تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

التدريس المستعصي وسط جائحة عالمية

منذ بدء انتشار هذا الوباء العالمي، تمثلت أهدافي في المساعدة على حماية صحة طلابي وعافيتهم، والحفاظ على نوعٍ من الاستمرارية في وتيرة العمل، وتلبية ما يحتاج إليه طلابي في تعلّمهم. ومع تكيّفي مع العمل وترقية أساليبي، شكّلت أربعة مبادئ طريقة استجابتي في التدريس:

  • إبقاء العملية بسيطة. التربية والعلاقات لها أولوية على الأدوات التقنية.
  • اختصار التعلّم بما هو ضروري.
  • التركيز على الحفاظ على الارتباطات والعلاقات - فهذا هو الأمر الهامّ.
  • عدم التوتر بشأن تقييم المخاطر العالية.

أعرف أن تجارب التعلم التي أصممها في حرم المدرسة لا يمكن تقليدها بسهولة من خلال التعلّم عن بُعد. ففي سباق قصير مع الزمن تعلّمت كيف: أستخدم الأدوات التي يتيحها التعلّم عبر الإنترنت؛ وموازنة الارتباطات والتعاون المتزامن واللامتزامن (إذا شاهدتم فيديو على قنوات "يوتيوب" لمدة 60 دقيقة فسوف تفهمون ما أحاول تجنّبه!)؛ وإرساء الثقة وتهذيب الانخراط في بيئة إلكترونية.

في بداية كل أسبوع، أنشر التعليمات الخاصة بالتعلم على نظام إدارة التعلم المدرسي. ويُعقد لقاء أسبوعي تفقّدي بالفيديو يتبعه سلسلة تذكيرية بالواجبات القصيرة أو المشاريع، وتُقسّم الصفوف إلى مجموعات تدريسية إلكترونية أصغر حجماً على لوحات النقاش، وتُعرض ساعات المكتب بوضوح للإجابة عن الأسئلة وتقديم الملاحظات التعقيبية.

وقد كان الانتقال يمثّل تحدياً وجاءت الجهود الخارقة التي أظهرتها مهنة التدريس بأكملها على مستوى العالم مُبهرةً في ظل ظروف قاسية. ظهرت مشاكل في التأسيس ووثقتُ في تقديري المهني. فأنا في نهاية المطاف أتعلم كيف أدرّس وسط جائحة عالمية.

هناك منحنى تعلّمي حاد في الأسبوع الأول، ووهنٌ عبر الإنترنت يتعيّن تدبيره، واضطُررت إلى التفكير مجدداً في كيفية إشراك الطلاب وأن أتعاطف مع تجربتهم. من الهام حقاً التواصل مع الطلاب عبر الإنترنت وتصميم المهام التي تكون تفاعلية. ويصبح الأمر أسهل بعد منحنى التعلم المبدئي.

كما أن طلابي يتكيفون مع الطُرق التي يتعلمون من خلالها وقد شهد الأمر تعديلاً كبيراً. وقد برعوا في التعلم وأظهروا استقلاليةً مطوّرين قدرتهم على التنظيم الذاتي والتأقلم مع الإحباطات. وحين طلبت منهم ذِكر كلمة واحدة تصف مشاعرهم حول التعلّم عن بُعد، تضمنت إجاباتهم كلمات مثل: "محايد"، "منفتح الذهن"، "فضولي"، "مختلف"، "مثير للاهتمام"، "مشوّق"، "منعزل"، "مثير للاسترخاء"، "مرن"، "غير متأكد".

وقد صاغ أولياء الأمور نموذجاً للصبر والشراكة. وهذان مثالان لرسائل تلقّيتها بالبريد الإلكتروني:

"نحن ممتنّون جداً لكل ما تقوم به المدرسة للحفاظ على التواصل مع أولادنا والمضي قدُماً. ونشكر جميع الموظفين على عملهم المذهل."

"اضطُر أولادنا الثلاثة إلى تدبير أمرهم مع تغيّر بيئة التعلم من دون حضورنا فعلياً لنساندهم. وعلى الرغم من التغير السريع في محيط التعلم، فقد تأقلموا بشكل ممتاز، وأنا فخور بقدرتهم على الصمود والمنظور الإيجابي الذي يأتون به في هذه الأوقات الصعبة.  وأعزو مقداراً كبيراً من هذا التيسير في الفترة الانتقالية إلى النهج والدعم اللذين قدمتهما المدرسة.

أنا أعطي الفرصة لأولياء الأمور والطلاب لتقديم تعقيباتهم بينما أراجع أساليبي في التدريس عن بُعد وأحسّن إتقانها. وقد أخذَت مهاراتي في التدريس تتحسن وأنا أستمتع بالتحفيز والزمالة والإبداع في منحنى التعلم المهني الوعر هذا.

 

كاميرون باترسون

كانت كاميرون باترسون إحدى المرشحات النهائيات لجائزة المعلم العالمية التابعة لمؤسسة فاركي.

**********************************************************

هذا المنشور جزء من حملة #أصوات_المعلّمين_والمعلّمات TeachersVoices# التابعة لفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، والتي أُطلقت للنهوض بخبرات المعلّمين والمعلّمات الذين يعملون كل يوم حرصاً على أن يستمرّ الطلاب في الاستفادة من جودة التعليم على الرغم من جائحة "كوفيد-19". للمشاركة، توجّهوا إلى صفحتنا المخصصة على موقعنا الشبكي.