تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
تقرير
  • pdf
  • 31.10.2022
  • EN  |  FR  |  ES

قيادة المعلّمين في تطوير الاستجابات للتعليم في الأزمات في أفريقيا وأمريكا اللاتينية

تحرَّكت البلدان حول العالم عام 2020 لإغلاق المؤسسات التعليمية مؤقتاً في محاولة لوقف انتشار فيروس كوفيد-19. يعرض هذا التقرير الذي كُلِّفَت به اليونسكو نتائج سلسلةٍ من دراسات الحالات الفردية القُطرية...
تقرير
  • pdf
  • 31.10.2022
  • EN  |  FR  |  ES

قيادة المعلّمين في تطوير الاستجابات للتعليم في الأزمات في أفريقيا وأمريكا اللاتينية

تحرَّكت البلدان حول العالم عام 2020 لإغلاق المؤسسات التعليمية مؤقتاً في محاولة لوقف انتشار فيروس كوفيد-19. يعرض هذا التقرير الذي كُلِّفَت به اليونسكو نتائج سلسلةٍ من دراسات الحالات الفردية القُطرية...
تدوينة
  • 29.09.2022

#تحَوُّل_المعلّمين (#TeachersTransform) - مساحات التعلُّم: السُّبُل التي أنتج المعلّمون من خلالها برنامجاً تلفزيونياً للوصول إلى التلاميذ في أثناء مرحلة إغلاق المدارس

"علَّمتنا الجائحة أنَّه ينبغي لنا أن نتعلم كيف نتكيَّف مع الحياة ونتجاوب معها يوماً بيوم. ولكي يبقى نظام التعليم مرتبطاً بتطوُّراتنا الحياتية، فينبغي له أن يتغيَّر وألا يبقى على ما هو عليه." 

عندما حلَّت جائحة كوفيد-19 واضطُرَّت البلدان إلى الدخول في حالة إغلاق، هرع المعلّمون إلى ارتجال حلول التعلُّم عن بُعد التي كانت شاملة ومُيسَّرة قدر الإمكان. 

وكذلك هو حال المعلّمين في مدرسة كلارك جونيور في أوغندا. وقد حاولوا في البداية أن يستمروا في إعطاء الدروس من خلال تطبيق واتساب وحزمة المطبوعات التي يستلمها أولياء الأمور من المدرسة. 

ولكن عندما أدركوا أنَّ الإقفال سيستمر لعدة أشهر، كان المعلّمون المتحمسون عازمين على إيجاد طريقة ممتعة وتفاعُلية وآمنة للوصول إلى الطلاب على نحوٍ فعال. ولذلك قرروا بث دروس عملية على التلفزيون المحلي.  

تقول إيريني نيانغوما ماغادو، رئيسة مناهج التعليم في مدرسة كلارك جونيور "كانت مديرة مدرستنا، كاثرين توكر، أول من اقترح الفكرة." وهي أيضاً الأخصائية التعليمية لبرنامج إنجين (N*Gen) في أفريقيا بعد مشاركتها في البرنامج التلفزيوني. 

"لقد أجبرتنا الجائحة على الابتكار والتكيُّف مع الظروف المتغيّرة. ولم يكن أي منا يؤدي دوراً فاعلاً، ولم نتلقَّ التدريب على البث أو العرض أمام الكاميرا، ولكنَّنا ملتزمون بالتطوُّر والمحافظة على أهميتنا والتأكُّد من أنَّ الطلاب لا يفوّتون فرصة التعلُّم."

العمل معاً على تحويل مساحات التعلُّم

أُغلِقَت وسائل النقل العام في خضم الجائحة، لذلك كان المعلّمون يسلكون طريقاً طويلاً للوصول إلى المدرسة كل يوم من أجل تسجيل الدروس. 

"طرحنا الأفكار معاً، واستطعنا تطوير محتوى الدروس بفضل المدخلات التي قدَّمها مدير المدرسة. وسجلها طاقم تصوير صغير للغاية وعُرضَت على محطة التلفزيون المحلية."

وجذب المحتوى الذي استحدثته مدرسة كلارك جونيور اهتمام منظمة بريفيرال فيجن إنترناشيونال ، وهي منظمة غير حكومية تجمع بين وسائل الإعلام والتكنولوجيا والثقافة الشعبية للمساعدة في إحداث التغيير الاجتماعي. وتواصلت المنظمة مع المعلّمين، وعرضت أن تتعاون في برنامج علمي لعموم أفريقيا يهدف إلى مساعدة مزيد من الأطفال في تنمية الاهتمام بمواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. 

تشير إيريني قائلة "في البداية، اشتمل المحتوى على القراءة والرياضيات والدراسات الاجتماعية. بَيْد أنَّه ومع طرح رؤية منظمة بريفيرال فيجن إنترناشيونال، تحوَّل التركيز في المقام الأوَّل إلى العلوم، حيث اعتُبرت أكثر أهمية وأكثر صلة بما يحتاج إليه الطلاب، وأكثر جذباً لمشارتهم." 

من بداياتٍ صغيرة على التلفزيون الأوغندي المحلي، اعتباراً من أيلول/سبتمبر 2020، أصبح برنامج إنجين (N*Gen) شائعاً للغاية ويُذاع الآن على 45 قناة في جميع أنحاء أفريقيا. كما أنَّه يُبث على القناة الأفريقية في الولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة البحر الكاريبي. والموسم الثالث من البرنامج قيد الإنتاج حالياً.  

في خضم الجائحة، قدَّم المعلّمون من مدرسة كلارك جونيور كل حلقة، وقدَّموا مدخلات كبيرة إلى النص. تقول إيريني التي لا تزال تستشار لعرض البرنامج باعتبارها أخصائية تعليمية: "أظهرت التجارب أنَّ الأطفال بإمكانهم أن يحاولوا التعلُّم في المنزل." 

"كما طلبنا من أطفالنا نمذجة هذه التجارب. وأصبح نموذج الأطفال الذين يعلّمون الأطفال جزءاً لا يتجزأ من برنامج إنجين (N*Gen)، وجمهورنا المُستهدَف أحبَّه." 

تشجيع المشاركة والتجريب من أجل تحويل التعلُّم  

استعانت المدرسة بحلقات إنجين (N*Gen) لتكملة استراتيجية التعلُّم عن بعد  

"أردنا أن نجعل التعلُّم ممتعاً وأن نعزز الفضول والاكتشاف. وصُمِّمَت هذه الحلقات للطلاب الصغار في المرحلة الابتدائية من جميع الأعمار. لذلك، وحرصاً على أن يتعلَّم جميع الأطفال المقيمين في منزلٍ واحد معاً، ركَّزت الحلقات على موضوعٍ محدَّد لكل العائلة. ثم طوَّرنا مجموعاتٍ تعليمية ملائمة للصف شملت أسئلة محادثة تتيح لكل طفل طرح مزيدٍ من الاستفسارات، كما وضعنا أيضاً مهاماً قائمة على إجراء تجارب وأسئلة بحثية وكتابات حيث تكون الروابط ممكنة."

"على سبيل المثال، نظَّمنا حلقة حول الجبال والبراكين، وأثبتنا التفاعل بين الخل وغاز الصوديوم من أجل إحداث " ثوران بركاني." ويمكن لجميع الأطفال في عائلة واحدة أن يعملوا معاً وأن يصنعوا تجربتهم العلمية في البيت، ومن ثمَّ يكملون مهام التعلُّم الإضافية المُصمَّمة لملاءمة احتياجاتهم الفردية."

هذا يعني إمكانية حدوث نسخة مكيَّفة من "التعلُّم الجماعي" أثناء الجائحة. 

تظهر البحوث أنَّ الطلاب الذين يعملون في مجموعاتٍ صغيرة قادرون على تعلُّم المزيد مما يجري تعليمه واستبقائه لمدةٍ أطول مقارنةً بالوقت الذي تعرض فيه نفس المادة في أشكالٍ أخرى. 

العودة إلى الفصل المدرسي بمنظورٍ جديد 

الآن وبعد أن أعادت المدارس فتح أبوابها، قام المعلّمون من مدرسة كلارك جونيور بتسليم استضافة برنامج إنجين (N*Gen) إلى فريقٍ جديد، وهم يعودون إلى الفصول المدرسية. 

"ركَّز برنامج إنجين (N*Gen) على إعداد تجربة تعليمية مثيرة وتفاعلية، وأطبّق هذا النهج في فصلي المدرسي الآن. وأقدّم المنهج المحلي بطريقةٍ عملية تشرك الطلاب.

"في مدرستنا، نبذل قصارى جهدنا للابتعاد عن نموذج التعلُّم بالتلقين. ونعتقد أنَّه من الممكن تدريس جميع المواضيع بطريقةٍ ممتعة وتفاعلية، بما فيها الرياضيات. كما أنَّنا نستخدم الكثير من الألعاب التي تنشئ شغفاً بمواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، علماً أنَّ هذه المواد قد تُعدُّ صعبة للغاية لولا هذه الطريقة."

ثمة حاجة إلى التحوُّل في دعم المعلّمين والتعلُّم

تقول إيريني "في مدرستنا، نسأل أنفسنا: ’ما هو شكل العالم الذي نعدُّ أطفالنا من أجله؟ وما نوع المهارات التي ستكون ذات صلة بالمسار الوظيفي للمستقبل؟‘ نحن بحاجة إلى تزويد تلاميذنا بمهاراتٍ سهلة مثل الإبداع، واللُّطف، وتقدير الطبيعة، والقيادة، وكيفية التعامل مع الآخرين."

بُغْيَة تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيَّما الهدف 4، ينبغي تزويد الطلاب بمهارات الإلمام بالقراءة والكتابة والحساب، فضلاً عن المعارف والمهارات والقيم والمواقف والسلوكيات التي يحتاجون إليها للمساعدة في بناء مجتمعاتٍ عادلة وسلمية ومستدامة. 

وفقاً لمنظمة اليونسكو،  فإنَّ هذا يعني ضمان أن تعزز نُظُم التعليم التفاهم والاحترام والرعاية المتبادلة بين جميع الناس وللكوكب الذي نتشاطره. كما يعني تمكين الطلاب من المشاركة على نحوٍ مسؤول وابتكاري مع العالم الآخذ في التغيير (بوتيرة متسارعة).

"تنطوي التكنولوجيا الشاملة على إمكاناتٍ هائلة لتوسيع نطاق الوصول الموحَّد، لا سيَّما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، غير أنَّنا بحاجة إلى تزويد المعلّمين بالمهارات اللازمة لاستخدام نُهُجٍ متعددة الوسائط في الفصول المدرسية لتمكين التعليم من التطوُّر بمرور الوقت."

يمكنكم الاطلاع على مزيدٍ من المعلومات حول حملة #تحَوُّل_المعلّمين (TeachersTransform#) كجزءٍ من قمة تحويل التعليم.

 

Photo credit:  Irene Nyangoma Mugadu

تدوينة
  • 22.09.2022

#تحَوُّل_المعلّمين (TeachersTransform#) - تغيير حياة الناس: إنشاء ثقافة التنوُّع والشمولية بحيث يشعر كل طالب بالانتماء

"يمكنهم أن يخبروك أين يمكنك الجلوس.  يمكنهم أن يخبروك أين يمكنك ممارسة السباحة.  يمكنهم أن يخبروكم أين تأكل يا ولدي.  لكن لا يمكنهم أن يسلبوا منك ما تعرفه.  لا تتوقف عن التعلُّم."

هذه هي النصيحة التي تلقاها القديس كلير أدريان من أمِّه التي ربته في مجتمعٍ مُهمَّش في ظل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

وكواحد من الخريجين الأوائل من ذوي البشرة الملونة من الجامعة التي كانت تُعرف آنذاك باسم جامعة بورت إليزابيث (يطلق عليها الآن اسم جامعة نلسون مانديلا) في جنوب أفريقيا، بنى القديس كلير مهنته في مجال التدريس على مدار 35 عاماً على مبادئ الإصلاح والشمول والتنوع. ويحمل اليوم ثماني شهادات، ويشغل منصب رئيس مدرسة إينكور الابتدائية/الثانوية لتعليم الفنون البصرية والفورية في هيسبيريا بكاليفورنيا.

شكَّلت نشأته في جنوب أفريقيا إبان الفصل العنصري نهجه إزاء التدريس

"كان لون بشرتي يمنعني من ارتياد بعض المدارس أو الجامعات. وأعرف معنى الشعور بالاستبعاد والتهميش، ولا أريد لطلابي أن يشعروا بعدم الانتماء أو أنَّهم أدنى من غيرهم أو أنَّ الناس من المجتمعات المُهمَّشة لا يمكنهم تحقيق النجاح؟"

يركز نهج القديس كلير إزاء التعليم على بناء علاقاتٍ إيجابية وتمكين الطلاب من جميع مناحي الحياة. وقد حصل على درجة الماجستير من المعهد الدولي للممارسات التصالحية، ويضطلع بتنفيذ هذه الأساليب من أجل المساعدة في تحويل التعليم.

ويتمثل الهدف من الممارسات التصالحية، وفقاً لما ذكره المعهد الدولي للممارسات التصالحية، في "تنمية المجتمعات المحلية وإدارة النزاعات والتوترات عن طريق إصلاح الضرر وبناء العلاقات."

كيف ساعدت الممارسات التصالحية في تحويل مدرسةٍ بكاملها

في عام 2008، تمَّ تعيين القديس كلير رئيساً لأكاديمية سكسس بريباراتوي (Success Preparatory Academy) في نيو أورلينز. وكانت المدرسة تقع في حيٍّ فقير، وسجَّلت أدنى معدلات نتائج اختبارات الطلاب في الولاية.

من خلال نهج القديس كلير الإصلاحي، أصبحت واحدة من أفضل 10 مدارس أداءً في لويزيانا في خلال ثلاث سنوات فقط. ويعتقد أنَّ الخطوة الأولى في تحويل أي مدرسة هي توظيف معلّمين شغوفين.

"أوظّف معلّمين من مختلف الديانات والأعراق والتوجُّهات الجنسية، إذ أنَّنا نخدم مجموعة متنوّعة من التلاميذ. وإن وجود معلّمين من خلفيات مختلفة يعني وجود فرصة أكبر لبناء العلاقات، وأن نكون أكثر تعاطفاً، وأن نصبح مرشدين أكثر نجاحاً لطلابنا."

ويحظى هذا النهج إزاء الإنصاف والإدماج بتأييد التقرير العالمي لرصد التعليم 2020، الذي يناقش السُّبُل التي يمكن للمعلّمين المتنوعين من خلالها أن يعملوا كنماذج يُقتدى بها وأن يؤثروا تأثيراً إيجابياً على أداء الطلاب، ولا سيَّما أداء الطلاب المنتمين إلى أقليات.

إتاحة الفرص للتعبير الإبداعي

يتذكر القديس كلير قائلاً: "بعد إعصار كاترينا في عام 2005، عانى الطلاب من صدماتٍ نفسية كثيرة." "وترافقت تلك الصدمة مع شعورٍ بالغضب. لذلك صنع أحد رسامي الجداريات لدي رسمةً وكتب عليها بحروف كبيرة الإنسانية (UBUNTU)  على أحد الجدران المدرسية. ويجسد مصطلحالإنسانية (UBUNTU) فلسفة سائدة في جنوب أفريقيا حول اعتماد الناس على بعضهم البعض من أجل التغلُّب على الصعوبات. وفي كل مرة كان فيها الطالب يتصرف بغضب، كنت أعطيه ريشة للرسم وأتركه يرسم حتى يفرغ غضبه."

استثمر القديس كلير أيضاً في برنامج للموسيقى المدرسية لمساعدة التلاميذ في التعبير عن مشاعرهم. "لا شيء يضاهي برنامج موسيقى فعال لمساعدة الطلاب في تغيير عقليتهم وموقفهم."

وأثبتتالموسيقى أنَّها تساعد الطلاب في زيادة أدائهم في الرياضيات واللغات. كما أنَّها تساعدهم في تطوير المثابرة وفي اكتساب عاداتٍ دراسية أفضل.

بناء الثقة من خلال التأكيد

"كنا نحصل على تأكيداتٍ كل صباح، عندما كان التلاميذ يسردون خصائص إيجابية عن أنفسهم لتذكيرهم بأنفسهم، وقدراتهم، وكيف ينبغي تطبيق قيمهم."

[مقطع فيديو على موقع يوتيوب لتلاميذ المدرسة يتلون تأكيداتهم]

"لقد احتفلنا أيضاً بكل إنجاز حققناه. وسواء تحسَّن التلميذ من 95 إلى 97، أو من 35 إلى 37، كنّا نحتفل معاً. والمسألة لا تتعلَّق بنتيجة الاختبار، بل بتحقيق نتيجة أفضل كل يوم."

سد الفجوة في الفرص

حمل القديس كلير هذه التدخلات معه عندما انتقل من نيو أورلينز إلى نيويورك. كما ركَّز في مدرسته الجديدة على سد "الفجوة في الفرص". وتُعرَّف الفجوة في الفرص في مسرد إصلاح التعليم بأنَّها "توزيع الموارد والفرص على نحوٍ غير متكافئ أو غير عادل."

وإنَّ تلبية الاحتياجات الأساسية لدى الطلاب تتيح لهم فرصة الازدهار في البيئة المدرسية. 

"كان بعض الطلاب في نيويورك يرتدون نفس الملابس كل يوم، لذلك قمنا بتركيب غسالة ملابس في المدرسة. كما أقمنا بنكاً للملابس، ومخزناً للطعام لجميع من يحتاج إليها."

"عندما سيخرج تلاميذنا إلى العالم يوماً ما، يجب أن يشعروا أنَّ هنالك مساحة متاحة لهم في كل وضع. ولا ينبغي لهم أبداً أن يشعروا بأنهم "لا ينتمون" إلى محيطهم فقط بسبب خلفيتهم. لذلك، نعمل على سد "الفجوة في الفرص" بأخذهم إلى المطاعم والفنادق والرحلات المدرسية التي قد يتعذَّر عليهم تجربتها خارج المدرسة."

من خلال الاستعانة بمعلّمين شغوفين، والاستثمار في البرامج الثقافية، وبناء بيئة تعليمية متنوّعة وشاملة وحاضنة تركّز على إعادة التأهيل وتأكيد الذات، فإنَّ القديس كلير أدريانا يجسّد مثالاً يبيّن لنا كيف يمكن للمعلّمين تطوير أدواتٍ قوية لتغيير حياة الطلاب، حتى في ظل ظروفٍ صعبة.

 

يمكنكم الاطلاع على مزيدٍ من المعلومات حول حملة #تحَوُّل_المعلّمين (TeachersTransform#) كجزءٍ من قمة تحويل التعليم.

Photo credit:  St. Claire Adriaan

تدوينة
  • 14.09.2022

#تحَوُّل_المعلّمين (TeachersTransform#) - التدريس: كيف يستخدم المعلّمون المتمرّسون في التكنولوجيا الأدوات الرقمية لإثراء تجربة التعلُّم بالنسبة إلى مزيدٍ من الطلاب

"التدريس آخذ في التطوُّر والتغيُّر والتحوُّل باستمرار. ولا أستطيع التفكير في أي وظيفة أخرى يُطلب منك فيها باستمرار التحسين وتعلُّم أشياء جديدة. وبعد ذلك لا يزال أمامك امتياز مشاركة تلك المعارف مع الشباب." 

طوال حياته المهنية التي استمرت 12 عاماً، تبنى ستيفن كولبر التكنولوجيا كأداة تدريسٍ أساسية للمساعدة في تحويل فصله الدراسي إلى بيئة تعليمية تفاعلية وشاملة. وأدى ذلك إلى تسميته من بين 50 مرشحاً نهائياً للفوز بجائزة المعلّم العالمية في عام 2021.  

بصفته معلماً للغة الإنجليزية والإنجليزية كلغة إضافية والتاريخ في كلية برونزويك الثانوية في ملبورن، أستراليا، يبدو ستيفن شغوفاً أيضاً لمشاركة معارفه وتمكين المعلّمين الآخرين في جميع أنحاء العالم. 

"عندما تُستخدَم التكنولوجيا بكفاءة، يمكنها تحويل التعليم من خلال منح المعلّمين الوقت الذي يحتاجون إليه ليكونوا أكثر إنسانية، وأكثر حضوراً، وأكثر تعاطفاً، وأكثر تعاوناً، وتوفير بيئة تعليمية أفضل للجميع." 

وتحظى هذه الفكرة بدعم تقرير اليونيسف حالة أطفال العالم ، الذي ينص على ما يلي: "إذا جرت الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية بالطريقة الصحيحة وأتيح الوصول إليها على الصعيد العالمي، يمكنها أن تغيّر قواعد اللعبة بالنسبة إلى الأطفال المتروكين خلف الركب – سواء بسبب الفقر أو الانتماء العرقي أو الانتماء الإثني أو النوع الاجتماعي أو الإعاقة أو التشرد أو العزلة الجغرافية – ما يربطهم بعالمٍ من الفرص ويزوّدهم بالمهارات التي يحتاجون إليها للنجاح في عالمٍ رقمي."  

مساعدة المعلّمين في تحسين مهاراتهم التقنية  

عندما تفشَّت جائحة كوفيد-19، كان ستيفن أكثر استعداداً لعالم التدريس عن بُعد. وكان لديه أكثر من 700 درس على قناته على يوتيوب، وكان على درايةٍ بالعديد من الأدوات التي يمكنه استخدامها لإثراء دروسه عبر شبكة الإنترنت.  

بُغْيَة مساعدة المعلّمين الآخرين في التكيُّف مع التدريس عبر شبكة الإنترنت في أثناء الجائحة، أنشأ دليلاً شاملاً يضمُّ مقاطع فيديو تدريبية مجانية على يوتيوب. وأدار ستيفن أيضاً تجمُّعاتٍ عبر شبكة الإنترنت تُسمّى "لقاءات تدريس" شارك المعلّمون فيها ابتكاراتهم وتكيُّفاتهم للتعلُّم عن بُعد.  

إدراكاً لحاجة المعلّمين إلى الوصول بشكلٍ أفضل إلى حلولٍ قابلة للتوسُّع من أجل التطوير المهني، تعاونت مجموعة البنك الدولي ومنظمة هندرإد (HundrED) (منظمة تعليمية عالمية غير ربحية) من أجل تطوير حملة معلّمون من أجل عالم متغير. وتحدد المنصة وتتقاسم فرص الوصول إلى حلولٍ رائدة من جميع أنحاء العالم تساعد المعلّمين في الازدهار في فصولٍ دراسية دائمة التغيُّر. 

مساعدة المعلّمين في التعاون وتبادل الأفكار المبتكرة مع أقرانهم 

من خلال المساهمة في دعم الأقران، يشارك ستيفن في استضافة دورة بث صوتي رقمي (podcast) مرة كل شهرَين، يطلق عليها اسماستعراض تدريس المعلّمين. ويناقش مختلف الممارسات التعليمية والحلول التحويلية مع طائفة من الخبراء في مجال التعليم من خلفيات متنوعة. 

بُغْيَة مساعدة المعلّمين في الحصول على بحوث جيدة، وتبادل معارفهم بشأن الابتكارات التعليمية، أنشأ ستيفن أيضاً مجموعة قراءة تفاعلية عبر شبكة الإنترنت من أجل المعلّمين أطلق عليها اسم #إديوريدينج (#Edureading).   

يقول ستيفن "نناقش كل شهر مقالة أكاديمية مختلفة عن التعليم. ولا يتعلق الأمر بمن هو على صواب ومن هو على خطأ، بل يتعلق ببناء علاقات مع الرفاق المربين، والتعاون معهم." 

مساعدة المعلّمين في تبني التكنولوجيا لتهيئة بيئة أكثر شمولاً للطلاب 

يقول ستيفن: "عندما يشعر المعلّمون بقدرٍ أكبر من الثقة في مهاراتهم التكنولوجية الشخصية، يشعرون بأنَّهم ممكَّنون بشكلٍ أفضل لتجريب الأدوات الرقمية، واستخدامها في فصولهم الدراسية.  

فالتكنولوجيا تجعل التعلُّم أكثر سهولة بالنسبة إلى طلابنا، وتساعدنا في القيام بعملنا بسرعةٍ وفاعلية أكبر. وتمنحنا مزيداً من الوقت لأداء "الأشياء الممتعة"، بما في ذلك التفاعل مع التلاميذ وجهاً لوجه، وتشجيعهم على التفاعل بشكل مجدٍ مع بعضهم البعض." 

تؤكد ورقة كُلف بإجرائها من أجل التقرير العالمي لرصد التعليم 2020، الجميع بلا استثناء، هذه الفكرة. "يمكن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدعم الإدماج بتوفير طُرُق مختلفة لتمثيل المعلومات، والتعبير عن المعارف والمشاركة في التعلُّم، بما في ذلك التقييم." 

تشير الورقة أيضاً إلى أهمية استخدام التكنولوجيا للمساعدة في جعل التعلُّم أيسر أمام الطلاب الذين يواجهون صعوباتٍ في التعلُّم. "يمكن استخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدعم بيئات التعلُّم الإبداعية والتعاونية التي يشارك فيها الطلاب ذوي الإعاقة في أنشطة التعلُّم ويضطلعون بأدوار أو مسؤوليات داخل الفصول الدراسية أو أدوار جماعية." 

ويستخدم ستيفن عدداً من التكنولوجيات المساعِدة لتعزيز تجربة التعلُّم بالنسبة إلى الطلاب والمعلّمين في الفصول الدراسية وعبر شبكة الإنترنت.    

"أستخدم الكثير من التكنولوجيا المساعِدة في فصلي المدرسي، بما في ذلك النسخ وبرامج تحويل النص إلى صوت لضمان قدرة التلاميذ الذين يعانون من عُسر القراءة أو إعاقات أخرى على مشاركة أفكارهم والمشاركة في عملية التعلُّم."  

"تُعدُّ مقاطع الفيديو التعليمية طريقةً رائعة للمعلّمين لاستكمال دروسهم. على سبيل المثال، عندما نناقش ماكبث، أنظّم دروساً وجهاً لوجه في الفصل المدرسي، كما أنَّ لدي أيضاً مجموعة كاملة من ملخصات الفيديو لكل فعل ومشهد، ويمكن للطلاب الوصول إليها على قناتي على يوتيوب

يمكن للطلاب الذين يعانون من إعاقاتٍ سمعية الوصول إلى الترجمة والنصوص. ويمكن لأولئك الذين يعانون من صعوباتٍ في الانتباه العودة وإعادة مشاهدة مقطع الفيديو عدة مرات حسب حاجتهم." 

يستخدم ستيفن أيضاً مقطع الفيديو لتقديم تعقيباتٍ لطلابه. ويسجّل تعقيباته على مقطع فيديو في أثناء قراءته لمقال أو مشروع قدَّمه الطالب. "هذه التفاصيل توفر عليَّ الكثير من الوقت." 

تحويل التعليم من أجل مواكبة العالم المتغيّر باستمرار  

يقول ستيفن "يلاحظ المعلّمون الأشياء الصغيرة. ويمكنهم أن يعرفوا عندما يعاني الطالب من أمرٍ ما خارج الفصل المدرسي. وباعتبارنا معلمين يهتمون فعلاً بطلابهم ورفاههم بشكلٍ عام، جعلتنا جائحة كوفيد-19 ندرك مدى أهمية تلك التفاعلات الاجتماعية وجهاً لوجه في الفصل المدرسي.  

ففي حين يمكن للتكنولوجيا أن تحدث تغييراً جذرياً في الطريقة التي يشارك بها المعلّمون معارفهم، إلا أنَّها لا يمكن أن تحل محلهم. ولا يوجد بديل لمعلّم رائع يمكنه إنشاء علاقة قوية مع طلابه وتقديم المحتوى بطريقة تجعل الأطفال متحمسين إزاء التعلُّم. وببساطة، التكنولوجيا عاجزة وحدها عن القيام بذلك." 

أهم موارد ستيفن الموصى بها للمعلّمين والطلاب: 

مقاطع فيديو لمساعدة المعلّمين في بناء مهاراتهم: 

أهم المصادر للكتب الصوتية المجانية للطلاب: 

لإجراء مناقشات حول التعليم والتواصل مع معلّمين آخرين حول العالم: 

التقنيات المساعِدة: 

يوصي ستيفن ببرامج مثل كلاروريد (ClaroRead)، ودراجون سبيك (Dragon Speak)، وبين ريدرز (Pen Readers) وإعدادات القراءة بصوت عالٍ داخل المستندات (Read-aloud)، ما يتيح الترجمات المصاحِبة في تطبيقَي زووم وباوربوينت. 


يمكنكم الاطلاع على مزيدٍ من المعلومات حول حملة #تحَوُّل_المعلّمين (TeachersTransform#) كجزءٍ من قمة تحويل التعليم. 

 

Photo credit: Steven Kolber

تدوينة
  • 08.09.2022

#تحَوُّل_المعلّمين (TeachersTransform#) – الفصل المدرسي: استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتهيئة مساحة آمنة تتيح للطلاب الازدهار داخل وخارج الفصل المدرسي

"قد تكون التكنولوجيا مُدمّرة أو بنّاءة حسب الأشخاص الذين يستخدمونها. لذلك، إذا استخدم المعلّمون والمربون وأولياء الأمور التكنولوجيا لغرضٍ واضح، وإذا نجحوا في وضع نماذج للسلوكيات البنّاءة، أعتقد حينئذٍ أنَّها قد تحقق تأثيراً إيجابياً على التعليم."

عملت نانا جوليك على مدار عشر سنوات مع الحكومة والمدارس والمعلّمين بُغْيَة المساعدة في تهيئة بيئة تعليمية تدعم احتياجات الأطفال الاجتماعية والعاطفية بالإضافة إلى احتياجاتهم التعليمية. والآن من خلال شركة سي ايد (التعليم الاجتماعي والعاطفي) (SEed)، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا التعليمية لتمكين المؤسسات غير الربحية مثل المدارس، تنفذ نانا برامج تطوير الشخصية والقيادة التي تساعد في زيادة ثقة التلاميذ بأنفسهم، وتساهم في تحفيزهم ودعم صحتهم البدنية والعقلية، وبناء علاقات إيجابية مع أولياء أمورهم وأقرانهم.

وفقاً لتقريرٍ صادر عن اليونسكو والأكاديمية الدولية للتعليم، يُطلق على "التعلُّم الاجتماعي العاطفي" أحياناً اسم "الحلقة المفقودة"، إذ أنَّه يمثل جزءاً من التعليم يربط المعرفة الأكاديمية بمجموعةٍ محدَّدة من المهارات الهامة للنجاح في المدارس والأُسَر والمجتمعات المحلية وأماكن العمل والحياة بشكلٍ عام."

تقول نانا: "من خلال الجمع بين درجة البكالوريوس التي حصلت عليها في رعاية الأطفال والشباب ودرجة الماجستير في دراسات العدالة الاجتماعية والإنصاف، يمكنني تحديد طُرُقٍ مبتكرة لتمكين طلابي في الفصل المدرسي ومساعدتهم في أن يصبحوا مشاركين نشطين في حياتهم ومنازلهم."

استخدام التكنولوجيا لتقديم المشورة لأولياء الأمور والطلاب في أثناء الجائحة

أدَّت جائحة كوفيد-19 إلى تسليط الضوء على الدور الحاسم الذي يؤديه الدعم النفسي والاجتماعي في بيئة التعلُّم. أشار تقرير إلى أنَّه لن يكفي للمدارس إعادة فتح أبوابها بعد جائحة كوفيد-19. وسيحتاج الطلاب إلى دعمٍ مُخصَّص ومستدام لمساعدتهم في إعادة التأقلم والاستدراك بعد الجائحة. ويشجَّع المعلّمون على دمج نُهُج التعليم العلاجي والتعلُّم الاجتماعي العاطفي في أساليب التدريس الخاصة بهم.

هذا ما تفعله "نانا" تماماً في مدرستها. فبعد إطلاق حلقات عمل عن التعلُّم الاجتماعي والعاطفي عبر شبكة الإنترنت للطلاب وأولياء أمورهم في أثناء الجائحة، واصلت استضافتهم الآن بعد إعادة فتح المدارس.

"تتمثل إحدى أكبر فوائد الاستشارات عبر شبكة الإنترنت في أنَّه يمكننا إجراء مناقشات جماعية، ويمكننا بعد ذلك إيقاف تشغيل ميكروفوناتنا، وإجراء محادثات داخلية خاصة بين أفراد الأسرة. ولا يمكن القيام بذلك في سياق مجموعاتٍ شخصية. وكانت هناك بعض الأمور المدهشة التي نتجت عن تلك اللحظات الخاصة. لقد حققنا بعض الإنجازات الكبرى بين أولياء الأمور وأطفالهم."

يمكن للتكنولوجيا أن تهيئ مساحةً للطلاب الذين يكافحون من أجل التواصل

يمكن للمعلّمين والعاملين في مجال دعم الأطفال والشباب استخدام الأدوات الرقمية لدعم التنمية الاجتماعية والعاطفية لدى الطلاب داخل وخارج الفصل المدرسي. والتكنولوجيا لا تحلُّ مكان المعلّم أو المستشار الجيد. وهي تضيف طبقة إضافية فقط، وتمثل أداةً إضافية يمكننا استخدامها للتواصل مع الطلاب."

تتمثل أحد أدوار نانا في مساعدة الطلاب الذين يعانون من صعوباتٍ في تطوير المهارات التي يحتاجون إليها لإسماع صوتهم، والتعامل مع التحديات المختلفة في حياتهم، مثل جائحة كوفيد-19.

وفقاً لتقريرٍ عن أثر جائحة كوفيد-19 على التعليم، "شعر العديد من الطلاب بالوحدة، وفقد الغالبية العظمى الاتصال بزملائهم داخل الفصل المدرسي، وشعر الكثيرون بالقلق إزاء تأثير هذا الانقطاع على تعلُّمهم وإرادتهم وكيف سيؤثر على تعليمهم في المستقبل ".

لمساعدة الطلاب في معالجة تجربتهم في عمليات الإغلاق في أثناء جائحة كوفيد-19، دعتهم إلى بناء "العالم المثالي بعد كوفيد-19" على برنامج ماينكرافت (Minecraft). وكلَّفت أربعة طلاب تبلغ أعمارهم 10 سنوات من كندا وأربعة من كرواتيا بالعمل معاً لإنشاء مساحة رقمية تلبي جميع رغباتهم واحتياجاتهم.

تقول نانا: "هم ربما لا يستطيعون التعبير شفهياً عن مدى افتقادهم للتفاعل الاجتماعي، ولكن عالم ماينكرافت (Minecraft) أظهر هذا بوضوح. تضمن البرنامج شاحنة صغيرة للسفر مع العائلة والأصدقاء، وبوابة تتيح لكم السفر أينما أردتم، ومدينة ملاهي، وكافيتريا مدرسية تتضمَّن مساحة كبيرة للاستمتاع وقضاء الوقت مع الأصدقاء."

استطلاعات الرأي ويوتيوب والرسائل الفورية لتطوير "محو الأمية الاجتماعية والعاطفية"

وفقاً لتقريرٍ حول التعلُّم الاجتماعي والعاطفي في نُظُم التعليم، يتمثل الغرض الرئيسي من "محو الأمية العاطفية" – وهي مهارة تتضمَّن القدرة على تسمية وفهم مشاعر الفرد ومشاعر الآخرين – في تحسين العلاقات وتيسير مزيدٍ من العمل التعاوني بين الأفراد وداخل المجتمعات المحلية وعبر المجتمع ككل.

غالباً ما يخشى الطلاب في الفصل المدرسي الكشف عن شعورهم الحقيقي في حالة تعرُّضهم للسخرية. لذلك تستخدم نانا تطبيقاً للسماح للتلاميذ بالرد على استطلاع رقمي بدون الكشف عن هويتهم. وعندما أظهر الاستطلاع أنَّ "الجميع" يشعرون بالتوتر في أوَّل يوم لهم في المدرسة، أو أنَّ أكثر من 90٪ من المستجيبين لديهم قلق بشأن الامتحانات، فهذا يساعد الطلاب على الشعور بأنَّهم أقل ضعفاً.

ابتكرت "نانا" أيضاً شخصية خيالية على يوتيوب تُسمّى  دوللي جوستسميث  تستعين بمساعدة الطلاب لتعقُّب أربعة أشباح هاربة تُسمّى "دينيالي" (Denialy) و"دوبتي" (Doubty) و"ووري آن" (Worry Anne) و "فيران" (Fearan). وتساعد الأشباح طلاب مدرسة "نانا" الابتدائية في تطوير معارفهم الاجتماعية والعاطفية من خلال تحديد خصائصهم الفريدة.

وأظهرت الأبحاث أنَّه من خلال تنفيذ التعلُّم الاجتماعي العاطفي في المدارس، يمكن للطلاب البدء بالتعرُّف على المشاعر وإدارتها، وتنمية الاهتمام بالآخرين ورعايتهم، وإنشاء علاقات إيجابية، واتخاذ قرارات مسؤولة، والتعامل مع المواقف الصعبة.

وفي ما يتعلَّق بتشجيع الطلاب على مشاركة معاناتهم، لجأت "نانا" إلى إرسال الرسائل النصية.

"على مر السنين، وجدتُ أنَّ بعض الطلاب يفضلون التواصل عن طريق الكتابة بدلاً من التحدُّث. ولقد كافحت حقاً للوصول إليهم حتى عرضت خيار إرسال الرسائل النصية بدلاً من الدردشة شخصياً. وحتى أنَّ بعض التلاميذ يستخدمون لغة ثانية للتعبير عن أنفسهم عاطفياً ".

استخدام التطبيقات لمنح الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلُّم مزيداً من الاستقلالية

تتوفر أيضاً العديد من الأدوات التي تستخدمها نانا لمساعدة أولئك الذين يعانون من صعوبات التعلُّم في الاندماج في الفصل المدرسي. وبالنسبة إلى أولئك الذين يعانون من عُسر القراءة، تستخدم نانا تطبيقات تحويل النص إلى صوت وتطبيقات النسخ التي تمنح الطلاب الذين يواجهون صعوبات في القراءة والكتابة مزيداً من الحرية للعمل بشكلٍ مستقل.

بالنسبة إلى أولئك الذين يعانون من صعوباتٍ في الانتباه، تستخدم نانا تطبيقات التدريب المعرفي الرقمية جنباً إلى جنب مع جلسات العلاج الشخصية. وإحدى أدواتها المفضلة هي لوموسيتي (Lumosity) التي تتميَّز بالألعاب المُصمَّمة علمياً للمساعدة في تحسين الذاكرة وسرعة المعالجة ومهارات حل المشاكل.

"التكنولوجيا بيئة طبيعية للأطفال. فهي مكان يسمعون فيه أصواتهم، ويمكنهم فيه مقابلة طلاب آخرين حول العالم والتفاعل معهم.

آمل أن نتمكَّن جميعاً في المستقبل من العمل معاً لبناء بيئة تعاونية وتمكينية يقودها المعلّمون وتركز على الاستدامة والإنصاف والعدالة الاجتماعية."

يمكنكم الاطلاع على مزيدٍ من المعلومات حول حملة #تحَوُّل_المعلّمين (TeachersTransform#) كجزءٍ من قمة تحويل التعليم.

 

Photo credit: Nana Gulic

فعاليات
  • 06.05.2022

حلقة نقاش - إحداث تغيير في مهنة التدريس: الابتكار في أوقات الأزمات

تنظم وزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية المؤتمر والمعرض الدولي للتعليم في  الفترة من 8 إلى 11 أيار/مايو في الرياض، المملكة العربية السعودية, تحت شعار " التعليم في أوقات الأزمات: الفرص والتحديات".

 

ويشارك  فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلّمين في إطار التعليم حتى عام 2030 في المؤتمر بحلقة نقاش بعنوان " إحداث تغيير في مهنة التدريس: الابتكار في أوقات الأزمات. " تهدف حلقة النقاش هذه إلى استكشاف مختلف أشكال الابتكار اللازمة لإحداث تغيير جذري في مهنة التدريس في أثناء الأزمات وبعدها في ضوء توصيات المنتدى الثالث عشر للحوار بشأن السياسات العامة لفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين تحت شعار "الابتكار في السياسات والممارسات المعنية بالمعلّمين من أجل إنعاش التعليم" وتقرير مستقبل التعليم الذي يقترح عقداً اجتماعياً جديداً للتعليم يؤدي فيه المعلّمون دوراً أساسياً (اليونسكو، 2021). وستركز المناقشات على الأسئلة التالية:

 

  • ما هي الموارد وسُبُل الدعم والترتيبات المؤسسية التي يحتاجها المعلّمون من أجل تعزيز قدرتهم على الابتكار في ممارساتهم؟ كيف يمكن للوزارات والمقاطعات المحلية وقادة المدارس وأقرانهم تقديم المساعدة؟
  • كيف يمكن توثيق الابتكارات وتحليلها ومشاركتها بُغْيَة الاسترشاد بها في تعزيز تبنّي الابتكارات في مجاليْ التدريس والتعلّم أو توسيع نطاقها؟
  • ما هي الكفاءات التي يحتاجها المعلّمون ليكونوا مبتكرين تربويين واثقين من أنفسهم، خاصة في أوقات الأزمات؟ وكيف يتعين إعادة التفكير في منهج تدريب المعلّمين من أجل تمكين المعلّمين من التفكير في ممارساتهم وإنتاج المعارف التي تثري سياسات التعليم؟
  • ما هي التحولات التي تحتاج نُظُم التعليم إلى إدخالها من أجل إتاحة مساحة أكبر للمعلّمين للابتكار وتوسيع نطاق استقلاليتهم؟ ما هي أشكال الدعم والموارد التي يحتاجونها؟
  • كيف يمكن أن يصبح المعلّمون أكثر استعداداً للتعامل مع الأزمات وحالات الطوارئ وكيف يمكن أن تصبح السياسات الخاصة بالمعلّمين أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة؟ كيف يمكن لنُظُم التعليم العام أن تتبنى الابتكارات المحلية التي تلبي الاحتياجات المحلية مع ضمان الاتساق في الجودة والإنصاف؟
تدوينة
  • 27.04.2022

ابتكار المعلم هو المفتاح لأنظمة التعليم المرنة: دروس من منتدى حوار السياسات لعام 2021

بقلم كارلوس فارغاس تاميز، رئيس أمانة فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم حتى عام 2030 ورئيس قسم تنمية مهارات المعلمين، وآنا كونوفر، مستشارة، اليونسكو.

نشرت الشراكة العالمية من أجل التعليم هذه المدوَّنة لأول مرة في 22 نيسان/أبريل 2022.


تذكرنا الأزمات المفاجئة مثل جائحة فيروس كوفيد-19 والنزاعات العنيفة بحاجة المعلمين والنُّظُم التعليمية إلى القدرة على التكيُّف بشكلٍ سريع مع الظروف المُتغيّرة لتلبية احتياجات التعلُّم لدى الأطفال والشباب. فالقدرة على الابتكار تُعدّ أحد العوامل الهامّة لبناء نُظُمٍ تعليمية قادرة على الصمود. وبفضل الابتكارات المُتعددة في مجال التعليم التي ظهرت بسبب الجائحة، اختار فريق العمل المعني بالمعلمين "الابتكار في سياسة المعلم وممارساته لاستعادة التعليم" كموضوعٍ للمنتدى الدولي للحوار بشأن السياسات العامة الثالث عشر، الذي انعقد في مدينة كيغالي عاصمة رواندا وبُثَّ افتراضياً عبر شبكة الإنترنت من 2 إلى 3 كانون الأول/ديسمبر 2021.

نتناول في ما يلي بعض الأفكار الرئيسية التي وُثِّقت خلال المنتدى، ومن ضمنها تلك المتعلقة بالابتكارات في التدريس والتعلُّم وإعداد المعلمين والسياسات. جُمِعت هذه الأفكار في التقرير الختامي للمنتدى، الذي صدر مؤخراً.

استقلالية المعلم أمرٌ ضروري للابتكار الهادف في مجال التدريس والتعلُّم

المعلمون هم أفضل من يقيِّم الظروف في صفوفهم الدراسية. وبناءً على ذلك، فهُم يبتكرون ويكيّفون ممارساتهم، لكن ابتكاراتهم غالباً ما لا يُعترَف بها. وقد سلّط المنتدى الضوءَ على ضرورة تعزيز استقلالية المعلم وقدرته على المشاركة والتأثير - أي قدرته على التصرُّف بطريقةٍ مستقلة - من أجل تقديم ابتكاراتٍ هادفة في مجال التعليم. ومع ذلك، يحتاج المعلمون إلى الحصول على التدريب الملائم والموارد الكافية وظروف العمل الجيدة والدعم اللازم لتطوير استقلاليتهم وقدرتهم على المشاركة والتأثير لإطلاق وتنفيذ وتقييم الطُرُق الجديدة المُعتمدة في التدريس والتي ستؤدي إلى تحسين تعلُّم الطلاب ورفاههم.

وتركيزاً على استناد عملية التعلُّم والتعليم إلى العلاقات البشرية، تبادل المشاركون في المنتدى أمثلةً مُبتكرة عن كيفية تعاوُن المعلمين مع أقرانهم وأولياء الأمور أثناء الجائحة. فعلى سبيل المثال، وفي ضوء الاستجابة لإغلاق المدارس، قدّمت لجنة خدمة المعلّمين في كينيا توجيهاتٍ للمعلمين بشأن كيفية دعم المعلمين الآخرين وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأُسَر والطلاب. وبفضل توفير الفرص للمعلمين لمناقشة ممارسات التدريس وتبادُل الموارد بين بعضهم البعض ومع أُسَر الطلاب، فإنَّ الدروس المستفادة الرئيسية تسترشد الآن بالسياسات العامة في كينيا لدعم التعلُّم عبر الإنترنت وإتاحة التطوير المهني للمعلمين.

يجب تكييف الابتكارات التي تشمل التكنولوجيا الرقمية لملاءمة كل سياق السياقات

ناقش المنتدى أيضاً دور التكنولوجيا الرقمية في الابتكار، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا المُخصَّص والمُصمَّم لملاءمة كل سياق على حدة بدلاً من اعتماد حلولٍ موحَّدة للجميع. وفي حين عجَّلت الجائحة بالحاجة إلى ابتكاراتٍ مدعومة بالتكنولوجيا، فإن آليات التقييم والتوسُّع والصقل ضرورية أيضاً لضمان تلبية هذه الابتكارات لاحتياجات التعليم المُنصف والجيد والشامل للجميع. ومع ذلك، من المهم ألا تُعيد التكنولوجيا الرقمية إنتاج التعلُّم التلقيني عبر الحفظ عن ظهر قلبٍ من القمة الى القاعدة ما يؤدي إلى فرطٍ في توحيد المقاييس، وإنما تصميم التكنولوجيا الرقمية وتنفيذها باستخدام مجموعةٍ من النُّهُج للمساعدة في تعزيز المناهج التربوية التي تركز على الطالب وتسهيل تحوُّل التعليم.

يجب أن يُشكّل إعداد المعلمين جزءاً من المسارات المهنية الهادفة

ينبغي أن تكون تنمية المهارات المهنية للمعلمين جزءاً لا يتجزأ من المسار المهني للمعلم ويجب أن تتوافق مع معايير المعلمين ونُظُم المساءلة. ناقش المشاركون في المنتدى مدى حاجة البلدان إلى تجنُّب الابتكار بطريقةٍ مُجزَّأة لا تتبع المبادئ المُتَّفق عليها بصفةٍ عامة. فهذا الأمر يتطلب المواءمة عبر مستويات التعليم وبين الإعداد الأوَّلي للمعلمين وتنمية المهارات المهنية المستمرة. كما يتطلّب أيضاً مواءمةً أفضل بين المناهج الحالية وتنمية المهارات المهنية للمعلم وتقييم الطلاب لتحسين نتائجهم.

واستناداً إلى الدروس المستفادة في أثناء الجائحة، ينبغي أن يشمل إعداد المعلمين أيضاً برامج تعلُّم وتوجيه الأقران. على وجه التحديد، يحتاج إعداد المعلمين إلى دمج مهارات الاستقصاء والبحث التي تُجهِّز المعلمين لمواصلة التعلُّم طوال حياتهم وتُمكِّنهم من تكييف ممارساتهم مع الظروف المُتغيّرة وتلبية الاحتياجات المُتطوّرة لطلابهم. تضطلع مؤسسات البحث التربوي وتدريب المعلمين بدَورٍ مهمٍّ في دعم هذا النوع من التبادُل المستمر، لا سيما لمواجهة التحديات الناجمة عن التحوُّلات السريعة.

يجب أن يكون الابتكار في وضع السياسات شاملاً وتعاونياً

يجب أن يشارك المعلمون في عمليات اتّخاذ القرارات ووضع السياسات. ومن ضمن الأمثلة المُقدَّمة وضع السياسة الوطنية الشاملة المَعنيَّة بالمعلمين في غانا. تُنسَّق هذه العملية على يد فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين في غانا بمساهماتٍ من مرفق التربية في غانا وشركاء التنمية وجهاتٍ فاعلة أخرى. وقد أنشأت هذه العملية التعاوُنية إطاراً للحوار الاجتماعي مع المعلمين وممثليهم على الأصعدة المحلية والوطنية والقطاعية.

يجب أن تسترشد السياسة أيضاً ببياناتٍ تعكس الحقائق على أرض الواقع. فيُمكن تعزيز الابتكار على مستوى القواعد الشعبية عن طريق مشاركة المعلم في جمع البيانات وتحليلها. وبفضل التدريب المناسب، يمكن أن يستخدم المعلمون ومديرو المدارس البيانات لتقييم ممارساتهم الخاصة والتصدّي للتحديات التي يواجهونها في مدارسهم. وتُقدِّم غامبيا أحد الأمثلة على الابتكار في استخدام البيانات، حيث تقوم المدارس بتطوير مؤشراتها وأهدافها الخاصة بفضل عملية التشاوُر التي تضمُّ المعلمين وأولياء الأمور والطلاب ومجتمعاتهم المحلية.

يجب أن تُحقّق السياسات توازناً بين الأُطُر الواضحة والاستجابة المَرِنة للظروف المحلية

إنَّ الابتكارات في سياسة المُعلّم التي قُدِّمَت خلال المنتدى اشتملت على إنشاء أشكالٍ جديدة من الشراكات مع منظمات المجتمع المدني والوكالات المُموِّلة. على سبيل المثال، نظَّمت اليونسكو وفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين حلقة عملٍ مُبتكرة جمعت صانعي السياسات من مختلف البلدان معاً للاسترشاد بهم في تأليف مجلس التعليم الوطني في سانت كيتس ونيفيس. وبدلاً من فرض نهج "الحلّ الموحَّد للجميع"، سمحت هذه العملية لصانعي السياسات بالنظر في أنواعٍ مختلفة من الهياكل الوطنية وفي الأدوار التي يُضطَلَع بها بين عددٍ من البلدان مرتفعة ومنخفضة الدخل قبل إنشاء المجلس الوطني للمعلمين في كل بلد.

المعلمون ضروريون من أجل الابتكار اللازم "لإعادة بناء منظومة التعليم بشكلٍ أفضل" في أعقاب جائحة فيروس كوفيد-19. ومع ذلك، ينبغي الاعتراف بقدراتهم المهنية ودعمها، ويجب توفير آليات التجريب والتكييف ضمن الأُطُر السياسية الواضحة. يجب أن تُحقّق الحكومات والمؤسسات المَعنيّة بتدريب المعلمين والجهات الفاعلة الأخرى توازُناً بين الهيكل والمرونة من أجل تعزيز كلٍّ من الابتكارات التصاعدية (القواعد الشعبية) والتنازلية (على نطاق المنظومة)، حتى تتمكَّن من المساهمة في ضمان توفير التعليم المُنصِف والشامل والجيد للجميع.

يُرجى تنزيل التقرير الختامي من المنتدى الدولي للحوار بشأن السياسات العامة حول الابتكار في سياسة المعلم وممارساته لاستعادة التعليم.

مصدر الصورة: الشراكة العالمية من أجل التعليم/ألكسندرا هوم