تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
تدوينة
  • 29.07.2020

المعلّمون والمعلّمات يتحدثون عن الاستجابة لمواجهة "كوفيد-19"

تبادَل خمسة عشر معلّماً ومعلّمة من حول العالم تجاربهم مع فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، مؤكدين أن عملية التعلّم تواصلت في أثناء فترة إغلاق المدارس جرّاء جائحة "كوفيد-19". ويمكن للتحديات التي واجهها المعلّمون والمعلّمات والاستراتيجيات التي وضعوها أن ترشدهم في الخطوات اللاحقة في الاستجابة إلى أزمة "كوفيد-19" مع تخطيط البلدان والمنظمات لإعادة فتح المدارس وتطوير أنظمة تعليم أكثر قدرةً على الصمود.

 

توازن دقيق: التدريس على امتداد الجائحة   

من خلال القصص الفريدة للمعلمين والمعلمات، ظهرت مواضيع أساسية حول التحديات المهنية والشخصية التي يواجهها المعلّمون والمعلّمات في أثناء تفشي الجائحة. وتضمنت التحديات المهنيّة اختلافات في المعرفة الرقمية لدى كل من المعلّمين والمعلّمات وتلاميذهم وفي قدرتهم على الدخول إلى ساحة التعلّم الإلكتروني. كما واجه المعلّمون والمعلّمات تحديات شخصية تتعلق بالحفاظ على توازن بين ساعات العمل والمعيشة اليومية والتعامل معنوياً مع التغيرات المفاجئة التي جلبتها الجائحة.

كما لفت المعلّمون والمعلّمات الانتباه إلى أوجه التفاوت المتأصلة في أنظمة التعليم ومضاعفاتها على التعليم عن بُعد، في البلدان الغنية والفقيرة على حد سواء.

 

تستثمر المدارس الخاصة في المناطق الريفية في التعليم المدرسي عبر الإنترنت لتلاميذها. غير أن مستوى الاستثمار غير موحّد وغير متسق بين المدارس... فالتعليم عبر الإنترنت ليس خياراً ذا جدوى في بلدٍ لا يحظى فيه معظم الناس بمنفذٍ إلى شبكة الإنترنت.

ناديا فقير، معلّمة من موزامبيق

 

يقوم التعلّم الإلكتروني على افتراض أنّ الطلاب لديهم الإمكانية لمتابعة التعلّم عبر الإنترنت في البيت. ومما يؤسف له أن الحال ليست كذلك عند جميع الطلاب. فالأطفال الأقل حظاً يواجهون فرصة أكبر في التخلف عن الرّكب. 

آن-فلور لورفِنك، معلّمة مدرسة ثانوية، روتردام، هولندا

سُلّط الضوء أيضاً على العافية الاجتماعية والمعنوية للطلاب في أثناء العودة إلى المدارس، ولا سيما أن سلامة ساحات المدارس هي أمر ضروري لأنشطة التدريس والتعلّم.

 

نحن قلقون أيضاً حيال العافية الاجتماعية والمعنوية لطلابنا... [] المدارس هي أكثر من مجرد أماكن تنتقل فيها المعرفة؛ فهي المكان الذي يختلطون فيه اجتماعياً والمكان الذي يكبرون فيه. المدارس هي أماكن آمنة لمَن ليس لديهم بيوت مستقرّة. فكيف يمكننا ضمان ذلك عن بُعد؟

آن-فلور لورفِنك، معلّمة مدرسة ثانوية، روتردام، هولندا

لقد ترك الإغلاق الفجائي للمدارس للمعلّمين والمعلّمات قليلاً من الوقت للاستعداد. ولم يكن واضحاً لبعض المعلّمين والمعلّمات كيف ينبغي لهم استخدام أدوات التعليم المختلفة عبر الإنترنت وعن بُعد، وما هي مضامين هذه الأدوات لمهنة التدريس والتحقق من تعلّم الطلاب. وكانت خبرات المعلّمين والمعلّمات في استخدام التقنية في التدريس مختلفة المستويات. ولم يكن التحوّل إلى التعليم عن بُعد عمليةً سهلة ولا سلسة بالنسبة إلى بعض المعلّمين والمعلّمات.  

 

"جاءت الأخبار حول تفشي جائحة "كوفيد-19" مباغتة للغاية، بحيث أصابتنا بالذهول في البداية. ومع ذلك، بدأنا فوراً في تنشيط منصات متنوعة لنكون جاهزين لتوفير التعلم عن بُعد... ولم تكن العملية سلسلة مع ذلك."

باربرا ريكاردي، معلّمة مدرسة ابتدائية، روما، إيطاليا

 

"لم تكن مبادرةً يسهل اتخاذها. فقد كانت الموارد تنقصنا، إذ لم نكن على استعداد لهذا الإغلاق الطويل. ولم تكن لدينا مهارات في التعامل مع منتجة الفيديو. وعلى الرغم من التحديات، فقد نجحنا في الأمر."

شايلا شارمين، زميلة، التدريس من أجل بنغلاديش

 

استراتيجيات لضمان عدم توقف التعلّم

في تطويرهم استراتيجيات لمواصلة التدريس والتعلّم، اضطُر المعلّمون والمعلّمات إلى مراعاة عوامل كثيرة، ومنها السبل المتاحة لهم لاستخدام التكنولوجيا، وفهمهم للسبل المتاحة للطلاب في الدخول إلى المنصات التقنية واستخدامها، ومعرفتهم بكيفية تعلّم طلابهم. وقد كيّفوا ممارساتهم التدريسية طبقاً لذلك، مع الحفاظ على إتاحة وقتهم ووجودهم معنوياً مع الطلاب طيلة العملية.

وقد أظهر المعلّمون والمعلّمات أيضاً التزامهم باستخدام الموارد المتعددة لضمان استمرار التعلم برغم التقطع في جداول المواعيد المدرسية وإغلاق المدارس.

 

أنا أعمل في مجتمع يعاني الفقر الشديد، وذي موارد قليلة. وبالتعاون مع زميلاتي المعلّمات وضعنا أفضل الطرق للعمل مع هؤلاء الطلاب، من حيث واقعهم الاجتماعي والاقتصادي.

ديبورا غاروفالو، معلّمة تكنولوجيا في شبكة التعليم العام البرازيلية وإحدى مديرات التكنولوجيا في أمانة التعليم لولاية ساو باولو

 

لقد اضطُررت لذلك إلى تعديل طريقة تدريسي لمن يتقدمون بوتيرة أبطأ، نظراً للافتقار إلى الانضباط الذاتي أو للاكتئاب بسبب العزلة. أبدأ كل درس بتشجيع معنوي، وألتمس التعقيبات حول مشاعر الناس، وأبطأتُ وتيرة تدريسي أو توقعاتي عموماً... وقد حاولتُ أن أحافظ على بساطة التدريس لأن التلاميذ أمامهم كثير من الدروس عبر الإنترنت...

مارجوري براون، مدرسة رودين، جنوب أفريقيا، متأهلة لنهائيات جائزة ڤاركي للمعلّمين والمعلّمات

لقد اعتمد المعلّمون والمعلّمات على التعاون مع الزملاء لتطوير أنظمة الدعم في سبرهم أغوار التدريس عبر الإنترنت التي لا يعرفون عنها شيئاً كثيراً وتطوير معرفتهم العملية الفنية. وقد أثبت الدعم من الزملاء في أوضاع مماثلة أهميته مع تطوير مهارات التدريس عبر الإنترنت. وظهرت فعاليةٌ أكبر لفُرص التطوير المهني عندما استندت إلى أوجه التعاون المهني بين المعلّمين والمعلّمات أو استفادت منها. ويشير بعض المعلّمين والمعلّمات إلى الحاجة المتواصلة للشراكة وأوجه التعاون التي تطورت في أثناء هذه المرحلة، وإلى قيمتها. 

 

ظهرت قوة مجتمعنا المهني في هذه الأيام الأولى، مع دعم الزملاء لأحدهم الآخر في عملية الانتقال وتعلّم أدوات تدريسية جديدة ومناقشة كيفية دعم التعلّم عن بُعد [...]

 

ويندي وايت، مدرّسة الصف الخامس في مدرسة ابتدائية، سيراكيوز، نيويورك، الولايات المتحدة

 

حين جاءت الأخبار بأن المدارس ستغلق أبوابها، تعاونّا فعلاً كفريق. اجتمع المعلمون والمعلمات في المدرسة لحضور جلسة تبادل أفكار وبدأوا بتحويل المنهج إلى منهج إلكتروني في يوم واحد فحسب [...] وما يتيح إدارة هذه العملية هو أننا نشارك في هذا العمل معاً. تسارعَ تطوير المعلّمين والمعلّمات، وكان التعلّم عن طريق الأقران أساسياً في ذلك [...]

آن-فلور لورفِنك، معلّمة مدرسة ثانوية، روتردام، هولندا

هناك عامل آخر ظهر في ردود المعلّمين والمعلّمات وهو أهمية الشراكات والتواصل مع أولياء الأمور في ضمان مواصلة التعلّم لدى الأطفال. وأظهر المعلّمون والمعلّمات وعياً وفهماً للتحديات التي يواجهها أولياء الأمور في خلال تفشي الجائحة. وقد دفع هذا الأمر بالمعلّمين والمعلّمات إلى تصميم استراتيجيات تنطوي على أولياء الأمور لتشجيع التعلّم التعاوني بين الطلاب وأولياء أمورهم أينما كان لذلك جدوى.

 

أنا أساعد أولياء الأمور والأُسرة بتقديم نصائح واقتراحات حول كيفية تنظيم وتيرة الدراسة المنزلية (مع طرح أمثلة عملية) وكيفية زيادة قائمة الأنشطة... كما أقدّم إرشادات حول كيفية مساعدة الطلاب على استيعاب ما إذا كانوا قد تدبّروا بلوغ كل أهداف التعلّم.

 ديبورا غاروفالو، معلّمة تكنولوجيا في شبكة التعليم العام وإحدى مديرات التكنولوجيا في أمانة التعليم لولاية ساو باولو

 

لقد شكّلت الشراكات القوية بين أولياء الأمور والمعلّمين والأطفال مورداً رائعاً في نجاح عملية التعلّم عبر الإنترنت.

ويندي وايت، مدرّسة الصف الخامس في مدرسة ابتدائية، سيراكيوز، نيويورك، الولايات المتحدة

وقد سلّطت بعض تجارب المعلّمين والمعلّمات أيضاً الضوء على الحاجة إلى تطوير نهج حذر في اعتماد التعلّم عبر الإنترنت. في السياقات الضعيفة الموارد وفي المدارس التي تجتذب الطلاب من فئات سكانية محرومة اجتماعياً واقتصادياً، يسلّط المعلّمون والمعلّمات الضوء على إمكانية مفاقمة التعلّم عبر الإنترنت، عند اعتماده، أوجُه عدم المساواة في التعلّم. ويتطلب ذلك بعض التخطيط للتخفيف من أوجه عدم المساواة المتنامية، ومنها الاستفادة من البث عبر وسائل الإعلام والمواد المطبوعة الأساسية.

 

بعض الدروس للتخطيط للخطوات التالية

تختلف تجارب المعلّمين والمعلّمات تبعاً للبلد، ونوع المدرسة، والمادة المُدرّسة، والمنفذ إلى التكنولوجيا أو بنيتها التحتية، والخلفية الاجتماعية الاقتصادية للمعلّمين والطلاب. ومع ذلك، يمكن استقاء ثلاثة دروس أساسية من الشهادة المتبادلة.  

أولاً، يشكّل المنفذ المتاح إلى البنية التحتية للتعلّم عبر الإنترنت أهمية حاسمة في ضمان التعلّم المتواصل. ويُظهر المعلّمون والمعلّمات ممّن لديهم تعامل سابق في استخدام تكنولوجيا الإنترنت استعداداً أكبر لتوظيفها. ومع ذلك، فإن الانتقال إلى طُرق التدريس والتعلّم الجديدة لم يكن سهلاً. فقد اضطُر المعلّمون والمعلّمات إلى التعامل مع تحديات منها البحث في التكنولوجيات المختلفة وما يمكنها أن تقدّم، مع ضمان ملاءمتها لتدريس المادة، والتعامل مع التحديات الاجتماعية والمعنوية الشخصية، واستيفاء احتياجات التعلّم واحتياجات طلابهم الاجتماعية والمعنوية.

ثانياً، اكتسب المعلّمون والمعلّمات فهماً مناسباً لاحتياجات التعلّم لدى طلابهم في أثناء الجائحة. ويتعيّن على هذه المعرفة أن يُسترشد بها في الخطوات اللاحقة في استراتيجية الاستجابة التعليمية. وقد وضع المعلّمون والمعلّمات في الصدارة احتياجات طلابهم وتعاملوا مع التحديات السياقية التي يواجهونها في الدخول إلى منصات التعليم الإلكتروني أو غيرها من فُرص التعلم. وبينما تخطط البُلدان استراتيجيات لتقييم تعلّم الطلاب في هذه المرحلة والبناء عليه، فإن الاستفادة من هذا الوعي والمعرفة من شأنه أن يشكّل أهمية بالغة. في إحدى التجارب التي طُرحت على سبيل المثال، ساعد الحوار المدرسي الذي انطوى على المعلّمين والمعلّمات على بناء الثقة والحفاظ على استمرارية التعلّم لدى الطلاب.      

ثالثاً، هناك عدّة استراتيجيات وممارسات طوّرها المعلّمون والمعلّمات للتكيف مع المطالبات بإغلاق المدارس، بما فيها التجارب في استخدام منصات التكنولوجيا المختلفة، ويمكن تسخيرها واستخدامها في بناء قدرة أنظمة التعليم على الصمود. وهناك ممارستان هامّتان للغاية يمكن تعزيزهما وهما بناء شبكات دعم الأقران، وتأسيس قنوات تواصل مع أولياء الأمور لضمان مشاركتهم في تعلّم الطلبة.   

إنّ الاستماع إلى تجارب المعلّمين والمعلّمات والحرص على معالجة مخاوفهم على نحو لائق - وتعزيز التدريس والتعلّم - سيكون بالغ الأهمية مع انتقال البلدان إلى المرحلة التالية من تطوير استجابات التعليم تجاه الجائحة.

قراءات أخرى: دعم المعلّمين والمعلّمات في جهود العودة إلى المدارس - مجموعة أدوات لقادة المدارس

 

تدوينة
  • 08.07.2020

كيف تؤثر جائحة "كوفيد-19" على المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى

تنظر هذه المذكرة في كيفية تأثير جائحة "كوفيد-19" على المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين لدى القطاعين العام والخاص في عدّة بلدان أفريقية وتقدّم توصيات من أجل تحسين قدرة التعليم على الصمود أمام إغلاق المدارس. وقد نُشرت لتتزامن مع إصدار استعراض الاستعانة بالمعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى الصادر عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، استناداً إلى البحث الذي قدّمه بيير فارلي إلى فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين.

 

أزمة التعليم العالمية الحالية

لقد كان لجائحة "كوفيد-19" أثرٌ غير مسبوق على الأنظمة التعليمية. وفي ذروة انتشارها، كان 194 بلداً قد نفّذت إغلاقاً للمدارس في عموم أنحاء البلاد، وطال أثر الإغلاق 63 مليون معلّم ومعلّمة للمرحلتين الإعدادية والثانوية. ولم تسلَم أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من هذا الإجراء في خلال هذه الأزمة، فقد شهدت المنطقة إغلاقاً للمدارس عمّ أرجاء بلدانها وطالَ ما يُقدّر بـ 6.4 مليون معلّم ومعلّمة.

 

مَن هم المعلّمون والمعلّمات المتعاقِدون؟

المعلّمون والمعلّمات المتعاقِدون هم مَن يُعيَّنون من خلال مسارات بديلة ويوافقون على العمل خارج الترتيبات التوظيفية التقليدية التي تكون مسنودة باتفاق خدمة مدنية جماعي. وهُم يستلمون رواتبهم لقاء العمل الذي يؤدونه لكنهم لا ينتفعون من مزايا تسري بموجب معايير ومقاييس القطاع العام، مثل الإجازة السنوية وراتب التقاعد والتأمين الصحي.  

وفي حين أن المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين قد يحملون مؤهلات أكاديمية مشابهة لما يحمله زملاؤهم العاملين في الخدمة المدنية، إلا أنّ تدريبهم التربوي كثيراً ما يكون غير وافٍ، ولا يشاركون في برامج التطوير المهني المستمر. ونتيجةً لحالتهم، يتلقّى المعلّمون والمعلّمات المتعاقِدون عادةً تعويضاً أدنى ويحظون باستقرار وظيفي أقل، لأن توظيفهم يكون عرضة لتقلبات الميزانية العامة، وضغوط السوق، وقدرة الجهات التعليمية على تسديد الأجور.

من الناحية العملية، ليس هناك تعريف واحد معيّن للمعلّم المتعاقِد. ففي البلدان الناطقة بالفرنسية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، على سبيل المثال، تشير المصطلحات مثل معلّم بدوام جزئي، ومعلّم متعاقد مع الدولة، ومعلّم مجتمع محلي، ومعلّم متعاقد مع الخدمة الوطنية ومتطوع جميعها إلى أنواع فرعية من المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين. وقد يُنظر إلى المعلّمين والمعلّمات في القطاع الخاص على أنهم معلّمين ومعلّمات متعاقِدين أيضاً، بما أن أجورهم غالباً ما تسددها المدارس مباشرةً من خلال الرسوم التي تجمعها من أولياء الأمور. وعادةً ما يكسبون مدخولاً أقل مقارنةً بنظرائهم العاملين في القطاع العام. وهناك أيضاً تدابير للقطاعين العام والخاص، وتحمل آثاراً مختلفة تتعلق بدفع الرواتب.

 

المعلّمون والمعلّمات المتعاقدون بوصفهم وسيلة لتوسيع السبل إلى التعليم

إن العالم يحتاج إلى ما يُقدّر بـ 69 مليون معلّم ومعلّمة، ويشمل ذلك 17 مليون فرداً منهم لمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وحدها، لتلبية الهدف الرابع من أهداف التنمية المُستدامة ("ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع") في عام 2030. ونظراً إلى النقص في أعداد المعلّمين والمعلّمات في كثير من المدارس المملوكة للحكومات، فقد استعان القطاع العام بالمعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين لسد الثغرات، ولاسيّما في عدّة بلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث نمت فئة التلاميذ في سنّ المدرسة أسرع من قدرة المدارس على تدريب المعلّمين. وفي بلدان أخرى، أُنشئت مدارس ريفية ونائية قائمة على المجتمعات المحلية، وتستند إلى نموذج مدارس عامة-خاصة توظف معلّمين ومعلّمات وتتكفل المجتمعات المحلية بدفع أجورهم و/أو من خلال المخصصات الحكومية.

 

إنّ فهم تأثير جائحة "كوفيد-19" على المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين هو أمر ضروري إذ إنهم يمثلون نسبة عالية من القوى التعليمية العاملة في بلدان كثيرة. وكانوا يشكّلون 71% من جميع المعلّمين والمعلّمات لمراحل ما قبل الإعدادية إلى مستوى المرحلة الثانوية في النيجر في عام 2017، وفقاً لتقرير الدولة بشأن النظام التعليمي، بينما كان 64% من معلّمي ومعلّمات المرحلة الإعدادية في تشاد من معلّمي ومعلّمات المجتمع المحلي المتعاقِدين في عام 2014. وارتفع عدد المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين بوصفهم نسبةً من جميع معلّمي ومعلّمات التعليم الإعدادي في بوركينا فاسو، من نسبة ضئيلة في عام 2002 إلى 81% في عام 2015. وفي المقابل، انخفض عدد المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين بوصفهم نسبةً من القوى العاملة في مالي من 79% إلى 29% في عام 2014 - نتيجةً لقرار اتخذته الحكومة تحت ضغط من نقابات المعلّمين لمنح أكثر من 40 ألف معلّم ومعلّمة من المجتمع المحلي والمتعاقدين وضعيةَ العاملين تحت الخدمة المدنية.

 

المدفوعات المتأخرة وغيرها من الآثار على المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين في القطاع العام

لقد خلّفت جائحة "كوفيد-19" آثاراً متنوعة على توظيف ورواتب المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين في القطاع العام. ففي الكاميرون والنيجر وزامبيا لم تخضع عقود المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين في القطاع العام للإيقاف. وعلاوة على ذلك، فقد استلم المعلّمون والمعلّمات المتعاقِدون رواتبهم بانتظام على الرغم من إغلاق المدارس.

تتباين هذه الحال مع الوضع في توغو، حيث يعمل 27% من معلّمي ومعلّمات المرحلة الإعدادية و41% من المرحلة المتوسطة و25% من المرحلة الثانوية طبقاً لعقود "تطوّعية". وفي حين أن عقود المعلّمين والمعلّمات لم تخضع للإيقاف أو الإنهاء إلا أن التسديد المنتظِم للرواتب ظلّ يشكّل صعوبة. ففي نهاية أيار/مايو 2020، سددت ’الوكالة الوطنية للتطوع‘ بانتظام أجور ما يقرب من 900 معلّم ومعلّمة متعاقدين، بينما لم يتلقّ نحو 9490 معلّم ومعلّمة آخرين أي دعم حكومي، وهو ما يمثل 1 من بين كل 6 معلّمين ومعلّمات في توغو.

تُظهر بعض الأدلّة أن المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين في كينيا لم يستلموا رواتبهم أيضاً، بما أنّ صرف الرواتب يعتمد على إدارة المدرسة، وهو ما لم يتسنّ ترتيبه في أثناء إغلاق المدارس. ويُظهر مسح اليونسكو/اليونيسف/البنك الدولي المشترَك لإجابات البلدان أن بوركينا فاسو وغينيا سوف توقفان أيضاً رواتب المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين، بينما ستواصل غانا وسيراليون تسديد الرواتب بعد تطبيق تخفيضات عليها. وطبقاً للأمين العام لنقابة المعلّمين في أوغندا، فيلبرت باغوما، لم يستلم المعلّمون والمعلّمات المتعاقِدون هناك أيضاً رواتبهم بدفعات منتظمة.

ومع أن وضعهم غير متصل مباشرة بجائحة "كوفيد-19"، إلا أنّ 2500 معلّم ومعلّمة جُدد ممّن تعيّنوا في أواخر عام 2019 في النيجر ما زالوا في انتظار استلام رواتبهم عن الأشهر القليلة الأولى من عام 2020. وبعد أن تكبدوا ديوناً للسفر إلى مواقع تعيينهم، اضطُرّ المعلّمون والمعلّمات إلى مغادرة مواقع عملهم بعد ذلك في خلال فترة الإغلاق ثم العودة مجدداً عند إعادة فتح المدارس في الأول من حزيران/يونيو (الاتحاد الدولي لنقابات المعلّمين، 2020). في كوت ديفوار، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الفني والمهني أن رواتب 10300 معلّم ومعلّمة سوف تُسدد قريباً ممّن استُقطبوا للعمل في عام 2019.

في غامبيا، لم يتمكن المعلّمون والمعلّمات العاملون بصفة مؤقتة وانتهت عقودهم في شهر آذار/مارس 2020 من التقدم مجدداً بطلبات لشغل مراكزهم السابقة نظراً لإغلاق المدارس، مما قضى على مدخولهم المنتظم.

 

عدم استقرار المعلّمين والمعلّمات في القطاع الخاص

لقد كشفت جائحة "كوفيد-19" عن أوجه قصور مؤسسية في إدارة المعلّمين والمعلّمات. فالمعلّمون والمعلّمات المتعاقِدون في القطاع العام، وخصوصاً كذلك في القطاع الخاص، لا يحظون بتغطية أي من اللوائح في حالة الظروف القاهرة (وهي الظروف التي تتجاوز قدرة الطرفين على التحكم فيها). ولكن خلافاً للمتبع في القطاع العام، يستلم معلّمو ومعلّمات القطاع الخاص رواتبهم مباشرة من أصحاب المدارس، مما يجعل تعقّب المدفوعات أكثر صعوبة بكثير. في حالات أخرى، بما فيها مدارس المجتمع المحلي، يُستعان بالنموذج العام-الخاص الذي يسدد فيه أولياء الأمور الرسوم إلى المدرسة، وتُخصَّص بدورها بواسطة هيئات التعليم المركزية لتغطية التكاليف ومن بينها الرواتب.

تشير المعلومات المستقاة من البلدان التي شملها المسح إلى وجود عدد كبير من معلّمي ومعلّمات القطاع الخاص ممّن لم تُدفع أجورهم عن شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو، وغالباً بسبب عدم تمكن المدارس المغلقة من استرداد كل الرسوم المدرسية، والتي تشكّل مصدر دخلهم الوحيد. يختلف الوضع بين المدارس، مع ذلك، بناءً على قدرتها على التدريس عن بُعد أو عبر الإنترنت. في حالات أخرى، ترتبط الأجور مباشرة بالعمل الذي يقوم به المعلّمون والمعلّمات، وبذلك لا يُدفع أجرٌ لهم في أثناء فترة الإغلاق والغيابات. في مدارس المجتمع المحلي الريفية، تبدو الآثار المترتبة على المدفوعات أقل وضوحاً بما أن الرواتب قد تتألف من أجور يدفعها أولياء الأمور ومن مخصصات حكومية، أو مدفوعات مباشرة إلى المعلّمين والمعلّمات.

وفقاً لستيفان دي سوزا، المنسق العام للمكتب المؤقت للمعلّمين والمعلّمات في القطاع الخاص في توغو، لم يُطلع المعلّمون والمعلّمات على المُستجدات بشأن رواتبهم من أرباب عملهم (كوسي، 2020). كما أن المدير الوطني للتعليم الكاثوليكي أوقف أيضاً رواتب المعلّمين والمعلّمات عن شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو. لتحسين الأمور، أشارت وزارة التعليم الإعدادي والثانوي إلى أن المعلّمين والمعلّمات المتطوعين سوف يستلمون إعانة حكومية طيلة فترة الإغلاق (جمهورية توغو، 2020)؛ ولكن حتى تاريخه، لم يستلم المعلّمون والمعلّمات المتطوعون أي إعانة. وعلى نحو مماثل، لم تُسدد أتعاب المعلّمين والمعلّمات في القطاع الخاص في كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية والنيجر والسنغال، بينما أوقفت عقود كثير من المعلّمين والمعلّمات في كينيا نظراً للافتقار العام في الموارد.

وللحفاظ على الرواتب الجزئية لمعلّمي ومعلّمات المدارس الخاصة في موزامبيق، طلبت الحكومة أن يتفاوض قادة المدارس الخاصة مع الموظفين وأن يُواصل أولياء الأمور تسديد رسوم شهرية. ولم يمتثل بعض أولياء الأمور، مما تسبب في صعوبات لدى الإداريين في تسديد رواتب كاملة للمعلّمين والمعلّمات. نتيجة لذلك، تفاوضت بعض المدارس مع المعلّمين والمعلّمات على تخفيض الرواتب إلى 75% عن الشهر الأول وإلى 50% عن الشهر الثاني. وتُظهر تقارير مماثلة من زامبيا أنّ كثيراً من معلّمي ومعلّمات القطاع الخاص هناك يستلمون حالياً 50% من رواتبهم الشهرية.

أخيراً، تجدر الملاحظة أن جزءاً كبيراً من قطاع رعاية الطفولة المبكرة والتعليم ما قبل المرحلة الإعدادية هو قطاع خاص، وسوف تكون الآثار المترتبة على رواتب معلّمي ومعلّمات المرحلة ما قبل الإعدادية ذوي الأجور غير المدفوعة أكبر مما يترتب على نظرائهم في التعليم الإعدادي. بالإضافة إلى ذلك، بما أن 80% من معلمي ومعلمات المرحلة ما قبل الإعدادية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كُنّ من الإناث في عام 2017، فإنّ عدم دفع الرواتب في هذا المستوى يؤثر في المقام الأول على النساء.

 

نحو اتخاذ استجابة أكثر نجاعةً في تغطية تكاليف الرواتب وبناء قدرة النظام على الصمود

إنّ المعلمين والمعلمات بوصفهم المُدخلات الرئيسية في النظام لتحقيق جودة التعليم، لابُد لهم من أن يحصلوا على التدريب والدعم الوافيين. ولا يشكّل عدم تسديد رواتب المعلمين والمعلمات مشكلة كبيرة على الأفراد والأُسر والمجتمع المحلي فحسب، وإنما يحول أيضاً دون تقديم تعليمٍ يتسم بالجودة وتحقيق الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة. إنّ الآثار المترتبة على المعلمين والمعلمات جرّاء إغلاق المدارس، بما في ذلك الاستنزاف والمصاعب التي يعانيها العائدون منهم قد تلحق ضرراً كبيراً في التدريس والتعلّم، ويقوّض قدرة النظام التعليمي على تحمّل الصدمات، بما في ذلك العودة المحتملة لتفشي جائحة "كوفيد-19" عندما تعيد المدارس فتح أبوابها.

يشكّل عدم تسديد الرواتب عبئاً نفسياً كذلك على المعلمين والمعلمات. وقد أطلق المنسق العام للمكتب المؤقت للمعلّمين والمعلّمات في القطاع الخاص في توغو صرخة يأس، قائلاً: "لم يعد لدينا شيء نقدّمه إلى عائلاتنا. لقد بات الوضع خطيراً." (كوسي، 2020).

يمكن للحكومة أن تتخذ إجراءات قيادية بتخفيف بعض الآثار الأشدّ حدّة. ففي السنغال على سبيل المثال، أنشأت الحكومة صندوق طوارئ تحت مسمى ’فرقة "كوفيد-19"‘. يهدف صندوق الاستجابة هذا الذي تبلغ قيمته 1000 مليار فرنك الجماعة المالية الأفريقية (يعادل 1.6 مليار دولار أمريكي) إلى دعم الأعمال والأسر المعيشية من خلال برنامج صمود اجتماعي واقتصادي يضمن الأجور، بما في ذلك العاملين في الخدمة المدنية والموظفين بالعقود العاملين في المؤسسات العامة على حد سواء، إلى أن يُعاد افتتاح الصفوف المدرسية.

بالنسبة إلى القطاع الخاص، يمكن للحكومة أن تؤثر على أصحاب المدارس الخاصة من حيث تسديد الرواتب بانتظام. فقد استعانت الهيئات التعليمية في كوت ديفوار بشبكات التواصل التقليدية والاجتماعية لنقل رسائلها حول أهمية تسديد رواتب العاملين في القطاع الخاص. وقد حذّر وزير التعليم أيضاً القطاع الخاص من تسريح المعلمين والمعلمات ومن عدم تسديد الرواتب بينما أثنى على الجهات التي واصلت الوفاء بتسديد الرواتب. وشدد الوزير أكثر على أن تسديد القطاع الخاص للرواتب سيكون شرطاً مُسبقاً لتحويل الأموال إلى مؤسسات القطاع الخاص.

يمكن لممثلي المعلمين والمعلمات من المجتمع المدني أن يواصلوا لعب دورٍ هام. يشمل ذلك نقابات المعلمين في القطاع العام ومَن يمثلون مصالح وحقوق المعلمين والمعلمات في القطاع الخاص على حد سواء. ونظراً لعدم تسديد الرواتب للمعلمين والمعلمات في القطاع الخاص في توغو، أُنشئت نقابة جديدة للمعلمين والمعلمات على وجه السرعة، وهي النقابة الوطنية لمعلمي ومعلمات المدارس والمعاهد الخاصة في توغو، التي عقدت أول جمعية عامة تأسيسية في شهر نيسان/أبريل 2020. وقد تشكلت النقابة الوطنية لمعلمي ومعلمات المدارس والمعاهد الخاصة في توغو للدفاع عن حقوق معلمي ومعلمات القطاع الخاص ومصالحهم الاجتماعية والاقتصادية، وتهدف إلى تأكيد تمثيلٍ أفضل لأعضائها أمام السلطات العامة والمنظمات الدولية للسماح بإجراء تفاوض جماعي عن القطاع الخاص (أهم أخبار توغو، 2020).

 

توصيات بشأن الحفاظ على عقود المعلمين والمعلمات وتسديد رواتبهم

إنّ الدول الأعضاء مدعوّة للتفطن إلى التوصية بشأن أوضاع المدرسين الصادرة عن منظمة العمل الدولية/منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 1966 والمواد المتعلقة برواتب المعلمين والمعلمات وحقوقهم ومسؤولياتهم. ويقترح فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين أيضاً التوصيات التالية لضمان تغطية رواتب المعلمين والمعلمات الآن وفي أثناء فترة إغلاق المدارس في المستقبل.

 

تعزيز توفير التعليم عن بُعد: إن انتشار التعليم عن بُعد هو مسألة حيوية في استمرارية التدريس والتعلّم في أثناء فترة إغلاق المدارس؛ بيْد أنه كذلك مسألة حيوية للحفاظ على عقود المعلّمين والمعلّمات. وحيثما تُغلق المدارس ولا يتسنّى الانتقال بالتدريس والتعلّم إلى شبكة الإنترنت أو من خلال منهجيات التعليم عن بُعد (بما فيها عبر الهواتف الجوّالة، والبث التلفزي والإذاعي والتفاعلي والمواد المطبوعة)، فإنّ المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين سيكونون عرضةً للخطر. يتمثل أحد الحلول الجزئية في تطوير استراتيجيات تساعد المدارس والمعلّمين والمعلّمات على مواصلة التدريس في أثناء فترة إغلاق المدارس، بما في ذلك الاستعانة بالحلول التقنية الرفيعة والمنخفضة وغير التقنية. ولتحقيق ذلك، يتعيّن على المعلّمين والمعلّمات أن يتلقّوا التدريب والإعداد الملائمين، مع توفير تدريب خاص للمعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين الذين استُبعدوا من فُرص التطوير المهني. وسوف يحتاجون أيضاً إلى منفذٍ إلى شبكة الإنترنت والأجهزة اللازمة.

 

تطوير استراتيجيات تمويلية لتغطية رواتب المعلّمين والمعلّمات: لقد أعلنت الشراكة العالمية من أجل التعليم عن توفير مبلغ إضافي قدره 500 مليون دولار أمريكي لدعم أنظمة التعليم المتأثرة بإغلاق المدارس جرّاء تفشي جائحة "كوفيد-19". وقد تُقدّم الحكومات بناءً عليه دعماً إضافياً لتتعهد بتمويل خاص بحد أقصى يبلغ 4% من إجمالي النفقات التعليمية لضمان تسديد رواتب جميع المعلّمين والمعلّمات في القطاعين العام والخاص في خلال الفترات القصيرة من الأزمات. كما أن الحكومات تستطيع تخصيص إعانات للمدارس الخاصة بشرط تسديد رواتب المعلّمين والمعلّمات. وينبغي للبلدان كذلك أن تنظر في آليات تمويل ابتكارية لدعم المعلّمين والمعلّمات في خلال الأزمة وينبغي للمجتمع الدولي أن يكون قادراً على دعم هذه الجهود.

 

منح أصوات المعلّمين والمعلّمات قوةً من خلال نقابات المعلمين وتمثيل المجتمع المدني: إنّ المعلّمين والمعلّمات العاملين في القطاعين العام والخاص - بمَن فيهم المعلمين والمساعدين في رعاية الطفولة المبكرة والتعليم ما قبل الإعدادي - هُم في حاجةٍ إلى تمثيلٍ أفضل. وفي ذات الوقت، يتعيّن تقوية العلاقات بين نقابات المعلمين لتعزيز تبادُل المعلومات المتصلة بجائحة "كوفيد-19" وأثرها والطُرق الناجعة في الحفاظ على التعلُّم، بما يتضمن أساليب التعلُّم عن بُعد. ويتعيّن تعزيز التمثيل الجماعي لموظفي الدعم التعليمي والطاقم التعليمي في رعاية الطفولة المبكرة والتعليم ما قبل الإعدادي من أجل تحسين موقعهم.

 

تحسين التواصل مع أولياء الأمور ومُقدمي الرعاية والمجتمعات المحلية: تستطيع الحكومات التواصل على نحو أفضل مع أولياء الأمور ومُقدمي الرعاية بشأن إغلاق المدارس وأثر ذلك على التعليم، وكذلك مع المجتمعات المحلية بشأن أهمية تسديد الرسوم المدرسية في موعدها، على الرغم من الانقطاع في التعليم، وذلك حرصاً على عدم فقدان المعلّمين والمعلّمات لسبل عيشهم.

 

تحسين البيانات حول المعلّمين والمعلّمات غير التابعين لنظام الخدمة المدنية: من الأهمية أن تُجمع البيانات المنتظمة حول المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين، بما في ذلك رواتبهم وتدريبهم ومؤهلاتهم وشروط تعيينهم لتمكين اتخاذ سياسة أكثر فاعليّة وتخطيط الاستجابات عند اللزوم.

 

**********************************************************

 

فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين يقدّم بحثاً جديداً حول أثر جائحة "كوفيد-19" على المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين

لإلقاء الضوء على آثار الأزمة التي تسببت فيها جائحة "كوفيد-19" على المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، أجرى فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين بحثاً مكتبياً وعدداً من المقابلات مع ممثلين عن الوزارات والنقابة المهنية ولجان اليونسكو الوطنية. وقد استُكمل البحث ببيانات جُمعت من خلال "مسح لاستجابات التعليم الوطنية تجاه إغلاق المدارس بسبب جائحة ’كوفيد-19‘" المشترَك بين اليونسكو واليونيسف والبنك الدولي. وينشر فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين أيضاً "استعراض الاستعانة بالمعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى"، الذي يلقي نظرة أقرب على وضع المعلّمين والمعلّمات المتعاقِدين في 23 بلداً من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وفي استجابته لأزمة "كوفيد"، أصدر فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين دعوة للعمل من أجل المعلّمين والمعلّمات لضمان حماية المعلّمين والمعلّمات ودعمهم والاعتراف بجهودهم. وفي الدعوة، يدعو فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين الحكومات وجهات تقديم خدمات التعليم والممولين من القطاعين العام والخاص وجميع الشركاء ذوي الصلة إلى الحفاظ على التوظيف والأجور، مشدداً على أن الحكومات وجميع جهات تقديم التعليم العام والخاص ينبغي لها أن تعمل على الحفاظ على كامل الطاقم التدريسي والتعليمي المساند، وعلى رواتبهم والمزايا التي يستحقونها. فهذه الأطقم العاملة ستكون ضرورية لتحقيق تعافٍ سريع وناجع عندما تعيد المدارس فتح أبوابها.

مصادر صور المدوّنة: ديتمار تمبس / Shutterstock.com

أخبار
  • 03.09.2020

دعم المعلّمين والمعلّمات في جهود العودة إلى المدارس: مجموعة أدوات لقادة المدارس

إنّ إعادة افتتاح المدارس التي كانت قد أغلقت أبوابها بسبب "كوفيد-19" تطرح أسئلة كثيرة على قادة المدارس، إذ يتعيّن عليهم أن يضعوا سلامة وصحة مجتمع المدرسة أولاً. وفي الوقت ذاته، عليهم أن يضمنوا أن العاملين في الخطوط الأمامية للمدارس - وهُم المعلّمون والمعلّمات وطاقم التعليم المُساند - يحظون بالمساعدة والحماية والأدوات التي يحتاجون إليها لاستئناف عملهم.  لقد لعب المعلّمون والمعلّمات دوراً أساسياً في أثناء إغلاق المدارس عن طريق ضمان استمرارية التعلّم وبالبقاء على تواصل مع الطلاب وأُسرهم. ويحظى دورهم في أثناء إعادة فتح المدارس بأهمية مماثلة.

لقد أصدرت اليونسكو وفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين ومنظمة العمل الدولية مجموعة أدوات لمساعدة قادة المدارس على دعم وحماية المعلمين وطاقم التعليم المُساند في العودة إلى المدرسة. وتكمّل مجموعة الأدوات إطار العمل بشأن إعادة افتتاح المدارس وقد صدر الدليل الإرشادي للسياسات عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين الشهر الماضي. ويفصّل الأبعاد السبعة المحددة في الدليل الإرشادي للسياسات إلى سلسلة من الأسئلة والنصائح الإرشادية القابلة للتفعيل.

ومع إعادة فتح المدارس، نتعلم أكثر وأكثر عن التحديات والفرص التي يواجهها قادة المدارس وكامل مجتمع المدرسة. وفي الأشهر المقبلة، نتطلع إلى الاستماع إلى مَن يقفون في الخطوط الأمامية ومشاركة هذه القصص والدروس المستفادة معكم.

 

 

الشكل 1 سبعة أبعاد لدعم المعلّمين والمعلّمات وطاقم المدرسة مع إعادة افتتاح المدارس

 

Image removed.

تدرك مجموعة الأدوات أهمية السياق المحلي. ففي كثيرٍ من البلدان يتطور وضع الجائحة يومياً. وسوف تُحدد القرارات المحلية بشأن موعد إعادة فتح المدارس عن طريق نطاق واسع من الاعتبارات؛ فما يناسب مدرسةً ما قد لا يناسب غيرها. في جميع السياقات، سوف يتعيّن على قادة المدارس تحديد الأولويات وإدراك أنّ المقايضات قد تكون مطلوبة. فلتيسير التباعد الجسدي، على سبيل المثال، قد تُضطر المدارس إلى خفض أعداد المعلّمين والمعلّمات والطلاب في الموقع عن طريق إعادة فتح المدارس انتقائياً وجدولة العودة تبعاً للصف و/أو المستوى. وقد تُضطر إلى تفضيل شرائح فئوية معيّنة أو مجموعات من المتعلمين، ومنها المتعلمون المعرضون للخطر أو الضعفاء وأولاد العاملين الأساسيين.  في بعض الحالات، قد يتعين النظر في إعادة إغلاق المدارس ثانيةً. وبدلاً من ذلك، قد يُعاد تخصيص الموارد المُتاحة لضمان جاهزية مباني المدارس ومعدات السلامة، أو لإعداد المعلّمين والمعلّمات وطاقم التعليم المُساند على نحو أفضل.

تُرينا مجموعة الأدوات أن قادة المدارس سيتعيّن عليهم التفكير في مسائل أساسية بما يتعلق بالمعلمين والمعلمات وطاقم التعليم المُساند بينما يكيّفون توجيهات وطنية للتخطيط لإعادة افتتاح مدارسهم.

 

  • أهمية التشاور والتواصل

ينبغي أن يشارك المعلّمون وموظفو المدارس والمنظمات التي تمثّلهم بنشاط في وضع السياسات والخطط من أجل إعادة فتح المدارس، بما في ذلك الإجراءات المتعلقة بالسلامة والصحة المهنيتين لحماية العاملين. ويمكن للتواصل مع المعلّمين والمتعلّمين وطاقم التعليم المُساند حول إعادة فتح المدارس أن يضمن الوضوح بشأن التوقعات وإبراز دورهم في نجاح جهود العودة الآمنة والشاملة إلى المدارس، بما في ذلك العافية الإجمالية وعملية تعافي التدريس والتعلّم.

بما أن القرارات بإعادة فتح المدارس تتخذها السلطات المركزية، سيكون من الهامّ التواصل في مرحلة مبكرة، بوضوح وانتظام، مع أولياء الأمور والمجتمعات المدرسية لفهم الجوانب التي تثير قلقها وحشد الدعم من أجل خطط إعادة فتح المدارس. قد يرغب أولياء الأمور في معرفة أي الضمانات قد وُضعت للحد من المخاطر الصحية. كما سيرغبون في سماع الالتزام المتواصل للمدرسة بالمبادئ والأهداف الأساسية التربوية. وبما أنّ المعلّمين والمعلّمات هُم غالباً نقطة الاتصال الأولى مع أولياء الأمور، فيتعيّن عليهم أن يكونوا مستعدين كي يضمنوا إطْلاع الجميع بما يستجد على نحو مستمر.

تنزيل: القسم 1 - الحوار الاجتماعي والتواصل

 

  • طمأنة المعلّمين والمعلّمات وطاقم المدرسة بشأن صحتهم وسلامتهم وحقوقهم

إن الاهتمام بعافية المعلّمين والمعلّمات والطاقم التعليمي المُساند والطلاب إنما يقع في صلب صنع القرار. ومن الهامّ أن نوازن بين الرغبة في العودة إلى المدارس مع النظر في المخاطر التي تحيط بالمعلّمين (واحتياجاتهم) وبموظفي الدعم والمتعلمين بحيث تُستوفى احتياجات الأفراد الأشد ضعفاً في مجتمع المدرسة.

وقد تشمل الاستجابات على مستوى المدارس تقييماً مستمراً نفسياً واجتماعياً-معنوياً، ودعماً للمعلمين والطلاب. وينبغي لقادة المدارس والمعلمين أن يتصدوا بحرّية لاحتياجاتهم، وأن يمارسوا العناية الذاتية، وأن يديروا إجهادهم الخاص. يمكن لقادة المدارس مساعدة المعلّمين والمعلّمات على تطوير مهارات إدارة الإجهاد وآليات التأقلم، بحيث يتمكنون من التدريس بفاعلية وتوفير الدعم النفسي-الاجتماعي للمتعلمين المطلوب للغاية. ومن الأهمية البالغة أيضاً فهم أنّ المدارس هي أماكن عمل وأنه من الحيوي أكثر مما مضى احترام حقوق وظروف الأشخاص الذين يعملون فيها.

 

 وقال ناظر مدرسة إعدادية من واغادوغو، بوركينا فاسو، "قبل أن تعيد المدارس فتح أبوابها، كان المعلمون قلقين بشأن استئناف العمل والتقاط الفيروس، وكذلك كان أولياء الأمور. لم تكن لدينا مرافق لتوفير المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، ولا كمامات، وصفوف واسعة. إنّ عقد مناقشات مع الطاقم الصحي لكان ساعدنا للغاية. ولكان مطمئناً أيضاً لو توفّر في المدارس أخصائيون نفسيون للرعاية النفسية. في النهاية استطعنا الحصول على أدوات نظافة صحية وكمامات كافية من منظمة غير حكومية دولية، وعاد صف واحد فقط إلى المدرسة للاستعداد للامتحانات. وقد فُصلت الصفوف إلى اثنين".

تنزيل:

القسم 2 - السلامة والصحة المدرسية

القسم 3 - العافية النفسية والاجتماعية المعنوية

القسم 5 - نشر العاملين، والحقوق، وظروف العمل

 

  • الاستعانة بخبرات المعلّمين والمعلّمات في بيئة الصفوف الدراسية الجديدة

في معظم السياقات، حين يعود الأولاد إلى الصفوف المدرسية لن يكون العمل طبقاً للمعتاد. ففي بعض الحالات، سيكون بعض الطلاب فقط حاضرين، أو ستكون هناك فترتان للمناوبة. وسوف تُكيّف خطط الدروس والتقييمات والمناهج الإجمالية، وسيتعيّن وضع دروس تعويضية ونشرها.

يتعيّن على قادة المدارس التأكد من تمكين المعلّمين لاتخاذ قرارات حول التدريس والتعلّم. ويمكنهم العمل مع المعلّمين والمعلّمات لتعديل المناهج والتقييم القائم على تقويمات زمنية مدرسية منقّحة وتعليمات من السلطات المركزية. كما ينبغي لقادة المدارس أن يقدموا الدعم للمعلمين والمعلمات في إعادة تنظيم صفوفهم للسماح بالتعلم المعجّل والاستجابات التعويضية، مع التقيد باللوائح المتعلقة بالتباعد الجسدي.

إنّ الدور الأساسي للمعلّمين والمعلّمات في إدراك فجوات التعلّم وصياغة الاستجابات التربوية يظل بالغ الأهمية. ويصحّ ذلك على وجه الخصوص بالنسبة إلى الفئات الضعيفة، بما في ذلك الأُسر المنخفضة الدخل والفتيات والفئات ذات الاحتياجات الخاصة أو الإعاقات، أو الأقليات العرقية أو الثقافية، ومَن يعيشون في مناطق ريفية نائية بلا منفذ إلى التعليم عن بُعد.

لإدارة العودة إلى المدارس، من الهام بالنسبة إلى المعلّمين والمعلّمات وطاقم التعليم المُساند تلقّي إعداداً مهنياً ملائماً لمباشرة مسؤولياتهم وتلبية التوقعات. وسوف يشكّل التدريب والتعلم بين الأقران والتعاون مع المعلمين داخل المدرسة وعلى نطاق أوسع أهمية بالغة. ويشكّل مثل هذا الدعم أهمية على وجه الخصوص إذ قد يتعرض المعلّمون والمعلّمات لضغط إضافي بسبب ضيق الوقت إذا ما طُلب منهم التعليم وجهاً لوجه وعن بُعد على حد سواء.

تنزيل: القسم 4 - إعداد المعلّم والتعلّم

 

هذه هي الطبعة الأولى من مجموعة الأدوات المخصصة لقادة المدارس لدعم المعلّمين والمعلّمات وغيرهم من العاملين في القطاع التعليمي في جهود العودة إلى المدارس في أثناء جائحة "كوفيد-19". صيغت مجموعة الأدوات هذه بوصفها وثيقة قابلة للتعديل. وسوف تخضع للتحديث في أواخر تموز/يوليو 2020 بمعلومات جديدة ودروس مستفادة مع استمرار تطور الأزمة والاستجابة لها.

تدوينة
  • 04.06.2020

لا كهرباء، لا إنترنت، لا تعلّم إلكتروني: قصة لارا

شانغهاي، كانون الثاني/يناير 2020

استيقظتُ ذات صباح في عطلة رأس السنة الصينية لأجد أننا لن نعود إلى المدرسة يوم 3 شباط/فبراير حسب المُنتظر. وبدلاً من ذلك، قيل لنا إن علينا الاستعداد للتدريس عبر الإنترنت. ومع انتشار الجائحة في كل أصقاع الأرض، كان على التعليم أن يعيد ابتكار نفسه. تجمّع المعلّمون والمعلّمات من جميع أنحاء العالم على وسائل التواصل الاجتماعي لمساندة أحدهم الآخر ومشاركة التجارب في خلال هذه الأوقات العصيبة. ولكن مع إجادتي أكثر للتدريس عبر الإنترنت، ظل عقلي غير مرتاح. فأنا من بين الموسرين المحظوظين بما يكفي للحصول على منفذ إلى عدد هائل من الموارد. ولكن ماذا عمّن لا يسعفهم الحظ كثيراً؟ لقد كنت أفكر في الأشخاص في موطني، موزامبيق، وغيرها من البلدان النامية حيث لا تتوفر الكهرباء للأغلبية العظمى من الناس، ناهيكم عن التعلّم عبر الإنترنت.

 

لارا هي فتاة في الثالثة عشرة من عمرها في الصف الثامن، وتبدأ يومها بمساعدة أسرتها في المهام المنزلية حول الكوخ الذي يقطنون فيه بدلاً من التوجه إلى المدرسة مثلما اعتادت أن تفعل قبل انتشار الجائحة المخيفة. تعيش لارا في مانيكا، في ولاية مابوتو، موزامبيق. وتذهب إلى مدرسة فيليب نيوسي في مالوانا. لم يُكمل أياً من والدَي لارا تعليمهما. وأبوها هو الوحيد الذي يجني مالاً لإعاشة أسرته ويكسب نحو 45 دولاراً في الشهر، وعليه أن يتدبر مدخوله بحذر بين شراء الطعام للأسرة ورسوم تعليم لارا وإخوتها وإخوانها السبع.

على الرغم من الصعاب، يقول أبو لارا إن حلمه هو أن يرى ابنته قد أتمّت تعليمها. ويشعّ وجهه فخراً وهو يصف لارا التلميذة الذكية والعطوفة والمخلصة في دراستها. ولكنه يُعرب بحزن أيضاً عن قلقه تجاه المستقبل الذي يكتنفه الغموض.

فبسبب الجائحة أغلقت المدارس أبوابها في موزامبيق. وقد تغيرت وتيرة النشاط اليومي للارا تغيراً كبيراً ومفاجئاً. فهي يجب أن تبقى في البيت بينما يذهب والدها سيراً على الأقدام إلى المدرسة ليستلم الواجبات المنزلية. وحين يعود إلى البيت بعد العمل، تُكمل لارا واجباتها ثم ترسلها إلى المعلمات لمراجعتها ووضع العلامات. وفي حالات معيّنة اضطُر والدها إلى الذهاب لاستلام الواجبات مرتين، ودفع نحو 160 متكال موزمبيقي (2.40 دولاراً أمريكياً تقريباً).

تُبدي لارا حرصها الشديد على التعلّم. وهي تشعر بالإحباط لأنها حين تذهب إلى المدرسة تقضي أربع ساعات في التعلّم، بينما لا تسمح لها الوتيرة الحالية سوى بالدراسة لساعةٍ واحدة في اليوم. وتوافقها الأسرة على أن مستوى التعليم الحالي ضعيف للغاية، ولكن للأسف ليس في وسعهم فعل شيء أكثر. فهم يشتكون من التكاليف الإضافية للمواد المطبوعة.

لا تتوفر الكهرباء في منزل لارا وأسرتها وبالتالي ليس هناك تلفاز أو منفذ للاتصال بشبكة الإنترنت. وهذا النوع من الأوضاع شائعٌ جداً في عموم أنحاء البلاد. ولهذا السبب لجأت المدارس إلى توفير مواد مكتوبة من إعداد المعلّمين والمعلّمات لكي يدرسها التلاميذ في بيوتهم. يواجه كثير من الأطفال الآخرين الذين يعيشون في المناطق الريفية تحديات مماثلة، وخصوصاً الفتيات. وفي حين أن المدارس ينبغي أن تكون مجاناً، اشتكى كثيرون من رسوم المواد المطبوعة. كما أن عدم الذهاب إلى المدرسة يعرّض الفتيات الصغيرات مثل لارا إلى مخاطر خفيّة مثل الزواج و/أو الحمل المبكّر.

تستثمر المدارس الخاصة في المناطق الحضرية في التعليم المدرسي عبر الإنترنت من أجل تلاميذها. غير أن مستوى الاستثمار غير موحّد وغير متسق بين المدارس؛ فبعض المدارس تتحرك بوتيرة أسرع مع المنصات الإلكترونية والصفوف الإلكترونية لاستيفاء احتياجات طلابها على نحو أفضل. ومع ذلك، فهي تعتمد على رغبة أولياء الأمور أو القدرة المالية في الاستثمار في التكنولوجيا، مثل الاتصال بشبكة الإنترنت والحواسيب والأجهزة المحمولة.

لقد أظهرت الدراسات أن جودة التعليم في موزامبيق متأخرة عن البلدان المجاورة ومستوى استبقاء الفتيات الصغيرات في المدرسة لا يزال يشكّل تحدياً في أنحاء البلاد. وعلاوة على ذلك، تكافح البلاد أيضاً لتوفير التدريب اللائق لمعلّميها.

فالتعليم عبر الإنترنت ليس خياراً ذا جدوى في بلدٍ لا يحظى فيه معظم الناس بمنفذٍ إلى شبكة الإنترنت. وبينما يجتمع معاً المعلّمون والمعلّمات من حول أنحاء العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتعاون وإسناد العملية التعليمية، يتعرّض بعض المعلّمين والمعلّمات والمدارس في البلدان الأقل حظوظاً للنسيان.

ناديا فقير

**********************************************************

هذا المنشور جزء من حملة #أصوات_المعلّمين_والمعلّمات TeachersVoices# التابعة لفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، والتي أُطلقت للنهوض بخبرات المعلّمين والمعلّمات الذين يعملون كل يوم حرصاً على أن يستمرّ الطلاب في الاستفادة من جودة التعليم على الرغم من جائحة "كوفيد-19". للمشاركة، توجّهوا إلى صفحتنا المخصصة على موقعنا الشبكي.

تدوينة
  • 02.06.2020

استخدام التكنولوجيا في تدريس الصفوف النائية بسبب "كوفيد-19"

في البرازيل، حيث أعلّم في مدارس المرحلتين الإعدادية والثانوية، يرتاد 82% من الطلاب المدارس العامة. ونظراً للاختلافات الاجتماعية الإقليمية، يُضطر بعضٌ منّا إلى التعامل مع أوضاع معاكسة. لكن جميع المناطق تواجه مشاكل ذات صلة وتترابط بطرق مختلفة.

أنا أعمل في مجتمع يعاني الفقر الشديد، وذي موارد قليلة. وبالتعاون مع زميلاتي المعلّمات وضعنا أفضل الطرق للعمل مع هؤلاء الطلاب، من حيث واقعهم الاجتماعي والاقتصادي. فنحن نفتقر إلى البنية التحتية وموارد الاتصال، غير أن معظم العائلات لديها أجهزة محمولة مثل الهواتف الجوالة.

أجرينا دراسةً ووفّرنا دليلاً دراسياً بغرض تنفيذه في البيوت مع إرشادات مطبوعة تخص المنهج، بحيث يتسنّى لأولياء الأمور سحب أولادهم من المدارس في أوقات متناوبة، حتى لا يتكتل الطلاب بما يشكّل خطراً بسبب جائحة "كوفيد-19". تتضمن الإرشادات معلومات حول المنصات التي يُراد استخدامها، مثل تطبيق واتساب وشبكات التواصل الاجتماعي، بما فيها مجموعة فيسبوك التي سبق أن أتحناها لجميع الصفوف في المدرسة.

لذا، بالإضافة إلى الإرشادات المطبوعة المُرسلة إلى البيوت، بدأتُ باستخدام واتساب وفيسبوك مع صفوفي لنشر مقاطع الفيديو القصيرة. تعطيهم مقاطع الفيديو توجيهات لتنفيذ الأنشطة، مثل العمل على مواضيع متنوعة من المعرفة الرقمية إلى التفكير الحاسوبي ومهارات حل المسائل، وكذلك المهارات الاجتماعية والمعنوية، مثل الإبداع وإدارة الذات والعناية الذاتية.

واقترحت على الطلبة بعض التأملات والاقتراحات المتعلقة بأنشطة عملية. على سبيل المثال، صنعنا يداً ميكانيكية. أعددت سلسلة من مقاطع الفيديو القصيرة، تتحدث عن الإبداع، وتحكي قصة ليوناردو دا فنشي وكذلك قصةً عن الاستدامة، وعن إعادة التدوير، والحد، وإعادة الاستخدام. يتحدث مقطع فيديو آخر عن أهمية اليد الميكانيكية في الصناعة، التي تنقذ الأرواح وتمنح الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم جودةً معيشية. أخيراً، شجعت الطلاب على صنع يد آلية باستخدام الورق المقوّى والخيوط والغراء، مع وسم لنشر صورة على صفحة مجموعة فيسبوك حين ينتهون من العمل.

يعمل تطبيق واتساب أيضاً بمثابة قناة لتبديد الشكوك، لذا نظّمت الجداول اليومية لطلابي لأدعهم يعرفون متى أكون موجودة لتسهيل الصعوبات وتوضيح النقاط. وقد كان لذلك فاعلية في مساعدة الطلاب على مواصلة دراستهم.

بالإضافة إلى عملي بصفة معلّمة، أنا أكتب مقالتين حول التعليم في وسيلة إعلامية كبرى. وقد استغللت هذه اللحظة لأكتب إلى المعلّمين والمعلّمات والمديرين التربويين حول استخدام التكنولوجيا في التدريس، وأشرتُ إلى معلومات حول أدوات مثل Google Classroom، وZoom، وBlackboard، وCentury Tech، وEkStep، من بين أدوات أخرى. وقد كتبت أيضاً عن التخطيط، وعن التصميم، وعن تطبيق الأنشطة، وعن التقييم والتدريس الهجين. وقد قدّمت كذلك إرشادات بشأن التسجيلات الصفية، حول مواضيع منها تنغيم الصوت والتسلسل التعليمي، والوقت، والتعامل مع الهواتف الخلوية، والصوت والضوء، لأن الأغلبية العظمى قد أعدّت صفوفاً من دون تفاعلات، وإنما مع منتديات فقط.

أنا أساعد أولياء الأمور والأُسرة بتقديم نصائح واقتراحات حول كيفية تنظيم وتيرة الدراسة المنزلية (مع طرح أمثلة عملية) وكيفية زيادة قائمة الأنشطة. وأريهم أهمية إعداد قوائم بالكتب والأفلام والأماكن الافتراضية، مثل المتاحف. كما أقدّم إرشادات حول كيفية مساعدة الطلاب على استيعاب ما إذا كانوا قد تدبّروا بلوغ كل أهداف التعلّم، بطرح أسئلةٍ مثل:

  • هل كان التمرين الذي أخطأت في فهمه له علاقة بالدرس السابق الذي تعلمناه؟
  • هل كان هناك أي عامل شتت انتباهي عن دراستي؟
  • هل فهمتُ السؤال؟
  • هل أجبتُ عن السؤال المطروح؟
  • هل درستُ الموضوع بأكمله؟

إنها فترة تعلّم جديدةٌ على الجميع، ولا بُد فيها من أن نتعلم من أحدنا الآخر، وأن نُصغي ونبحث عن طرق للتغلب على الصعوبات

 

ديبورا غاروفالو  هي معلّمة تكنولوجيا في شبكة التعليم العام وإحدى مديرات التكنولوجيا في أمانة التعليم لولاية ساو باولو. وهي كاتبة مقالات حول التعليم، وحازت على جوائز وطنية وكانت ضمن أول 10 مرشحين لجائزة المعلم العالمية 2019 التابعة لمؤسسة فاركي.

**********************************************************

هذا المنشور هو جزء من حملة #أصوات_المعلّمين_والمعلّمات TeachersVoices# التابعة لفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، والتي أُطلقت للنهوض بخبرات المعلّمين والمعلّمات الذين يعملون كل يوم حرصاً على أن يستمرّ الطلاب في الاستفادة من جودة التعليم على الرغم من جائحة "كوفيد-19". للمشاركة، توجّهوا إلى صفحتنا المخصصة على موقعنا الشبكي.

فعاليات
  • 29.05.2020

الاجتماع الافتراضي الإقليمي للدول العربية

أزمة التعليم في ضوء فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) - دعم المعلمين في التعلم عن بعد

وإعادة فتح المدارس

 

ستُعقد الاجتماعات الإقليمية التي تنسقها أمانة الفريق الدولي الخاص المعني بالمعلمين بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية (في بيروت) ومكتب اليونسكو لدول الخليج واليمن (في الدوحة), 3 حزيران/يونيو 2020 ، 15:00 (بتوقيت مكة المكرمة/ +3  ساعات عن توقيت جرينتش) 

يسعى هذا الاجتماع إلى توفير منصة للحوار حول التحديات الرئيسية والأنشطة المحتملة والمخططة ذات الصلة بالمعلمين والتدريس، بما في ذلك إعادة مقترح إعادة فتح المدارس. ويتبع ذلك الاجتماع الإقليمي الأخير، الذي تم تنظيمه من قبل مكتب اليونسكو في بيروت، والذي تناول مسألة إعادة فتح المدارس الآمن في المنطقة العربية، بالإضافة إلى التدابير التي يجب اتخاذها لضمان استفادة جميع المتعلمين من الوصول العادل إلى التعليم الجيد والمستمر بعد أزمة كوفيد-19.

على وجه الخصوص، يهدف الاجتماع للتالي:

  • فهم التحديات التي تواجهها البلدان في معالجة القضايا المتعلقة بالمعلمين والتدريس أثناء تصميم الاستجابات التعليمية لـكوفيد-19 ؛
  • تبادل الممارسات الواعدة لدعم المعلمين، بما في ذلك التدريب والدعم النفسي والاجتماعي؛
  • إبراز التحديات والفرص في إعادة فتح المدارس.

ستشمل الأسئلة الرئيسية التي سيتم تغطيتها:

  • كيف تضمن الحكومات التدريب والدعم الكافيين للمعلمين أثناء الخدمة لتقديم تعليم فعال عن بعد، بما في ذلك التدريس عبر الإنترنت؟ وما مدى استعداد الأنظمة التعليمية في نشر المنصات عبر الإنترنت ودعم المعلمين في استخدام التكنولوجيا الرقمية؟
  • كيف تدعم الحكومات المعلمين العاملين في المناطق التي تواجه مشاكل في الاتصال بالإنترنت أو تفتقر إليه؟
  • ما هي التحديات والفرص لإعادة فتح المدارس وأفضل طريقة لإشراك المعلمين في الاستجابات التعليمية؟ وكيف ينبغي أن تدعم الحكومات المعلمين لتلبية احتياجاتهم المهنية والشخصية؟

التسجيل.

كما ستتوفر الترجمة الفورية من وإلى اللغة الإنجليزية والعربية بالتزامن.

تسجيل الاجتماع متوفر باللغة العربية عبر الانترنت.

 

تدوينة
  • 25.05.2020

العمل بروح الفريق من مسافة قريبة أو بعيدة: معاً الكل يحقق ما هو أكثر

إنّ العمل بطريقة "الفريق" هو جزء أساسي في فلسفتي تجاه التدريس والتعلّم. فعلى مرّ 18 سنة من التدريس، وجدتُ أن طريقة "الفريق" تدعم المتعلمين في تطوير حس الانتماء إلى المجتمع الذي يتعلمون فيه، وهو أمر أساسي في ازدهارهم الاجتماعي والمعنوي والإدراكي.

وقد شكّلت المحافظة على طريقة "الفريق" في أثناء أزمة "كوفيد-19" جانباً أساسياً في ضمان توفير التعليم المتواصل.

طريقة "الفريق" عن بُعد

الارتباط بين المجتمع المهني

مع مطلع أزمة "كوفيد-19"، سارع طاقم المدرسة إلى حشد جهوده. واتخذ نهج ’التكاتف من الجميع‘ لدعم التحوّل إلى التعلم عن بُعد. في الوهلة الأولى، أُعطيَ كل التلاميذ أجهزة الحواسيب من نوع Chrome books ليأخذوها معهم إلى البيت لمدة الأزمة، وعملت جلسات تطوير الموظفين على تمكين المعلّمين والمعلمات من الانتقال إلى التعلم عبر الإنترنت باستخدام Google Classroom. بدأت هذه الجلسات بعقد لقاءات وجهاً لوجه وتحولت إلى لقاءات عبر الإنترنت مع صدور الأوامر بملازمة البيوت. وظهرت قوة مجتمعنا المهني في هذه الأيام الأولى، مع دعم الزملاء لأحدهم الآخر في عملية الانتقال وتعلّم أدوات تدريسية جديدة ومناقشة كيفية دعم التعلّم عن بُعد. من مجموعة تطبيقات غوغل، تبنّى المعلّمون والمعلّمات Google Classroom وGoogle Meet وJamBoard. ضمن Google Classroom، تُستخدم نماذج Google forms لإجراء اختبارات سريعة؛ وهناك مواد فيديو وأنشطة تفاعلية عبر الإنترنت من مواقع دعم تعليمية مثل EdPuzzle، وLegends of Learning، وABCYa، وموقع "يوتيوب"، وهي تساند المتعلمين في التفاعل مع المحتوى.

وقد كانت اجتماعات الموظفين الأسبوعية عبر Google Meet من الفوائد الأساسية - إذ عززت عافية المعلمين والموظفين من خلال إتاحتها الفرصة لإزالة التوتر وتبادل مشاعر القلق وقصص النجاح، والحصول على التحديثات التعليمية والاستراحة والاستعداد للعمل في الأسبوع القادم. وقد أبرزت هذه الاستخدامات لي أهمية الحفاظ على ارتباط قوي بين المجتمع المهني من أجل ضمان استمرارية التدريس والتعلّم.

لقد كان التطوير المهني متاحاً داخل المدرسة وعلى مستوى المقاطعة. وقد وفّر مدير التكنولوجيا ووسائط الإعلام في مدرستنا وأخصائي التكامل التكنولوجي على مستوى المقاطعة دعماً تدريبياً فردياً وكذلك دعماً لمجموعات صغيرة حول التقنيات المتنوعة عن طريق ZOOM وGoogle MEET. وقد استفدت مباشرةً، إذ تعلّمت كيف أستخدم Flipgrid، وScreencastify، وGoogle Slides لأدمج تحريك وإيقاف العناصر المتحركة في برمجتي.

ومن بين نقاط القوة لهذا الدعم الذي يوفره التطوير المهني انفتاحه على الاهتمامات الفردية. فقد احتضن أخصائي التكامل التكنولوجي في المقاطعة اهتمامي بتأسيس منتدى جماعي للتعلم المهني على نطاق المقاطعة، وتصرّف فوراً بإنشاء المنتدى لمعلّمي الصفوف الابتدائية. يستطيع المعلّمون والمعلّمات الدخول إلى المنتدى لمساندة أحدهم الآخر من خلال نقاش مهني وتبادل الخبرات ذات الصلة بالمهنة.

 

بناء المجتمع من خلال الارتباط مع أولياء الأمور

لقد استخدمت التكنولوجيا لتطوير ارتباطات شبيهة بعمل الفريق مع أولياء الأمور. وقد لعب جزء أساسي من الفريق مع أولياء الأمور لمساعدتهم على الشعور بالارتياح والارتباط ببيئة التعلم الجديدة. وتتيح جولات الصف ‘Google Class tours’ باستخدام Google Meet والبريد الإلكتروني المنتظم وجلسات التفقد في الموعد المحدد عبر Google Meet باتصال أولياء الأمور بي لتقديم الملاحظات التعقيبية وطرح الأسئلة وحل المعضلات. وقد أصبح أولياء الأمور ’أعضاء صف‘ في Google Classroom وClassDojo، حيث يمكنهم تتبع أنشطة أولادهم والاطلاع على محفظة عمل أولادهم. لقد شكّلت الشراكات القوية بين أولياء الأمور والمعلّمين والتلاميذ مورداً رائعاً في نجاح عملية التعلّم عبر الإنترنت.

 

لا شيء يضاهي الروتين: المحافظة على بقاء الطلاب على اتصال

لقد كان تطوير عمل الفريق عبر الإنترنت مع التلاميذ عملاً أساسياً لضمان تعلّمهم المتواصل. وقد كان الروتين عنصراً ذا أهمية. فالتلاميذ يستخدمون Google Classroom للدخول إلى جدولهم اليومي وأنشطة دروسهم. ونلتقي كل صباح لعقد اجتماعنا الصباحي، والذي ينطوي على كثير من الخطوات الروتينية نفسها التي حددت أول 30 دقيقة لنا من نشاطنا ’العادي‘ داخل الصف.  بالإضافة إلى ذلك، شكّل ClassDojo مورداً قيّماً في إبقاء التركيز على العمل معاً. يمكنني أن أسجّل الحضور، ومشاركة مقاطع الفيديو التي تدعم مواضيع التعلم المعنوية الاجتماعية؛ والاستعانة بمحفزات إيجابية؛ وإنشاء محافظ عمل للطلاب. وتعكس جميع هذه المزايا الأعمال الروتينية التي أجراها التلاميذ داخل الصف، مما ساندنا في الحفاظ على تواصل ارتباطهم بالصف.

وقد طوّرنا كمدرسة برنامجاً للأخبار اليومية، يكتبه ويستضيفه معلّم الرياضة البدنية. يواصل هذا البرنامج الأعمال الروتينية التي حددت بداية يومنا الدراسي داخل المدرسة، بما يشمل إعلانات أعياد الميلاد ومنح الشهادات، والصلاة، والتعهد الذي يقطعه طلاب الصف السادس بواسطة التسجيل بالفيديو.  يستضيف برنامج الأخبار اليومية صوراً يرسلها التلاميذ يستعرضون فيها الأنشطة التي شاركوا فيها والعمل الذي أتمّوه. وهو وقت مشارَك قيّم يعزز ترابطنا معاً كمجتمع.

 

طريقة مختلفة في التدريس

لقد تحدّت هذه الأزمة بالتأكيد طُرق الإبداع والابتكار والمرونة التي أنتهجها في مزاولة التدريس. وقد شددت على أهمية التعلم المهني المستمر. إنّ تبنّي نهج تعلّم عن بُعد مع الأطفال قد تطلّب التفكير بطريقة معقّدة - وذلك سعياً لضمان إدراج الجوانب الاجتماعية والمعنوية؛ ومحاولةً للتأكد من أن الأطفال متصلون بصفتهم متعلّمين؛ ومحاولةً لطرح مفاهيم جديدة مع أدوات لا تدعم دائماً الممارسات الأساسية لتعلّم الأطفال، وتتخذ القدرة على الصمود والتأمل المتواصل ورغبةً في ’تجربة المحاولة ثانيةً‘!

ويندي وايت

مدرّسة الصف الخامس في مدرسة ابتدائية، سيراكيوز، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

************************

هذا المنشور هو جزء من حملة #أصوات_المعلّمين_والمعلّمات TeachersVoices# التابعة لفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، والتي أُطلقت للنهوض بخبرات المعلّمين والمعلّمات الذين يعملون كل يوم حرصاً على أن يستمرّ الطلاب في الاستفادة من جودة التعليم على الرغم من جائحة "كوفيد-19". للمشاركة، يرجى التوجه إلى صفحتنا المخصصة على الموقع الشبكي.

تدوينة
  • 20.05.2020

التدريس - الطريقة المختلطة الجديدة

بكَوني معلّمة مشرفة، لطالما شعرت بأن التدريس لا يعني مجرّد وضع المنهج الصحيح وإجادة تدريس محتوياته ونقل تلك المعرفة، بل يعني أيضاً تشجيع التلاميذ على التفكير في أنفسهم بجعلهم ينتبهون لحياتهم ومنحهم المهارات التي يحتاجون إليها في إنجاز أمور مختلفة. ولطالما شعرت بأن عمليات المدرسة المعتادة ينبغي ألا تكون صارمة للغاية. فكيف سيدرك التلاميذ قوة الانضباط والالتزام إذا لم يجرّبوا قضاء وقت إضافي جالسين بلا حركة؟

لقد ساعدتني إجراءات الإغلاق الخاصة بجائحة "كوفيد-19" في التوصل حقاً إلى إجابة لطالما شغلت بالي لفترة طويلة: "هل من الضروري حقاً أن ينحصر التعلّم والتدريس داخل جدران الصف الأربعة؟ وقد أتت الإجابة الجديدة في هذا الوضع لتقول "قطعاً لا". فقد جعلت التكنولوجيا هذا العالم الكبير محلياً حقاً بالنسبة إلينا. وكاد حضور المرء بشحمه ولحمه ألاَ يهمّ على الإطلاق. فما يهمّ فعلاً هي الأدوات الصحيحة والنهج المتصل باستخدامها.

 كنت قد قرأتُ في عام 2008 عن بذل كثير من العمل لإتاحة الأشياء إلكترونياً وأنّ المستقبل سيجلب أجهزة ملائمة للمُستخدم والتدريس الذاتي. ولم أدرك أنّ عالم المستقبل هذا قد حلّ إلى أن عشنا هذا الإغلاق. وفي غضون بضعة أيام تعلّمت كيفية استخدام وتشغيل Zoom، وJitsy، و Microsoft Team، و Google Hangouts وغيرها من منصات كثيرة. لقد أصبح العالم الإلكتروني الواقع الجديد!

وفي غضون أسبوع أصبحتُ أدرّس طلابي من خلال تطبيق برمجي. لقد تلقّيت تدريباً رسمياً من وكالات ولكنني تعلمت معظم الأشياء عن طريق الاختبار والمحاولة. في البداية لم يكن سهلاً العيش بوضعية إلكترونية (وضع إلكتروني/افتراضي/عبر الإنترنت) ولكن بعد بضعة أيام أصبحت أرى أن التكنولوجيا تنفع معظم الوقت، على الرغم من التشويشات العرَضية والتشتيت الافتراضي والمشاكل في الصوت والفيديو. ومبدئياً كنت أظن أنّ التدريس من خلال وضع التنفيذ الجديد هذا كان اتصالاً باتجاه واحد، ولكن سرعان ما أدركت أن الجلسات يمكن إنعاشها بإضافة استطلاعات رأي ومسوحات ومقاطع فيديو بين الجلسات. لقد أذهلتني التكنولوجيا لأننا في مدارس الريف لا نستطيع تحمل تكاليف إنشاءات بتنوع كبير.

في الأيام القليلة الأولى، كان الأمر نوعاً من اللعب وحضور الطلاب كان مرتفعاً أيضاً ولكن سرعان ما أدركت أن الحضور أخذ يتناقص ومتعة اللعبة الجديدة اختفت. وقد تكون الأسباب كثيرة: ربما هي مشكلة في الشبكة، أو أن الصوت لم يكن مسموعاً عند الطلاب، أو ربما كانوا منشغلين في مساعدة آبائهم في الحصاد أو أمهاتهم في الطهو، وربما كانت شاشتي غير مرئية - أو حتى الأسوأ - ربما كانت حصتي غير مثيرة للاهتمام. ولكن عندما تفقدتُ صندوق المحادثة وجدتُ فجأة أن الأحاديث كانت باتجاهين - فقد كان التلاميذ في وضعية صامتة. وبدأوا بمشاركة مشاكلهم في صندوق المحادثة.

بالنسبة إليّ، كنت أشعر بتشتت الانتباه بسبب عدة أصوات مزعجة لكنني سرعان ما أدركت أنّ عليّ إيقاف المهام المتعددة وأن أنتبه وأن أنقل تلك الملاحظات إلى طلابي. وعلّمتهم أخيراً مهارة التركيز الذهني تبعاً للأولوية الأهم.

فكلما شعرتُ بأن التجاوب ضعيف والحضور ضعيف وجدتُ التلاميذ على بُعد مكالمة هاتفية. فالتواصل المناسب وإقناع الطلاب على نحو ناجع بسبب حاجتهم للدراسة يصبح في المتناول. وفي بلدي، الهند، هناك ثقافة عائلية التوجه، لذا فمن السهل الاتصال بأولياء الأمور وإعادة الطلاب إلى صفوفهم.

ومع ذلك، تشكّل الشبكات الرديئة والرسوم المرتفعة على نقل البيانات وارتفاع تكاليف الأجهزة تحدياً حقيقياً. ويمكن إزالة هذه التحديات عن طريق توفير شبكة مخصصة مجاناً. يمكن تحويل مكتبات القرى والمدن إلى قاعات افتراضية مع حواسيب محمولة وحواسيب لوحية واتصالات بالإنترنت. فالتعلّم متى ما كان مجاناً يمنح أي شخص القدرة على أن يصبح أي شيء يريده.

د. نيرو أرورا

************************

هذا المنشور هو جزء من حملة #أصوات_المعلّمين_والمعلّمات TeachersVoices# التابعة لفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، والتي أُطلقت للنهوض بخبرات المعلّمين والمعلّمات الذين يعملون كل يوم حرصاً على أن يستمرّ الطلاب في الاستفادة من جودة التعليم على الرغم من جائحة "كوفيد-19". للمشاركة، يرجى التوجه إلى صفحتنا المخصصة على الموقع الشبكي.

مذكرة توجيهية
  • pdf
  • 30.08.2021
  • EN  |  FR  |  ES

دعم المعلمين في جهود العودة إلى المدارس دليل لواضع ي السياسا

ﺗﻮﻓﺮ ﻫﺬه اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻮاﺿﻌﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﺑﺸﺄن اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﻟﻰ دﻋﻢ اﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ وﻣﻮﻇﻔﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻨﺪ إﻋﺎدة ﻓﺘﺢ اﻟﻤﺪارس ﻓﻲ أﺛﻨﺎء أزﻣﺔ ﻓﻴﺮوس ﻛﻮروﻧﺎ اﻟﻤﺴﺘﺠﺪ وﺑﻌﺪﻫﺎ.
تدوينة
  • 09.05.2020

التدريس المستعصي وسط جائحة عالمية

منذ بدء انتشار هذا الوباء العالمي، تمثلت أهدافي في المساعدة على حماية صحة طلابي وعافيتهم، والحفاظ على نوعٍ من الاستمرارية في وتيرة العمل، وتلبية ما يحتاج إليه طلابي في تعلّمهم. ومع تكيّفي مع العمل وترقية أساليبي، شكّلت أربعة مبادئ طريقة استجابتي في التدريس:

  • إبقاء العملية بسيطة. التربية والعلاقات لها أولوية على الأدوات التقنية.
  • اختصار التعلّم بما هو ضروري.
  • التركيز على الحفاظ على الارتباطات والعلاقات - فهذا هو الأمر الهامّ.
  • عدم التوتر بشأن تقييم المخاطر العالية.

أعرف أن تجارب التعلم التي أصممها في حرم المدرسة لا يمكن تقليدها بسهولة من خلال التعلّم عن بُعد. ففي سباق قصير مع الزمن تعلّمت كيف: أستخدم الأدوات التي يتيحها التعلّم عبر الإنترنت؛ وموازنة الارتباطات والتعاون المتزامن واللامتزامن (إذا شاهدتم فيديو على قنوات "يوتيوب" لمدة 60 دقيقة فسوف تفهمون ما أحاول تجنّبه!)؛ وإرساء الثقة وتهذيب الانخراط في بيئة إلكترونية.

في بداية كل أسبوع، أنشر التعليمات الخاصة بالتعلم على نظام إدارة التعلم المدرسي. ويُعقد لقاء أسبوعي تفقّدي بالفيديو يتبعه سلسلة تذكيرية بالواجبات القصيرة أو المشاريع، وتُقسّم الصفوف إلى مجموعات تدريسية إلكترونية أصغر حجماً على لوحات النقاش، وتُعرض ساعات المكتب بوضوح للإجابة عن الأسئلة وتقديم الملاحظات التعقيبية.

وقد كان الانتقال يمثّل تحدياً وجاءت الجهود الخارقة التي أظهرتها مهنة التدريس بأكملها على مستوى العالم مُبهرةً في ظل ظروف قاسية. ظهرت مشاكل في التأسيس ووثقتُ في تقديري المهني. فأنا في نهاية المطاف أتعلم كيف أدرّس وسط جائحة عالمية.

هناك منحنى تعلّمي حاد في الأسبوع الأول، ووهنٌ عبر الإنترنت يتعيّن تدبيره، واضطُررت إلى التفكير مجدداً في كيفية إشراك الطلاب وأن أتعاطف مع تجربتهم. من الهام حقاً التواصل مع الطلاب عبر الإنترنت وتصميم المهام التي تكون تفاعلية. ويصبح الأمر أسهل بعد منحنى التعلم المبدئي.

كما أن طلابي يتكيفون مع الطُرق التي يتعلمون من خلالها وقد شهد الأمر تعديلاً كبيراً. وقد برعوا في التعلم وأظهروا استقلاليةً مطوّرين قدرتهم على التنظيم الذاتي والتأقلم مع الإحباطات. وحين طلبت منهم ذِكر كلمة واحدة تصف مشاعرهم حول التعلّم عن بُعد، تضمنت إجاباتهم كلمات مثل: "محايد"، "منفتح الذهن"، "فضولي"، "مختلف"، "مثير للاهتمام"، "مشوّق"، "منعزل"، "مثير للاسترخاء"، "مرن"، "غير متأكد".

وقد صاغ أولياء الأمور نموذجاً للصبر والشراكة. وهذان مثالان لرسائل تلقّيتها بالبريد الإلكتروني:

"نحن ممتنّون جداً لكل ما تقوم به المدرسة للحفاظ على التواصل مع أولادنا والمضي قدُماً. ونشكر جميع الموظفين على عملهم المذهل."

"اضطُر أولادنا الثلاثة إلى تدبير أمرهم مع تغيّر بيئة التعلم من دون حضورنا فعلياً لنساندهم. وعلى الرغم من التغير السريع في محيط التعلم، فقد تأقلموا بشكل ممتاز، وأنا فخور بقدرتهم على الصمود والمنظور الإيجابي الذي يأتون به في هذه الأوقات الصعبة.  وأعزو مقداراً كبيراً من هذا التيسير في الفترة الانتقالية إلى النهج والدعم اللذين قدمتهما المدرسة.

أنا أعطي الفرصة لأولياء الأمور والطلاب لتقديم تعقيباتهم بينما أراجع أساليبي في التدريس عن بُعد وأحسّن إتقانها. وقد أخذَت مهاراتي في التدريس تتحسن وأنا أستمتع بالتحفيز والزمالة والإبداع في منحنى التعلم المهني الوعر هذا.

 

كاميرون باترسون

كانت كاميرون باترسون إحدى المرشحات النهائيات لجائزة المعلم العالمية التابعة لمؤسسة فاركي.

**********************************************************

هذا المنشور جزء من حملة #أصوات_المعلّمين_والمعلّمات TeachersVoices# التابعة لفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، والتي أُطلقت للنهوض بخبرات المعلّمين والمعلّمات الذين يعملون كل يوم حرصاً على أن يستمرّ الطلاب في الاستفادة من جودة التعليم على الرغم من جائحة "كوفيد-19". للمشاركة، توجّهوا إلى صفحتنا المخصصة على موقعنا الشبكي.