تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

قمة تحويل التعليم 2022

تم نشره بتاريخ 2022-06-22 على منصة مفكرو الإمارات


تعقد منظمة الأمم المتحدة في النصف الثاني من سبتمبر المقبل -بمقرها في نيويورك- قمة تحويل التعليم 2022 (Transforming Education Summit)، التي يحضرها قادة مختلف دول العالم؛ وتمهيدًا لهذا الاجتماع العالمي يجتمع وزراء التعليم، نهاية يونيو الجاري، بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في باريس للإعداد للقمة المنتظرة، التي ستحدد أولويات العمل التعليمي والتربوي، وتستشرف الأبعاد المختلفة للعملية التعليمية عالميًّا.

وكُلِّفتْ فرق عمل متخصصة تنسيقَ الجهود والاستعدادات لتنظيم هذا الحدث العالمي. ونظرًا إلى كوني أحد أعضاء اللجنة العليا لإعداد التقارير والتوصيات المقرر عرضها في القمة؛ فسأستعرض في هذه المقالة مجريات العمل التمهيدية لها، وأبرز محاورها.

بدايةً تتلخَّص أهمية قمة تحويل التعليم 2022 في تجدُّد التحديات التي تواجه القطاع التعليمي عالميًّا؛ فالتجربة التي مرّت بها الدول والحكومات في أثناء جائحة كورونا، وما صاحبها من استخدام واسع لتكنولوجيا التعلّم من بُعد ألقيا بظلالهما على سير العملية التعليمية؛ فكيف سيكون التعليم في المستقبل؟ وما أبرز التحديات التي تواجهه عالميًّا؟ هذه هي أبرز معالم القمة المرتقبة، التي تتمحور حول خمس قضايا أساسية هي:

- المحور الأول: مدارس شاملة ومنصفة وآمنة وصحيّة؛ أي توفير البيئة التعليمية الصحية والآمنة التي تراعي المساواة بين الجنسين في التعليم، وتضمن التعلم المناسب في أثناء الكوارث والأزمات العالمية، وتحقق شروط دمج الأطفال ذوي الإعاقات في التعليم العام، وفي مراكز التأهيل المناسبة لهم؛ بحيث تراعي البيئة المدرسية شروط الصحة العامة، وينال فيها الطلبة نصيبهم من التغذية الصحية التي تحقق مبدأ "العقل السليم في الجسم السليم".

- المحور الثاني: التعليم والمهارات من أجل الحياة والعمل والتنمية المستدامة؛ أي تعلُّم مفاتيح المعرفة ومهارات الحياة، إضافة إلى المهارات اللازمة لسوق العمل الجديدة، ولا سيَّما مهارات استحداث وظائف تحقق التنمية المستدامة.

- المحور الثالث: المعلمون والتدريس وتمهين التعليم؛ ويعالج هذا المحور النقص الحاد في أعداد المعلمين عالميًّا، والمهنية المطلوبة منهم، ومواصلة إعدادهم وتطويرهم في أثناء عملهم؛ أي توفير بيئة عمل مناسبة لهم، إضافة إلى تأهيل قيادة تعليمية محترفة تشجع على الإبداع والتجديد.

- المحور الرابع: التعلُّم الرقمي والتحول؛ ويُعنَى بمناقشة قضايا التحول الرقمي المدرسي، وكيفية توفير مصادر تعلم رقمي للجميع ولا سيَّما المصادر المجانية، إلى جانب ضمان أمن التعليم الرقمي، والخصوصية، والمحافظة على سلامة التلاميذ في أثناء اندماجهم الإلكتروني، أو ما يُعرف بالمواطنة الرقمية.

- المحور الخامس: تمويل التعليم؛ وينص على تخصيص ميزانيات ملائمة للتعليم في شتى دول العالم، ولا سيَّما أن نجاح تنفيذ جميع المحاور السابقة مرتبط بتوافر الميزانية المناسبة لها؛ والأهم في ذلك كلّه هو أن توجه الأموال المرصودة للتعليم إلى الميدان التعليمي، ولا تُهدَر في أمور لا ينتفع منها الطلبة كثيرًا؛ وقد قيل: "إذا كنتَ تعتقد أن التعليم مُكلف، فلتُجرّب الجهل".

إذن تُحدّد قمة تحويل التعليم 2022 -بمحاورها الخمسة- خطوات تطوير التعليم عالميًّا، وتُمثّل فرصة مهمة لإعادة تصور التعليم، وتسريع التقدم فيه؛ تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة.