تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
تدوينة
  • 14.11.2022

التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في إطار حملة (#تحوُّل_المعلّمين TeachersTransform#): إرساء أُسُس متينة لمستقبل الأطفال

« علَّمتني السنوات التي قضيتها في المهنة أننا أكثر بكثير من «مجرّد» معلّمين. فنحن أيضاً قدوة، وأصدقاء، وأمهات، وأقرب المقربين لتلاميذنا.»

بعد العمل كمحلّلة بيانات في جامايكا لمدة 18 عاماً، اتخذت شيريل ميللر قراراً جريئاً بترك وظيفتها والعودة إلى الجامعة والدراسة للحصول على شهادة في الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة (ECCE). وبعد عشر سنوات من تخرجها، لم تنظر إلى الوراء. 

تقول شيريل «لطالما أخبرني الناس أنَّ مهنة التعلم تليق بي، ولكنني لم أتَّخذ القرار إلا عندما بلغت سنَّ التاسعة والثلاثين حين قررت أن الوقت قد حان لتغيير مسيرتي المهنية والانتقال إلى مهنة التدريس.»

أمضت شيريل عامَين في الدراسة للحصول على دبلومها، وأربع سنوات أخرى للحصول على شهادتها في تعليم الطفولة المبكرة. واليوم، بعد عقد من الزمن في قطاع الطفولة المبكرة، لا تزال شيريل واثقة من أنها اتخذت القرار الصحيح.

تضيف شيريل «قد تبدو هذه الوظيفة صعبة في بعض الأحيان. فهي تستحوذ على الكثير من وقتي وطاقتي ومواردي. لكن مكافأتي في نهاية اليوم تكمن في رؤية الأطفال يزدهرون.» 

«إنَّها ليست وظيفتي فحسب، بل هي مهنتي»

وفقاً لليونيسف، يُشكّل التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة أساس التعليم الأساسي عالي الجودة. إنها تساعد الأطفال على تطوير المهارات الأساسية الحاسمة في الحساب ومحو الأمية، بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية والعاطفية التي يحتاجون إليها للنجاح في الحياة.

«علَّمتني السنوات التي قضيتها في المهنة أننا أكثر بكثير من "مجرّد" معلّمين.» فنحن أيضاً قدوة، وأصدقاء، وأمهات، وأقرب المقربين لتلاميذنا. يخبرنا تلاميذنا أحياناً بأشياء تحدث في المنزل، ويجب أن نتَّخذ الإجراءات اللازمة ويجب التدخل من أجل سلامتهم. فهم أحياناً لا يحتاجون إلا إلى عناقٍ أو تشجيع.»

يواجه مدارس و معلّمو الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة عدداً من العقبات

فعلى الرغم من أنَّ التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة معترف به كأساس بالغ الأهمية لكل طفل، لا يزال المعلّمون في تلك المرحلة يواجهون الكثير من العقبات في جميع أنحاء العالم. 

«نحاول أن نجعل دروسنا تفاعلية قدر الإمكان لجذب انتباه الأطفال في سن الثالثة والرابعة والخامسة. إنهم يتعلمون من خلال اللمس، والرؤية، والتذوق ... ونحن نحتاج إلى الموارد لتوفير هذه التجارب لهم. وغالباً ما يلجأ المعلّمون في نهاية المطاف إلى شراء أشياء مثل القرطاسية والكتب والمواد التعليمية من أموالهم الخاصة. فأنا في فصلي الدراسي، أشتري الكثير من الموارد لمادة العلوم ولزاوية محو الأمية.

انضممتُ إلى لجنة الطفولة المبكرة في جمعية المعلّمين في جامايكا حتى أتمكن من المساعدة في الضغط من أجل المعلّمين، وإذكاء الوعي بشأن افتقارنا إلى الوصول للدعم والموارد.»

يحتاج المعلّمون إلى مزيد من الاعتراف والاحترام لالتزامهم بالتعليم

وفقاً لشيريل، ثمة عقبة أخرى تقف في طريق قطاع الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة وتتمثل في عدم الاعتراف عموماً بأهمية التعلُّم الأساسي. 

«أحياناً، ينظر إليكِ الأهل على أنَّكِ مجرد "جليسة أطفال". لكن يجب أن تتذكَّري دائماً بأنَّكِ لستِ موجودة من أجل البالغين. بل أنتِ موجودة في ذلك المكان من أجل التلاميذ.»

تقول شيريل «تماماً كما ينمو الأطفال من خلال الزحف والحبو والوقوف والتنقل والمشي خطوة بخطوة، فإنَّ التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة يساعدهم على التطوُّر كذلك. نحن نرشدهم من خلال خطوات لتعلُّم الحروف والأرقام والأشكال والألوان.»

تعتقد شيريل أنَّه رغم أنَّ جائحة كوفيد-19 عطلت التعلُّم بشدة، إلا أنها حققت أيضاً بعض النواتج الإيجابية. 

«لقد ساعدت الجائحة في إدراك الأهل لمدى أهمية تعليم الطفولة المبكرة. عندما أشرفوا على أطفالهم أثناء الدروس عبر الإنترنت، كانت هذه هي المرة الأولى التي يرَوْنَ فيها حقاً ماذا نفعل وكيف نقوم بعملنا. كما ساعدت في بناء علاقة أكثر ثقة بين الأهل والمعلّمين.» 

رغم حصول المعلّمين ربما على المزيد من الدعم والاحترام من الأهل أثناء الجائحة، كان ينبغي على الكثير من المعلّمين في مرحلة الطفولة المبكرة وضع استراتيجياتهم الخاصة، واستخدام مواردهم الخاصة لمساعدة طلابهم على الاستمرار في التعلم أثناء عمليات الإغلاق. 

كشف تقرير اليونسكو العالمي لرصد التعليم عن الجهات الفاعلة غير الحكومية في مجال التعليم أنَّ 55 في المائة فقط من البلدان زوَّدت معلّمي المدارس ما قبل الابتدائية بتعليمات لضمان استمرارية التعلم أثناء الجائحة، مقارنة بنحو 70 في المائة من البلدان بالنسبة إلى مستويات التعليم الأخرى. 

كما سلَّطت جائحة كوفيد-19 الضوء على حاجة الحكومات إلى الاستثمار في تزويد المدارس بالموارد والتكنولوجيا

كما تقول شيريل «لقد فوَّت الكثير من الأطفال فرصة التعليم أثناء عمليات الإغلاق، حيث لم يكن لديهم إمكانية الوصول إلى الأجهزة أو البيانات. عندما عاد الأطفال إلى المدرسة، لاحظنا انخفاضاً في مستويات القراءة والكتابة والحساب.» 

كما أنَّ قواعد التباعد الاجتماعي أجبرت الكثير من المدارس على تقليل عدد الأطفال في الفصل. 

تقول شيريل «في جامايكا، لا تزال قواعد التباعد الاجتماعي سارية. لذلك، لم يتمكَّن بعض الطلاب من العودة إلى المدرسة لأنَّ المؤسسات الميسورة التكلفة ممتلئة تماماً، بينما لا يمتلك الأهل ما يكفي من الموارد لتسجيلهم في مدارس بديلة.»

أدَّت الجائحة أيضاً إلى استنزاف المعلّمين وزيادة الاستقالات 

«لتشجيع المعلّمين على البقاء ومواصلة تحويل التعليم على هذا المستوى، نحتاج إلى مزيد من الدعم المالي والموارد. ونحن بحاجة إلى ضمان حصول المعلّمين على مزيد من الاحترام والتقدير على العمل الذي يؤدونه.»

تنظم اليونسكو المؤتمر العالمي بشأن الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة في طشقند، أوزبكستان في الفترة من 14 إلى 16 تشرين الثاني/نوفمبر، لإعادة التأكيد على التزام الدول الأعضاء بدعم «حق كل طفل صغير في رعاية جيدة وتعليم جيد منذ الولادة». 

يُرجى قراءة المزيد عبر: