تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
تدوينة
  • 05.10.2020

تحسين حالة التعليم حول العالم تتطلب المزيد من الدعم للمعلمين. وهذه هي الطريقة

هذه مدونة مبنية على استنتاجات بيان حقائق يوم المعلم العالمي 2020 2020 World Teachers' Day fact sheet المنشور من قبل فرقة العمل الدولية للمعلمين من أجل التعليم في العام 2030، ومعهد اليونيسكو للإحصائيات UNESCO Institute for Statistics ، والتقرير العالمي لرصد التعليم Global Education Monitoring Report.

أدت جائحة الفيروس التاجي كوفيد19- إلى إغلاق المدارس حول العالم، لتُباعد بين الطلاب ومعلميهم وزملائهم في الصف. وكانت محاولة العديد من المعلمين العودة لجزء من الوضع الطبيعي، وإعادة فتح المدارس، وإعادة دمج الطلاب، محفوفة ببعض التحديات الخاصة التي واجهتهم.

في يوم المعلم العالمي هذا (الخامس من أكتوبر)، سنقوم بتقييم بعض التحديات التي تواجه المعلمين وتحديد ما يتوجب القيام به لمساعدتهم على توفير تعليم جيد للجميع.

 

يحتاج العالم إلى المزيد من المعلمين

لم تكن 'جودة التعليم' ‘Quality education’، المرمى الرابع للتنمية المستدامة للأمم المتحدة UN Sustainable Development Goal، أكثر أهمية في أي وقت مضى منها حالياً. فبالرغم من الاضطرابات كلها، فالوباءُ هو فرصة جيدة أيضاً. ومن خلال التركيز على التعليم وتنشيط الأجيال الشابة، يمكن للمجتمعات أن تقوم بالتخطيط لطريق للخروج من أزمة الفيروس التاجي كوفيد19- والذي بدوره يؤدي إلى عالم أفضل.

ومن أجل هذا، فنحن بحاجة للمزيد من المعلمين المؤهلين. يوجد بالفعل الآن زيادة في عدد المعلمين حول العالم أكثر مما كان عليه قبل عشرين عاماً بنحو 28 مليون معلم، ولكن هذا لا يفي بالعدد المطلوب المقدر مسبقاً (69 مليون معلم) لضمان التعليم الابتدائي والثانوي عالمياً بحلول 2030. إنّ الحاجة أكبر في المناطق المحرومة. وعلى سبيل المثال، %70 من بلدان جنوب صحراء أفريقيا لديها نقص في المعلمين في المستوى الابتدائي، بمعدل 58 طالباً لكل معلم مؤهل. قارن هذا مع جنوب شرق آسيا حيث يكون المعدل الوسطي فقط 19 طالباً فقط لكل معلم.

تختلف أيضاً مستويات تدريب المعلمين بشكل كبير بين الأقاليم العالمية: %65 من معلمي الابتدائي في جنوب صحراء أفريقيا يمتلكون الحد الأدنى من المؤهلات التدريبية المطلوبة، مقارنة مع %98 في وسط آسيا.

 Table 1 AR

 

 

إنه لغزٌ معقدٌ: التعليم هو الطريقة الأفضل بالنسبة للمجتمعات المحرومة لإصلاح عدم المساواة العالمي، لكن تواجههم في الواقع معوقات كثيرة لعدم وجود القدرة أو تدريب المعلمين لإعطاء الدعم الذي يحتاجه كل طالب.

 

من يعلّم المعلمين؟

هناك بعض المقترحات الملموسة التي تهدف إلى زيادة مستوى الدعم الذي يتلقاه المعلمون. فعلى سبيل المثال، وضع الاتحاد الأفريقي المعايير العالمية لمؤهلات المعلمين  universal standards for teacher qualifications التي ستضمن أن يتم تجهيز المعلمين جميعهم بالمعارف والمهارات والقيم التي يحتاجونها. هذا يعني أنّ إعداد هؤلاء المعلمين سيكون أفضل عند دخولهم إلى الصفوف المدرسية، ويمكن لهذا، إلى جانب التوظيف الأوسع لتقليل حجوم الصفوف المدرسية، أن يحسن إلى حد كبير من جودة أنظمة التعليم في الإقليم.

لقد أجبرنا وباء الفيروس التاجي كوفيد19- على الانتقال إلى التعلم عن بعد وعبر الإنترنت. ولذلك يحتاج المعلمون، وبشكل عاجل، إلى تدريب أفضل على تقانة (تكنولوجيا) المعلومات والاتصالات (ICT). ومع ذلك، تظهر الأبحاث أنّ %43 فقط من المعلمين في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية The Organisation for Economic Co-operation and Development OECD يشعرون بأنهم مجهزون لاستخدام تقانة المعلومات والاتصالات ICT لإيتاء الدروس. المساعدة قادمة، ولكن مرة أخرى يلقي الوباء الضوء على عدم المساواة العالمية حيث أنّ الكثير من المنازل في البلدان منخفضة الدخل تفتقر إلى الأجهزة والاتصال للتعلم عبر الإنترنت. ويعاني المعلم أيضاً في البلدان منخفضة الدخل لأن %41 منهم فقط قد تلقى دليل تقانة المعلومات والاتصالات العملي للمعلمين، مقارنة بنسبة %71 في البلدان مرتفعة الدخل.

 graph 1 AR

الاهتمام بالقادة

يمكن للتدريب على القيادة أن يخفف من أسوأ التفاوتات التي يسببها الفيروس التاجي كوفيد19-، مما يمكّن المعلمين الأفراد من قيادة زملائهم خلال هذا الوقت الصعب.

يخلقُ القادةُ الأقوياء ثقافة الثقة في المدارس بغرسهم للشعور الجماعي بالمسؤولية وتوفير الدعم والتقدير. وعلى سبيل المثال، مجتمعات التعلم المهنية Professional Learning Communities PLCs هي عبارة عن منتديات يمكن فيها للمعلمين دعم التدريب والتطوير فيما بينهم. ففي رواندا، يقوم 843 من قادة المدارس، وبعد أن أكملوا الدبلوم في إدارة المدارس، باستخدام مجتمعات التعلم المهنية لمشاركة فوائد تدريبهم مع زملائهم. وفي جنوب أفريقيا، يتم تشجيع قادة المدارس على إنشاء عدد من مجتمعات التعلم المهنية واستخدامها لتجنيد المعلمين المبتدئين في المهنة، وإعطائهم الثقة لتحمل مسؤولية التنمية المهنية الذاتية. وفي الإكوادور، يشارك 287 من قادة المدارس في مجتمعات التعلم المهنية لتبادل أفضل الممارسات وتنظيم أنفسهم ضمن شبكات داعمة.

 

ماذا يحتاج المعلمون أيضاً؟

التدريب الأفضل والقيادة القوية داخل المدارس سيفيدان أنظمة التعليم العالمية في السنوات القادمة. ولكن هناك قضية أخرى أصبحت أكثر إلحاحاً بسبب الوباء، وهي الشمولية. ونظراً لأن الطلاب يعودون إلى المدرسة، فإن قدرة المعلمين على تعزيز بيئة شاملة تُعتبر مهارة حيوية للتخفيف من الاضطراب وضمان عدم استبعاد الطلاب من التعلم.

تطلب %61 من البلدان في مسح حديث تدريبَ معلميها على مهارات الشمولية، ولكن القليل جداً هو الذي يضمن مثل هذا التدريب في سياساتها أو قوانينها. ولكن الوباء قد قام بالفعل بما يكفي لإبعاد المعلمين عن طلابهم والطلاب عن زملائهم. ومع العديد من المدارس التي لا تزال تلاحظ تأثير التباعد المكاني على إبطاء انتشار الفيروس، يبقى التدريب النوعي في التعليم الشامل أمراً ضرورياً لضمان بيئة تعليمية متماسكة وفاعلة.

 

لقد تم إنجاز الكثير من العمل، ولا يزال هناك الكثير للقيام به

يجب إعطاء المعلمين فرص الإرشاد والتطوير المهني لضمان شعورهم بالجاهزية للإمساك بزمام الصفوف المدرسية واقعياً أو افتراضياً معاً. وهناك نقص شديد في هذا في أجزاء كثيرة من العالم.

العملُ جارٍ لتحسين الوضع حيث يتم وضع معايير جديدة ويتم تنفيذ التدريب ويقوم القادة الأقوياء بإنشاء بيئات تعليمية شاملة وداعمة في كل مكان. ومع ذلك، فمن أجل إنجاز تقدم حقيقي، يجب على الحكومات أن تستمع للمعلمين ولنقابات المعلمين. والتغيير الحقيقي يمكن أن يحدث فقط إذا تمّ الإصغاء لأصوات المعلمين. ويجب أن يستكشف المعلمون وصانعو السياسات معاً هذا العالم الجديد.

راجع بيان حقائق يوم المعلم العالمي 2020 2020 World Teachers' Day fact sheet المنشور من قبل فرقة العمل الدولية للمعلمين من أجل التعليم في العام 2030، ومعهد اليونيسكو للإحصائيات UNESCO Institute for Statistics ، والتقرير العالمي لرصد التعليم Global Education Monitoring Report.

هذه المدونة هي جزء من سلسلة من القصص التي تتناول أهمية عمل المعلمين والتحديات التي يواجهونها في الفترة حتى احتفالات يوم المعلم العالمي لهذا العام.

 *

صورة الغلاف بالإذن من: GPE/Kelley Lynch

أخبار
  • 23.09.2020

اليوم العالمي للمعلمين 2020 "المعلّمون: القيادة في أوقات الأزمات وإعادة تصوُّر المستقبل"

أسبوع من الفعاليات للاحتفال بالمعلمين من جميع أنحاء العالم

سُلِّط الضوء هذا العام على الدور الحيوي غير المسبوق الذي ينهض به المعلمون في قلب المنظومة التعليمية، وذلك من خلال الروح القيادية التي أظهروها في ضمان استمرارية التعلُّم في خلال جائحة «كوفيد-19». وقد كُرِّس الموضوع المحوري لليوم العالمي للمعلمين 2020، المزمع الاحتفال به في 5 تشرين الأول/أكتوبر، لإبراز هذا الإنجاز الحاسم: "المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات وإعادة تصوُّر المستقبل".

 

في كل عام، يشكّل اليوم العالمي للمعلمين فرصةً للاحتفال بمهنة التدريس، وتسليط الضوء على إنجازات المعلمين، ولفت الانتباه إلى احتياجاتهم وأصواتهم. ويحتفي هذا اليوم بذكرى اعتماد توصية منظمة العمل الدولية/اليونسكو (1966) بشأن أوضاع المدرسين وتوصية عام 1997 بشأن أوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي.

 

ومنذ اعتماد الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة في عام 2015 - "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلُّم مدى الحياة للجميع"، أتاح اليوم العالمي للمعلمين فرصةً كذلك لتقييم التقدم المحرز نحو تحقيق الغاية 4-ج من أهداف التنمية المستدامة والمتمثّلة في زيادة عدد المعلمين المؤهلين ومعالجة التحديات التي تواجه مهنة التدريس.

 

وقد تضاعفت هذه التحديات على نحو تصاعدي هذا العام، ذلك لأن الوضع غير المسبوق الذي أوجدته جائحة «كوفيد-19» وضع النظم التعليمية على المحكّ والتي كانت في الأساس تكبّلها القيود. وأظهر المعلمون على نحو فردي وجماعي روحاً قيادية، وقدرةً على الابتكار والإبداع على صعيد الفصول الدراسية والمدارس والمجتمعات المحلية، مع الاستجابة في الوقت نفسه لكثيرٍ من التحديات المفروضة على عملهم وظروف العمل. وقد أبرزت الجائحة أيضاً أهمية الدعم النظامي والوزاري للدور القيادي الذي ينهض به المعلمون في أوقات الأزمات.

 

وفي ضوء تجارب المعلمين في خلال الجائحة، تستكشف فعاليات اليوم العالمي للمعلمين هذا العام الموضوع المحوري المتعلق بالدور القيادي للمعلمين. وتُركز المناقشات والتفاعلات، طوال فترة الاحتفال التي تدوم أسبوعاً، على الكيفية التي يمكن بها للدور القيادي للمعلمين بأشكالٍ مختلفة أن يُساهم في بناء أنظمة تعليمية قادرة على الصمود في مواجهة الأزمات.

 

مبادرات متعددة لتعزيز فاعليّة عملية وضع السياسات الخاصة بالمعلمين

في إطار فعاليات الأسبوع، يُطلق فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين رسمياً منصة المعرفة، متضمنةً مركزاً للمعارف يعزز عملية صنع السياسات المستندة إلى الأدلة وتوفر دعماً للمعلمين بأكثر من 300 وثيقة نوعية وزاوية مخصصة للأعضاء تمكّن الأعضاء والشركاء من التواصل في ما بينهم وتبادل الموارد القيّمة.

 

وقد سبق أن أُطلِقت حملة افتراضية تستعرض قصصاً ملهمة عن المعلمين وقادة المدارس، مع مساهماتٍ قديرة من أعضاء فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين والشركاء. وتسلّط مقالات الحملة ومقاطع الفيديو القصيرة الضوءَ على المعلمين وقادة المدارس الذين حرصوا على استمرار التعلُّم في أثناء إغلاق المدارس، مبرزين أهمية دورهم القيادي والتحديات التي يواجهونها.

 

وبالعمل مع فريق التقرير العالمي لرصد التعليم ومعهد اليونسكو للإحصاء، يُشارك فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين في نشر صحيفة وقائع عن اليوم العالمي للمعلمين 2020 وورقة سياسة عامة تركّز على المعلمين والإدماج.  

 

وإلى جانب المكاتب الإقليمية لليونسكو وأعضائها وشركائها، يُنظم فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين سلسلةً من الاجتماعات الإقليمية لاستكشاف الأنواع المختلفة من الأدوار القيادية للمعلمين في سياقات وطنية متنوعة وأدوارهم في تحقيق جودة التعليم وطرح حلول فعّالة لمواجهة التحديات التي تفرضها جائحة «كوفيد-19». وتُسلّط الاجتماعات الضوءَ على تجارب البلدان الأعضاء والمنظمات في ما يتعلق بالدور القيادي للمعلمين على مختلف الأصعدة في أوقات الأزمات. وبناءً على هذه التجربة، ستسعى الاجتماعات إلى تسليط الضوء على الممارسات الجيدة والتحديات والعوامل التمكينية والمقيِّدة للتنمية الشاملة للدور القيادي الذي يضطّلع به المعلمون في بناء نظم تعليمية قادرة على الصمود في أوقات الأزمات.

 

الاجتماعات مفتوحة للبلدان والمنظمات الأعضاء في فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين وكذلك لغير الأعضاء. تعرّفوا على مزيدٍ من التفاصيل وانضمّوا إلى الفعاليات من خلال الروابط التالية:

 

 

التخطيط جارٍ أيضاً لعقد اجتماع للأعضاء والشركاء من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

تدوينة
  • 23.09.2020

ثلاثة أسباب تجعل القيادة المدرسية أمراً حيوياً لنجاح المعلم

تحسين المدرسة نادراً ما يحدث دون قيادة فعالة، وتأتي القيادة المدرسية في المرتبة الثانية من حيث تأثيرها على إنجاز الطالب في الصفوف المدرسية، بعد عملية التدريس. يرسم تقرير مراجعة الأدلة الجديدة من قادة المدارس العالمية Global School Leaders صورة معقدة ومتغيرة باستمرار لقادة المدارس، مع أدوارهم ومسؤولياتهم، وتنوع التأثير حول العالم.

في الفترة الواقعة حتى يوم المعلم العالمي (الخامس من أكتوبر)، أوجزنا ثلاثة طرائق تبين الدور الحيوي لقادة المدارس في نجاح المعلمين وحصائل (محصلات) outcomes الطلاب:

 

1. يرسّخ قادة المدارس ممارسات تعليمية عظيمة

يمكن لقادة المدارس أن يدعموا معلميهم وتلاميذهم من خلال إنشاء ممارسات تعليمية فعالة وترسيخها. يمكنهم تسخير مواهب المعلمين والطلاب وأولياء الأمور ودوافعهم؛ وتطوير ثقافات التعلم الشاملة والمُلهمة للمدرسة بأكملها؛ وتوفير التدريب المكثف الفردي والمُستدام للمعلمين.

وأثر القيادة المدرسية القوية على التعليم واضح، فقد وجدت دراسة حديثة شملت 65 دولة أنّ الطلاب الذين يقودهم أفضل %25 من قادة المدارس يتلقون ما يعادل ثلاثة أشهر إضافية من التعليم كل سنة مقارنة بأولئك الذين يقودهم من يأتي ترتيبهم في آخر %25 من القادة. هناك اهتمام كبير في استهداف قادة المدارس وسط الجهود لتحسين حصائل الطلاب بأسلوب فعّال التكلفة cost-effective ، مع دراسة واحدة وجدت أنّ زيادة نقطة واحدة في حرز ممارسات الإدارة المدرسية ترتبط بزيادة أداء الطلاب بنسبة %10.

ولكي يتمكن القادة من وضع أفضل الممارسات التعليمية لمدارسهم، من الضروري عدم إرهاقهم بالمسؤوليات الإدارية غير الضرورية (ينفقون عادةً أقل من %25 من وقتهم في إدارة أنشطة الطلاب التعليمية)، والحرص على تلقيهم التدريب المناسب.

وللأماكن الذي يكون تدريب قادة المدارس محدوداً، يتوافر عدد من المصادر المجانية عبر الإنترنت. ومن ذلك، على سبيل المثال، كتيبات التدريب لقادة المدارس في أفريقيا والتي أصدرها معهد اليونيسكو لبناء القدرات الدولية وتم وضعها في غينيا وليسوتو ونيجيريا وسيراليون، وهي يمكن أن تساعد في سدّ هذه الثغرات في التدريب. ولقد نشرنا أيضاً مجموعة الأدوات هذه لمساعدة قادة المدارس على دعم المعلمين وموظفي دعم التعليم وحمايتهم للعودة إلى المدرسة بعد وباء كوفيد19-.

 

2. يفهم قادة المدرسة الجيدون احتياجات مدارسهم

منذ ثمانينات القرن العشرين، قامت جهود اللامركزية بتحويل سلطات صنع القرار إلى مستويات أخفض من أنظمة التعليم في العديد من البلدان. ويستند هذا الانتقال إلى فرضية أنّ قادة المدارس على دراية أكبر بالاحتياجات الخاصة لمدارسهم، ولذلك فإنهم في وضع أفضل لاتخاذ القرارات حول كيفية الإدارة وتنفيذها.

قد يتخذ قادة المدارس المستقلون قراراتهم الخاصة بشأن الميزانيات والمناهج والموظفين، بدلاً من التقيد المفرط بتنفيذ السياسات الحكومية. هذه الحرية يمكن أن تسمح للمدارس بالتكيف السريع مع التوقعات التعليمية المتغيرة واحتياجات طلابها الخاصة واهتماماتهم. وجدت دراسة عن المدارس في كوريا الجنوبية أنّ استقلالية مدير المدرسة في التصرف بالمناهج والتقييم تبدي ارتباطاً إيجابياً مع مستوى الإنجاز في الرياضيات، وخصوصاً بالنسبة للتلاميذ ذوي الأداء المنخفض.

بيد أنّ تعيين بعض قادة المدارس في الوقت الراهن يستند إلى الأقدمية أو الاعتبارات السياسية بدلاً من المهارات والخبرة. ولضمان تحقيق فوائد اللامركزية في التعليم والتعلم، يجب أن يكون قادة المدارس المستقلين عُرضةً للمُحاسبة ومُسلحين بالمهارات والموارد الضرورية. ويجب أن يتضمن ذلك، وفق التقرير العالمي لقادة المدارس Global School Leaders Report، التدريب على تفسير معطيات التعلم واستخدامها.

 

3. قادة المدارس يوضحون الطريق خلال الأوقات العصيبة

عندما تواجه المدارس ظروفاً سيئة تكون القيادة القوية أمراً حاسماً للمرونة والتكيف والتعافي. فالكوارث الطبيعية والنزاعات والأزمات الصحية، مثل وباء الفيروس التاجي، تقود إلى اضطراب شديد في التعليم وتجبر المعلمين على التكيف مع ظروف التحديات.

قد يغتنم أفضل المعلمين الفرص وسط الأزمة. قالت الدكتورة سارة روتو Dr Sara Ruto، رئيسة لجنة الاستجابة لوباء فيروس كوفيد19- في وزارة التعليم الكينية، إنّ أزمة كوفيد19- الحالية "تعطي الدفع لبعض ركائز المنهاج التي لم تجد من ينادي بها من قبل - مثل إشراك الوالدين والتمكين والتعليم المستند إلى القيم." لقد نصحت قادة المدارس باستغلال هذه الفرصة لإشراك أولياء الأمور لمساعدتهم في إغناء خبرة الطلاب.

تشير البينات إلى أنّ القيادة القوية عامل حاسم في رؤية المجتمعات المدرسية خلال الأزمات. على سبيل المثال، يبدو أن البينة الأولية من بورتو ريكو تشير إلى أنّ قادة المدارس الأقوياء كانوا بوضع أفضل لاستخدام أدوات التعلم عن بعد والاحتفاظ بارتباط الطلاب في أثناء إغلاق المدارس بسبب فيروس كوفيد19-. وأظهر تحليلٌ لإغلاق المدارس في أثناء إعصار ماثيو في هايتي عام 2016 أنه على الرغم من الأضرار المدمرة للبنى التحتية، أبقت المدارس ذات الإدارة القوية على تحسين درجات القراءة عند طلاب السنوات الأولى.

*

هذه المدونة هي جزء من سلسلة من القصص التي تتناول أهمية عمل المعلمين والتحديات التي يواجهونها في الفترة حتى احتفالات يوم المعلم العالمي لهذا العام.

 *

صورة الغلاف بالإذن من: GPE/LudovicaPellicioli

 

أخبار
  • 03.09.2020

ما شروط المعلّم المؤهَّل؟

"الحق في الحصول على التعليم يعني الحق في الحصول على معلّم مؤهَّل." تبدو هذه العبارة بسيطة بما يكفي، إلى أن يتفحص المرء معنى "المعلّم المؤهَّل".

من إحدى طُرق تعريف المعلّم المؤهل، كَوني معلّماً، هي "مَن هو حائز في الحد الأدنى على المؤهلات الأكاديمية المطلوبة لتدريس المواد المكلّف بها لمستوى معيّن في بلدٍ ما."

يتعلق التعريف أعلاه بنوع المؤهّل المطلوب كي يصبح الفرد معلّماً أو معلّمة. في بعض البُلدان، تُعد درجة الماجستير حدّاً أدنى في المتطلبات؛ وفي بُلدان أخرى، تكون شهادة الثانوية العامة كافية. وهذا هو أحد المؤشرات المرتبطة بالهدف 4-جـ من أهداف التنمية المستدامة.

ومع ذلك، فسواءً كان المعلّم حائزاً على شهادة ثانوية عامة أو درجة الماجستير، فكلا المؤهلين لا يكفيان لضمان تدريس جيّد. يعود الأمر في ذلك إلى أن التدريب الأهمّ للتأهل بصفة معلّم هو التدريب التربوي.

وهناك مؤشر آخر لقياس التقدم المُحرز في تحقيق الهدف 4-جـ من أهداف التنمية المستدامة ويدعو إلى توفّر معلّمين متدرّبين. المعلّم المتدرّب هو مَن "أتمّ الحد الأدنى من متطلبات تدريب المعلّمين المنظَّم (سواءً في أثناء التدريب قبل الخدمة أو في أثناء الخدمة)." تحيط معظم برامج تدريب المعلّمين والمعلّمات بشكل من أشكال الدراسة في النظرية التعليمية، وطُرق التدريس، ونماء الطفل، والتقييم، بالإضافة إلى الدراسة المركزة على اللغات والرياضيات والعلوم وما إلى ذلك.

ولكن هناك تنوع كبير في كيفية تنظيم البُلدان للتدريب التربوي. يمكن لبرامج تدريب المعلّمين والمعلّمات أن تتراوح بين 12 شهراً و4 سنوات. وقد تتضمن مكوّناً عملياً (على سبيل المثال، خبرة ميدانية) إما على نحو متزامن في أثناء واجبات الدورة التدريبية أو بعد إتمام كامل واجبات الدورة التدريبية. وقد تتراوح الخبرات العملية من بضعة أسابيع إلى عدّة أشهر. قد يستفيد بعض المعلمين الطلاب من التمرين الخاضع للإشراف في أثناء تجاربهم الميدانية، بينما لا يُسمح لغيرهم سوى بملاحظة معلّم الصف. وفي كثير من الأحيان، تكون هذه الاختلافات موجودة في البلد الواحد.

تؤثّر هذه الاختلافات في كيفية تدريب المعلّمين والمعلّمات تأثيراً كبيراً على جودة المعلّم والمعلّمة داخل الصف. لدعم البلدان في تعزيز تربية المعلّمين والمعلّمات، تتعاون اليونسكو وفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلّمين في إطار التعليم حتى عام 2030 مع الاتحاد الدولي لنقابات المعلّمين ومنظمة العمل الدولية لتطوير إطار إرشادي دولي لمعايير التدريس المهنية.

ومن شأن إطار العمل المشترك أن يدعم أصحاب المصلحة الرئيسيين في التعليم لضمان جودة تعليم المعلّمين والمعلّمات من خلال معايير مزاولة المهنة التي تصف الكفاءات المطلوبة، والمعرفة، والمهارات في مراحل مختلفة من المسيرة المهنية للمعلّم. يمكن لإطار خاص بمعايير التدريس أن يساعد في صون اللائحة المشتركة للمهنة بتوضيح آليات الحوكمة والمساءلة لتأكيد توفير الجودة في تعليم المعلمين والجودة في التدريس. ويُراد بالإطار أن يكون مُلهماً بطبيعته. والغرض منه هو دعم المعلّمين والمعلّمات، ومدرّبي المعلّمين والمعلّمات، ومؤسسات المعلّمين والمعلّمات، والحكومات للاتفاق على فهم مشترَك للتعليم وجودة المعلّم وتنفيذه.

فما الذي يعنيه الأمر حقاً بأن يكون المعلّم مؤهّلاً؟ يعني ذلك حيازة مؤهل أكاديمي والتدريب اللائق في التربية. ويعني الاعتراف بالتدريس بوصفه مهنة كاملة تتطلب تدريباً متخصصاً. ويعني ذلك وجود فُرص كافية لمزاولة التدريس تحت إشراف مُرشد مؤهل في أثناء التدريب ما قبل الخدمة، ووجود سبل الاستفادة من فرص التطوير المهني التي تستهدف احتياجات محددة من المهارات في أثناء الخدمة الوظيفية.

ويعني حثّ الحكومات على التعامل مع تربية المعلمين على نحو جاد بحيث تُموَّل تمويلاً كاملاً لمصلحة نتائج التعلّم بين الطلاب.

فعاليات
  • 07.09.2020

المعلّمون والمعلّمات والتعليم من أجل الإدماج: جلب نهج #الكل_يعني_الكل Allmeansall# إلى صفوف المدارس حول العالم

يضطلع كلٌ من الاتحاد الدولي لنقابات المعلّمين، وفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، واليونسكو وتقرير رصد التعليم العالمي بتنظيم ندوة عبر الإنترنت (انقرهنا للتسجيل) للاعتراف بدور المعلّمين والمعلّمات وموظفي دعم التعليم والمنظمات الممثلة لهم واستكشاف هذا الدور في إنشاء صفوف دراسية شاملة. وباستناده إلى المُستخلَصات التي توصّل إليها التقرير العالمي لرصد التعليم لسنة 2020 حول الإدماج والتعليم، سوف يتعمّق النقاش التفاعلي في التوصيات المرفوعة إلى المعلّمين والمعلّمات، وقادة المدارس، وصنّاع القرار حول الكيفية التي يُضمن من خلالها إتاحة سبل التعليم ذي الجودة لكل طفل.

سوف يكتسب المشاركون رؤى متعمقة من المعلّمين والمعلّمات والمنظمات التي تمثلهم من حول أنحاء العالم في المبادرات الحالية التي كانت ناجحة في الترويج للتعليم الشامل، بما فيها المبادرات المتصلة بمزاولة التدريس داخل الصف، وباستقطاب المعلّمين والمعلّمات، وبالتطوير والتدريب المهنيين، لصالح الأطفال والشباب الأشد ضعفاً.

المتحدثون:
ستيفانيا جيانيني، المدير العام المساعد لشؤون التعليم، اليونسكو
سوزان هوبغود، الرئيس، الاتحاد الدولي لنقابات المعلّمين
مانوس أنطونينيسالمدير، تقرير رصد التعليم العالمي
وممثلون عن الوزارات، ونقابات المعلّمين والمعلّمات، ومدرّسون ومدرّسات

طريقة الحضور:
يُرجى التسجيل عبر هذا الرابط
سوف تُبث الفعاليّة مباشرةً على صفحة يوتيوب في اللغات الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، وفي لغة الإشارة الأمريكية، مع عرض نص الحوار على الشاشة مباشرةً.

لمَن لا يتسنى لهم متابعة البث المباشر للجلسة، يمكنهم مشاهدة التسجيل هنا.

ابدأوا بالنقاش الآن AllmeansALL

أخبار
  • 27.08.2020

يدعو فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين إلى دعم 63 مليون معلّم ومعلّمة تأثروا بأزمة "كوفيد-19"

تأثّر نحو 63 مليون معلم ومعلمة للمرحلة الإعدادية والثانوية حول العالم بإغلاق المدارس في 165 بلداً بسبب جائحة "كوفيد-19".

وهُم يعملون على الجبهة الأمامية من جهود الاستجابة لضمان استمرارية تعلّم نحو مليار ونصف طالب وطالبة، وهو عدد من المتوقع أن يرتفع.

وفي كل مكان، وجنباً إلى جنب مع قادة المدارس، كانوا يحتشدون سريعاً ويبتكرون لتيسير التعلم ذي الجودة عن بُعد للطلاب المحجوزين في بيوتهم، مع استخدام التكنولوجيا الرقمية أو بدونها. وهُم يلعبون دوراً أساسياً أيضاً في تناقل التدابير اللازمة لمنع انتشار الفيروس، وضمان سلامة الأطفال ومساندتهم.

إنّ هذه الحالة غير المسبوقة تضع المعلّمين والمعلّمات، والطلاب، وأُسرهم تحت ضغط مُجهد.

وفي بعض الحالات، يحاول المعلّمون والمعلّمات ممّن قد سبق لهم التعرض للفيروس شخصياً التحكم في القلق الناجم عن إخبارهم بالعمل في أوضاع ينتشر فيها خطر الإصابة بمرض "كوفيد-19". ويتعامل آخرون مع الإجهاد الناجم عن تحقيق تعلّم يتسم بالجودة باستخدام أدوات لم يتلقّوا تدريباً أو دعماً في استخدامها أو لماماً. وفي بلدان كثيرة، يواجه المعلّمون المتعاقِدون والمعلمون البديلون والعاملون المساندون في التعليم خطر إيقاف عقودهم وتبخّر سبل عيشهم.

فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، هو تحالف دولي يعمل من أجل المعلّمين والتدريس، وقد أصدر دعوة إلى العمل بشأن المعلمين لضمان حصول المعلمين على الحماية، والدعم،  والاعتراف في أثناء الأزمة. تُعد القيادة والموارد المالية والمادية من أجل المعلّمين والمعلّمات ضرورية حرصاً على أن تتمكّن جودة التدريس والتعلّم من الاستمرار عن بُعد في أثناء الأزمة، وأن يكون التعافي سريعاً.

يدعو فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين الحكومات ومقدّمي خدمات التعليم والممولين من القطاعين العام والخاص وجميع الشركاء ذوي الصلة إلى:

  • صون الوظائف والأجور: لا يجوز اتخاذ الأزمة ذريعةً لخفض المعايير والأعراف، أو لإزاحة حقوق العاملين جانباً. ويجب الحفاظ على الرواتب والإعانات الخاصة بكامل طاقم المعلّمين وطاقم التعليم المُساند.
  • منح الأولوية لصحة المعلّمين والمعلّمات والطلاب وسلامتهم وعافيتهم: يحتاج المعلّمون والمعلّمات إلى دعم معنوي لمواجهة الضغط الزائد المُلقى عليهم في التعليم في وقت الأزمة إلى جانب توفير الدعم لطلابهم في هذه الظروف المثيرة للقلق.
  • إدراج المعلّمين والمعلّمات في وضع استجابات التعليم لجائحة "كوفيد-19": من المفترض أن يلعب المعلّمون والمعلّمات دوراً بالغ الأهمية في مرحلة التعافي عندما تعيد المدارس فتح أبوابها. وينبغي إدراجهم في كل الخطوات المتعلقة بصنع السياسات والتخطيط لها.
  • توفير الدعم والتدريب المهنيين الملائمين: لم يُولَ اهتمامٌ كبير بتوفير التدريب اللائق للمعلمين والمعلمات حول كيفية ضمان استمرارية التعلّم. وعلينا أن نتحرك سريعاً كي نضمن حصول المعلّمين والمعلّمات على الدعم المهني اللازم.
  • وضع الإنصاف في صدارة استجابات التعليم: سوف تستدعي الحاجة توفير دعم ومرونة أكبر للمعلمين والمعلمات الذين يعملون في مناطق نائية أو في مجتمعات محلية منخفضة الدخل أو من الأقليات، وذلك لضمان عدم تخلف الأطفال المحرومين عن الرَّكب.
  • إدراج المعلّمين والمعلّمات في استجابات المعونة: يحثّ فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين المؤسساتَ المالية على مساعدة الحكومات في دعم أنظمة التعليم، ولاسيّما التطوير المهني لقوة العمل التدريسية. ويكون هذا الدعم عاجلاً على وجه الخصوص في بعض أفقر بُلدان العالم، التي تكافح أصلاً في استيفاء الاحتياجات التعليمية بسبب النقص الحرج في المعلّمين المتدرّبين.

لمزيد من المعلومات يُرجى تنزيل الدعوة في اللغات الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والعربية.

 

أخبار
  • 03.09.2020

"كوفيد-19" يسلّط الضوء على التفاوت الرقمي في التعلّم عن بُعد

مع تسارع العالم لكبح انتشار جائحة "كوفيد-19"، كان 191 بلداً قد أغلقت مدارسها، من مرحلة ما قبل الإعدادية إلى المستوى الجامعي، مما أثّر على مليار ونصف طالب وطالبة، أو أكثر من 9 طلاب من بين كل 10 طلاب حول العالم.

ولتقليل هذا الانقطاع، تحوّلت كثير من الحكومات والمؤسسات إلى التعليم عن بُعد للحفاظ على التدريس والتعلّم. يسمح التعلّم عبر الإنترنت للمعلمين والمعلمات بالحفاظ على بيئة شبيهة بالصف من أجل الطلاب، لإرسال الواجبات واستلام الفروض المكتملة من أجل تقييمها. كما يسمح للمعلمين بالحفاظ على التواصل اليومي مع الطلاب، بحيث لا يتفقدون تقدّمهم التعليمي فحسب وإنما عافيتهم أيضاً.

ومع ذلك، فوفقاً لأرقام جمعت مؤخراً بواسطة فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، استناداً إلى البيانات المستمدة من معهد اليونسكو للإحصاء والاتحاد الدولي للاتصالات، يواجه نصف طلاب العالم تقريباً عوائق كبيرة في التعلّم عبر الإنترنت. وعلى مستوى العالم، هناك ما يقارب 826 مليون نسمة، أي 50 في المائة من الناس، لا يتوفر لديهم جهاز حاسوب منزلي، بينما يوجد 706 ملايين نسمة، أي 43 في المائة من الناس ليس لديهم اتصال بالإنترنت في بيوتهم. وفي البلدان المنخفضة الدخل، تبلغ معدلات السبل المتاحة إلى الحواسيب وشبكة الإنترنت أدنى من ذلك. ففي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تبلغ نسبة المتعلمين ممن لا تتوفر لديهم أجهزة حواسيب منزلية 89 في المائة، وأما مَن يفتقرون إلى سبل الاتصال بشبكة الإنترنت فتبلغ نسبتهم 82 في المائة.

لقد أظهرت الهواتف الجوالة قدرات كبيرة في الربط بين المتعلمين لنقل المعلومات إليهم وما بين أحدهم الآخر، ولكن هناك 56 مليون متعلّم تقريباً حول العالم يعيشون في مواقع نائية لا تخدمها شبكات الهواتف الجوالة، ونصفهم تقريباً يعيشون في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وقد تحوّلت بعض البلدان إلى وسائط  تقليدية أكثر، لضمان إتاحة السبل للفئات المتأثرة بالتفاوت الرقمي. ففي البيرو، تستخدم وزارة التعليم منصة تعليمية عبر الإنترنت، "أبريندو أون كازا"، لتطوير البرامج المتاحة عبر التلفزيون والإذاعة للطلاب الذين لا يتوفر لديهم اتصال بالإنترنت أو أجهزة حواسيب أو هواتف محمولة. وتمكنت البلدان من مشاركة تجاربها في استراتيجيات التعلم الخاصة بالتعليم عن بُعد في أثناء ندوة اليونسكو الخامسة عبر الإنترنت حول الاستجابة إلى التعليم في أثناء جائحة "كوفيد-19".

وعلاوة على ذلك، يُقدّر عدد معلّمين ومعلّمات المرحلتين الإعدادية والثانوية حول العالم ممّن تأثروا بالانقطاع غير المسبوق الذي تسببت به جائحة "كوفيد-19" بـ 63 مليون شخص. وحتى بالنسبة إلى المعلّمين والمعلّمات في بلدان تتميز ببنية تحتية يعوّل عليها في تقنية المعلومات والاتصالات مع شبكة اتصال منزلية، فإنّ التحول السريع إلى التعلّم عبر الإنترنت كان يشكّل تحدياً.  بالنسبة إلى المعلمين في المناطق التي لا تُتاح فيها تقنية المعلومات والاتصالات وغيرها من منهجيات التواصل عن بُعد، مثل الكاميرون، حيث تبلغ نسبة المعلمين الذين لديهم منفذ لاستخدام جهاز حاسوب 20-25% فقط، فقد كان الانتقال صعباً أو من باب المستحيل.

تشكّل تربية المعلّم تحدياً على وجه خاص في البلدان المنخفضة الدخل. ففي عموم أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، استوفى 64 في المائة فقط من معلمي المرحلة الإعدادية و50 في المائة من معلمي المرحلة الثانوية الحد الأدنى من متطلبات التدريب الوطنية الخاصة بالتدريس. وفي بلدان كثيرة، قلّما يغطي التدريب مهارات تقنية المعلومات والاتصالات على نحو وافٍ.

بالإضافة إلى ذلك، ليس هناك عدد كاف من المعلّمين والمعلّمات في البلدان المنخفضة الدخل، مما ينتج عنه صفوف كبيرة العدد يكافح فيها المعلّمون والمعلّمات لمنح كل طفل تعليماً مخصصاً له. مقارنةً بالمعيار المقارَن الدولي البالغ 1 معلّم لكل 28 تلميذاً في المرحلة الإعدادية، هناك 1 معلّم متدرب فقط لكل 56 تلميذاً في البلدان المنخفضة الدخل، و1 معلّم لكل 60 تلميذاً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وللتأكد من تلقّي المعلّمين والمعلّمات الدعم الملائم في أثناء الأزمة، انضم فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين إلى التحالف العالمي للتعليم التابع لليونسكو، وأصدروا مؤخراً دعوة إلى العمل لدعم المعلّمين المتأثّرين بالجائحة.

معلومات بيانية: "كوفيد-19": أزمة عالمية تلحق بالتدريس والتعلّم

ندوات عبر الإنترنت حول استجابة التعليم لجائحة "كوفيد-19":

استراتيجيات التعلّم عن بُعد: ما الذي نعرفه عن الفاعليّة؟

أخبار
  • 03.09.2020

جهود العودة إلى المدارس يجب أن تشمل المعلّمين والمعلّمات

طوّر فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين واليونسكو ومنظمة العمل الدولية مبادئ توجيهية لدعم السلطات الوطنية في جهودها المبذولة للعودة إلى المدارس، وعلى وجه الخصوص البحث عن أفضل الطرق لدعم المعلّمين وطاقم التعليم المُساند في العودة إلى التخطيط المدرسي وعملياته.

منذ بداية أزمة "كوفيد-19"، لعب المعلّمون والمعلّمات دوراً حيوياً في ضمان استمرارية التعلّم من خلال التعلّم عن بُعد، حيثما كان ذا جدوى، ووضع عافية المتعلمين في الاعتبار. مع العودة إلى المدارس، سيواصل المعلمون وقادة المدارس وطاقم التعليم المُساند لعب أدوار رئيسية في إيجاد مساحات تعلّم آمنة، مع تعديل المناهج والتقييمات، ودعم المتعلمين من الفئة المهمّشة.

وبمتابعة الدعوة إلى العمل بشأن المعلّمين التي أطلقها فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، تقدّم المبادئ التوجيهية المشتركة الصادرة عن اليونسكو/ فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين/ منظمة العمل الدولية سلسلة من التوصيات لصنّاع السياسات، مع إدراك حاجة البلدان لتحديد أولوياتها بناءً على السياقات الوطنية والمحلية. تسلّط هذه المبادئ التوجيهية الضوء على كيفية تلقّي المعلّمين والمعلّمات وطاقم التعليم المُساند الدعم الوافي في جهود العودة إلى المدارس. يتضمن ذلك:  

  • إدراج المعلّمين والمعلّمات ومنظماتهم في التخطيط للعودة إلى المدارس

ينبغي للبلدان أن تحرص على الاستماع لجميع وجهات النظر عند التخطيط لسلامة المدارس وتطوير ممارسات التدريس لتخفيف الخسارة في التعلم بعد انتهاء الجائحة. ويتعيّن استشارة المعلّمين والمعلّمات وطاقم التعليم المُساند والممثلين عنهم في عمليات صنع القرار والتخطيط، بما في ذلك تحديد المواعيد والعمليات الخاصة بإعادة فتح المدارس على نحو آمن.

 

  • ضمان سلامة المتعلمين وجميع العاملين التربويين في البيئات المدرسية

ينبغي تكييف الإجراءات المتعلقة بضمان السلامة والصحة في المدارس من أجل المتعلمين والعاملين تبعاً للسياق المحلي، مع توفير السلطات الوطنية المعلومات إلى المعلمين والمعلمات حول المخاطر في البيئة المدرسية.

ينبغي للمعلمين والمنظمات التي تمثلهم المشاركة في النقاشات حول كيفية تطبيق المعايير الدولية في صفوفهم وفي عموم المدرسة، وحول وضع معايير التقدير، واللوائح لإعادة تنظيم التعلّم الصفّي. كما ينبغي لهم المشاركة في تطوير إجراءات لتيسير التباعد الجسدي.

 

  • إدراك أهمية العافية النفسية والاجتماعية-المعنوية لدى المعلّمين والمعلّمات وطاقم التعليم المُساند

إن إعادة فتح المدارس سيشهد اضطرار المعلّمين والمعلّمات إلى التعامل مع كلا المخاطر الصحية وزيادة عبء العمل للتدريس بطرق جديدة وصعبة - وغالباً مع تدريب غير وافٍ. ويتعين على السلطات الوطنية التأكد من أن المعلّمين والمعلّمات وطاقم التعليم المُساند يتلقّون دعماً نفسياً اجتماعياً متواصلاً للحفاظ على عافيتهم الاجتماعية والمعنوية. وسيكون لهذه المسألة أهمية بالغة بالنسبة إلى المعلّمين والمعلّمات الموكل إليهم توفير الدعم نفسه إلى الطلاب والأُسر.

 

  • مساعدة المعلّمين والمعلّمات على التكيف مع ظروف التدريس الجديدة

إن إدراج المعلمين والمنظمات الممثلة لهم في المناقشات حول العودة إلى المدرسة تشكّل عنصراً أساسياً لضمان منح المعلمين وطاقم التعليم المُساند التدريب الملائم والموارد اللازمة لاستئناف تعليم الصفوف، مع التقيد باللوائح حول التباعد الجسدي.

ويتعيّن إشراكهم في أثناء الاستشارات الوطنية لتحديد أهداف التعليم الأساسية، وإعادة تنظيم المناهج، ومحاذاة التقييم القائم على تقويم السنة المدرسية المنقّح. وينبغي استشارتهم حول الأسئلة المتعلقة بإعادة تنظيم الصفوف المدرسية.

 

  • التأكد من عدم معاناة المعلّمين والمعلّمات من ظروف العمل

يمكن لجهود العودة إلى المدارس أن تكشف عن ثغرات في الموارد البشرية وأن تخلق جداول عمل ومهام روتينية صعبة. وينبغي إدراج المعلّمين والمنظمات الممثلة لهم في الحوار المعني بوضع استراتيجيات استقطاب سريعة مع احترام الحد الأدنى من المؤهلات المهنية وحماية حقوق المعلمين وظروف عملهم.

 

  • الحفاظ على الموارد المالية أو زيادتها

لضمان استمرارية التعلم، يتعيّن على سلطات التعليم أن تستثمر في المعلّمين وطاقم التعليم المُساند، وليس فقط للحفاظ على الرواتب وإنما لتوفير التدريب اللازم أيضاً والدعم النفسي-الاجتماعي. من الأهمية للحكومات أن تقاوم الممارسات التي قد تضر بعملية التدريس وجودة التعليم، ومنها زيادة عدد ساعات التدريس أو استقطاب معلّمين غير مدرّبين. وينبغي للحكومات أيضاً أن تشجّع مقدّمي الخدمات من القطاع الخاص على الحفاظ على انتظام تسديدها للرواتب الخاصة بالمعلّمين وغيرهم من الطاقم المُساند.

 

  • منح المعلّمين والمعلّمات رأياً في مراقبة وضع العودة إلى المدارس

إنّ مراقبة العودة إلى المدارس عن كثب وتقديرها سيشكّل أهمية بالغة في تكييف الاستراتيجية واسترشاد عملية صنع القرار بها. وينبغي استشارة المعلّمين والمعلّمات وقادة المدارس ليُستعان بآرائهم في تطوير أطر العمل لقياس ومقارنة التقدم المحرز في جهود العودة إلى المدارس.

 

يمكنكم تنزيل المبادئ التوجيهية في اللغات الإنجليزية والفرنسية، (وفي الإسبانية قريباً على الإنترنت).

 

تدوينة
  • 29.07.2020

المعلّمون والمعلّمات يتحدثون عن الاستجابة لمواجهة "كوفيد-19"

تبادَل خمسة عشر معلّماً ومعلّمة من حول العالم تجاربهم مع فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، مؤكدين أن عملية التعلّم تواصلت في أثناء فترة إغلاق المدارس جرّاء جائحة "كوفيد-19". ويمكن للتحديات التي واجهها المعلّمون والمعلّمات والاستراتيجيات التي وضعوها أن ترشدهم في الخطوات اللاحقة في الاستجابة إلى أزمة "كوفيد-19" مع تخطيط البلدان والمنظمات لإعادة فتح المدارس وتطوير أنظمة تعليم أكثر قدرةً على الصمود.

 

توازن دقيق: التدريس على امتداد الجائحة   

من خلال القصص الفريدة للمعلمين والمعلمات، ظهرت مواضيع أساسية حول التحديات المهنية والشخصية التي يواجهها المعلّمون والمعلّمات في أثناء تفشي الجائحة. وتضمنت التحديات المهنيّة اختلافات في المعرفة الرقمية لدى كل من المعلّمين والمعلّمات وتلاميذهم وفي قدرتهم على الدخول إلى ساحة التعلّم الإلكتروني. كما واجه المعلّمون والمعلّمات تحديات شخصية تتعلق بالحفاظ على توازن بين ساعات العمل والمعيشة اليومية والتعامل معنوياً مع التغيرات المفاجئة التي جلبتها الجائحة.

كما لفت المعلّمون والمعلّمات الانتباه إلى أوجه التفاوت المتأصلة في أنظمة التعليم ومضاعفاتها على التعليم عن بُعد، في البلدان الغنية والفقيرة على حد سواء.

 

تستثمر المدارس الخاصة في المناطق الريفية في التعليم المدرسي عبر الإنترنت لتلاميذها. غير أن مستوى الاستثمار غير موحّد وغير متسق بين المدارس... فالتعليم عبر الإنترنت ليس خياراً ذا جدوى في بلدٍ لا يحظى فيه معظم الناس بمنفذٍ إلى شبكة الإنترنت.

ناديا فقير، معلّمة من موزامبيق

 

يقوم التعلّم الإلكتروني على افتراض أنّ الطلاب لديهم الإمكانية لمتابعة التعلّم عبر الإنترنت في البيت. ومما يؤسف له أن الحال ليست كذلك عند جميع الطلاب. فالأطفال الأقل حظاً يواجهون فرصة أكبر في التخلف عن الرّكب. 

آن-فلور لورفِنك، معلّمة مدرسة ثانوية، روتردام، هولندا

سُلّط الضوء أيضاً على العافية الاجتماعية والمعنوية للطلاب في أثناء العودة إلى المدارس، ولا سيما أن سلامة ساحات المدارس هي أمر ضروري لأنشطة التدريس والتعلّم.

 

نحن قلقون أيضاً حيال العافية الاجتماعية والمعنوية لطلابنا... [] المدارس هي أكثر من مجرد أماكن تنتقل فيها المعرفة؛ فهي المكان الذي يختلطون فيه اجتماعياً والمكان الذي يكبرون فيه. المدارس هي أماكن آمنة لمَن ليس لديهم بيوت مستقرّة. فكيف يمكننا ضمان ذلك عن بُعد؟

آن-فلور لورفِنك، معلّمة مدرسة ثانوية، روتردام، هولندا

لقد ترك الإغلاق الفجائي للمدارس للمعلّمين والمعلّمات قليلاً من الوقت للاستعداد. ولم يكن واضحاً لبعض المعلّمين والمعلّمات كيف ينبغي لهم استخدام أدوات التعليم المختلفة عبر الإنترنت وعن بُعد، وما هي مضامين هذه الأدوات لمهنة التدريس والتحقق من تعلّم الطلاب. وكانت خبرات المعلّمين والمعلّمات في استخدام التقنية في التدريس مختلفة المستويات. ولم يكن التحوّل إلى التعليم عن بُعد عمليةً سهلة ولا سلسة بالنسبة إلى بعض المعلّمين والمعلّمات.  

 

"جاءت الأخبار حول تفشي جائحة "كوفيد-19" مباغتة للغاية، بحيث أصابتنا بالذهول في البداية. ومع ذلك، بدأنا فوراً في تنشيط منصات متنوعة لنكون جاهزين لتوفير التعلم عن بُعد... ولم تكن العملية سلسلة مع ذلك."

باربرا ريكاردي، معلّمة مدرسة ابتدائية، روما، إيطاليا

 

"لم تكن مبادرةً يسهل اتخاذها. فقد كانت الموارد تنقصنا، إذ لم نكن على استعداد لهذا الإغلاق الطويل. ولم تكن لدينا مهارات في التعامل مع منتجة الفيديو. وعلى الرغم من التحديات، فقد نجحنا في الأمر."

شايلا شارمين، زميلة، التدريس من أجل بنغلاديش

 

استراتيجيات لضمان عدم توقف التعلّم

في تطويرهم استراتيجيات لمواصلة التدريس والتعلّم، اضطُر المعلّمون والمعلّمات إلى مراعاة عوامل كثيرة، ومنها السبل المتاحة لهم لاستخدام التكنولوجيا، وفهمهم للسبل المتاحة للطلاب في الدخول إلى المنصات التقنية واستخدامها، ومعرفتهم بكيفية تعلّم طلابهم. وقد كيّفوا ممارساتهم التدريسية طبقاً لذلك، مع الحفاظ على إتاحة وقتهم ووجودهم معنوياً مع الطلاب طيلة العملية.

وقد أظهر المعلّمون والمعلّمات أيضاً التزامهم باستخدام الموارد المتعددة لضمان استمرار التعلم برغم التقطع في جداول المواعيد المدرسية وإغلاق المدارس.

 

أنا أعمل في مجتمع يعاني الفقر الشديد، وذي موارد قليلة. وبالتعاون مع زميلاتي المعلّمات وضعنا أفضل الطرق للعمل مع هؤلاء الطلاب، من حيث واقعهم الاجتماعي والاقتصادي.

ديبورا غاروفالو، معلّمة تكنولوجيا في شبكة التعليم العام البرازيلية وإحدى مديرات التكنولوجيا في أمانة التعليم لولاية ساو باولو

 

لقد اضطُررت لذلك إلى تعديل طريقة تدريسي لمن يتقدمون بوتيرة أبطأ، نظراً للافتقار إلى الانضباط الذاتي أو للاكتئاب بسبب العزلة. أبدأ كل درس بتشجيع معنوي، وألتمس التعقيبات حول مشاعر الناس، وأبطأتُ وتيرة تدريسي أو توقعاتي عموماً... وقد حاولتُ أن أحافظ على بساطة التدريس لأن التلاميذ أمامهم كثير من الدروس عبر الإنترنت...

مارجوري براون، مدرسة رودين، جنوب أفريقيا، متأهلة لنهائيات جائزة ڤاركي للمعلّمين والمعلّمات

لقد اعتمد المعلّمون والمعلّمات على التعاون مع الزملاء لتطوير أنظمة الدعم في سبرهم أغوار التدريس عبر الإنترنت التي لا يعرفون عنها شيئاً كثيراً وتطوير معرفتهم العملية الفنية. وقد أثبت الدعم من الزملاء في أوضاع مماثلة أهميته مع تطوير مهارات التدريس عبر الإنترنت. وظهرت فعاليةٌ أكبر لفُرص التطوير المهني عندما استندت إلى أوجه التعاون المهني بين المعلّمين والمعلّمات أو استفادت منها. ويشير بعض المعلّمين والمعلّمات إلى الحاجة المتواصلة للشراكة وأوجه التعاون التي تطورت في أثناء هذه المرحلة، وإلى قيمتها. 

 

ظهرت قوة مجتمعنا المهني في هذه الأيام الأولى، مع دعم الزملاء لأحدهم الآخر في عملية الانتقال وتعلّم أدوات تدريسية جديدة ومناقشة كيفية دعم التعلّم عن بُعد [...]

 

ويندي وايت، مدرّسة الصف الخامس في مدرسة ابتدائية، سيراكيوز، نيويورك، الولايات المتحدة

 

حين جاءت الأخبار بأن المدارس ستغلق أبوابها، تعاونّا فعلاً كفريق. اجتمع المعلمون والمعلمات في المدرسة لحضور جلسة تبادل أفكار وبدأوا بتحويل المنهج إلى منهج إلكتروني في يوم واحد فحسب [...] وما يتيح إدارة هذه العملية هو أننا نشارك في هذا العمل معاً. تسارعَ تطوير المعلّمين والمعلّمات، وكان التعلّم عن طريق الأقران أساسياً في ذلك [...]

آن-فلور لورفِنك، معلّمة مدرسة ثانوية، روتردام، هولندا

هناك عامل آخر ظهر في ردود المعلّمين والمعلّمات وهو أهمية الشراكات والتواصل مع أولياء الأمور في ضمان مواصلة التعلّم لدى الأطفال. وأظهر المعلّمون والمعلّمات وعياً وفهماً للتحديات التي يواجهها أولياء الأمور في خلال تفشي الجائحة. وقد دفع هذا الأمر بالمعلّمين والمعلّمات إلى تصميم استراتيجيات تنطوي على أولياء الأمور لتشجيع التعلّم التعاوني بين الطلاب وأولياء أمورهم أينما كان لذلك جدوى.

 

أنا أساعد أولياء الأمور والأُسرة بتقديم نصائح واقتراحات حول كيفية تنظيم وتيرة الدراسة المنزلية (مع طرح أمثلة عملية) وكيفية زيادة قائمة الأنشطة... كما أقدّم إرشادات حول كيفية مساعدة الطلاب على استيعاب ما إذا كانوا قد تدبّروا بلوغ كل أهداف التعلّم.

 ديبورا غاروفالو، معلّمة تكنولوجيا في شبكة التعليم العام وإحدى مديرات التكنولوجيا في أمانة التعليم لولاية ساو باولو

 

لقد شكّلت الشراكات القوية بين أولياء الأمور والمعلّمين والأطفال مورداً رائعاً في نجاح عملية التعلّم عبر الإنترنت.

ويندي وايت، مدرّسة الصف الخامس في مدرسة ابتدائية، سيراكيوز، نيويورك، الولايات المتحدة

وقد سلّطت بعض تجارب المعلّمين والمعلّمات أيضاً الضوء على الحاجة إلى تطوير نهج حذر في اعتماد التعلّم عبر الإنترنت. في السياقات الضعيفة الموارد وفي المدارس التي تجتذب الطلاب من فئات سكانية محرومة اجتماعياً واقتصادياً، يسلّط المعلّمون والمعلّمات الضوء على إمكانية مفاقمة التعلّم عبر الإنترنت، عند اعتماده، أوجُه عدم المساواة في التعلّم. ويتطلب ذلك بعض التخطيط للتخفيف من أوجه عدم المساواة المتنامية، ومنها الاستفادة من البث عبر وسائل الإعلام والمواد المطبوعة الأساسية.

 

بعض الدروس للتخطيط للخطوات التالية

تختلف تجارب المعلّمين والمعلّمات تبعاً للبلد، ونوع المدرسة، والمادة المُدرّسة، والمنفذ إلى التكنولوجيا أو بنيتها التحتية، والخلفية الاجتماعية الاقتصادية للمعلّمين والطلاب. ومع ذلك، يمكن استقاء ثلاثة دروس أساسية من الشهادة المتبادلة.  

أولاً، يشكّل المنفذ المتاح إلى البنية التحتية للتعلّم عبر الإنترنت أهمية حاسمة في ضمان التعلّم المتواصل. ويُظهر المعلّمون والمعلّمات ممّن لديهم تعامل سابق في استخدام تكنولوجيا الإنترنت استعداداً أكبر لتوظيفها. ومع ذلك، فإن الانتقال إلى طُرق التدريس والتعلّم الجديدة لم يكن سهلاً. فقد اضطُر المعلّمون والمعلّمات إلى التعامل مع تحديات منها البحث في التكنولوجيات المختلفة وما يمكنها أن تقدّم، مع ضمان ملاءمتها لتدريس المادة، والتعامل مع التحديات الاجتماعية والمعنوية الشخصية، واستيفاء احتياجات التعلّم واحتياجات طلابهم الاجتماعية والمعنوية.

ثانياً، اكتسب المعلّمون والمعلّمات فهماً مناسباً لاحتياجات التعلّم لدى طلابهم في أثناء الجائحة. ويتعيّن على هذه المعرفة أن يُسترشد بها في الخطوات اللاحقة في استراتيجية الاستجابة التعليمية. وقد وضع المعلّمون والمعلّمات في الصدارة احتياجات طلابهم وتعاملوا مع التحديات السياقية التي يواجهونها في الدخول إلى منصات التعليم الإلكتروني أو غيرها من فُرص التعلم. وبينما تخطط البُلدان استراتيجيات لتقييم تعلّم الطلاب في هذه المرحلة والبناء عليه، فإن الاستفادة من هذا الوعي والمعرفة من شأنه أن يشكّل أهمية بالغة. في إحدى التجارب التي طُرحت على سبيل المثال، ساعد الحوار المدرسي الذي انطوى على المعلّمين والمعلّمات على بناء الثقة والحفاظ على استمرارية التعلّم لدى الطلاب.      

ثالثاً، هناك عدّة استراتيجيات وممارسات طوّرها المعلّمون والمعلّمات للتكيف مع المطالبات بإغلاق المدارس، بما فيها التجارب في استخدام منصات التكنولوجيا المختلفة، ويمكن تسخيرها واستخدامها في بناء قدرة أنظمة التعليم على الصمود. وهناك ممارستان هامّتان للغاية يمكن تعزيزهما وهما بناء شبكات دعم الأقران، وتأسيس قنوات تواصل مع أولياء الأمور لضمان مشاركتهم في تعلّم الطلبة.   

إنّ الاستماع إلى تجارب المعلّمين والمعلّمات والحرص على معالجة مخاوفهم على نحو لائق - وتعزيز التدريس والتعلّم - سيكون بالغ الأهمية مع انتقال البلدان إلى المرحلة التالية من تطوير استجابات التعليم تجاه الجائحة.

قراءات أخرى: دعم المعلّمين والمعلّمات في جهود العودة إلى المدارس - مجموعة أدوات لقادة المدارس

 

أخبار
  • 03.09.2020

دعم المعلّمين والمعلّمات في جهود العودة إلى المدارس: مجموعة أدوات لقادة المدارس

إنّ إعادة افتتاح المدارس التي كانت قد أغلقت أبوابها بسبب "كوفيد-19" تطرح أسئلة كثيرة على قادة المدارس، إذ يتعيّن عليهم أن يضعوا سلامة وصحة مجتمع المدرسة أولاً. وفي الوقت ذاته، عليهم أن يضمنوا أن العاملين في الخطوط الأمامية للمدارس - وهُم المعلّمون والمعلّمات وطاقم التعليم المُساند - يحظون بالمساعدة والحماية والأدوات التي يحتاجون إليها لاستئناف عملهم.  لقد لعب المعلّمون والمعلّمات دوراً أساسياً في أثناء إغلاق المدارس عن طريق ضمان استمرارية التعلّم وبالبقاء على تواصل مع الطلاب وأُسرهم. ويحظى دورهم في أثناء إعادة فتح المدارس بأهمية مماثلة.

لقد أصدرت اليونسكو وفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين ومنظمة العمل الدولية مجموعة أدوات لمساعدة قادة المدارس على دعم وحماية المعلمين وطاقم التعليم المُساند في العودة إلى المدرسة. وتكمّل مجموعة الأدوات إطار العمل بشأن إعادة افتتاح المدارس وقد صدر الدليل الإرشادي للسياسات عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين الشهر الماضي. ويفصّل الأبعاد السبعة المحددة في الدليل الإرشادي للسياسات إلى سلسلة من الأسئلة والنصائح الإرشادية القابلة للتفعيل.

ومع إعادة فتح المدارس، نتعلم أكثر وأكثر عن التحديات والفرص التي يواجهها قادة المدارس وكامل مجتمع المدرسة. وفي الأشهر المقبلة، نتطلع إلى الاستماع إلى مَن يقفون في الخطوط الأمامية ومشاركة هذه القصص والدروس المستفادة معكم.

 

 

الشكل 1 سبعة أبعاد لدعم المعلّمين والمعلّمات وطاقم المدرسة مع إعادة افتتاح المدارس

 

Image removed.

تدرك مجموعة الأدوات أهمية السياق المحلي. ففي كثيرٍ من البلدان يتطور وضع الجائحة يومياً. وسوف تُحدد القرارات المحلية بشأن موعد إعادة فتح المدارس عن طريق نطاق واسع من الاعتبارات؛ فما يناسب مدرسةً ما قد لا يناسب غيرها. في جميع السياقات، سوف يتعيّن على قادة المدارس تحديد الأولويات وإدراك أنّ المقايضات قد تكون مطلوبة. فلتيسير التباعد الجسدي، على سبيل المثال، قد تُضطر المدارس إلى خفض أعداد المعلّمين والمعلّمات والطلاب في الموقع عن طريق إعادة فتح المدارس انتقائياً وجدولة العودة تبعاً للصف و/أو المستوى. وقد تُضطر إلى تفضيل شرائح فئوية معيّنة أو مجموعات من المتعلمين، ومنها المتعلمون المعرضون للخطر أو الضعفاء وأولاد العاملين الأساسيين.  في بعض الحالات، قد يتعين النظر في إعادة إغلاق المدارس ثانيةً. وبدلاً من ذلك، قد يُعاد تخصيص الموارد المُتاحة لضمان جاهزية مباني المدارس ومعدات السلامة، أو لإعداد المعلّمين والمعلّمات وطاقم التعليم المُساند على نحو أفضل.

تُرينا مجموعة الأدوات أن قادة المدارس سيتعيّن عليهم التفكير في مسائل أساسية بما يتعلق بالمعلمين والمعلمات وطاقم التعليم المُساند بينما يكيّفون توجيهات وطنية للتخطيط لإعادة افتتاح مدارسهم.

 

  • أهمية التشاور والتواصل

ينبغي أن يشارك المعلّمون وموظفو المدارس والمنظمات التي تمثّلهم بنشاط في وضع السياسات والخطط من أجل إعادة فتح المدارس، بما في ذلك الإجراءات المتعلقة بالسلامة والصحة المهنيتين لحماية العاملين. ويمكن للتواصل مع المعلّمين والمتعلّمين وطاقم التعليم المُساند حول إعادة فتح المدارس أن يضمن الوضوح بشأن التوقعات وإبراز دورهم في نجاح جهود العودة الآمنة والشاملة إلى المدارس، بما في ذلك العافية الإجمالية وعملية تعافي التدريس والتعلّم.

بما أن القرارات بإعادة فتح المدارس تتخذها السلطات المركزية، سيكون من الهامّ التواصل في مرحلة مبكرة، بوضوح وانتظام، مع أولياء الأمور والمجتمعات المدرسية لفهم الجوانب التي تثير قلقها وحشد الدعم من أجل خطط إعادة فتح المدارس. قد يرغب أولياء الأمور في معرفة أي الضمانات قد وُضعت للحد من المخاطر الصحية. كما سيرغبون في سماع الالتزام المتواصل للمدرسة بالمبادئ والأهداف الأساسية التربوية. وبما أنّ المعلّمين والمعلّمات هُم غالباً نقطة الاتصال الأولى مع أولياء الأمور، فيتعيّن عليهم أن يكونوا مستعدين كي يضمنوا إطْلاع الجميع بما يستجد على نحو مستمر.

تنزيل: القسم 1 - الحوار الاجتماعي والتواصل

 

  • طمأنة المعلّمين والمعلّمات وطاقم المدرسة بشأن صحتهم وسلامتهم وحقوقهم

إن الاهتمام بعافية المعلّمين والمعلّمات والطاقم التعليمي المُساند والطلاب إنما يقع في صلب صنع القرار. ومن الهامّ أن نوازن بين الرغبة في العودة إلى المدارس مع النظر في المخاطر التي تحيط بالمعلّمين (واحتياجاتهم) وبموظفي الدعم والمتعلمين بحيث تُستوفى احتياجات الأفراد الأشد ضعفاً في مجتمع المدرسة.

وقد تشمل الاستجابات على مستوى المدارس تقييماً مستمراً نفسياً واجتماعياً-معنوياً، ودعماً للمعلمين والطلاب. وينبغي لقادة المدارس والمعلمين أن يتصدوا بحرّية لاحتياجاتهم، وأن يمارسوا العناية الذاتية، وأن يديروا إجهادهم الخاص. يمكن لقادة المدارس مساعدة المعلّمين والمعلّمات على تطوير مهارات إدارة الإجهاد وآليات التأقلم، بحيث يتمكنون من التدريس بفاعلية وتوفير الدعم النفسي-الاجتماعي للمتعلمين المطلوب للغاية. ومن الأهمية البالغة أيضاً فهم أنّ المدارس هي أماكن عمل وأنه من الحيوي أكثر مما مضى احترام حقوق وظروف الأشخاص الذين يعملون فيها.

 

 وقال ناظر مدرسة إعدادية من واغادوغو، بوركينا فاسو، "قبل أن تعيد المدارس فتح أبوابها، كان المعلمون قلقين بشأن استئناف العمل والتقاط الفيروس، وكذلك كان أولياء الأمور. لم تكن لدينا مرافق لتوفير المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، ولا كمامات، وصفوف واسعة. إنّ عقد مناقشات مع الطاقم الصحي لكان ساعدنا للغاية. ولكان مطمئناً أيضاً لو توفّر في المدارس أخصائيون نفسيون للرعاية النفسية. في النهاية استطعنا الحصول على أدوات نظافة صحية وكمامات كافية من منظمة غير حكومية دولية، وعاد صف واحد فقط إلى المدرسة للاستعداد للامتحانات. وقد فُصلت الصفوف إلى اثنين".

تنزيل:

القسم 2 - السلامة والصحة المدرسية

القسم 3 - العافية النفسية والاجتماعية المعنوية

القسم 5 - نشر العاملين، والحقوق، وظروف العمل

 

  • الاستعانة بخبرات المعلّمين والمعلّمات في بيئة الصفوف الدراسية الجديدة

في معظم السياقات، حين يعود الأولاد إلى الصفوف المدرسية لن يكون العمل طبقاً للمعتاد. ففي بعض الحالات، سيكون بعض الطلاب فقط حاضرين، أو ستكون هناك فترتان للمناوبة. وسوف تُكيّف خطط الدروس والتقييمات والمناهج الإجمالية، وسيتعيّن وضع دروس تعويضية ونشرها.

يتعيّن على قادة المدارس التأكد من تمكين المعلّمين لاتخاذ قرارات حول التدريس والتعلّم. ويمكنهم العمل مع المعلّمين والمعلّمات لتعديل المناهج والتقييم القائم على تقويمات زمنية مدرسية منقّحة وتعليمات من السلطات المركزية. كما ينبغي لقادة المدارس أن يقدموا الدعم للمعلمين والمعلمات في إعادة تنظيم صفوفهم للسماح بالتعلم المعجّل والاستجابات التعويضية، مع التقيد باللوائح المتعلقة بالتباعد الجسدي.

إنّ الدور الأساسي للمعلّمين والمعلّمات في إدراك فجوات التعلّم وصياغة الاستجابات التربوية يظل بالغ الأهمية. ويصحّ ذلك على وجه الخصوص بالنسبة إلى الفئات الضعيفة، بما في ذلك الأُسر المنخفضة الدخل والفتيات والفئات ذات الاحتياجات الخاصة أو الإعاقات، أو الأقليات العرقية أو الثقافية، ومَن يعيشون في مناطق ريفية نائية بلا منفذ إلى التعليم عن بُعد.

لإدارة العودة إلى المدارس، من الهام بالنسبة إلى المعلّمين والمعلّمات وطاقم التعليم المُساند تلقّي إعداداً مهنياً ملائماً لمباشرة مسؤولياتهم وتلبية التوقعات. وسوف يشكّل التدريب والتعلم بين الأقران والتعاون مع المعلمين داخل المدرسة وعلى نطاق أوسع أهمية بالغة. ويشكّل مثل هذا الدعم أهمية على وجه الخصوص إذ قد يتعرض المعلّمون والمعلّمات لضغط إضافي بسبب ضيق الوقت إذا ما طُلب منهم التعليم وجهاً لوجه وعن بُعد على حد سواء.

تنزيل: القسم 4 - إعداد المعلّم والتعلّم

 

هذه هي الطبعة الأولى من مجموعة الأدوات المخصصة لقادة المدارس لدعم المعلّمين والمعلّمات وغيرهم من العاملين في القطاع التعليمي في جهود العودة إلى المدارس في أثناء جائحة "كوفيد-19". صيغت مجموعة الأدوات هذه بوصفها وثيقة قابلة للتعديل. وسوف تخضع للتحديث في أواخر تموز/يوليو 2020 بمعلومات جديدة ودروس مستفادة مع استمرار تطور الأزمة والاستجابة لها.