تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
تدوينة
  • 14.09.2022

#تحَوُّل_المعلّمين (TeachersTransform#) - التدريس: كيف يستخدم المعلّمون المتمرّسون في التكنولوجيا الأدوات الرقمية لإثراء تجربة التعلُّم بالنسبة إلى مزيدٍ من الطلاب

"التدريس آخذ في التطوُّر والتغيُّر والتحوُّل باستمرار. ولا أستطيع التفكير في أي وظيفة أخرى يُطلب منك فيها باستمرار التحسين وتعلُّم أشياء جديدة. وبعد ذلك لا يزال أمامك امتياز مشاركة تلك المعارف مع الشباب." 

طوال حياته المهنية التي استمرت 12 عاماً، تبنى ستيفن كولبر التكنولوجيا كأداة تدريسٍ أساسية للمساعدة في تحويل فصله الدراسي إلى بيئة تعليمية تفاعلية وشاملة. وأدى ذلك إلى تسميته من بين 50 مرشحاً نهائياً للفوز بجائزة المعلّم العالمية في عام 2021.  

بصفته معلماً للغة الإنجليزية والإنجليزية كلغة إضافية والتاريخ في كلية برونزويك الثانوية في ملبورن، أستراليا، يبدو ستيفن شغوفاً أيضاً لمشاركة معارفه وتمكين المعلّمين الآخرين في جميع أنحاء العالم. 

"عندما تُستخدَم التكنولوجيا بكفاءة، يمكنها تحويل التعليم من خلال منح المعلّمين الوقت الذي يحتاجون إليه ليكونوا أكثر إنسانية، وأكثر حضوراً، وأكثر تعاطفاً، وأكثر تعاوناً، وتوفير بيئة تعليمية أفضل للجميع." 

وتحظى هذه الفكرة بدعم تقرير اليونيسف حالة أطفال العالم ، الذي ينص على ما يلي: "إذا جرت الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية بالطريقة الصحيحة وأتيح الوصول إليها على الصعيد العالمي، يمكنها أن تغيّر قواعد اللعبة بالنسبة إلى الأطفال المتروكين خلف الركب – سواء بسبب الفقر أو الانتماء العرقي أو الانتماء الإثني أو النوع الاجتماعي أو الإعاقة أو التشرد أو العزلة الجغرافية – ما يربطهم بعالمٍ من الفرص ويزوّدهم بالمهارات التي يحتاجون إليها للنجاح في عالمٍ رقمي."  

مساعدة المعلّمين في تحسين مهاراتهم التقنية  

عندما تفشَّت جائحة كوفيد-19، كان ستيفن أكثر استعداداً لعالم التدريس عن بُعد. وكان لديه أكثر من 700 درس على قناته على يوتيوب، وكان على درايةٍ بالعديد من الأدوات التي يمكنه استخدامها لإثراء دروسه عبر شبكة الإنترنت.  

بُغْيَة مساعدة المعلّمين الآخرين في التكيُّف مع التدريس عبر شبكة الإنترنت في أثناء الجائحة، أنشأ دليلاً شاملاً يضمُّ مقاطع فيديو تدريبية مجانية على يوتيوب. وأدار ستيفن أيضاً تجمُّعاتٍ عبر شبكة الإنترنت تُسمّى "لقاءات تدريس" شارك المعلّمون فيها ابتكاراتهم وتكيُّفاتهم للتعلُّم عن بُعد.  

إدراكاً لحاجة المعلّمين إلى الوصول بشكلٍ أفضل إلى حلولٍ قابلة للتوسُّع من أجل التطوير المهني، تعاونت مجموعة البنك الدولي ومنظمة هندرإد (HundrED) (منظمة تعليمية عالمية غير ربحية) من أجل تطوير حملة معلّمون من أجل عالم متغير. وتحدد المنصة وتتقاسم فرص الوصول إلى حلولٍ رائدة من جميع أنحاء العالم تساعد المعلّمين في الازدهار في فصولٍ دراسية دائمة التغيُّر. 

مساعدة المعلّمين في التعاون وتبادل الأفكار المبتكرة مع أقرانهم 

من خلال المساهمة في دعم الأقران، يشارك ستيفن في استضافة دورة بث صوتي رقمي (podcast) مرة كل شهرَين، يطلق عليها اسماستعراض تدريس المعلّمين. ويناقش مختلف الممارسات التعليمية والحلول التحويلية مع طائفة من الخبراء في مجال التعليم من خلفيات متنوعة. 

بُغْيَة مساعدة المعلّمين في الحصول على بحوث جيدة، وتبادل معارفهم بشأن الابتكارات التعليمية، أنشأ ستيفن أيضاً مجموعة قراءة تفاعلية عبر شبكة الإنترنت من أجل المعلّمين أطلق عليها اسم #إديوريدينج (#Edureading).   

يقول ستيفن "نناقش كل شهر مقالة أكاديمية مختلفة عن التعليم. ولا يتعلق الأمر بمن هو على صواب ومن هو على خطأ، بل يتعلق ببناء علاقات مع الرفاق المربين، والتعاون معهم." 

مساعدة المعلّمين في تبني التكنولوجيا لتهيئة بيئة أكثر شمولاً للطلاب 

يقول ستيفن: "عندما يشعر المعلّمون بقدرٍ أكبر من الثقة في مهاراتهم التكنولوجية الشخصية، يشعرون بأنَّهم ممكَّنون بشكلٍ أفضل لتجريب الأدوات الرقمية، واستخدامها في فصولهم الدراسية.  

فالتكنولوجيا تجعل التعلُّم أكثر سهولة بالنسبة إلى طلابنا، وتساعدنا في القيام بعملنا بسرعةٍ وفاعلية أكبر. وتمنحنا مزيداً من الوقت لأداء "الأشياء الممتعة"، بما في ذلك التفاعل مع التلاميذ وجهاً لوجه، وتشجيعهم على التفاعل بشكل مجدٍ مع بعضهم البعض." 

تؤكد ورقة كُلف بإجرائها من أجل التقرير العالمي لرصد التعليم 2020، الجميع بلا استثناء، هذه الفكرة. "يمكن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدعم الإدماج بتوفير طُرُق مختلفة لتمثيل المعلومات، والتعبير عن المعارف والمشاركة في التعلُّم، بما في ذلك التقييم." 

تشير الورقة أيضاً إلى أهمية استخدام التكنولوجيا للمساعدة في جعل التعلُّم أيسر أمام الطلاب الذين يواجهون صعوباتٍ في التعلُّم. "يمكن استخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدعم بيئات التعلُّم الإبداعية والتعاونية التي يشارك فيها الطلاب ذوي الإعاقة في أنشطة التعلُّم ويضطلعون بأدوار أو مسؤوليات داخل الفصول الدراسية أو أدوار جماعية." 

ويستخدم ستيفن عدداً من التكنولوجيات المساعِدة لتعزيز تجربة التعلُّم بالنسبة إلى الطلاب والمعلّمين في الفصول الدراسية وعبر شبكة الإنترنت.    

"أستخدم الكثير من التكنولوجيا المساعِدة في فصلي المدرسي، بما في ذلك النسخ وبرامج تحويل النص إلى صوت لضمان قدرة التلاميذ الذين يعانون من عُسر القراءة أو إعاقات أخرى على مشاركة أفكارهم والمشاركة في عملية التعلُّم."  

"تُعدُّ مقاطع الفيديو التعليمية طريقةً رائعة للمعلّمين لاستكمال دروسهم. على سبيل المثال، عندما نناقش ماكبث، أنظّم دروساً وجهاً لوجه في الفصل المدرسي، كما أنَّ لدي أيضاً مجموعة كاملة من ملخصات الفيديو لكل فعل ومشهد، ويمكن للطلاب الوصول إليها على قناتي على يوتيوب

يمكن للطلاب الذين يعانون من إعاقاتٍ سمعية الوصول إلى الترجمة والنصوص. ويمكن لأولئك الذين يعانون من صعوباتٍ في الانتباه العودة وإعادة مشاهدة مقطع الفيديو عدة مرات حسب حاجتهم." 

يستخدم ستيفن أيضاً مقطع الفيديو لتقديم تعقيباتٍ لطلابه. ويسجّل تعقيباته على مقطع فيديو في أثناء قراءته لمقال أو مشروع قدَّمه الطالب. "هذه التفاصيل توفر عليَّ الكثير من الوقت." 

تحويل التعليم من أجل مواكبة العالم المتغيّر باستمرار  

يقول ستيفن "يلاحظ المعلّمون الأشياء الصغيرة. ويمكنهم أن يعرفوا عندما يعاني الطالب من أمرٍ ما خارج الفصل المدرسي. وباعتبارنا معلمين يهتمون فعلاً بطلابهم ورفاههم بشكلٍ عام، جعلتنا جائحة كوفيد-19 ندرك مدى أهمية تلك التفاعلات الاجتماعية وجهاً لوجه في الفصل المدرسي.  

ففي حين يمكن للتكنولوجيا أن تحدث تغييراً جذرياً في الطريقة التي يشارك بها المعلّمون معارفهم، إلا أنَّها لا يمكن أن تحل محلهم. ولا يوجد بديل لمعلّم رائع يمكنه إنشاء علاقة قوية مع طلابه وتقديم المحتوى بطريقة تجعل الأطفال متحمسين إزاء التعلُّم. وببساطة، التكنولوجيا عاجزة وحدها عن القيام بذلك." 

أهم موارد ستيفن الموصى بها للمعلّمين والطلاب: 

مقاطع فيديو لمساعدة المعلّمين في بناء مهاراتهم: 

أهم المصادر للكتب الصوتية المجانية للطلاب: 

لإجراء مناقشات حول التعليم والتواصل مع معلّمين آخرين حول العالم: 

التقنيات المساعِدة: 

يوصي ستيفن ببرامج مثل كلاروريد (ClaroRead)، ودراجون سبيك (Dragon Speak)، وبين ريدرز (Pen Readers) وإعدادات القراءة بصوت عالٍ داخل المستندات (Read-aloud)، ما يتيح الترجمات المصاحِبة في تطبيقَي زووم وباوربوينت. 


يمكنكم الاطلاع على مزيدٍ من المعلومات حول حملة #تحَوُّل_المعلّمين (TeachersTransform#) كجزءٍ من قمة تحويل التعليم. 

 

Photo credit: Steven Kolber

تدوينة
  • 09.05.2020

التدريس المستعصي وسط جائحة عالمية

منذ بدء انتشار هذا الوباء العالمي، تمثلت أهدافي في المساعدة على حماية صحة طلابي وعافيتهم، والحفاظ على نوعٍ من الاستمرارية في وتيرة العمل، وتلبية ما يحتاج إليه طلابي في تعلّمهم. ومع تكيّفي مع العمل وترقية أساليبي، شكّلت أربعة مبادئ طريقة استجابتي في التدريس:

  • إبقاء العملية بسيطة. التربية والعلاقات لها أولوية على الأدوات التقنية.
  • اختصار التعلّم بما هو ضروري.
  • التركيز على الحفاظ على الارتباطات والعلاقات - فهذا هو الأمر الهامّ.
  • عدم التوتر بشأن تقييم المخاطر العالية.

أعرف أن تجارب التعلم التي أصممها في حرم المدرسة لا يمكن تقليدها بسهولة من خلال التعلّم عن بُعد. ففي سباق قصير مع الزمن تعلّمت كيف: أستخدم الأدوات التي يتيحها التعلّم عبر الإنترنت؛ وموازنة الارتباطات والتعاون المتزامن واللامتزامن (إذا شاهدتم فيديو على قنوات "يوتيوب" لمدة 60 دقيقة فسوف تفهمون ما أحاول تجنّبه!)؛ وإرساء الثقة وتهذيب الانخراط في بيئة إلكترونية.

في بداية كل أسبوع، أنشر التعليمات الخاصة بالتعلم على نظام إدارة التعلم المدرسي. ويُعقد لقاء أسبوعي تفقّدي بالفيديو يتبعه سلسلة تذكيرية بالواجبات القصيرة أو المشاريع، وتُقسّم الصفوف إلى مجموعات تدريسية إلكترونية أصغر حجماً على لوحات النقاش، وتُعرض ساعات المكتب بوضوح للإجابة عن الأسئلة وتقديم الملاحظات التعقيبية.

وقد كان الانتقال يمثّل تحدياً وجاءت الجهود الخارقة التي أظهرتها مهنة التدريس بأكملها على مستوى العالم مُبهرةً في ظل ظروف قاسية. ظهرت مشاكل في التأسيس ووثقتُ في تقديري المهني. فأنا في نهاية المطاف أتعلم كيف أدرّس وسط جائحة عالمية.

هناك منحنى تعلّمي حاد في الأسبوع الأول، ووهنٌ عبر الإنترنت يتعيّن تدبيره، واضطُررت إلى التفكير مجدداً في كيفية إشراك الطلاب وأن أتعاطف مع تجربتهم. من الهام حقاً التواصل مع الطلاب عبر الإنترنت وتصميم المهام التي تكون تفاعلية. ويصبح الأمر أسهل بعد منحنى التعلم المبدئي.

كما أن طلابي يتكيفون مع الطُرق التي يتعلمون من خلالها وقد شهد الأمر تعديلاً كبيراً. وقد برعوا في التعلم وأظهروا استقلاليةً مطوّرين قدرتهم على التنظيم الذاتي والتأقلم مع الإحباطات. وحين طلبت منهم ذِكر كلمة واحدة تصف مشاعرهم حول التعلّم عن بُعد، تضمنت إجاباتهم كلمات مثل: "محايد"، "منفتح الذهن"، "فضولي"، "مختلف"، "مثير للاهتمام"، "مشوّق"، "منعزل"، "مثير للاسترخاء"، "مرن"، "غير متأكد".

وقد صاغ أولياء الأمور نموذجاً للصبر والشراكة. وهذان مثالان لرسائل تلقّيتها بالبريد الإلكتروني:

"نحن ممتنّون جداً لكل ما تقوم به المدرسة للحفاظ على التواصل مع أولادنا والمضي قدُماً. ونشكر جميع الموظفين على عملهم المذهل."

"اضطُر أولادنا الثلاثة إلى تدبير أمرهم مع تغيّر بيئة التعلم من دون حضورنا فعلياً لنساندهم. وعلى الرغم من التغير السريع في محيط التعلم، فقد تأقلموا بشكل ممتاز، وأنا فخور بقدرتهم على الصمود والمنظور الإيجابي الذي يأتون به في هذه الأوقات الصعبة.  وأعزو مقداراً كبيراً من هذا التيسير في الفترة الانتقالية إلى النهج والدعم اللذين قدمتهما المدرسة.

أنا أعطي الفرصة لأولياء الأمور والطلاب لتقديم تعقيباتهم بينما أراجع أساليبي في التدريس عن بُعد وأحسّن إتقانها. وقد أخذَت مهاراتي في التدريس تتحسن وأنا أستمتع بالتحفيز والزمالة والإبداع في منحنى التعلم المهني الوعر هذا.

 

كاميرون باترسون

كانت كاميرون باترسون إحدى المرشحات النهائيات لجائزة المعلم العالمية التابعة لمؤسسة فاركي.

**********************************************************

هذا المنشور جزء من حملة #أصوات_المعلّمين_والمعلّمات TeachersVoices# التابعة لفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، والتي أُطلقت للنهوض بخبرات المعلّمين والمعلّمات الذين يعملون كل يوم حرصاً على أن يستمرّ الطلاب في الاستفادة من جودة التعليم على الرغم من جائحة "كوفيد-19". للمشاركة، توجّهوا إلى صفحتنا المخصصة على موقعنا الشبكي.