياضيات. لكن ذلك يغطي نطاقاً واسعاً: 90% أو أكثر من الطلاب في البلدان الأوروبية مقابل أقل من ثلثي الطلاب في بعض البلدان النامية.

التطوير المهني المستمر:

  • شارك عدد أكبر من معلّمي الصف الثامن مقارنة بمعلّمي الصف الرابع في التطوير المهني المستمر. تلقى ما يتراوح بين 40% و60% من الطلاب في الصف الثامن تعلميهم من قِبل معلّمين شاركوا في دورات التطوير المهني المستمر مقارنة بنسبة تتراوح بين 30% و40% من الطلاب في الصف الرابع.

التطوير المهني المستمر بحسب النوع:

  • لم يكن التطوير المهني المستمر الذي يدعم التعليم الإلكتروني والتعليم الشامل للجميع كافياً. حظي 46% من طلاب الصف الرابع في الرياضيات بمعلّمين تلقوا حديثاً تدريباً في المحتوى، بينما حظي 35% فقط بمعلّمين تلقوا تدريباً في التكامل التكنولوجي. وعلى نحوٍ مماثل، حظي 59% من طلاب الصف الثامن في العلوم بمعلّمين تلقوا تدريباً في المناهج التربوية، بينما حظي 44% منهم فقط بمعلّمين تلقوا تدريباً في تلبية الاحتياجات الفردية.

الخبرة السابقة للمعلّمين:

  • تتفاوت سنوات الخبرة في مجال التدريس تفاوتاً كبيراً. في المتوسط، حظي المعلّمون بخبرة قوامها 17 عاماً في الصف الرابع و16 عاماً في الصف الثامن. وفي بعض البلدان الأوروبية، حظي 70% من الطلاب بمعلّمين يملكون خبرة تمتد لـ 20 عاماً أو أكثر، في حين تلقى ربع الطلاب في بعض البلدان المتوسطة الدخل التعليم من قبل معلّمين يحظون بخبرة قوامها 5 أعوام أو أقل.

مؤهلات المعلّمين وتعلم الطلاب:

  • عموماً، ارتبط المعلّمون الحاصلون على مؤهلات عالية ومزيدٍ من التدريب في المناهج التربوية وخبرة تزيد عن 10 أعوام في التدريس بقدر أكبر من التحصيل الدراسي.

التوصيات السياسة

في حين أنه من المهم الاعتراف بمدى تعقيد العوامل التي تؤثر على التحصيل الدراسي لدى الطلاب، فإن هذا الموجز السياسي يقدم التوصيات العامة التالية التي تتيح لصناع السياسات تعزيز مؤهلات المعلّمين.

  1. تتصف تقوية جودة الإعداد الأولي للمعلّمين بأهمية بالغة في تحسين مؤهلات المعلّمين. وينبغي رفع المعايير الدنيا للمعلّمين إلى درجة البكالوريوس أو ما يعادلها في الحد الأدنى، بينما ينبغي لبرامج تدريب المعلّمين أن تشتمل على التدريب في المناهج التربوية، والخبرات الخاصة بمواضيع مواد محددة، ومهارات أخرى. ينبغي أن يشمل تدريب المعلّمين السابق للخدمة أيضاً خبرات عملية يقودها معلّمون ذوو خبرة لمساعدتهم في إدماج المعارف النظرية في ممارساتهم التدريسية. 
  2. ينبغي دعم المعلّمين في أثناء الخدمة ممّن يفتقرون إلى التدريب الرسمي من خلال تدخلات التطوير المهني المستمر المتكرر المفضية إلى الاحتراف المهني. ويتطلب دعمُهم أيضاً فترةً تمهيدية صارمة وتوجيهاً مستمراً.
  3. في حين أن جميع المعلّمين يحتاجون إلى سُبل أكثر وأفضل للاستفادة من تدخلات التطوير المهني المستمر المنتظمة والعادلة، فإنّ عمليات إغلاق المدارس بسبب جائحة كوفيد-19 تُبرز الحاجة إلى توفير تدريب محدد الأهداف في مجال التكامل التكنولوجي بُغْيَة دعم التدريس عن بُعد وفي مجال تلبية الاحتياجات الفردية من أجل دعم التعليم الشامل للجميع.
  4. يمكن للمعلّمين ذوي الخبرة أن يضطلعوا بدور قيادي أساسي في تدريب الأقران، والتوجيه، والرصد، والمساهمة في التقييمات التكوينية للمعلّمين المبتدئين. وينبغي بناء الحوافز في المسارات الوظيفية بما يكفل بقاء المعلّمين في المهنة.
  5. من الأهمية بمكان إدراج مدخلات المعلّمين وممثليهم من خلال الحوار الاجتماعي في تحديد تدريبهم وما يحتاجون إليه من متطلبات مهنية أخرى.
  6. إنّ التصنيف الموحد الدولي الجديد لبرامج إعداد وتدريب المعلّمين، الذي يعكف معهد اليونسكو للإحصاء على وضعه، من شأنه أن يوفّر نظام تصنيف جديد لبرامج إعداد المعلّمين بُغْيَة تسليط الضوء على مؤهلات المعلّمين التي نوقشت في هذا الموجز السياسي. وسيساعد ذلك في وضع مؤشرات جديدة لجودة المعلّمين يمكن استخدامها في قياس ومقارنة مدى التقدم المُحرز نحو تحقيق غاية هدف التنمية المستدامة 4-ج المتصلة بالمعلّمين ومن أجل إجراء تحليل بشأن تحقيق الغاية الشاملة للهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة المتصلة بالتعليم وغيره من أهداف التنمية المستدامة.

تساهم دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي، وهي تقييم دولي للتحصيل الدراسي لدى الطلاب في الرياضيات والعلوم، في فهم جودة المعلّمين ودورها في التحصيل الدراسي لدى الطلاب من خلال مجموعة من المؤشرات التي تحدد سياق مؤهلات المعلّمين في البيئات المدرسية. ويستند هذا الموجز السياسي الصادر عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين إلى تقرير عام 2019 بشأن دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي الأحدث، والذي يغطي 64 بلداً. ويتناول الموجز السياسي بيانات التحصيل الدراسي لدى الطلاب في دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي، من خلال مقارنة تعلم الطلاب في مختلف الفئات استناداً إلى مؤهلات المعلّمين في محاولة لتحديد العلاقات واستخلاص الاستنتاجات بشأن الدور المعقّد لمؤهلات المعلّم في التعلم. 

مصدر الصورة: Shutterstock.com/أولغا كوزيمينا.

فعاليات
  • 23.09.2021

إطلاق العنان لابتكارات المعلّمين للاضطلاع بدورهم في قيادة تعافي العملية التعليمية

في جميع أنحاء العالم، استجاب المعلّمون للتحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد-19» من خلال الابتكار داخل الصفوف المدرسية سواءً بالحضور شخصياً أو افتراضياً عبر شبكة الإنترنت. بيْد أنّ المعلّمين كي يتمكنوا من مواصلة الابتكار لدعم تعافي العملية التعليمية، فإنهم في حاجةٍ إلى بيئة تُقدِّر الاستقلالية والقيادة اللازمتَين لاغتنام الفرص من أجل التحوّل عن هذه الممارسات المتبعة.

تُشكِّل هذه الندوة الشبكية الدولية جزءاً من الاحتفالات العالمية بمناسبة اليوم العالمي للمعلّمين 2021. وسوف تستعرض الفعاليّة أحدث الابتكارات في مجال التدريس والتعلّم بدعمٍ من الأفراد والمنظمات. وسيشمل ذلك مشاريع مستمدة من جائزة اليونسكو-حمدان لتنمية قدرات المعلّمين التي تحفل بالقدرات المبتكرة الرامية إلى دعم المعلّمين. وستُسلِّط الضوء أيضاً على بعض النتائج الرئيسية والأمثلة القوية المستمدة من الاستعانة برؤى المعلّمين وابتكاراتهم من مصادر خارجية مفتوحة في خلال الجائحة، بقيادة منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي واليونسكو وفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين في أوائل عام 2021 من خلال منصة ’الرؤى التدريسية العالمية‘ (Global Teaching InSights) التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. كما ستهدف الندوة الشبكية إلى استكشاف البيئات والسياسات اللازمة لضمان استمرار هذه الممارسات المبتكرة حتى بعد استئناف التعليم الحضوري داخل المدارس.

انضموا إلينا لنحتفل بابتكارات المعلّمين في اليوم العالمي للمعلّمين!

يرجى التسجيل من خلال هذا الرابط.

مصدر الصورة: موكيش كومار جوالا/Shutterstock.com.

فعاليات
  • 23.09.2021

تمويل المعلّمين والتدريس في مرحلة ما بعد التعافي من جائحة «كوفيد-19»

في إطار الاحتفالات العالمية باليوم العالمي للمعلّمين، تتعاون منظمة أكشن إيد واليونسكو وفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين ومنظمة إيديوكيشن إنترناشيونال في تنظيم ندوة شبكية مدتها 90 دقيقة، تحت عنوان تمويل المعلّمين والتدريس في مرحلة ما بعد التعافي من الجائحة وتُعقد في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2021 في الساعة 9:00-10:30 بتوقيت غرينتش من أجل تسليط الضوء على ما يلي:

  • أهمية تأمين التمويل للتعليم والاستثمار في المعلّمين والقوى العاملة في مجال التعليم؛
  • الاستراتيجيات والتدابير التي يمكن للحكومات اتخاذها لضمان تخصيص اعتمادات مالية كافية تكفل استقطاب عددٍ كافٍ من المعلّمين ونشرهم ودفع أجورهم ودعمهم؛
  • السُبُل التي يمكن للمعلّمين من خلالها أن يضطلعوا بدورٍ أكثر فاعلية في عملية صنع القرار على الصعيدين الوطني/اللامركزي.

تضمّ هذه الندوة الشبكية معلّمين ممثلين عن المجتمع المدني وأعضاء نقابات المعلّمين وممثلي الحكومات من أجل مناقشة وتداول المسائل بناءً على الأدلة البحثية القائمة والناشئة.

يرجى التسجيل من خلال هذا الرابط.

تدوينة
  • 08.09.2021

بناء التعاون في مجال البحوث مع المعلّمين لتشكيل مستقبل التعليم

المؤلفون: جيه سي كوتشور، سام سيلار، رور غروتفيك.

تستند هذه المقالة إلى ورقة معلومات أساسية أُعِدّت من أجل مبادرة مستقبل التربية والتعليم.


يمكن للمعلّمين، بل وينبغي لهم، أن يؤدوا دوراً أساسياً في المناقشات المتعلقة بمستقبل التعليم وتشكيل الاستجابات التعليمية للتصدي للتهديدات البيئية، والاضطرابات التكنولوجية، والجائحة القائمة. وقد ذكّرتنا هذه الجائحة بأنه لا يمكننا أن نتوقع أن يكون المستقبل امتداداً خطياً للحاضر. كما أنها قد تركت أيضاً المعلّمين والآباء والطلاب يتشبّثون ببدائل تتعلق بالرؤية المؤسسية للتعلّم الرقمي والشخصي، مما يخفق في النهوض برؤيةٍ شاملةٍ للتعليم.

يطرح مستقبل التعليم الذي تروّج له حالياً بعض المنظمات الدولية، بالاقتران مع الجهات الفاعلة من الشركات والمؤسسات الخيرية، رؤى لمشهدِ ما بعد الجائحة "استحدثته" التكنولوجيات المبتكرة وإعادة صياغة مفهوم التعليم المدرسي. وتُمثِّل هذه الرؤى أيضاً مهنة التدريس بوصفها غير مُناسِبة للعصر وعقبة تحول دون التغيير. وفي حين أن الاضطرابات الناجمة عن هذه الجائحة توفر حافزاً لإحداث تغيير أساسي، يتعيّن علينا أن نتجاوز المسائل المتعلقة بالاضطرابات التكنولوجية بُغْيَة توسيع نطاق المحادثات بشأن المستقبل التعليمي، وعدم الاقتصار على إدراج المعلّمين فحسب، بل أيضاً الطلاب والأسر والمجتمعات المحلية. ويتمثل السؤال الحاسم في أنه كيف يمكن إضفاء الطابع الديمقراطي على الطريقة التي نتصور بها المستقبل ونستعد له (أوري، 2016: 2-13).

المعلّمون يعيدون تشكيل المحادثات حول مستقبلهم

في ورقة المعلومات الأساسية التي قدمناها مؤخراً بشأن مبادرة مستقبل التربية والتعليم الصادرة عن اليونسكو، نطرحُ تساؤلات عما إذا كانت أشكال التعاون الجديدة بين المنظمات المعنية بالمعلّمين والباحثين الأكاديميين قادرة على أن تساعد مهنة التدريس في تشكيل مستقبل التعليم. ونرى أن دراسة المستقبل في حاجةٍ إلى مهنة التدريس، والمنظمات المعنية بالمعلّمين في حاجةٍ إلى التفكير في المستقبل.

يتعيّن على المنظمات المعنية بالمعلّمين أن توازن بين التكتيكات القصيرة الأجل والاستراتيجية الطويلة الأجل. فمن ناحية، غالباً ما يتعامل المعلّمون بشكلٍ مباشر أو غير مباشر مع أسئلة "الصورة الكبيرة" حول كيفية تصدّي التعليم للمشاكل المجتمعية والبيئية. وفي الوقت نفسه، يتعين على هذه المنظمات أن تجد حلولاً عمليةً في سعيها لتحسين ظروف العمل المتزايدة الصعوبة التي يواجهها المعلّمون على الصعيد العالمي.

إنّ المنظمات المعنية بالمعلّمين يتعيّن عليها أن تواصل عملها التكتيكي المتمثل في المقاومة والتعاون استجابةً للأفق العاجل لما يُطلِق عليه سهيل عناية الله (2013) استشراف المستقبل. وفي الوقت نفسه، يجب على هذه المنظمات أيضاً أن تضع أفكاراً مستقبلية حاسمة وتشاركية تفضي إلى خلق إمكانيات جديدة للتجديد والقيادة المهنية من خلال دعم الأعضاء في تصوّر مستقبلٍ بديل (عناية الله، 2013).

يمكن للمنظمات المعنية بالمعلّمين أن تتجه نحو البحوث المتعلقة "بصنع المستقبل" مع الاستمرار في حماية مصالح الأعضاء من خلال الاستفادة من الدعم المقدم من "الأصدقاء الناقدين" في الأوساط الأكاديمية. فالمعلّمون ينتجون بالفعل ويشكّلون المعارف في حياتهم المهنية، بيْد أنه يمكن لكل من المنظمات المعنية بالمعلّمين والأكاديميين الاستفادة من أشكال التعاون التي تركز على مستقبل المهنة. وهناك كثيرٌ من الأمثلة الناجحة لأكاديميين يعملون مع المنظمات المعنية بالمعلّمين بهدف إنتاج رؤى موجَّهة بالبحوث تتعلق بالتغيير في مجال التعليم.

نقابات وأكاديميون وواضعو سياسات يعملون معاً: الشراكة بين النرويج وكندا

يُعدّ اتحاد التعليم في النرويج أحد الأمثلة على المنظمات المعنية بالمعلّمين التي أضحت جهةً مُشارِكةً في بناء مستقبلٍ بديل للتعليم. وانطوى ذلك على وضع نهجٍ أكثر استراتيجية تجاه البحث: التزام طويل الأجل بإعادة التفكير في قدرة اتحاد التعليم في النرويج على إنتاج المعارف وإعادة تموضعه من خلال نشر ورقة استراتيجيته البحثية والعمل مع شركاء جدد.

تمثّلَ مجالان من المجالات ذات الأولوية في استراتيجية البحوث لاتحاد التعليم في النرويج في الديمقراطية والتأسيس (بيلدونغ)، والمواد ومواضيع المواد وعمليات التعلم. واستناداً إلى هذه الأهداف، وبعد مجموعةٍ من المفاوضات استغرقت عاماً كاملاً، أُطلِق مشروع الشراكة بين النرويج وكندا (نوركان) في بانف، ألبرتا، في عام 2015. كان مشروع الشراكة بين النرويج وكندا جهداً بحثياً مشتركاً اضطلعت به رابطة المعلّمين في ألبرتا، واتحاد المعلّمين في أونتاريو، واتحاد التعليم في النرويج، مع وزارة التربية والتعليم في أونتاريو. وقد جمعت الشراكة بين النرويج وكندا شبكةً تتألف من تسع مدارس وهيأت فرصاً للمعلّمين، وقادة المدراس، والطلاب، والأكاديميين من أجل التعاون في إجراء بحوث "صنع المستقبل" من خلال "إعادة التفكير في معنى النجاح في مادة الرياضيات في مدارسنا" (ستايلز، 2019).

لقد أفضت الشواغل المتعلقة بأداء الطلاب في مادة الرياضيات في كلٍ من النرويج وكندا إلى تحفيز نمو ثقافة المساءلة والاختبار. وفي هذا السياق، شعر كبار قادة النقابات الذين شاركوا في الشراكة بين النرويج وكندا أنّه كان لابُد لهم من حماية الاستقلالية المهنية للمعلّمين. وانطوى ذلك على التصدي لفكرة أن المعلّمين أنفسهم غير قادرين على الابتكار وقيادة التغيير في مجال التعليم. ومع تطور عمل الشراكة بين النرويج وكندا، سرعان ما تحول الاهتمام بتطوير التعليم العملي إلى تفكير نقدي وتشاركي بشأن المستقبل.

نحو إقامة شراكات جديدة لتحديد مستقبل التدريس

دفعت الجائحة العالمية إلى تضخيم القوى التي قد تؤدي إلى إضعاف التعليم العام. ولابُد لمهنة التدريس من أن تُواصل حرصها على إسماع صوتها في أي عملية إصلاح، مع الانضمام إلى المجتمعات المحلية التي تخدمها لإضفاء الطابع الديمقراطي على مستقبل التعليم. ونحن في حاجةٍ إلى تحالفات جديدة مثل شراكة مستقبل التعليم، مدفوعةً بنوع المستقبل التعليمي الذي نصبو إليه مع تبيان السبب.

ينبغي إعطاء الأولوية لاتخاذ القرارات في المستقبل على أساس تعاوني وتشاركي، إذ تعمل كل من المنظمات المعنية بالمعلّمين والمجتمع الأكاديمي على الاستجابة لحالات الاضطرابات القائمة. وعلينا أن نعمل معاً لضمان أن تظل رؤى التعليم في المستقبل متجذّرة بقوة في فكرة أن التعليم هو مسألةُ صالحٍ عام. ويمكننا من خلال الشراكة أن نواجه التحدي الذي عبّرت عنه حنّة آريندت بقولها "إن التعليم يمثّل النقطة التي نقرر فيها ما إذا كنا نحب أطفالنا بما فيه الكفاية بحيث لا نبعدهم عن عالمنا ونتركهم على هواهم، ولا نفوّت عليهم فرصتهم في الاضطلاع بشيء جديد، شيء لا نتوقعه نحن، وإنما نهيّئهم مُسبقاً من أجل مهمة إعادة تجديد عالمٍ مشترَك." (1993: 180).

 

المَراجع

إتش آريندت (1993)، بين الماضي والمستقبل، نيويورك، بنغوين بوكس.

إس عناية الله (2013)، دراسة المستقبل: النظريات والأساليب، الصفحات 36-66.

بي جيه ستايلز (2019)، تعطيل الدور القيادي للمدارس- قيادةٌ للتعطيل، أطروحة دكتوراه، جامعة ألبرتا، إدمونتون ، كندا. 

جيه أوري (2016)، ماذا يُقصَد بالمستقبل؟ كامبريدج ، مطبعة بوليتي.


لا تنطوي المصطلحات المستخدمة في هذا المنشور، ولا طريقة عرض المواد الواردة فيه، على أي إعراب عن أي رأي كان من جانب اليونسكو وفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلّمين في إطار التعليم حتى عام 2030 بشأن المركز القانوني لأي بلد أو إقليم أو مدينة أو بلدة أو بشأن سلطاتها، أو تتعلق بترسيم تخومها. والأفكار والآراء المعرب عنها في هذا المنشور تخص المؤلفين؛ ولا تعبر بالضرورة عن وجهات نظر اليونسكو ولا تُلزم المنظمة بشيء.

 الحقوق: مصدر الصورة: تايتشونغ ايه إن إل/Flickr.com


يعمل د. جيه-سي كوتشور حالياً معلّماً مُلحقاً في كلية التربية، جامعة ألبرتا، ومعهد أونتاريو للدراسات التربوية.

يعمل د. سام سيلار مُعيداً في الدراسات التعليمية لدى جامعة مانشستر ميتروبوليتان ورئيس تحرير مجلة دسكورس: دراسات في السياسة الثقافية للتعليم.

يعمل رور غروتفيك مستشاراً سياسيّاً لدى اتحاد التعليم النرويجي ورئيس مجلس إدارة المعهد الدولي لبحوث التعليم.

تدوينة
  • 06.09.2021

ضمان الإدماج والإنصاف في سياسات المعلّمين وممارساتهم: استراتيجية مستدامة للتعافي بعد الجائحة

المؤلفون: جيمس أوميرا من المجلس الدولي لإعداد المعلمين وبورنا شريستا من منظمة الخدمات التطوعية في الخارج.


 نجحت القمة العالمية للتعليم التي عُقِدَت في تموز/يوليو في جمع رقم قياسي بلغ 4 مليارات دولار أمريكي، وسيساعد هذا المبلغ نحو 175 مليون طفل على التعلم. ويوضح هذا الجهد المُذهل ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الحكومات مع الأمم المتحدة والمنظمات الحكومية الدولية الأخرى، إلى جانب الوكالات الإنمائية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص. فهذا التعاون سيساعدنا في تحقيق الهدف المشترك المذكور ضمن الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة: ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع.

إنّ التعليم الذي يشمل الجميع ويمنحهم فرصةً منصفةً للتعلم لا يمكن تحقيقه من دون ضمان وصول الجميع إلى معلمين أكْفاء. ومن الأهمية بمكان تنفيذ السياسات والممارسات التي تعزز الإدماج والإنصاف للمعلمين في كل سياق تعليمي، مع مراعاة النوع الاجتماعي والوضع الاجتماعي والاقتصادي والموقع والقدرة وغير ذلك من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الاستبعاد.

يتطلب ضمان وصول الجميع إلى معلمين أكْفاء وجودَ مستويات كبيرة من الاستثمار، خاصة في أقل البلدان نمواً  والدول الجزرية الصغيرة النامية. ولضمان جودة التعليم للجميع بحلول عام 2030، ستحتاج أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى - المنطقة التي تضم أعلى تركيز لأقل البلدان نمواً - إلى توظيف وإعداد 15 مليون معلم.

يتطلب توفير الوصول إلى معلمين أكْفاء للجميع ما يلي:

  • سدّ الفجوات في أعداد المعلمين والمؤهلات والنوع الاجتماعي والقدرة على الاتصال الإلكتروني في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. انخفضت نسبة المعلمين المؤهلين في المنطقة على نحو مطرد منذ عام 2000 في كل من مرحلتَي التعليم الأساسي والثانوي. وتنهض المعلمات بدورٍ محوريٍ في تشجيع الفتيات على الالتحاق بالمدارس، بيد أنهن يشكلن أقل من 50% من معلمي المرحلة الأساسية و30% من معلمي المرحلة الثانوية. كذلك، ظهر الافتقار إلى البنية التحتية والاتصال بشبكة الإنترنت في أثناء إغلاق المدارس بسبب جائحة «كوفيد-19» عندما شكَّل ذلك حاجزاً هائلاً أمام طريقتَي التدريس عن بُعد والهجين.
  • حوار عام وشامل بشأن السياسات يشمل المعلمين بحقٍ، في أثناء وضع سياسات وممارسات التدريس وتنفيذها وتقييمها التي تعزز الفرص المنصفة لجميع المعلمين.
  • الابتكار في التوظيف، حيث تفشل الأساليب الحالية في سدّ الفجوات المتعلقة بالمعلمين. وينبغي للنُهج الجديدة أن تركّز على إنشاء مسارات تدريسية جديدة للأشخاص المنتمين إلى فئات تعاني نقصاً في الخدمات وضعيفة التمثيل في القوى العاملة من المعلمين. كما أنّ إنشاء تلك المسارات لن يساعد في سدّ الفجوة في الأعداد وحسب، بل في سدّ الفجوات الديمغرافية أيضاً، وعلى سبيل المثال من خلال وضع قُدوةٍ محلية، من داخل المجتمعات المحلية التي تتحدث لهجات محلية، في فصول دراسية يصعب توفير المعلمين لها ليُحذى حذوها حول أنحاء العالم.
  • التطوير المهني الجيد للجميع لزيادة مستويات الاحتفاظ بالمعلمين. إذا أردنا "الاحتفاظ بالأشخاص المدرَّبين" علينا أن ندعم البلدان في كل مرحلة من مراحل رحلتهم في تصميم برامج ونُظم عالية الجودة وفعالة للتطوير المهني للمعلمين وتنفيذها وتقييمها. وإذا أخفقنا في "الاحتفاظ بالأشخاص المدرَّبين" بحلول عام 2030، فسنكون قد أخفقنا في الانتباه إلى تحذيرات معهد اليونسكو للإحصاء في عام 2014 بأنه بحلول عام 2030، فإنّ 89%(24 مليون معلم) من الفجوة في أعداد المعلمين ستكون ناجمة عن التسرّب من المهنة.

إن مساعدة 175 مليون طفل على التعلم تقرّبنا من الرؤية المشتركة المعبَّر عنها في الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة. إذ سيتمكن مجتمع التعليم الدولي من الحفاظ على الزخم الذي خلقته القمة العالمية للتعليم - والمساعدة في ضمان المعلمين الأكْفاء للجميع - في منتدى حوار السياسات الثالث عشر واجتماعات الحوكمة لفريق العمل الدولي المعني بالمعلمين من أجل التعليم 2030، والذي سيعقد في كيغالي، رواندا، وافتراضياً على شبكة الإنترنت من 1 كانون الأول/ديسمبر إلى 3 كانون الأول/ديسمبر 2021. وتوفر الاجتماعات بيئة مثالية للالتقاء مرة أخرى والاستثمار في المعلمين الآن لضمان التعافي المستدام من أزمة جائحة «كوفيد-19» وإعداد متعلمي اليوم من أجل الغد.

شاركوا برأيكم في وضع سياسات التدريس وتنفيذها وتقييمها

تُطلق المجموعة المواضيعية المَعنيّة بالإدماج والإنصاف في سياسات وممارسات المعلمين سلسلة من المناقشات عبر شبكة الإنترنت - على نحوٍ متزامن (أيلول/سبتمبر 2021) وغير متزامن (تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر). وقد صُمِّمت المناقشات بصورة تسمح لكم بالمشاركة في صياغة السياسات والممارسات التي تعزز الفرص المنصفة لجميع المعلمين. ومن خلال مشاركة معرفتكم، يمكنكم المساعدة في سدّ الفجوات المتزايدة في استقطاب المعلمين وإعدادهم ونشرهم، والتي تفاقمت بسبب جائحة «كوفيد-19».

إنّ مشاركتكم في هذا الحوار الشامل بشأن السياسات ستضمن تمتع المعلمين والمنظمات الممثلة لهم بصوت أكبر في عمليات صنع السياسات. ويمكنكم المشاركة في هذه المناقشات في وقت ومكان مناسبين لكم، بما يزيد من تنوع وجهات النظر حول كيفية توفير مسارات من أجل التدريس لصالح مَن يعانون نقصاً في الخدمات والضعفاء والممثلين تمثيلاً ضعيفاً (بمَن فيهم المهاجرين، والأشخاص ذوي الإعاقة، والسكان الأصليين، والأقليات العرقية، والفقراء)، ولسدّ الفجوة في أعداد المعلمين في جميع أنحاء العالم.

ستُنشر تفاصيل الجلسة المتزامنة الأولى في 24 أيلول/سبتمبر على موقع فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين. إذا كنتم أعضاء في فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين، فيُرجى زيارة الموقع الشبكي لفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين على شبكة الإنترنت والانضمام إلى المجموعة المواضيعية المَعنيّة بالإدماج والإنصاف في سياسات وممارسات المعلمين ضمن زاوية الأعضاء قبل الفعاليّة لتتمكنوا من تلقّي معلومات بشأن الفعاليّات الخاصة بفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين. إذا كنتم غير أعضاء في فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين، فيُرجى الاتصال بمنسقي المجموعة المواضيعية: "بورنا شريستا" عبر البريد الإلكتروني purna.shrestha@vsoint.org، أو "جيمس أوميرا" عبر البريد الإلكتروني   president@icet4u.org


الصورة: معلمة وطلابها في مدرسة للتعليم الأساسي في رواندا. مصدر الصورة: الشراكة العالمية من أجل التعليم

أخبار
  • 30.08.2021

دعم المعلّمين والمعلّمات في جهود العودة إلى المدارس: مجموعة أدوات لقادة المدارس

تستأنف مدارس كثيرة في نصف الكرة الشمالي الحصص التدريسية بنظام الحضور في الأسابيع المقبلة بعد سنةٍ ونيف من الإغلاقات المتقطعة - على الرغم من استمرار وجود فيروس «كوفيد-19» وتحوّراته المُلتبسة. وتحبّذ مدارس أخرى اتباع نهجٍ مختلطٍ يجمع بين التعليم الحضوري والتعليم عن بُعد. وأياً كانت الطريقة التي تختارُها، فإنّ إعادة افتتاح المدارس التي كانت قد أغلقت أبوابها بسبب «كوفيد-19» لا تزال تطرح أسئلة كثيرة على قادة المدارس؛ إذ يتعيّن عليهم أن يضعوا سلامة وصحة مجتمع المدرسة أولاً. وفي نفس الوقت، عليهم أن يضمنوا أن العاملين في الخطوط الأمامية للمدارس - وهُم المعلّمون والمعلّمات وطاقم التعليم المُساند - يحظون بالمساعدة والحماية والأدوات التي يحتاجون إليها لاستئناف عملهم.  لقد لعب المعلّمون والمعلّمات دوراً أساسياً في أثناء إغلاق المدارس عن طريق ضمان استمرارية التعلّم وبالبقاء على تواصل مع الطلاب وأُسرهم. ويحظى دورهم في أثناء إعادة فتح المدارس بأهمية مماثلة.

في العام الماضي، أصدرت اليونسكو وفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين ومنظمة العمل الدولية مجموعة أدوات لمساعدة قادة المدارس على دعم وحماية المعلمين وطاقم التعليم المُساند في العودة إلى المدرسة. وتكمّل مجموعة الأدوات إطار العمل بشأن إعادة افتتاح المدارس المشترَك والدليل الإرشادي للسياسات الصادر عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين. وتُفصّل الأبعاد السبعة الواردة في الدليل الإرشادي للسياسات إلى سلسلة من الأسئلة والنصائح الإرشادية القابلة للتفعيل. وفي حين أنّ كثيراً من النظم التعليمية قد أُغلقت بالفعل وأعيد فتحها عدّة مرات على مرّ العام الماضي، فإنّ الأبعاد المتعلقة بدعم المعلمين والطلاب وحمايتهم لا تزال صالحة إلى اليوم. وتشمل هذه الأبعاد كيفية دعم صحة المعلمين وسلامتهم ورفاههم، وكيفية تعزيز الحوار مع المعلمين والمجتمع المحلي، وكيفية ضمان استئناف العملية التعليمية.

تفضّلوا بتنزيل مجموعة الأدوات في اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعربية.

الشكل 1- سبعة أبعاد لدعم المعلّمين والمعلّمات وطاقم المدرسة مع إعادة افتتاح المدارس

 

Figure 1 in Arabic 2

 

تُدرك مجموعة الأدوات أهمية السياق المحلي. ففي كثيرٍ من البلدان ما زال وضع الجائحة يتطور يومياً. وسوف تُحدد القرارات المحلية بشأن موعد إعادة فتح المدارس عن طريق نطاق واسع من الاعتبارات؛ فما يناسب مدرسةً ما قد لا يناسب غيرها. وينبغي لقادة المدارس في كل السياقات تحديد الأولويات وإدراك أنّ المقايضات قد تكون مطلوبة.

تُرينا مجموعة الأدوات أن قادة المدارس سيتعيّن عليهم التفكير في مسائل أساسية بما يتعلق بالمعلمين والمعلمات وطاقم التعليم المُساند بينما يكيّفون توجيهات وطنية للتخطيط لإعادة افتتاح مدارسهم. 

  أهمية التشاور والتواصل

ينبغي أن يشارك المعلّمون وموظفو المدارس والمنظمات التي تمثّلهم بنشاط في وضع السياسات والخطط من أجل إعادة فتح المدارس، بما في ذلك الإجراءات المتعلقة بالسلامة والصحة المهنيتين لحماية العاملين. ويمكن للتواصل مع المدرسين والمتعلمين والمساعدين بخصوص إعادة الفتح أن يسفر عن إيضاح التوقعات وإبراز دورهم في نجاح جهود السلامة والشمول في سبيل العودة إلى المدارس، بما في ذلك المقومات الكلية للرفاه، والتدريس، وعملية التعافي في إجراءات التعلُّم.

بما أن القرارات بإعادة فتح المدارس تتخذها السلطات المركزية، سيكون من الهامّ التواصل في مرحلة مبكرة، بوضوح وانتظام، مع أولياء الأمور والمجتمعات المدرسية لفهم الجوانب التي تثير قلقها وحشد الدعم من أجل خطط إعادة فتح المدارس. قد يرغب أولياء الأمور في معرفة أي الضمانات قد وُضعت للحد من المخاطر الصحية. كما سيرغبون في سماع الالتزام المتواصل للمدرسة بالمبادئ والأهداف الأساسية التربوية. وبما أنّ المعلّمين والمعلّمات هُم غالباً نقطة الاتصال الأولى مع أولياء الأمور، يتعيّن عليهم أن يكونوا مستعدين كي يضمنوا إطْلاع الجميع بما يستجد على نحو مستمر. 

 طمأنة المعلّمين والمعلّمات وطاقم المدرسة بشأن صحتهم وسلامتهم وحقوقهم

إن الاهتمام بعافية المعلّمين والمعلّمات والطاقم التعليمي المُساند والطلاب إنما يقع في صلب صنع القرار. ومن الهامّ أن نوازن بين الرغبة في العودة إلى المدارس مع النظر في المخاطر التي تحيط بالمعلّمين (واحتياجاتهم) وبموظفي الدعم والمتعلمين بحيث تُستوفى احتياجات الأفراد الأشد ضعفاً في مجتمع المدرسة.

وقد تشمل الاستجابات على مستوى المدارس تقييماً مستمراً نفسياً واجتماعياً-معنوياً، ودعماً للمعلمين والطلاب. وينبغي لقادة المدارس والمعلمين أن يتصدوا بحرّية لاحتياجاتهم، وأن يمارسوا العناية الذاتية، وأن يديروا إجهادهم الخاص. يمكن لقادة المدارس مساعدة المعلّمين والمعلّمات على تطوير مهارات إدارة الإجهاد وآليات التأقلم، بحيث يتمكنون من التدريس بفاعلية وتوفير الدعم النفسي-الاجتماعي للمتعلمين المطلوب للغاية. ومن الأهمية البالغة أيضاً فهم أنّ المدارس هي أماكن عمل وأنه من الحيوي أكثر مما مضى احترام حقوق وظروف الأشخاص الذين يعملون فيها. 

 وقال ناظر مدرسة إعدادية من واغادوغو، بوركينا فاسو، "قبل أن تعيد المدارس فتح أبوابها، كان المعلمون قلقين بشأن استئناف العمل والتقاط الفيروس، وكذلك كان أولياء الأمور. لم تكن لدينا مَرافق لخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، ولا كمامات، ولا قاعات دراسية واسعة. ولا شك أن التباحث مع الكوادر الصحية كان ليساعدنا كثيراً. كما أن وجود اختصاصيين نفسيين في المدارس لتقديم الرعاية النفسية كان ليبث الطمأنينة في نفوس الجميع. وفي النهاية، تمكنّا من تأمين مستلزمات نظافة صحية وكمامات كافية من منظمة دولية غير حكومية، وأعدنا صفاً واحداً فقط إلى المدرسة للاستعداد للامتحانات. وقد فُصلت الصفوف إلى اثنين".

 الاستعانة بخبرات المعلّمين والمعلّمات في بيئة الصفوف الدراسية الجديدة

في معظم السياقات، حين يعود الأولاد إلى الصفوف المدرسية لن يكون العمل طبقاً للمعتاد. ففي بعض الحالات، سيكون بعض الطلاب فقط حاضرين، أو ستكون هناك فترتان للمناوبة. وسوف تُكيّف خطط الدروس والتقييمات والمناهج الإجمالية، وسيتعيّن وضع دروس تعويضية ونشرها.

يتعيّن على قادة المدارس التأكد من تمكين المعلّمين لاتخاذ قرارات حول التدريس والتعلّم. ويمكنهم العمل مع المعلّمين والمعلّمات لتعديل المناهج والتقييم القائم على تقويمات زمنية مدرسية منقّحة وتعليمات من السلطات المركزية. كما ينبغي لقادة المدارس أن يقدموا الدعم للمعلمين والمعلمات في إعادة تنظيم صفوفهم للسماح بالتعلم المعجّل والاستجابات التعويضية، مع التقيد باللوائح المتعلقة بالتباعد الجسدي.

إنّ الدور الأساسي للمعلّمين والمعلّمات في إدراك فجوات التعلّم وصياغة الاستجابات التربوية يظل بالغ الأهمية. ويصحّ ذلك على وجه الخصوص بالنسبة إلى الفئات الضعيفة، بما في ذلك الأُسر المنخفضة الدخل والفتيات والفئات ذات الاحتياجات الخاصة أو الإعاقات، أو الأقليات العرقية أو الثقافية، ومَن يعيشون في مناطق ريفية نائية بلا منفذ إلى التعليم عن بُعد.

لإدارة العودة إلى المدارس، من الهام بالنسبة إلى المعلّمين والمعلّمات وطاقم التعليم المُساند تلقّي إعدادٍ مهنيٍّ ملائم لمباشرة مسؤولياتهم وتلبية التوقعات. وسوف يشكّل التدريب والتعلم بين الأقران والتعاون مع المعلمين داخل المدرسة وعلى نطاق أوسع أهمية بالغة. ويشكّل مثل هذا الدعم أهمية على وجه الخصوص إذ قد يتعرض المعلّمون والمعلّمات لضغط إضافي بسبب ضيق الوقت إذا ما طُلب منهم التعليم وجهاً لوجه وعن بُعد على حد سواء.

إنّ تعافي العملية التعليمية من شأنه أن يتطلب ضخ مزيدٍ من الاستثمارات لضمان عدم فقدان جيل من المتعلمين. ولهذا السبب يدعو فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين على وجه السرعة إلى زيادة الاستثمار في المعلمين والتدريس. تفضّلوا بقراءة الدعوة إلى زيادة الاستثمار في التعليم

تفضّلوا بتنزيل مجموعة الأدوات في اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعربية.

اطّلعوا أيضا على المبادئ التوجيهية للسلطات الوطنية في اللغات العربية والإنجليزية، والفرنسية والإسبانية

إعلان/بيان
  • pdf
  • 03.09.2021
  • EN  |  FR  |  ES

دعوة إلى زيادة الاستثمار في المعلّمين والتدريس

في جميع أنحاء العالم، سلَّطت جائحة كوفيد-19 الضوء على تباينات هائلة بين البلدان في ما يتعلق بقدرة البلدان على الاستجابة للتحديات التي تواجه أنظمتها التعليمية، تنادي هذه الدعوة من أجل استثمار أكبر في...