تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

لمحة تاريخية

أُحرز تقدم ملموس نحو تحقيق أهداف التعليم للجميع الستة منذ انعقاد منتدى داكار العالمي للتربية عام 2000، ولا سيّما فيما يتعلق بتعميم التعليم الابتدائي. على الرغم من أن النمو السريع في التحاق الأطفال في سن الدراسة بالتعليم الابتدائي لم يواكبه نمو مماثل ومتناسب في توظيف المعلمين، فتنامى إدراك الضرورة الملحة لسد نقص المعلمين من أجل توفير التعليم لجميع الأطفال والشباب والكبار.

حثّ الفريق رفيع المستوى المعني بالتعليم للجميع إبان اجتماعه الذي عقد في أوسلو في شهر كانون الأول/ديسمبر 2008 الحكومات الوطنية على تحديد احتياجاتها من حيث توظيف المعلمين الجيدين ونشرهم وتدريبهم واستبقائهم في الأجلين القصير والمتوسط، ودُعي الشركاء في التنمية إلى دعم الجهود الوطنية الرامية إلى سد النقص في عدد المعلمين وتوفير دعم يمكن التنبؤ به لسداد التكاليف المترتبة على ذلك. أيّد إعلان أوسلو  لهذا الغرض، إنشاء فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم للجميع.

المرحلة الأولى (2009-2012) 

وضع فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين خلال المرحلة الأولى من أنشطته (2009-2012) خطة عمل لسد الفجوات في المجالات الثلاثة التالية المتعلقة بالمعلمين:

  • السياسات: وضع و/أو تعزيز السياسات والاستراتيجيات والخطط الوطنية الملائمة لتوفير العدد الكافي من المعلمين؛
  • القدرات: تنمية القدرات في مجال جمع البيانات والمعلومات وإدارتها واستخدامها من أجل رسم السياسات وتنفيذها ورصدها وتقييمها. حيث يرتبط بناء القدرات أيضاً بالقيود المتعلقة بالموارد البشرية على الصعيد الوطني فيما يتعلق بالتخطيط والإدارة لتوفير عدد كاف من المعلمين في إطار التعليم للجميع؛
  • التمويل: ضرورة زيادة الاستثمار في المعلمين على المستويات الوطنية، وتقديم الدعم الدولي لسد النفقات المتكررة على الصعيد القُطري من أجل تلبية الاحتياجات المتعلقة بالمعلمين في إطار التعليم للجميع.

عمل فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين خلال هذه المرحلة الأولى بوصفه آلية فعالة للترويج والحوار بشأن السياسات على الصعيدين العالمي والإقليمي، وإنتاج المعارف وتبادلها بشأن قضايا المعلمين الحاسمة. أُجري كذلك تقييم خارجي بشأن المبنى التنظيمي لفريق العمل وأعماله في شهر آذار/مارس 2012 أقرّت نتائجه بأهمية الفريق وأوصت بتمديد مهمته حتى عام 2015 وما بعده.

المرحلة الثانية (2014-2017) 

واصل فريق العمل في المرحلة الثانية من أنشطته (2014-2017) تقديم الدعم إلى أعضائه من أجل سد الفجوات القائمة على صعيد السياسات والقدرات والتمويل فيما يخص المعلمين ومهنة التعليم.

استهل فريق العمل بانتهاء حقبة "برنامج التعليم للجميع" المرحلة الثالثة من أنشطته. حيث أدى أعضاء فريق العمل دوراً رئيسياً في الدعوة إلى تخصيص بند مستقل للمعلمين في إطار الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة، وقرر فريق العمل بلورة أنشطته بما يتلاءم مع أهداف التعليم المعتمدة حديثاً على الصعيد الدولي. لذلك، تستند الخطة الإستراتيجية للفترة 2018-2021 إلى أهداف التنمية المستدامة، ولا سيَّما الغاية 4-ج، كذلك التعليم حتى عام 2030 - إعلان إنشيون وإطار العمل الصادر في عام 2015؛ نتيجةً لذلك، تم تغيير الاسم الرسمي لفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين إلى فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلّمين في إطار التعليم حتى عام 2030". 

المرحلة الثالثة (2018-2021) 

استرشدت المرحلة الثالثة أيضاً من فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين بتقييمٍ خارجي أُجري في الفترة 2016-2017. تمت مناقشة استنتاجات التقييم وتوصياته من قِبل اللجنة التوجيهية لفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين في أيار/مايو 2017 ودفعت ببعض الاتجاهات الاستراتيجية للخطة الاستراتيجية للفترة 2018-2021.  حيث تمركزت الخطة حول محاور العمل الرئيسية الثلاثة التي تقع في صميم عمل فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين: إنشاء المعارف وتبادُلها؛والمناصرة؛ والدعم والمشاركة على الصعيد القُطري. لذلك باتباع محاور العمل الرئيسية هذه، توقعت الخطة ثلاث مبادرات رئيسية: تعزيز منتدى الحوار بشأن السياسات؛ وبناء منصة مُتاحة على الإنترنت تجمع المعارف المتعلقة بالمعلّمين والتدريس؛ وتجريب دليل إعداد السياسات الخاصة بالمعلّمين الذي وضع خلال الفترة 2014-2016. 

المرحلة الحالية (2022-2025) 

استُرشِد بتقييمٍ خارجي أجري في أوائل عام 2021 في الخطة الإستراتيجية للفترة 2022-2025، والتي تعرض المرحلة الرابعة من وجود الشبكة. اعترف التقييم بالقيمة المُضافة التي يتمحور حولها "عمل فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين وقدرته على تقديم الدعم في مجالات المناصرة وتبادُل المعارف". سيواصل فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين عمله في هذه المجالات للتأثير على المناقشات العالمية، وتوجيه صياغتها، والمناصرة لتلبية الحاجة إلى زيادة عدد المعلّمين المؤهلين والمُندفعين لعملهم والمزوَّدين بموارد جيدة. كما سيسعى الفريق إلى دفع المناقشات بشأن القواعد والمعايير المتعلقة بالمعلّم باعتبارها بُعداً من الأبعاد الأساسية لجودة التعليم والتعلُّم. 

مع الأخذ في الاعتبار توصيات التقييم المتعلقة بالحاجة إلى إعادة ضبط مشاركة فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين على المستوى القُطري، سيضطلع فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين بتعزيز تعلُّم السياسات الإقليمية والوطنية. يتمثل الغرض في هذه الخطة الاستراتيجية الجديدة في تعزيز التبادُل بين الأعضاء، وخلق ديناميّاتٍ على المستويَيْن الدولي والإقليمي، مع اضطلاع فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين بدورٍ راعٍ للتغيير. سيحظى الشركاء على الصعيدَيْن الإقليمي والوطني باهتمامٍ خاص، على افتراض أن هذا التبادُل بين الأعضاء سيؤدي بهم إلى تبنّي وتنفيذ الدروس المستفادة في مجال السياسات التي يجمعها الأعضاء.