تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
أخبار
  • 03.09.2020

دعم المعلّمين والمعلّمات في جهود العودة إلى المدارس: مجموعة أدوات لقادة المدارس

إنّ إعادة افتتاح المدارس التي كانت قد أغلقت أبوابها بسبب "كوفيد-19" تطرح أسئلة كثيرة على قادة المدارس، إذ يتعيّن عليهم أن يضعوا سلامة وصحة مجتمع المدرسة أولاً. وفي الوقت ذاته، عليهم أن يضمنوا أن العاملين في الخطوط الأمامية للمدارس - وهُم المعلّمون والمعلّمات وطاقم التعليم المُساند - يحظون بالمساعدة والحماية والأدوات التي يحتاجون إليها لاستئناف عملهم.  لقد لعب المعلّمون والمعلّمات دوراً أساسياً في أثناء إغلاق المدارس عن طريق ضمان استمرارية التعلّم وبالبقاء على تواصل مع الطلاب وأُسرهم. ويحظى دورهم في أثناء إعادة فتح المدارس بأهمية مماثلة.

لقد أصدرت اليونسكو وفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين ومنظمة العمل الدولية مجموعة أدوات لمساعدة قادة المدارس على دعم وحماية المعلمين وطاقم التعليم المُساند في العودة إلى المدرسة. وتكمّل مجموعة الأدوات إطار العمل بشأن إعادة افتتاح المدارس وقد صدر الدليل الإرشادي للسياسات عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين الشهر الماضي. ويفصّل الأبعاد السبعة المحددة في الدليل الإرشادي للسياسات إلى سلسلة من الأسئلة والنصائح الإرشادية القابلة للتفعيل.

ومع إعادة فتح المدارس، نتعلم أكثر وأكثر عن التحديات والفرص التي يواجهها قادة المدارس وكامل مجتمع المدرسة. وفي الأشهر المقبلة، نتطلع إلى الاستماع إلى مَن يقفون في الخطوط الأمامية ومشاركة هذه القصص والدروس المستفادة معكم.

 

 

الشكل 1 سبعة أبعاد لدعم المعلّمين والمعلّمات وطاقم المدرسة مع إعادة افتتاح المدارس

 

Image removed.

تدرك مجموعة الأدوات أهمية السياق المحلي. ففي كثيرٍ من البلدان يتطور وضع الجائحة يومياً. وسوف تُحدد القرارات المحلية بشأن موعد إعادة فتح المدارس عن طريق نطاق واسع من الاعتبارات؛ فما يناسب مدرسةً ما قد لا يناسب غيرها. في جميع السياقات، سوف يتعيّن على قادة المدارس تحديد الأولويات وإدراك أنّ المقايضات قد تكون مطلوبة. فلتيسير التباعد الجسدي، على سبيل المثال، قد تُضطر المدارس إلى خفض أعداد المعلّمين والمعلّمات والطلاب في الموقع عن طريق إعادة فتح المدارس انتقائياً وجدولة العودة تبعاً للصف و/أو المستوى. وقد تُضطر إلى تفضيل شرائح فئوية معيّنة أو مجموعات من المتعلمين، ومنها المتعلمون المعرضون للخطر أو الضعفاء وأولاد العاملين الأساسيين.  في بعض الحالات، قد يتعين النظر في إعادة إغلاق المدارس ثانيةً. وبدلاً من ذلك، قد يُعاد تخصيص الموارد المُتاحة لضمان جاهزية مباني المدارس ومعدات السلامة، أو لإعداد المعلّمين والمعلّمات وطاقم التعليم المُساند على نحو أفضل.

تُرينا مجموعة الأدوات أن قادة المدارس سيتعيّن عليهم التفكير في مسائل أساسية بما يتعلق بالمعلمين والمعلمات وطاقم التعليم المُساند بينما يكيّفون توجيهات وطنية للتخطيط لإعادة افتتاح مدارسهم.

 

  • أهمية التشاور والتواصل

ينبغي أن يشارك المعلّمون وموظفو المدارس والمنظمات التي تمثّلهم بنشاط في وضع السياسات والخطط من أجل إعادة فتح المدارس، بما في ذلك الإجراءات المتعلقة بالسلامة والصحة المهنيتين لحماية العاملين. ويمكن للتواصل مع المعلّمين والمتعلّمين وطاقم التعليم المُساند حول إعادة فتح المدارس أن يضمن الوضوح بشأن التوقعات وإبراز دورهم في نجاح جهود العودة الآمنة والشاملة إلى المدارس، بما في ذلك العافية الإجمالية وعملية تعافي التدريس والتعلّم.

بما أن القرارات بإعادة فتح المدارس تتخذها السلطات المركزية، سيكون من الهامّ التواصل في مرحلة مبكرة، بوضوح وانتظام، مع أولياء الأمور والمجتمعات المدرسية لفهم الجوانب التي تثير قلقها وحشد الدعم من أجل خطط إعادة فتح المدارس. قد يرغب أولياء الأمور في معرفة أي الضمانات قد وُضعت للحد من المخاطر الصحية. كما سيرغبون في سماع الالتزام المتواصل للمدرسة بالمبادئ والأهداف الأساسية التربوية. وبما أنّ المعلّمين والمعلّمات هُم غالباً نقطة الاتصال الأولى مع أولياء الأمور، فيتعيّن عليهم أن يكونوا مستعدين كي يضمنوا إطْلاع الجميع بما يستجد على نحو مستمر.

تنزيل: القسم 1 - الحوار الاجتماعي والتواصل

 

  • طمأنة المعلّمين والمعلّمات وطاقم المدرسة بشأن صحتهم وسلامتهم وحقوقهم

إن الاهتمام بعافية المعلّمين والمعلّمات والطاقم التعليمي المُساند والطلاب إنما يقع في صلب صنع القرار. ومن الهامّ أن نوازن بين الرغبة في العودة إلى المدارس مع النظر في المخاطر التي تحيط بالمعلّمين (واحتياجاتهم) وبموظفي الدعم والمتعلمين بحيث تُستوفى احتياجات الأفراد الأشد ضعفاً في مجتمع المدرسة.

وقد تشمل الاستجابات على مستوى المدارس تقييماً مستمراً نفسياً واجتماعياً-معنوياً، ودعماً للمعلمين والطلاب. وينبغي لقادة المدارس والمعلمين أن يتصدوا بحرّية لاحتياجاتهم، وأن يمارسوا العناية الذاتية، وأن يديروا إجهادهم الخاص. يمكن لقادة المدارس مساعدة المعلّمين والمعلّمات على تطوير مهارات إدارة الإجهاد وآليات التأقلم، بحيث يتمكنون من التدريس بفاعلية وتوفير الدعم النفسي-الاجتماعي للمتعلمين المطلوب للغاية. ومن الأهمية البالغة أيضاً فهم أنّ المدارس هي أماكن عمل وأنه من الحيوي أكثر مما مضى احترام حقوق وظروف الأشخاص الذين يعملون فيها.

 

 وقال ناظر مدرسة إعدادية من واغادوغو، بوركينا فاسو، "قبل أن تعيد المدارس فتح أبوابها، كان المعلمون قلقين بشأن استئناف العمل والتقاط الفيروس، وكذلك كان أولياء الأمور. لم تكن لدينا مرافق لتوفير المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، ولا كمامات، وصفوف واسعة. إنّ عقد مناقشات مع الطاقم الصحي لكان ساعدنا للغاية. ولكان مطمئناً أيضاً لو توفّر في المدارس أخصائيون نفسيون للرعاية النفسية. في النهاية استطعنا الحصول على أدوات نظافة صحية وكمامات كافية من منظمة غير حكومية دولية، وعاد صف واحد فقط إلى المدرسة للاستعداد للامتحانات. وقد فُصلت الصفوف إلى اثنين".

تنزيل:

القسم 2 - السلامة والصحة المدرسية

القسم 3 - العافية النفسية والاجتماعية المعنوية

القسم 5 - نشر العاملين، والحقوق، وظروف العمل

 

  • الاستعانة بخبرات المعلّمين والمعلّمات في بيئة الصفوف الدراسية الجديدة

في معظم السياقات، حين يعود الأولاد إلى الصفوف المدرسية لن يكون العمل طبقاً للمعتاد. ففي بعض الحالات، سيكون بعض الطلاب فقط حاضرين، أو ستكون هناك فترتان للمناوبة. وسوف تُكيّف خطط الدروس والتقييمات والمناهج الإجمالية، وسيتعيّن وضع دروس تعويضية ونشرها.

يتعيّن على قادة المدارس التأكد من تمكين المعلّمين لاتخاذ قرارات حول التدريس والتعلّم. ويمكنهم العمل مع المعلّمين والمعلّمات لتعديل المناهج والتقييم القائم على تقويمات زمنية مدرسية منقّحة وتعليمات من السلطات المركزية. كما ينبغي لقادة المدارس أن يقدموا الدعم للمعلمين والمعلمات في إعادة تنظيم صفوفهم للسماح بالتعلم المعجّل والاستجابات التعويضية، مع التقيد باللوائح المتعلقة بالتباعد الجسدي.

إنّ الدور الأساسي للمعلّمين والمعلّمات في إدراك فجوات التعلّم وصياغة الاستجابات التربوية يظل بالغ الأهمية. ويصحّ ذلك على وجه الخصوص بالنسبة إلى الفئات الضعيفة، بما في ذلك الأُسر المنخفضة الدخل والفتيات والفئات ذات الاحتياجات الخاصة أو الإعاقات، أو الأقليات العرقية أو الثقافية، ومَن يعيشون في مناطق ريفية نائية بلا منفذ إلى التعليم عن بُعد.

لإدارة العودة إلى المدارس، من الهام بالنسبة إلى المعلّمين والمعلّمات وطاقم التعليم المُساند تلقّي إعداداً مهنياً ملائماً لمباشرة مسؤولياتهم وتلبية التوقعات. وسوف يشكّل التدريب والتعلم بين الأقران والتعاون مع المعلمين داخل المدرسة وعلى نطاق أوسع أهمية بالغة. ويشكّل مثل هذا الدعم أهمية على وجه الخصوص إذ قد يتعرض المعلّمون والمعلّمات لضغط إضافي بسبب ضيق الوقت إذا ما طُلب منهم التعليم وجهاً لوجه وعن بُعد على حد سواء.

تنزيل: القسم 4 - إعداد المعلّم والتعلّم

 

هذه هي الطبعة الأولى من مجموعة الأدوات المخصصة لقادة المدارس لدعم المعلّمين والمعلّمات وغيرهم من العاملين في القطاع التعليمي في جهود العودة إلى المدارس في أثناء جائحة "كوفيد-19". صيغت مجموعة الأدوات هذه بوصفها وثيقة قابلة للتعديل. وسوف تخضع للتحديث في أواخر تموز/يوليو 2020 بمعلومات جديدة ودروس مستفادة مع استمرار تطور الأزمة والاستجابة لها.

وثيقة اجتماع
  • pdf
  • 14.08.2020
  • EN  |  FR

مستقبل التدريس - التقرير الختامي

يلخص هذا التقرير الأفكار الأساسية عن مستقبل التدريس التي نوقشت في المنتدى الثاني عشر للحوار بشأن السياسات، الذي عقد في دبي في شهر كانون الأول/ديسمبر 2019, استنادا إلى الأمثلة عن النهوج الناشئة...
مذكرة توجيهية
  • pdf
  • 30.08.2021
  • EN  |  FR  |  ES

دعم المعلمين في جهود العودة إلى المدارس دليل لواضع ي السياسا

ﺗﻮﻓﺮ ﻫﺬه اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻮاﺿﻌﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﺑﺸﺄن اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﻟﻰ دﻋﻢ اﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ وﻣﻮﻇﻔﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻨﺪ إﻋﺎدة ﻓﺘﺢ اﻟﻤﺪارس ﻓﻲ أﺛﻨﺎء أزﻣﺔ ﻓﻴﺮوس ﻛﻮروﻧﺎ اﻟﻤﺴﺘﺠﺪ وﺑﻌﺪﻫﺎ.
كتاب

دليل إعداد السياسات الخاصة بالمعلمين - ملخص

وضع دليل إعداد السياسات الخاصة بالمعلمين فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم للجميع، بالتعاون الوثيق مع كيانات اليونسكو والشركاء الخارجيين لفريق العمل الخاص المعني بالمعلمين. وكان...
كتاب
  • pdf
  • 14.09.2020
  • EN  |  FR  |  ES

دليل إعداد السياسات الخاصة بالمعلمين

لابد للبلدان من وضع رؤية شاملة بشأن المسائل المتعلقة بالمعلمين لكي تتمكن من تحقيق هدف التنمية المستدامة 4 ومعالجة الأحكام المتعلقة بالمعلمين الواردة في إعلان إنشيون وإطار العمل الخاص بالتعليم حتى عام...
تقرير
  • pdf
  • 08.04.2020
  • EN  |  FR  |  ES

الخطة الاستراتيجية للفترة 2018 -2021

مع نهاية حقبة "التعليم للجميع"، قرر فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم حتى عام 2030 بلورة أنشطته بما يتلاءم مع أهداف التعليم المعتمدة حديثا على الصعيد الدولي. ولذلك تعتمد الخطة...
تدوينة
  • 03.10.2019

المعلّمون والمعلّمات الشباب هم مستقبل المهنة

طبقاً لمعهد اليونسكو للإحصاء، هناك 258 مليون طفل وشاب خارج مقاعد الدراسة. وما يثير قلقاً أكبر هو أن أكثر من 600 مليون طفل ومراهق من الملتحقين بالمدارس لا يتعلّمون الأساسيات. في الحالتين، يُحرم الأطفال من حقهم في تعليمٍ ذي جودة.

وللتعويض عن هذه الأزمة التعلّمية، سيكون العالم في حاجة إلى معلّمين ومعلّمات جُدد - بزيادةٍ قدرُها 69 مليون معلّم ومعلّمة إذا ما أردنا الوفاء بالتزاماتنا قبل عام 2030.

ولهذا السبب كان الموضوع المحوري لليوم العالمي للمعلّمين والمعلّمات لعام 2019 هو "المعلّمون والمعلّمات الشباب: مستقبل المهنة". وإلى جانب كونه احتفاءً بمن كرّسوا حياتهم لنقل المعرفة وتشكيل العقول، يُعد اليوم العالمي للمعلّمين والمعلّمات مناسبةً أيضاً لتسليط الضوء على مسائل هامّة تؤثّر على المهنة وتُبقي المعلّمين والمعلّمات في صدارة خطط التعليم العالمية.

مطلوب: معلّمون ومعلّمات من الشباب

لقد انخفض عدد المعلّمين والمعلّمات المتدربين منذ عام 2013. وباستخدام التعريفات الوطنية، قدّر تقرير رصد التعليم العالمي لعام 2019 أنّ 85% فقط من المعلّمين والمعلّمات كانوا مدرَّبين في عام 2017. ويمثل ذلك انخفاضاً بمعدل 1.5 نقطة مئوية.

يقدّم لنا تقرير منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي لعام 2019، المعنوَن التعليم في لمحة، لقطةً سريعة للوضع. يشكّل المعلّمون والمعلّمات الشباب، وهُم دون سن 30 حسب التعريف، 25% فقط من القوى العاملة في مجال التدريس في عموم مستويات التعليم في البلدان التي شملها مسح منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

في فرنسا، بلغت نسبة المعلّمين والمعلّمات الشباب من المرحلة الإعدادية إلى الثانوية 11% في عام 2017. في جمهورية كوريا، مثّلت هذه الفئة 14% من القوى العاملة في التدريس. وشيلي هي أحد البُلدان ذات المعدلات الأعلى من المعلّمين والمعلّمات الشباب، ويمثلون 21% من القوى العاملة.

ويبدو المشهد أكثر قتامة حين ننظر إلى النسبة تبعاً لمستويات التعليم. ففي عام 2017، كان هناك 13% فقط من المعلّمين والمعلّمات في سن 30 وما دون في التعليم الإعدادي و11% فقط في التعليم المتوسط. وتنخفض هذه النسبة أكثر حتى في التعليم الثانوي بوجود 8% من المعلّمين والمعلّمات في هذه الفئة العُمرية.

في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لا تزال النسبة المئوية للمعلّمين والمعلّمات المعيّنين حديثاً منخفضة في معظم البلدان، ولاسيما بالنسبة إلى التعليم الإعدادي، طبقاً لأحدث بيانات متوفرة. في جمهورية بِنين، بلغت النسبة المئوية للمعلّمين والمعلّمات المعيّنين حديثاً 12% في مستوى التعليم الإعدادي. ومن بين هؤلاء المعلّمين والمعلّمات المعيّنين حديثاً تلقّى نصفهم فقط تدريباً طبقاً للمعايير المحددة وطنياً.

في جنوب أفريقيا، بلغت النسبة المئوية للمعلّمين والمعلّمات المعيّنين حديثاً 8% في مستوى التعليم الإعدادي، وكان 91% منهم قد تلقّوا تدريبهم طبقاً للمعايير الوطنية. في كوت ديفوار، بلغت النسبة المئوية للمعلّمين والمعلّمات المعيّنين حديثاً 13% في مستوى التعليم الإعدادي، وكان 99% قد تلقّوا تدريبهم طبقاً للمعايير الوطنية.

أما ما يثير القلق بصورةٍ أكبر فهو المعدل المنخفض لخرّيجي تدريب المعلّمين والمعلّمات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ففي كينيا، بلغت النسبة 4.0، وفي السنغال كانت 3.7، بينما بلغت النسبة في تنزانيا 12.2.

وما يمكننا استنباطه من هذه الأرقام هو أن الشباب في جميع أنحاء العالم لا يلتحقون بالمهنة بمعدلات مرتفعة بما يكفي.

جاذبية مهنة التدريس للشباب - الشكل 1، المصدر: الاتحاد الدولي لنقابات المعلّمين، الحالة العالمية للمعلّمين والمعلّمات ومهنة التدريس، 2018 الصفحة 27

لماذا تُعد المهنة غير جذابة إلى هذا الحد؟

لقد كان المعلّمون والمعلّمات ذات مرّة أصحاب مهنة يحظون باحترام رفيع وكثيراً ما شكّلت خدماتهم قدوةً تُحتذى في أوساط الشباب. ولنأخذ على سبيل المثال الآنسة هوني، معلّمة ماتيلدا من الكتاب المسمّى على اسمها لرولد دال، أو جون كيتنغ، مدرّس الإنجليزية الخيالي من جمعية الشعراء الموتى، أو حتى البروفيسور دمبلدور من سلسلة هاري بوتر. أشاع كل هؤلاء المعلّمون والمعلّمات مشاعر الاحترام والعرفان وحتى المحبة بين القرّاء والمشاهدين.

ومع ذلك، بات الوضع شديد الاختلاف بالنسبة إلى المعلّمين والمعلّمات في أيامنا هذه. فالتدريس بات يوصف أكثر بأنه مهنة شاقّة تُقابل بالجحود، وتُمارس في ظل ظروف عمل صعبة. ولم يعُد يُنظر إليها بوصفها من المهن التي تحظى بالاختيار. في تنزانيا، على سبيل المثال، لم تعُد مهنة التدريس تحمل صورة المهنة المحترمة بين الشباب بل يُنظر إليها كملاذ أخير لمَن لم تكن نتائج امتحاناتهم النهائية جيّدة.

وفي تقريره المحدّث، مستقبل مهنة التدريس ، يسلّط الاتحاد الدولي لنقابات المعلّمين الضوء على حقيقة أنّ المعلّمين والمعلّمات في بداية عملهم يجدون لقاءاتهم الأولى مع طلاب الصف تجربةً مهيبة.

ويُدرج التقرير كذلك أشدّ الجوانب التي تثير قلق المعلّمين والمعلّمات الطلاب:

  • الانضباط وإدارة الصف؛
  • التكيفات الشخصية والتعديلات المؤسسية؛
  • طُرق التدريس واستراتيجياته؛
  • العمل مع الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وجد مسحٌ أُجرته النقابة الوطنية للمعلمين والمعلمات في المملكة المتحدة عام 2017 أن نصف المجيبين من المعلّمين والمعلّمات دون سن 35 توقعوا أن يتركوا المهنة في غضون السنوات الخمس المقبلة بسبب عبء العمل المتطلّب.

فما الذي قد يدفع بشاب أو شابة للعمل في هذه المهنة في الوقت الذي تتوفر فيه خيارات كثيرة أخرى لهم اليوم؟

ما الذي يمكننا عمله؟

إنّ الخطوة الأولى السهلة لتحسين جاذبية مهنة التدريس تتمثل في تطوير سياسات وطنية كلية معنيّة بالمعلّمين والمعلّمات وتنفيذها.

يوصي فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين في دليل تطوير سياسة المعلّمين والمعلّمات بوضع المسارات المهنية السليمة الإعداد وشروط العمل المناسبة والمكافآت والتعويضات الملائمة في الاعتبار بوصفها تدابير لتحفيز المعلّمين والمعلّمات واستبقائهم في المهنة وإدراجهم في جميع سياسات المعلّمين والمعلّمات. وقد بدأت المملكة المتحدة فعلاً في النظر إلى رفع الراتب الأساسي للمعلّمين والمعلّمات الشباب كوسيلة لزيادة معدلات الاستقطاب.

وقد أطلقت دولة بِنين للتوّ أيضاً عقد تعيين لمدة 9 أشهر للمتدربين من المعلّمين والمعلّمات الشباب، وينطوي على راتب ثابت ومخصصات للسكن تُحوَّل مباشرةً إلى حسابهم المصرفي بالإضافة إلى الرعاية الصحية.

كما قد أُقرّ عن طريق البحث أنّ تخفيف عبء العمل عن كاهل المعلّمين والمعلّمات الشباب قد يُعينهم على التأقلم مع متطلبات المهنة. في كازاخستان، يعمل المعلّمون والمعلّمات الجُدد لمدة أربع ساعات أقل في الأسبوع مقارنةً بالمعلّمين والمعلّمات ذوي الخبرة.

بما أن المعلّمين والمعلّمات الشباب كثيراً ما يذكرون عدم جاهزيتهم عند وصولهم ليقفوا أمام الصف، نوصي بأن تُدرِج سياسات المعلّمين والمعلّمات، إلى جانب تدريب المعلّمين المبدئي، شرطاً بفترة تأهيل، لتقدّم للمعلّمين والمعلمات الشباب دعماً داخل المدرسة على هيئة شبكات من المُرشدين والأقران.

وفقاً لنتائج الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن التدريس والتعلم، وافق 77% من قادة المدارس الذين أجابوا عن أسئلة المسح على أن الإرشاد له أهمية كبيرة حين يتعلق الأمر بدعم المعلّمين والمعلّمات الجُدد. وفي سنغافورة، يحظى أكثر من 50% من المعلّمين والمعلّمات الجُدد بمُرشد معيّن لهم.

وهكذا، ففي اليوم العالمي للمعلّمين والمعلّمات 2019، نرغب في تذكير المجتمع الدولي بأننا إذا لم نجد حلولاً لجذب العقول النيّرة الشابة إلى المهنة، فسوف نخفق في جَسر "هوّة المعلّمين" ونقصّر في تحقيق التزامنا بجودة التعليم المنصوص عليها في أهداف التنمية المُستدامة.

انضموا إلى حلقتنا النقاشية

تحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) باليوم العالمي للمعلمين في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر سنوياً منذ عام 1994 إحياءً للذكرى السنوية لاعتماد التوصية المشتركة بين منظمة العمل الدولية واليونسكو في عام 1966 بشأن أوضاع المدرسين. وتضع هذه التوصية معايير تتعلق بحقوق ومسؤوليات المعلّمين والمعلّمات ومقاييس لإعدادهم المبدئي وتعليمهم الإضافي واستقطابهم وتوظيفهم وشروط التعليم والتعلّم.

في هذا العام، تعقد اليونسكو حلقات نقاش يوم الاثنين الموافق 7 تشرين الأول/أكتوبر في مقرها الرئيسي في العاصمة الفرنسية، باريس. وسوف تضم المناقشات معلّمين طلاّب، ومعلّمين شباب، ومدرّبي معلّمين، وأكاديميين، وممثلين عن الشباب سعياً لتعريف الحلول التي من شأنها أن تجذب الشباب إلى مهنة التدريس واستبقائهم فيها.

وقد نُشرت هذه المدوّنة في الأساس في مدوّنة التعليم للجميع المنبثقة عن الشراكة العالمية من أجل التعليم بمناسبة اليوم العالمي للمعلّمين 2019 الشراكة العالمية من أجل التعليم هي عضو في فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين ولها مقعد في اللجنة التوجيهيّة.