تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
تقرير
  • pdf
  • 31.10.2022
  • EN  |  FR  |  ES

إصلاح الفجوة التعليمية عن طريق جلب المعلّمين الأقوياء إلى المدارس الأشد إحتياجاً لهم

المعلّمون قادرون على بلْوَرة المهن التربوية لطلابهم. حيث تُظهر الأبحاث أنَّ الأطفال الذين يُدرّسهم معلّمون مختلفون غالباً ما يحرزون نتائج تعليمية مختلفة تماماً. هذا يطرح الأسئلة التالية: كيف يجري...
أخبار
  • 03.09.2020

"كوفيد-19" يسلّط الضوء على التفاوت الرقمي في التعلّم عن بُعد

مع تسارع العالم لكبح انتشار جائحة "كوفيد-19"، كان 191 بلداً قد أغلقت مدارسها، من مرحلة ما قبل الإعدادية إلى المستوى الجامعي، مما أثّر على مليار ونصف طالب وطالبة، أو أكثر من 9 طلاب من بين كل 10 طلاب حول العالم.

ولتقليل هذا الانقطاع، تحوّلت كثير من الحكومات والمؤسسات إلى التعليم عن بُعد للحفاظ على التدريس والتعلّم. يسمح التعلّم عبر الإنترنت للمعلمين والمعلمات بالحفاظ على بيئة شبيهة بالصف من أجل الطلاب، لإرسال الواجبات واستلام الفروض المكتملة من أجل تقييمها. كما يسمح للمعلمين بالحفاظ على التواصل اليومي مع الطلاب، بحيث لا يتفقدون تقدّمهم التعليمي فحسب وإنما عافيتهم أيضاً.

ومع ذلك، فوفقاً لأرقام جمعت مؤخراً بواسطة فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، استناداً إلى البيانات المستمدة من معهد اليونسكو للإحصاء والاتحاد الدولي للاتصالات، يواجه نصف طلاب العالم تقريباً عوائق كبيرة في التعلّم عبر الإنترنت. وعلى مستوى العالم، هناك ما يقارب 826 مليون نسمة، أي 50 في المائة من الناس، لا يتوفر لديهم جهاز حاسوب منزلي، بينما يوجد 706 ملايين نسمة، أي 43 في المائة من الناس ليس لديهم اتصال بالإنترنت في بيوتهم. وفي البلدان المنخفضة الدخل، تبلغ معدلات السبل المتاحة إلى الحواسيب وشبكة الإنترنت أدنى من ذلك. ففي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تبلغ نسبة المتعلمين ممن لا تتوفر لديهم أجهزة حواسيب منزلية 89 في المائة، وأما مَن يفتقرون إلى سبل الاتصال بشبكة الإنترنت فتبلغ نسبتهم 82 في المائة.

لقد أظهرت الهواتف الجوالة قدرات كبيرة في الربط بين المتعلمين لنقل المعلومات إليهم وما بين أحدهم الآخر، ولكن هناك 56 مليون متعلّم تقريباً حول العالم يعيشون في مواقع نائية لا تخدمها شبكات الهواتف الجوالة، ونصفهم تقريباً يعيشون في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وقد تحوّلت بعض البلدان إلى وسائط  تقليدية أكثر، لضمان إتاحة السبل للفئات المتأثرة بالتفاوت الرقمي. ففي البيرو، تستخدم وزارة التعليم منصة تعليمية عبر الإنترنت، "أبريندو أون كازا"، لتطوير البرامج المتاحة عبر التلفزيون والإذاعة للطلاب الذين لا يتوفر لديهم اتصال بالإنترنت أو أجهزة حواسيب أو هواتف محمولة. وتمكنت البلدان من مشاركة تجاربها في استراتيجيات التعلم الخاصة بالتعليم عن بُعد في أثناء ندوة اليونسكو الخامسة عبر الإنترنت حول الاستجابة إلى التعليم في أثناء جائحة "كوفيد-19".

وعلاوة على ذلك، يُقدّر عدد معلّمين ومعلّمات المرحلتين الإعدادية والثانوية حول العالم ممّن تأثروا بالانقطاع غير المسبوق الذي تسببت به جائحة "كوفيد-19" بـ 63 مليون شخص. وحتى بالنسبة إلى المعلّمين والمعلّمات في بلدان تتميز ببنية تحتية يعوّل عليها في تقنية المعلومات والاتصالات مع شبكة اتصال منزلية، فإنّ التحول السريع إلى التعلّم عبر الإنترنت كان يشكّل تحدياً.  بالنسبة إلى المعلمين في المناطق التي لا تُتاح فيها تقنية المعلومات والاتصالات وغيرها من منهجيات التواصل عن بُعد، مثل الكاميرون، حيث تبلغ نسبة المعلمين الذين لديهم منفذ لاستخدام جهاز حاسوب 20-25% فقط، فقد كان الانتقال صعباً أو من باب المستحيل.

تشكّل تربية المعلّم تحدياً على وجه خاص في البلدان المنخفضة الدخل. ففي عموم أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، استوفى 64 في المائة فقط من معلمي المرحلة الإعدادية و50 في المائة من معلمي المرحلة الثانوية الحد الأدنى من متطلبات التدريب الوطنية الخاصة بالتدريس. وفي بلدان كثيرة، قلّما يغطي التدريب مهارات تقنية المعلومات والاتصالات على نحو وافٍ.

بالإضافة إلى ذلك، ليس هناك عدد كاف من المعلّمين والمعلّمات في البلدان المنخفضة الدخل، مما ينتج عنه صفوف كبيرة العدد يكافح فيها المعلّمون والمعلّمات لمنح كل طفل تعليماً مخصصاً له. مقارنةً بالمعيار المقارَن الدولي البالغ 1 معلّم لكل 28 تلميذاً في المرحلة الإعدادية، هناك 1 معلّم متدرب فقط لكل 56 تلميذاً في البلدان المنخفضة الدخل، و1 معلّم لكل 60 تلميذاً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وللتأكد من تلقّي المعلّمين والمعلّمات الدعم الملائم في أثناء الأزمة، انضم فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين إلى التحالف العالمي للتعليم التابع لليونسكو، وأصدروا مؤخراً دعوة إلى العمل لدعم المعلّمين المتأثّرين بالجائحة.

معلومات بيانية: "كوفيد-19": أزمة عالمية تلحق بالتدريس والتعلّم

ندوات عبر الإنترنت حول استجابة التعليم لجائحة "كوفيد-19":

استراتيجيات التعلّم عن بُعد: ما الذي نعرفه عن الفاعليّة؟