تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
تدوينة
  • 06.07.2022

لتقديم تعليمٍ جيدٍ عن بُعد، يحتاج المعلمون إلى التدريب والدعم، وليس الاتصال بالإنترنت فحسب.

ترتكز هذه التدوينة على النتائج المستخلصة من استراتيجيات التعلُّم عن بعد وتدريب المعلمين. دروسٌ من منطقة البحر الكاريبي، تقريرٌ نشرَه مؤخراً فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين. وهو من تأليف المستشارة آنا سي. كونوفر.


شهد مجال التدريس والتعلُّم عن بُعد توسُّعاً سريعاً في شتى أرجاء العالم مع بدء إغلاق المدارس في عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19. وقد كشفَت هذه النقلة عن تفاوتٍ رقميٍّ شاسعٍ في بلدانٍ كثيرة، حيث أدى عدم الوصول إلى الأجهزة والمحتوى المنشور عبر الإنترنت والاتصال بالإنترنت إلى إعاقة الوصول الشامل. ولا يقلُّ أهميةً عن ذلك ما أبرزتهُ النقلةُ من حاجةٍ إلى توفيرٍ تدريبٍ أكثر وأفضل للمعلمين على المهارات الرقمية والتربوية ذات الصلة.

لكن وعلى الرغم من هذه الحاجة الملحة، لم تشرع وزارات التعليم في بلدانٍ عديدةٍ سوى اليوم في إدخال المهارات والمعايير المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى أطر السياسات المتصلة بالمعلمين. وعلاوةً على ذلك، فإنَّ البرامج التقليدية لتدريب المعلمين لا تغطي بالضرورة المهارات الرقمية والتربوية ذات الصلة بشكلٍ كافٍ في التأهيل الأولي للمعلمين والتعليم المهني المستمر.

يمكن أن يساهم تدريبُ المعلمين في تحسين تجربة المتعلِّمين والمعلمين مع التعلُّم عن بُعد.

استجابةً للطلب على التدريب في مجال التعلُّم عن بعد وإدماج التكنولوجيا في الدول الجزرية الصغيرة النامية في منطقة البحر الكاريبي، أُنشِئ برنامج تدريب المعلمين باسم استراتيجيات التعلُّم عن بُعد وتدريب المعلمين في الدول الجزرية الصغيرة النامية في منطقة البحر الكاريبي بهدف تعزيز قدرات نظُم التعليم الوطنية. وقد تعاونَ على وضعِ البرنامج وتنفيذه ومراقبته كلٌّ من فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين، والتحالف العالمي للتعليم التابع لمنظمة اليونسكو، والمركز الكاريبي للتخطيط التربوي (CCEP)، ومنظمة اليونيسف في جامايكا، والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية.

وانطلاقاً من المشروع التجريبي التطوير المهني للمعلمين للتعلم المختلط والاستراتيجيات عبر الإنترنت في عام 2020، صُمِّم البرنامج بهدف تقوية المهارات الرقمية والتربوية ذات الصلة لدى المعلمين. حيث اتبع نهجاً شمولياً ومراعياً للسياق من أجل تعزيز قدرات المعلمين بما يَضمنُ ألا يُترَك الطلاب الأشدُّ ضعفاً خلف الرَّكب في خلال الأزمة.

وقد هدفَ البرنامج إلى التصدي لتحدياتٍ مثل: كيفية الحفاظ على المشاركة والتفاعل من أجل التعلُّم؛ وكيفية تحويل المحتوى إلى صيغٍ ملائمةٍ للتعلُّم عبر الإنترنت؛ وكيفية التعامل مع المسائل المتعلقة بإدارة المدارس، مثل الحاجة إلى مراعاة ساعات الدوام المدرسي المُعتادة؛ وكيفية العمل مع الطلاب ذوي الاحتياجات المتنوعة. كما ساعد توفير الدعم في هذه المجالات في معالجة مسألة الرفاه النفسي الاجتماعي للمعلمين، لأن الانتقال المفاجئ إلى التدريس عبر الإنترنت أحدث اضطراباً ملحوظاً في الحياة المهنية والشخصية للمعلمين، الأمر الذي عرَّضهم للشعور بعدمِ اليقين وغير ذلك من التحديات الانفعالية.

التصميم الدقيق للمقررات، والمواد القابلة للتكيُّف، والمجتمعات الداعمة من الممارسين، أمورٌ شديدة الأهمية لنجاح التعلُّم عن بعد

كان من أبرز الدروس المُكتسبة من البرنامجِ أهميةُ رفع معاييرِ تصميم المقررات، والمحتوى، والقدرة على التعاون والإيصال. وينبغي أن تتّسمَ المنصات الإلكترونية أو نظُم إدارة التعلُّم بالبساطة وسهولة الاستخدام؛ كما ينبغي أن تتضمن المقررات أشكالاً مختلفة من التفاعل وحلقات التغذية العكسية بين الطالب والمعلم؛ ويجب تخصيص الوقت والمساحة الكافيين من أجل التعاون والتفكُّر والتجريب. وبما أن مشاركة الأهل ضرورية لنجاح التعلُّم عن بُعد، يجب أن يتضمن تصميم المقررات أيضاً توجيهات للأهالي، ووسائل موثوقة تتيح لهم التواصل مع المعلمين.

ويُعدُّ تجهيز المواد اللازمة ومواءمتها للتعلم عبر الإنترنت واحداً من أصعب المهام وأكثرها استنزافاً لوقت المعلمين في أثناء الانتقال إلى التعلم عن بُعد. ولذا يجب أن يشمل تدريب المعلمين إرشاداتٍ بشأن الأدوات التي تسهِّل هذا العمل، مثل "أوراق العمل الحيَّة"، وهي تفاعلية وتدعمُ إجراء التقييم عن بُعد. كما يجب أن تستخدم البرامجُ موادَّ مفتوحة المصدر حيثما أمكن ذلك، أو تصرِّح عن الشروط المتعلقة بالنشر والتأليف عند الحاجة، بما يزيد من إمكانية التوسُّع ويتيح للمعلمين إعادة استخدام المواد.

ثمَّن المعلمون الذين شاركوا في برنامج تدريب المعلمين بصفة خاصة فرصةَ الانتماء إلى مجتمع الممارسين، الأمر الذي أتاح لهم التواصل مع خبراءَ في مجال التعليم عن بُعد ومعلمين آخرين في أوضاعٍ مشابهةٍ لأوضاعهم ضمن بلدهم ومنطقتهم. وقد ساعد هذا الشعور بالانتماء إلى شبكةٍ داعمة، فضلاً عن المهارات الجديدة التي اكتسبوها، في رفع ثقتهم الشخصية والمهنية عند تطبيقهم التقنيات الرقمية والمهارات المكتسبة ضمن صفوفهم الدراسية.

ينبغي لتدريب المعلمين في مجال التعليم عن بُعد أن يهيِّئ المعلمين لخلق بيئاتٍ تعلُّمية شمولية عبر الإنترنت

يجب أن يكون ضمانُ شمولية التعليم من أولويات التعلُّم عن بُعد. وعلى الرغم من أن هذا النوع من التعليم قد يحدُّ من التفاعل بين المعلمين والطلاب (مثلاً بسبب تقليل فرص التواصل العفوي والتلميحات الإيمائية)، فهو يوفِّر بالمقابل فرصاً لتعزيز الشمولية. ويُعتبر تصميم المقررات بطريقة تسهِّل وصول ذوي الإعاقة أمراً أساسياً لخلق بيئات تعلُّمٍ شمولية. على سبيل المثال، من أجل تلبية احتياجات المتعلمين ذوي الإعاقة، يجب توفير مجموعةٍ متنوعةٍ من الوسائل أمام المشاركين ليحصلوا على المواد ويشاركوا في المقررات. ويمكن أن يشمل ذلك توفير خيارات غير متزامنة* ومتزامنة* للنقاش، والتوصيل المتعدد الوسائط (مرئي وسمعي ونصِّي) للمحتوى، ومحتوىً قابلاً للتنزيل بالإضافة إلى البث المباشر للمحتوى.

وفي السياقات المتعددة اللغات، من الأساسي أيضاً التكيُّف مع الاحتياجات اللغوية للمعلمين. ففي برنامج الدول الجزرية الصغيرة النامية، كان محتوى الدورة التدريبية متوفراً باللغتين الفرنسية والإنجليزية فقط في معظم الأحيان. لكن ومن أجل أن يُتاح للمشاركين إجراء النقاشات باللغة المفضلة لديهم، سمح ميسِّرو المقررات التدريسية للمشاركين بتشكيل مجموعات فرعية عبر الإنترنت بحيث تستخدم لغاتٍ أخرى.

المرونة من أهم سمات التخطيط لتدريب المعلمين

ينبغي أن يتسم تدريب المعلمين في مجال التعليم عن بُعد بالمرونة، فللمعلمين احتياجاتٌ متضاربة، وأحياناً غير متوقعة، لوقتهم. ينبغي تعديل محتوى الدورة التدريبية وسرعتها والفروض المتصلة بها طوال فترة الدورة التدريبية تبعاً لتغيُّر احتياجات المشاركين. ولهذا أهميةٌ خاصةٌ خلال الأوضاع الطارئة. من أجل تحقيق الصِّدق في الاعتماد والتحفيز المستمر للمعلمين، يمكن تكييف الدورات التدريبية بما يتناسب مع القيود الزمنية لدى المعلمين من خلال توفير مستويات مختلفة من الشهادات والاعتمادات المصغَّرة الخاصة بمهارات محددة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

التخطيط الدقيق المراعي للتقويم المدرسي ومتطلبات وصول المعلمين، بالإضافة إلى الحملات الإعلامية الجيدة، أمورٌ أساسيةٌ لضمان نجاح المشاركة والمواظبة على الحضور في برامج تدريب المعلمين. يجب أن يتسم التسجيل بالسهولة والخلوِّ من العوائق، وأن يتوفر بشكلٍ مباشر عبر الإنترنت. بصورةٍ عامة، يجب ألا يُحدَّد موعد تدريب المعلمين في بداية السنة الدراسية أو نهايتها حين يكون المعلمون في أوجِ انشغالهم، أو خلال العطلات الصيفية الطويلة حين يكون الكثير من المعلمين غير متاحين.

علاقات الشراكة هامة من أجل وضع برامج تدريب المعلمين في مجال التعليم عن بُعد

لعلاقات الشراكة أهمية خاصة في توفير التعليم عن بُعد، لأنه يتطلب الكثير من الخبرات والموارد، بما فيها الأجهزة المُكلِّفة، والاتصال غير المتقطع بالإنترنت، وبرمجيات تعليمية، ومصادر تعليمية مفتوحة، وخبرات تربوية وتنظيمية. وبما أن الاتصال بالإنترنت وتوفر الأجهزة غالباً ما يمثلان عائقاً في التعليم عبر الإنترنت، يجب على الحكومات والأطراف المعنية إنشاء علاقات شراكة مع الشركات التكنولوجية ومقدِّمي خدمة الإنترنت من أجل التوصُّل إلى الحلول، مع ضمان الحفاظ على أمن البيانات وخصوصية المشاركين.

لقد أثبتت التقنيات التعليمية فائدتها في ضمان استمرارية التعليم في الأوضاع الطارئة. وكما يتبيّن يوماً بعد يوم في جميع المجتمعات، تُعتبر تلك التقنيات أيضاً من الأدوات الأساسية اللازمة للمساهمة في عالمنا المعاصر بشكلٍ كامل. إلا أن الاستثمار في هذه التقنيات لن يُثمرَ عن النتائج المطلوبة ما لم نستثمر أيضاً في تنمية مهارات المعلمين الرقمية والتربوية ذات الصِّلة. ولذلك يجب رسمُ تصوُّرٍ جديدٍ لتعليم المعلمين الأولي وفي أثناء خدمتهم بحيث يشمل هذه المهارات والتقنيات. ونظراً لخبرتهم المباشرة في التعامل مع التحديات والفرص المرتبطة بالتعلم عن بُعد، ينبغي إشراكُ المعلمين في تصميمِ التعلُّم عن بُعد وإدماج التكنولوجيا، وتنفيذها ومراقبتها. وبهذه الطريقة ينبغي وضعهم بشكلٍ فعالٍ في صميم تحقيق تحوُّل في التعليم على نطاق أوسع.

المسرد 

*التعلُّم غير المتزامن عبر الإنترنت:  التعليم والتعلُّم عبر الإنترنت في وقتٍ مختلفٍ عن وقتِ قيام المعلم بالتدريس.

* التعلُّم المتزامن عبر الإنترنت: التعليم والتعلُّم عبر الإنترنت في الوقت نفسه، لكن ليس في المكان نفسه الذي يوجدُ فيه المعلمون و/أو المتعلمون الآخرون.

مصدر الصورة: أبير روي بارمان/Shutterstock.com

 

تدوينة
  • 24.06.2022

قمة تحويل التعليم 2022

تم نشره بتاريخ 2022-06-22 على منصة مفكرو الإمارات


تعقد منظمة الأمم المتحدة في النصف الثاني من سبتمبر المقبل -بمقرها في نيويورك- قمة تحويل التعليم 2022 (Transforming Education Summit)، التي يحضرها قادة مختلف دول العالم؛ وتمهيدًا لهذا الاجتماع العالمي يجتمع وزراء التعليم، نهاية يونيو الجاري، بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في باريس للإعداد للقمة المنتظرة، التي ستحدد أولويات العمل التعليمي والتربوي، وتستشرف الأبعاد المختلفة للعملية التعليمية عالميًّا.

وكُلِّفتْ فرق عمل متخصصة تنسيقَ الجهود والاستعدادات لتنظيم هذا الحدث العالمي. ونظرًا إلى كوني أحد أعضاء اللجنة العليا لإعداد التقارير والتوصيات المقرر عرضها في القمة؛ فسأستعرض في هذه المقالة مجريات العمل التمهيدية لها، وأبرز محاورها.

بدايةً تتلخَّص أهمية قمة تحويل التعليم 2022 في تجدُّد التحديات التي تواجه القطاع التعليمي عالميًّا؛ فالتجربة التي مرّت بها الدول والحكومات في أثناء جائحة كورونا، وما صاحبها من استخدام واسع لتكنولوجيا التعلّم من بُعد ألقيا بظلالهما على سير العملية التعليمية؛ فكيف سيكون التعليم في المستقبل؟ وما أبرز التحديات التي تواجهه عالميًّا؟ هذه هي أبرز معالم القمة المرتقبة، التي تتمحور حول خمس قضايا أساسية هي:

- المحور الأول: مدارس شاملة ومنصفة وآمنة وصحيّة؛ أي توفير البيئة التعليمية الصحية والآمنة التي تراعي المساواة بين الجنسين في التعليم، وتضمن التعلم المناسب في أثناء الكوارث والأزمات العالمية، وتحقق شروط دمج الأطفال ذوي الإعاقات في التعليم العام، وفي مراكز التأهيل المناسبة لهم؛ بحيث تراعي البيئة المدرسية شروط الصحة العامة، وينال فيها الطلبة نصيبهم من التغذية الصحية التي تحقق مبدأ "العقل السليم في الجسم السليم".

- المحور الثاني: التعليم والمهارات من أجل الحياة والعمل والتنمية المستدامة؛ أي تعلُّم مفاتيح المعرفة ومهارات الحياة، إضافة إلى المهارات اللازمة لسوق العمل الجديدة، ولا سيَّما مهارات استحداث وظائف تحقق التنمية المستدامة.

- المحور الثالث: المعلمون والتدريس وتمهين التعليم؛ ويعالج هذا المحور النقص الحاد في أعداد المعلمين عالميًّا، والمهنية المطلوبة منهم، ومواصلة إعدادهم وتطويرهم في أثناء عملهم؛ أي توفير بيئة عمل مناسبة لهم، إضافة إلى تأهيل قيادة تعليمية محترفة تشجع على الإبداع والتجديد.

- المحور الرابع: التعلُّم الرقمي والتحول؛ ويُعنَى بمناقشة قضايا التحول الرقمي المدرسي، وكيفية توفير مصادر تعلم رقمي للجميع ولا سيَّما المصادر المجانية، إلى جانب ضمان أمن التعليم الرقمي، والخصوصية، والمحافظة على سلامة التلاميذ في أثناء اندماجهم الإلكتروني، أو ما يُعرف بالمواطنة الرقمية.

- المحور الخامس: تمويل التعليم؛ وينص على تخصيص ميزانيات ملائمة للتعليم في شتى دول العالم، ولا سيَّما أن نجاح تنفيذ جميع المحاور السابقة مرتبط بتوافر الميزانية المناسبة لها؛ والأهم في ذلك كلّه هو أن توجه الأموال المرصودة للتعليم إلى الميدان التعليمي، ولا تُهدَر في أمور لا ينتفع منها الطلبة كثيرًا؛ وقد قيل: "إذا كنتَ تعتقد أن التعليم مُكلف، فلتُجرّب الجهل".

إذن تُحدّد قمة تحويل التعليم 2022 -بمحاورها الخمسة- خطوات تطوير التعليم عالميًّا، وتُمثّل فرصة مهمة لإعادة تصور التعليم، وتسريع التقدم فيه؛ تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة.

 

تدوينة
  • 25.05.2022

إعادة تصوُّر المستقبل: تنمية قدرات البحث والتعاون لدى المعلّمين من خلال إصلاح المناهج الدراسية الخاصة بإعداد المعلّمين

كَتَبَت هذه المدونة ماريا تيريزا تاتو من جامعة ولاية أريزونا وأُعِدَّت لصالح أمانة فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلّمين في إطار التعليم حتى عام 2030. ونُشِرَت في الأصل في مختبر أفكار مستقبل التعليم في 23 أيار/مايو 2022.


تشكل الاضطرابات العالمية - سواءً كانت تكنولوجية أو اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية - تحدياً أمام تحقيق تعليمٍ مستدام. وبُغْيَة التصدي لهذا التحدي، ثمة حاجة إلى تفكير جديد بشأن كيفية تنظيم التعليم وتوفيره. واستجابةً لذلك، أصدرت اللجنة الدولية المعنية بمستقبل التربية والتعليم تقريراً نقدياً، إعادة تصور مستقبلنا معاً: عقد اجتماعي جديد للتربية والتعليم ، يجمع مدخلات الطلاب والمعلّمين والحكومات والمجتمع المدني. وبروحٍ من التفاؤل والتطلّع، يدعو التقرير المجتمعات للعمل بشكل عاجل من أجل توجيه تحويل تطوير العملية التعليمية، الآن وفي المستقبل.

دور المعلّمين في إعادة تصور التعليم

يشير التقرير إلى العمل الذي يضطلع به المعلّمون من أجل إحداث تغيير جذري في مجال إعادة تصوّر التعليم. ويؤدي المعلّمون دوراً محورياً في ترسيخ الأساليب التربوية والمناهج الدراسية، كما أنهم يضطلعون بدور الوسيط في ما يتعلق بالفرص التعليمية التي تستهدف تحقيق الشمول والاستدامة. ويدعو التقرير إلى تعزيز التدريس باعتباره مهنة ويطلب إلى المعلّمين "الاضطلاع بأدوارهم" من خلال:

  1. العمل بشكل تعاوني من أجل تزويد كل طالب بالدعم الذي يحتاجه للتعلم؛
  2. تفعيل المناهج الدراسية بالاستعانة بالأساليب التربوية التشاركية والتعاونية أثناء إدارة التكنولوجيا الرقمية؛ و
  3. الانخراط في البحث التربوي من أجل التفكير في ممارساتهم وإنتاج المعارف.

بُغْيَة دعم المعلّمين في الاضطلاع بهذا الدور الرئيسي، يدعو التقرير إلى تنمية مهارات المعلّمين باعتبارها تسلسلاً متصلاً غنياً ودينامياً من التعلم والخبرات. ويدعو إلى التضامن العام بشأن التغييرات التي تشتد الحاجة إليها في السياسات التي تحكم الاختيار والإعداد والمسارات المهنية وتنظيم المعلّمين ومهنة التدريس.

التدريس باعتباره مهنة تعاونية وقائمة على البحوث

تُعد أولويات التقارير جديرة بالإشادة وثمة حاجة ماسة إليها. بيْد أن بعض الاعتبارات الأخرى يمكن أن تضيف المزيد من الفوارق الدقيقة لتقرير اللجنة، إذا أوليت مزيداً من الاهتمام. ويمكن أن يشير التقرير إلى أن المناهج الدراسية الخاصة بإعداد المعلّمين ستتطلب الإصلاح بُغْيَة مواءمتها بشكل أفضل مع التوقعات الجديدة لمعارف المعلّمين وأدوارهم. ومن المهم أيضاً إدراك أن التدريس أمر تعاوني في جوهره، وينبغي مراعاة دور الطلاب في هذا التعاون. وثمة حاجة إلى مزيد من التفكير في ما هو مطلوب من أجل إعداد المعلّمين بشكل صحيح للاضطلاع بدور حاسم في إنتاج المعارف والبحوث التربوية.

إصلاح المناهج الدراسية الخاصة بإعداد المعلّمين

يوصي التقرير وهو مُحق بأنه ينبغي للمعلّمين أن يعملوا في كثير من الأحيان في فِرَق من أجل المشاركة بشكل أفضل في إنتاج المعارف والتفكير والبحوث، ويقترح كذلك أنه ينبغي للمعلّمين المشاركة في النقاش العام والحوار والسياسات التعليمية.  بيْد أنه لتحقيق ذلك، قد يلزم إجراء اختبار أعمق شامل لعدة لبلدان في ما يتعلق بالمناهج الدراسية الخاصة بإعداد المعلّمين.          وقد يساعد ذلك في إطلاق فرص التعلم القائمة في برامج إعداد المعلّمين التي يمكن أن تدعم قدرة المعلّمين على التأثير وتضامنهم باعتبارها أساساً جديداً عبر عدد من المناطق الجغرافية المختلفة. ويمكن أن يوضح البحث كيف وأين وما إذا كان المعلّمون الحاليون والمستقبليون مستعدين للانخراط بعمق في هذا العمل الهام أثناء  التدريب الأولي للمعلّمين، والتطوير المهني المستمر وغير ذلك.   تشمل الأمثلة الواعدة الأساليب التي خضعت للاختبار بشكل تجريبي في سياقات التطوير، مثل نماذج المدارس النشطة الجديدة (Escuela Nueva Activa) ونماذج التعلم النشط الأخرى مثل الفصول الدراسية المعكوسة.

علاوة على ذلك، وبالنظر إلى أن المعلّمين بحاجة إلى أن يكونوا على استعداد لدمج مجموعة متنوعة من الكفاءات الجديدة في ملفاتهم المهنية، تتطلب الأشكال الأخرى من دعم المعلّمين مزيداً من الاهتمام. فعلى سبيل المثال، من أجل التصدي للقوائم الإلزامية لـ "ما يجب فعله" التي ميّزت في الماضي السياسات الخاصة بالمعلّمين المتدرجة من القمة إلى القاعدة، يجب تمكين المعلّمين من استخدام أصواتهم وقدرتهم على اتخاذ القرار وحوارهم الاجتماعي من خلال ممثليهم الرسميين أو نقاباتهم. ويجب أن يصبح المعلّمون بشكل متزايد قادة بصفتهم إداريين ومهنيين في مجالات الاستقلالية التربوية والبحوث والمشاركة العامة.

إدراك أهمية التعاون بين المعلّمين والطلاب

لم يكن التدريس أبداً بحكم تعريفه ممارسة فردية. ولا يتعاون المعلّمون عادةً مع بعضهم البعض فحسب - بل يتعاونون مع طلابهم أيضاً. ويُظهر البحث السابق أن التدريس بطبيعته مسألة تفاعلية وتعاونية مع الطلاب. ولا يدير جميع المعلّمين هذا المورد بشكل فعال، غير أن التدريس الناجح يتطلب التوافق مع معايير الممارسة الجيدة مثل "تحقيق الانضباط والنشاط  الهادف داخل الفصل الدراسي والحفاظ عليه، واستقطاب انتباه التلاميذ واهتمامهم، والتأكد من أن التلاميذ يعرفون ما يُتوقع منهم الاضطلاع به وأنهم يفهمون محتوى الدروس، وما إلى ذلك." [1] ومع الاعتراف بأهمية التعاون بين المعلّمين، لا ينظر التقرير إلى الطلاب باعتبارهم مورداً أساسياً ويتجاهل النتيجة الهامة التي تشير إلى أن الطلاب يمكنهم في كثير من الأحيان تدريس وتقييم بعضهم البعض، مما يساهم بدوره في تحسين التحصيل الأكاديمي. ويمكن للمعلّمين الأكفاء استخدام التقييمات التكوينية لدعم هذه الممارسة، وبالتالي تطوير مجتمعات تعلُّم حقيقية في فصولهم الدراسية. ويمكن أن يصبح هذا الجانب من التعليم بعداً آخر للعقد الاجتماعي الجديد للتعليم:  دعم قدرة الطلاب على اتخاذ القرار في التعلم والتعاون مع المعلّمين ومع الطلاب الآخرين في تعزيز شبكات تعلم أفضل وأوسع

تنمية قدرات البحث لدى المعلّمين

يعد البحث التعاوني على نطاق عالمي، الذي يتيح للمعلّمين والموجهين التربويين والباحثين في مختلف التخصصات استكشاف نماذج تعليمية متنوعة، ضرورياً أيضاً وينبغي أن يشكل اللبنة الأولى لبناء عقد اجتماعي جديد للتعليم. وينبغي التأكيد على البحوث العملية داخل الفصل الدراسي من أجل إحداث التغيير الفعال: ويشير هذا إلى طرق البحث التقييمية والاستقصائية والتحليلية المصممة لتشخيص المشاكل أو نقاط الضعف ومساعدة المعلّمين في وضع حلول عملية. وفي الوقت ذاته، لا بد أن يتجه المعلّمون أيضاً إلى مزيد من المشاركة في مجال البحث الأكاديمي المنتظم حرصاً على التمحيص المناسب ولتمكين المعلّمين من التأثير على السياسات. وبما أن كلا النوعين من البحث ضروري لمساعدة الممارسين - بما في ذلك المعلّمين - على إعادة تصور مستقبل تعليمي أفضل، يكتسب بناء قدرات الممارسين على المشاركة في العمل والبحث المنهجي أهمية بالغة. وتختلف هذه المهارات عن تلك المطلوبة لكفالة التدريس التأملي، بيْد أنها لن تكون أقل أهمية بالنسبة إلى العمل المهني للمعلّمين من أجل تطوير ممارسات التدريس المرنة والمراعية للسياق.

Photo credit: Davide Bonaldo/Shutterstock.com

تدوينة
  • 27.04.2022

ابتكار المعلم هو المفتاح لأنظمة التعليم المرنة: دروس من منتدى حوار السياسات لعام 2021

بقلم كارلوس فارغاس تاميز، رئيس أمانة فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم حتى عام 2030 ورئيس قسم تنمية مهارات المعلمين، وآنا كونوفر، مستشارة، اليونسكو.

نشرت الشراكة العالمية من أجل التعليم هذه المدوَّنة لأول مرة في 22 نيسان/أبريل 2022.


تذكرنا الأزمات المفاجئة مثل جائحة فيروس كوفيد-19 والنزاعات العنيفة بحاجة المعلمين والنُّظُم التعليمية إلى القدرة على التكيُّف بشكلٍ سريع مع الظروف المُتغيّرة لتلبية احتياجات التعلُّم لدى الأطفال والشباب. فالقدرة على الابتكار تُعدّ أحد العوامل الهامّة لبناء نُظُمٍ تعليمية قادرة على الصمود. وبفضل الابتكارات المُتعددة في مجال التعليم التي ظهرت بسبب الجائحة، اختار فريق العمل المعني بالمعلمين "الابتكار في سياسة المعلم وممارساته لاستعادة التعليم" كموضوعٍ للمنتدى الدولي للحوار بشأن السياسات العامة الثالث عشر، الذي انعقد في مدينة كيغالي عاصمة رواندا وبُثَّ افتراضياً عبر شبكة الإنترنت من 2 إلى 3 كانون الأول/ديسمبر 2021.

نتناول في ما يلي بعض الأفكار الرئيسية التي وُثِّقت خلال المنتدى، ومن ضمنها تلك المتعلقة بالابتكارات في التدريس والتعلُّم وإعداد المعلمين والسياسات. جُمِعت هذه الأفكار في التقرير الختامي للمنتدى، الذي صدر مؤخراً.

استقلالية المعلم أمرٌ ضروري للابتكار الهادف في مجال التدريس والتعلُّم

المعلمون هم أفضل من يقيِّم الظروف في صفوفهم الدراسية. وبناءً على ذلك، فهُم يبتكرون ويكيّفون ممارساتهم، لكن ابتكاراتهم غالباً ما لا يُعترَف بها. وقد سلّط المنتدى الضوءَ على ضرورة تعزيز استقلالية المعلم وقدرته على المشاركة والتأثير - أي قدرته على التصرُّف بطريقةٍ مستقلة - من أجل تقديم ابتكاراتٍ هادفة في مجال التعليم. ومع ذلك، يحتاج المعلمون إلى الحصول على التدريب الملائم والموارد الكافية وظروف العمل الجيدة والدعم اللازم لتطوير استقلاليتهم وقدرتهم على المشاركة والتأثير لإطلاق وتنفيذ وتقييم الطُرُق الجديدة المُعتمدة في التدريس والتي ستؤدي إلى تحسين تعلُّم الطلاب ورفاههم.

وتركيزاً على استناد عملية التعلُّم والتعليم إلى العلاقات البشرية، تبادل المشاركون في المنتدى أمثلةً مُبتكرة عن كيفية تعاوُن المعلمين مع أقرانهم وأولياء الأمور أثناء الجائحة. فعلى سبيل المثال، وفي ضوء الاستجابة لإغلاق المدارس، قدّمت لجنة خدمة المعلّمين في كينيا توجيهاتٍ للمعلمين بشأن كيفية دعم المعلمين الآخرين وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأُسَر والطلاب. وبفضل توفير الفرص للمعلمين لمناقشة ممارسات التدريس وتبادُل الموارد بين بعضهم البعض ومع أُسَر الطلاب، فإنَّ الدروس المستفادة الرئيسية تسترشد الآن بالسياسات العامة في كينيا لدعم التعلُّم عبر الإنترنت وإتاحة التطوير المهني للمعلمين.

يجب تكييف الابتكارات التي تشمل التكنولوجيا الرقمية لملاءمة كل سياق السياقات

ناقش المنتدى أيضاً دور التكنولوجيا الرقمية في الابتكار، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا المُخصَّص والمُصمَّم لملاءمة كل سياق على حدة بدلاً من اعتماد حلولٍ موحَّدة للجميع. وفي حين عجَّلت الجائحة بالحاجة إلى ابتكاراتٍ مدعومة بالتكنولوجيا، فإن آليات التقييم والتوسُّع والصقل ضرورية أيضاً لضمان تلبية هذه الابتكارات لاحتياجات التعليم المُنصف والجيد والشامل للجميع. ومع ذلك، من المهم ألا تُعيد التكنولوجيا الرقمية إنتاج التعلُّم التلقيني عبر الحفظ عن ظهر قلبٍ من القمة الى القاعدة ما يؤدي إلى فرطٍ في توحيد المقاييس، وإنما تصميم التكنولوجيا الرقمية وتنفيذها باستخدام مجموعةٍ من النُّهُج للمساعدة في تعزيز المناهج التربوية التي تركز على الطالب وتسهيل تحوُّل التعليم.

يجب أن يُشكّل إعداد المعلمين جزءاً من المسارات المهنية الهادفة

ينبغي أن تكون تنمية المهارات المهنية للمعلمين جزءاً لا يتجزأ من المسار المهني للمعلم ويجب أن تتوافق مع معايير المعلمين ونُظُم المساءلة. ناقش المشاركون في المنتدى مدى حاجة البلدان إلى تجنُّب الابتكار بطريقةٍ مُجزَّأة لا تتبع المبادئ المُتَّفق عليها بصفةٍ عامة. فهذا الأمر يتطلب المواءمة عبر مستويات التعليم وبين الإعداد الأوَّلي للمعلمين وتنمية المهارات المهنية المستمرة. كما يتطلّب أيضاً مواءمةً أفضل بين المناهج الحالية وتنمية المهارات المهنية للمعلم وتقييم الطلاب لتحسين نتائجهم.

واستناداً إلى الدروس المستفادة في أثناء الجائحة، ينبغي أن يشمل إعداد المعلمين أيضاً برامج تعلُّم وتوجيه الأقران. على وجه التحديد، يحتاج إعداد المعلمين إلى دمج مهارات الاستقصاء والبحث التي تُجهِّز المعلمين لمواصلة التعلُّم طوال حياتهم وتُمكِّنهم من تكييف ممارساتهم مع الظروف المُتغيّرة وتلبية الاحتياجات المُتطوّرة لطلابهم. تضطلع مؤسسات البحث التربوي وتدريب المعلمين بدَورٍ مهمٍّ في دعم هذا النوع من التبادُل المستمر، لا سيما لمواجهة التحديات الناجمة عن التحوُّلات السريعة.

يجب أن يكون الابتكار في وضع السياسات شاملاً وتعاونياً

يجب أن يشارك المعلمون في عمليات اتّخاذ القرارات ووضع السياسات. ومن ضمن الأمثلة المُقدَّمة وضع السياسة الوطنية الشاملة المَعنيَّة بالمعلمين في غانا. تُنسَّق هذه العملية على يد فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين في غانا بمساهماتٍ من مرفق التربية في غانا وشركاء التنمية وجهاتٍ فاعلة أخرى. وقد أنشأت هذه العملية التعاوُنية إطاراً للحوار الاجتماعي مع المعلمين وممثليهم على الأصعدة المحلية والوطنية والقطاعية.

يجب أن تسترشد السياسة أيضاً ببياناتٍ تعكس الحقائق على أرض الواقع. فيُمكن تعزيز الابتكار على مستوى القواعد الشعبية عن طريق مشاركة المعلم في جمع البيانات وتحليلها. وبفضل التدريب المناسب، يمكن أن يستخدم المعلمون ومديرو المدارس البيانات لتقييم ممارساتهم الخاصة والتصدّي للتحديات التي يواجهونها في مدارسهم. وتُقدِّم غامبيا أحد الأمثلة على الابتكار في استخدام البيانات، حيث تقوم المدارس بتطوير مؤشراتها وأهدافها الخاصة بفضل عملية التشاوُر التي تضمُّ المعلمين وأولياء الأمور والطلاب ومجتمعاتهم المحلية.

يجب أن تُحقّق السياسات توازناً بين الأُطُر الواضحة والاستجابة المَرِنة للظروف المحلية

إنَّ الابتكارات في سياسة المُعلّم التي قُدِّمَت خلال المنتدى اشتملت على إنشاء أشكالٍ جديدة من الشراكات مع منظمات المجتمع المدني والوكالات المُموِّلة. على سبيل المثال، نظَّمت اليونسكو وفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين حلقة عملٍ مُبتكرة جمعت صانعي السياسات من مختلف البلدان معاً للاسترشاد بهم في تأليف مجلس التعليم الوطني في سانت كيتس ونيفيس. وبدلاً من فرض نهج "الحلّ الموحَّد للجميع"، سمحت هذه العملية لصانعي السياسات بالنظر في أنواعٍ مختلفة من الهياكل الوطنية وفي الأدوار التي يُضطَلَع بها بين عددٍ من البلدان مرتفعة ومنخفضة الدخل قبل إنشاء المجلس الوطني للمعلمين في كل بلد.

المعلمون ضروريون من أجل الابتكار اللازم "لإعادة بناء منظومة التعليم بشكلٍ أفضل" في أعقاب جائحة فيروس كوفيد-19. ومع ذلك، ينبغي الاعتراف بقدراتهم المهنية ودعمها، ويجب توفير آليات التجريب والتكييف ضمن الأُطُر السياسية الواضحة. يجب أن تُحقّق الحكومات والمؤسسات المَعنيّة بتدريب المعلمين والجهات الفاعلة الأخرى توازُناً بين الهيكل والمرونة من أجل تعزيز كلٍّ من الابتكارات التصاعدية (القواعد الشعبية) والتنازلية (على نطاق المنظومة)، حتى تتمكَّن من المساهمة في ضمان توفير التعليم المُنصِف والشامل والجيد للجميع.

يُرجى تنزيل التقرير الختامي من المنتدى الدولي للحوار بشأن السياسات العامة حول الابتكار في سياسة المعلم وممارساته لاستعادة التعليم.

مصدر الصورة: الشراكة العالمية من أجل التعليم/ألكسندرا هوم

 

فعاليات
  • 13.04.2022

إطلاق الخطة الاستراتيجية الجديدة للفترة 2022-2025 لفريق العمل الخاص المَعني بالمعلّمين

سيُطلق فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلّمين في إطار التعليم حتى عام 2030 (فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين) خطته الاستراتيجية الجديدة للفترة 2022-2025. تُسلّط هذه الفعالية الضوء على كيفية عمل المجتمع الدولي لمضافرة القوى في هذا التحالُف العالمي الفريد من نوعه للمعلمين.  ويكمن هدفهم في النهوض بمهنة التعليم باعتبارها ركناً أساسياً لضمان وصول كل طفل إلى التدريس والتعلُّم الجيّدَيْن.

ويشمل المتحدثون مساعد المدير العام للتربية في اليونسكو ورئيسَيْ اللجنة التوجيهية لفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم حتى عام 2030 - مُمثّلان عن ألمانيا وجنوب أفريقيا.

اِضغط هنا لمشاهدة البث الحي

agenda EN

مصدر الصورة: دومينيك تشافيز/البنك الدولي

أخبار
  • 05.04.2022

دعم المعلمين في حالات الطوارئ عبر إعداد سياسات مُراعية للأزمات

 

بقلم كارين موندي، مديرة المعهد الدولي للتخطيط التربوي التابع لليونسكو، وكارلوس فارغاس-تاميز، رئيس أمانة فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم حتى عام 2030 ورئيس قسم تطوير المعلمين، اليونسكو

إنَّ الأحداث الجارية في أوكرانيا تُعدّ بمثابة تذكيرٍ صارخ بإمكانية اندلاع الأزمات في أي وقتٍ وفي أي مكان. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ استمرارية التعليم وجودته مُهدَّدتَيْن، لا سيَّما بالنسبة للنازحين، بسبب أزمات أخرى مُستمرّة مثل جائحة كوفيد-19، والنزاعات والكوارث المختلفة التي تجري في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك تلك الناجمة عن تغيُّر المناخ، تُهدِّد جميعها استمرارية التعليم وجودته. وفي عام 2021، أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بأنَّ أكثر من 84 مليون شخص قد تعرَّضوا للتشريد القَسْري على الصعيد العالمي. ويُتوقَّع أن يرتفع هذا العدد أكثر فأكثر في عام 2022، ذلك أنَّ أكثر من 1.5 مليون طفل قد شُرِّدوا فعلاً من أوكرانيا.

هل تبدو النُّظم التعليمية جاهزة للاستجابة؟

غالباً ما لا تكون النُّظم التعليمية جاهزة بالشكل المناسب لمواجهة الأزمات - سواءً من حيث الترحيب بالوصول المفاجئ للأطفال اللاجئين، وحماية سلامة الطلاب والمُعلمين، أو الانتقال بسرعة إلى التعلُّم عن بُعد. وهناك بلدانٌ كثيرة تفتقر إلى خطط التأهُّب للأزمات والاستجابة لها والتعافي منها، ما يجعل الأوضاع الفوضوية القائمة أكثر تعقيداً، من دون تقديم ما يكفي من توجيهات وأدوات تُمكّن الجهات الفاعلة في الخطوط الأمامية من الاستجابة للأزمة بفاعلية.

وغالباً ما تُمثّل المدارس ومجتمعاتها المحلية هدفاً مباشراً للهجمات. فوفقاً للتحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات، تعرَّض ما يزيد عن 8 آلاف طالب ومُعلّم وغيرهم من موظفي المدارس في 37 بلداً من البلدان المُتضرّرة من النزاعات، للقتل، أو الإصابة، أو الاختطاف، أو التهديد، أو الاعتقال، أو الاحتجاز في الفترة ما بين عامَيْ 2015 و2019. وتُشير التقارير المختلفة إلى تعرُّض المدارس للهجوم في أوكرانيا.

وكما أثبتت جائحة كوفيد-19 أنَّ المعلمين الذين تأثَّروا شخصياً بالأزمات غالباً ما شكَّلوا وسائط هامة لدعم زملائهم وطُلّابهم على حدٍّ سواء، فبوسعهم تعزيز الشعور بالأمان والحياة الطبيعية أثناء دعم الأُسَر والمجتمعات المحلية بالمعلومات الهامة. والدعم الذي يُقدّمونه للطلاب هو دعمٌ ضروري، ولكن لا بُدَّ أوَّلاً أن تُلبّى احتياجات المعلمين كي يتسنّى لهم تأدية هذا الدور. 

على سبيل المثال، يتعيَّن تأمين ما يلزم للمعلمين كي يستمرّوا بالتدريس في ظلّ ظروفٍ تزداد صعوبةً، مثل المرافق المُتضرِّرة أو الفصول الدراسية المُكتظّة، مع تمكينهم من تكييف المناهج التربوية لتناسب الطُلّاب الآتين من نُظُمٍ تعليمية مختلفة قائمة على مناهج ولغات أخرى. وبما أنَّ المعلمين يتأثرون بالأزمات من مختلف النواحي، فهم أيضاً بحاجة لتلقّي الدعم النفسي والاجتماعي والمادي الكافي من أجل أداء الدور الداعم الذي يحتاج إليه الطلاب. 

دعم النُّظُم التعليمية بغية إعداد سياسات خاصة بالمعلمين في الأزمات

إنّ تطبيق منظور يُراعي حالات الطوارئ والأزمات في إعداد وتنفيذ السياسات الوطنية الخاصة بالمعلمين يُعدّ أمراً ضرورياً لضمان قدرتهم على العمل كأدواتٍ بالغة الأهمية في توفير الدعم والحماية، من أجل ضمان استمرار التعليم الجيد والشامل وتعزيز التماسُك الاجتماعي والقدرة على الصمود. وينطوي ذلك على توقُّع التحديات المرتبطة بتوظيف المعلمين، وتوزيعهم، والاحتفاظ بهم، وتدريبهم، ومعالجة هذه التحديات مع ضمان رفاه المعلمين، وأمنهم الوظيفي، وظروف عمل مأمونة ومُمكِّنة لهم.

وفي عام 2021، تحالف مُنظِّمو مبادرة المعلمين النرويجية مع فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين والمعهد الدولي للتخطيط التربوي في اليونسكو من أجل تطوير وحدة جديدة للاسترشاد بها في وضع وتنفيذ السياسات الوطنية الخاصة بالمعلمين في الأزمات وحالات الطوارئ، اعترافاً بالدور الهام الذي يضطلع به المعلمون في التأهُّب والاستجابة للأزمات وحالات الطوارئ.

وتُعَدُّ هذه الوحدة الجديدة مُكمّلة لِـ دليل إعداد السياسات الخاصة بالمعلمين لعام 2019، فهي تُبرز أهمية اعتماد سياسات مُراعية للأزمات من أجل تعزيز قدرة النُّظم التعليمية على الصمود، وذلك عبر ضمان قدرة أصحاب المصلحة في مجال التعليم على التأهُّب للأزمات والتصدّي لها. وتتناول هذه الوحدة مختلف الأبعاد القائمة في السياسات الخاصة بالمعلمين، وتطرح تدابير جديدة لدعم المعلمين أثناء عملهم على منع النزاعات والكوارث والتخفيف من حدتها والتعافي منها. وتشمل الوحدة أيضاً بعض الأمثلة القُطرية التي تُلقي الضوء على السياسات والممارسات الفعَّالة لإدارة المعلمين في الأزمات. 

كما أنَّ السياسات الخاصة بالمعلمين التي تُراعي تداعيات الأزمات قد تؤدي إلى تكوين قوة عاملة تمتاز بالتفاني والجودة. فهذا النوع من السياسات يُعَدُّ ضرورياً لضمان عدم الاكتفاء بدعم المعلمين وحمايتهم فحسب، بل وإعدادهم أيضاً لتزويد الأطفال المُستضعَفين بأماكن تعليمية مأمونة وبتعليم عالي الجودة، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى حماية هذا الحق الأساسي للجميع.

الوحدة الجديدة بشأن إعداد سياسات خاصة بالمعلمين في الأزمات للتنزيل على الموقع الشبكي لفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين.

نبذة عن دليل إعداد السياسات الخاصة بالمعلمين

تمَّ تصميم دليل إعداد السياسات الخاصة بالمعلمين ليكون أداةً ديناميةً من أجل التصدي للتحديات الناشئة في مجال السياسات الخاصة بالمعلمين. وقد أُعدَّ بناءً على الحاجة إلى سياسةٍ شاملة لجميع المعلمين من أجل زيادة أعدادهم والارتقاء بجودة أدائهم. ولكي تكون السياسات الخاصة بالمعلمين فعَّالة في تمكين التعليم الشامل والجيد، ينبغي أن تكون السياسات جامعة للكل وقادرة على إدماج مختلف الجوانب المترابطة في مهنة التدريس، مثل التوظيف والاحتفاظ، وإعداد المعلمين، والتوزيع، والهيكل الوظيفي، وظروف عمل المعلمين، والمكافآت والأجور، والمعايير، والمساءلة، وحوكمة المدارس. وعلاوةً على ذلك، ينبغي أن تشتمل السياسات الخاصة بالمعلمين على التخطيط الجيد وتوفير الموارد اللازمة ومواءمتها مع سياسات أخرى تعليمية وغير تعليمية لضمان تنفيذها بفعالية.

رصيد الصورة: Sacha Myers, Save the Children
تقرير
  • pdf
  • 31.10.2022
  • EN  |  FR  |  ES

إصلاح الفجوة التعليمية عن طريق جلب المعلّمين الأقوياء إلى المدارس الأشد إحتياجاً لهم

المعلّمون قادرون على بلْوَرة المهن التربوية لطلابهم. حيث تُظهر الأبحاث أنَّ الأطفال الذين يُدرّسهم معلّمون مختلفون غالباً ما يحرزون نتائج تعليمية مختلفة تماماً. هذا يطرح الأسئلة التالية: كيف يجري...
دليل/كتيب
  • pdf
  • 31.01.2022
  • EN

الدليل التطبيقي لتصميم المحتوى الرقمي - النسخة العربية

من أجل أن يكون المحتوى الرقمي التفاعلي فعالاً في العملية التعليمية بمختلف أنماطها، فلابد من توفر معايير التصميم الجيد لضمان نجاح المواد الرقمية المطورة ودعمها وانتشارها وتقبلها من الفئة المستهدفة...
دليل/كتيب
  • pdf
  • 31.01.2022
  • EN

الدليل التطبيقي لتصميم المحتوى الرقمي - النسخة العربية

من أجل أن يكون المحتوى الرقمي التفاعلي فعالاً في العملية التعليمية بمختلف أنماطها، فلابد من توفر معايير التصميم الجيد لضمان نجاح المواد الرقمية المطورة ودعمها وانتشارها وتقبلها من الفئة المستهدفة...
تدوينة
  • 24.01.2022

الابتكار سلاح المعلّمين لإحداث تحوُّل جذري في التعليم

احتفالاً باليوم الدولي للتعليم 2022، تُسلِّط ليندا دارلنغ هاموند* الضوءَ على ما يواجهه المعلّمون من تحديات تمخضت عنها الجائحة العالمية والفُرص المُتاحة لهم.

إنّ النُّظم التعليمية القائمة في عالمنا اليوم هي موروثةٌ غالباً من هياكل وإجراءات تعود إلى عقودٍ من الزمن، ونشأت في العصر الصناعي دون أن تواكب التطور اللازم من أجل تلبية الاحتياجات التعليمية للقرن الحادي والعشرين. بيْد أن الاضطرابات الناجمة عن الجائحة العالمية هيّأت مجموعة واسعة من الفرص لإعادة ابتكار التعليم، وذلك من خلال إتاحة أدوار جديدة للمعلّمين تمكّنهم من إعادة صياغة الدور الذي تضطّلع به المدارس. وأبرزت جائحة كوفيد-19 أيضاً الحاجة الملحّة للاستفادة من الابتكارات التي ظهرت لإنشاء مناهج تتمحوَر حول الطفل من أجل تعزيز النُّظم التعليمية في القرن الحادي والعشرين.

في كثير من البلدان،  يُعاد رسم الدور الذي تضطّلع به المدارس تحت قيادة المعلّمين. ففي خضم الجائحة، بادر المعلّمون إلى مضافرة جهودهم للابتكار في عملهم ودعم بعضهم بعضاً في أثناء إغلاق المدارس - عن طريق تبادل المساعدة الفنّية حول استخدام التقنيات الجديدة، وتنظيم الموارد، واستخدام المنصات الرقمية، ووضع أساليب تربوية مبتكرة، بما في ذلك ما يَبني منها الاستقلالية والقدرة على التكيُّف في مجال التعلّم. وقد بدأت نُهُج جديدة في الظهور في مجالات التدريس وإعداد المعلّمين وتنمية مهاراتهم، وتصميم المدارس.

في إبان الأزمة، قاد المعلّمون في جميع أنحاء العالم الجهود الرامية إلى ربط الطلاب وأسرهم بالمدارس رقمياً (وبطرق أخرى) من خلال ضمان إتاحة الاتصال الشبكي، وتبادل الأفكار مع المعلمين الآخرين ومع أولياء الأمور، وإقامة الشراكات. وأظهر عددٌ كبير من المعلّمين براعةً وسِعَةَ الحيلة في أثناء الأزمة في اضطلاعهم بتصميم المحتوى، وتيسير بناء القدرات بصفتهم قادة من الأقران، وتوجيه التغيير وتبنّيه وتحفيز تطبيقه بسهولة داخل مدارسهم. 

يشير أشوك باندي إلى أنه "قد أعيد تعريف قيادة المعلّمين، الأمر الذي يعكس تحوّلاً عن الأدوار التقليدية ــ المنسقون، ورؤساء هيئات التدريس، ومد راء المدراس، ونواب النظّار ــ مما يمنح القوة والسلطة لشاغلي هذه الأدوار. وباتت قيادة المعلّمين في الآونة الحالية تتحدَّد بالأدوار الاستباقية التي يضطلع بها المعلّمون، والمبادرات التي يتخذونها، والدعم الذي يقدمونه إلى القيادة، والطلاب، وأولياء الأمور".

تُحَثُّ البلدان على دعم المعلّمين من أجل تطوير ابتكاراتهم ومشاركتها لصالح مستقبل التعليم ودفع التغيير اللازم بُغْيَة إعادة بناء نُظُم تعليمية أفضل.


التعلُّم و الإنماء: تبنّي نهج "الطفل ككل" في مجال التعليم

في خلال هذا الوقت، كان هناك أيضاً وعيٌ متنامٍ بالاكتشافات الجديدة في علم التعلُّم ونماء الطفل، بما في ذلك السُبُل التي تُساهم بها العلاقات والسياقات في تحديد النمو العقلي لدى الأطفال وقدرتهم على التعلُّم.  وتُشدِّد هذه الأفكار على الحاجة إلى اتباع نهج "الطفل ككل" في مجال التعليم الذي يأخذ في الاعتبار التطور الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي لكل طالب بطرقٍ تتمحوَر حول المتعلّم وتكون ملائِمةً من الناحية الثقافية.

ومتى تحقق ما سبق، فإنّ الطلاب سيبدعون على النحو الذي أبرزته المدارس الابتكارية في الولايات المتحدة.  فقد أنشأ المعلّمون في مدن مختلفة، من نيويورك إلى لوس آنجلوس،  نماذج مدرسية مخصصة تعيد التفكير في النموذج التقليدي الذي ورثناه، وهو نموذجٌ تسبب في إنشاء مدارس كبيرة عديمة الميزة وذات معدلات تسرب عالية. وتسمح هذه المدارس المخصصة، التي تدار على نحوٍ ديمقراطي و منظَّمة حول فِرَق التدريس والنُّظم الاستشارية، لفِرَق المعلّمين بالتخطيط لمنهجٍ متعدد التخصصات وقائم على المشاريع لمجموعة مشتركة من الطلاب، مع دعمهم عاطفياً وأكاديمياً.  

يُشكّل كثيرٌ من هذه المواقع التي تُعوّل على قيادة المعلّمين  مدارس مجتمعية تساعد في جعل التعليم أكثر صلة بحياة الطلاب من خلال منهج متناسق يوفر تعليماً تجريبياً متجذراً في الجوانب التي تثير اهتمام المجتمعات المحلية.  وتنخرط هذه المدارس في شراكات قوية مع الأسر، جنباً إلى جنب مع الصلات بالمنظمات المحلية التي تشارك في أنشطة ما بعد المدرسة ومجموعة واسعة من خدمات الدعم الصحية والاجتماعية.  وفي الوقت الذي تبني فيه المدارس قدرتها على تلبية احتياجات الطلاب تلبيةً أكبر على نحوٍ تامّ، حقق طلابها - خصوصاً مَن يعيشون في المجتمعات المنخفضة الدخل - نتائج أقوى في مستوى النجاح الأكاديمي، ومعدلات التخرج، وإمكانية الالتحاق بالجامعة.

قيادة المعلّمين: إعادة ابتكار التدريس بوصفه مهنة ابتكارية وتعاونية

يتمثل أحد الجوانب الرئيسية لبناء هذه القدرة في تطوير البيئات التي تعزز التعاون من قبل المعلّمين والقيادة واتخاذ القرارات باعتبارها عناصر أساسية في تصميم المدارس، مع إشراك المعلّمين أنفسهم في العملية. وفي البلدان المشاركة في  الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن التدريس والتعلم (TALIS) لعام 2018 التي أجرتها منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي،  كان المعلّمون الذين أبلغوا عن وجود فرصٍ للمشاركة في صنع القرار على مستوى المدرسة يتمتعون بمستوياتٍ أعلى من الرضا الوظيفي وكانوا أكثر ميلاً للنظر إلى مهنة التدريس باعتبارها مهنة ذات قيمة في بلدانهم. ومع ذلك، أفاد 42٪ فقط من مديري المدارس أن المعلّمين لديهم يتحملون مسؤوليةً بالغة عن جانبٍ كبير من المهام المتعلقة بسياسات المدرسة، والمناهج، وتعليم الدروس، وأفاد 56٪ فقط أن المعلّمين يضطلعون بدور في فريق إدارة المدرسة.

أثبتت بيئات العمل المهنية والتعاونية أنها لبنات حيوية لتطوير الكفاءة الجماعية للمعلّمين، والتي تشير الأبحاث إلى أنها واحدة من أهم العوامل التي تؤثر في الأداء المدرسي للطلاب وتحصيلهم.  وتُظهر بيانات الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن التدريس والتعلم (TALIS) أنّ فرص التعاون بين المعلّمين في جميع أنحاء العالم ترتبط ارتباطاً وثيقاً بإحساسهم بالكفاءة والفاعلية.  وترتبط هذه الفرص أيضاً باستعداد المعلّمين وقدرتهم على تنفيذ الممارسات المبتكرة مثل التعلُّم القائم على المشاريع، واستخدام التقنيات الجديدة، والمهارات الأعلى مرتبةً اللازمة لاقتصادات ومجتمعات القرن الحادي والعشرين.

إعداد الجيل القادم من المعلّمين لدعم التعلّم لدى الطلاب

وجدت مجموعة متزايدة من البحوث أن التطوير المهني الفعال، الذي يُحقِّق مكاسب في أداء الطلاب المدرسي، يتسم بأنه مكثف وتعاوني ومُشتمل على مهام الوظيفة ويركز على الصف الدراسي. وفي الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن التدريس والتعلم (TALIS)، في حين أنّ ثلاثة أرباع المعلّمين على مستوى العالم أفادوا بأن ممارستهم التعليمية تأثرت تأثراً إيجابياً بالأشكال التعاونية للتطوير المهني، إلاّ أنّ 44٪ فقط من المعلّمين أفادوا بأنهم شاركوا في مثل هذا التعلّم المهني.

إنّ النُّظم التعليمية الناجحة تولي الأولوية للوقت وغيره من الموارد المخصصة للمعلّمين من أجل تحقيق التعاون، وتبادل المعرفة والممارسات، والانخراط في اتخاذ القرارات الجماعية بما يُعين على تمكين الابتكار وتحسين الفاعلية وبناء المعرفة المشتركة والفاعلية الجماعية في أساليبهم التدريسية. ويتطلب ذلك تغييراً في كيفية تصورنا واستثمارنا في إعداد المعلّمين، وظروف العمل، والتعلّم المهني، والمسارات المهنية، والمكافآت، ونُظُم التقييم.

إنّ إعداد الجيل القادم من المعلّمين وتزويدهم بأفضل ما يمكن لنُظمنا أن تقدّمه من معارف ودعم يشكّل في نهاية المطاف أقوى نهج لتمكين التعلّم لدى الطلاب والمساهمة بشكل مباشر في تحويل التعليم. وينطبق ذلك على وجه الخصوص عندما يتبنى هؤلاء المعلّمون استراتيجيات وطرق تربوية لتعليم الأطفال في إطار نهج "الطفل ككل". وحرصاً على ضمان قدرة المعلّمين على الابتكار وإمكانية توسيع نطاقها بشكل فعال بناءً على نهج "الطفل ككل"، تتطلب النُّظم التعليمية الاستماع إلى المعلّمين وتزويدهم بالأدوات التي يحتاجون إليها - بما في ذلك التدريب الفعال ووسائل الدعم المختلفة. ويتضمن ذلك دمج أبعاد الأسرة والمجتمع المحلي والأوسع نطاقاً في المنهج الدراسي وطرق التعليم والتصميم التنظيمي.  وستستفيد النُّظم أيضاً من خلال تمكين المعلّمين من الابتكار والريادة في المدارس المنظَّمة للتعاون المهني، مع وجود فُرَص للتواصل عبر المدارس والمجتمعات المحلية لمشاركة ما ابتكروه وتعلموه.  ولا يمكننا تصميم مدارس القرن الحادي والعشرين التي تلبي احتياجات الطلاب والمجتمعات المحلية إلا من خلال البناء على إبداع وقدرات المعلّمين وتوسيع نطاقها.


*ليندا دارلنغ هاموند هي أستاذة فخرية في التربية عن زمالة تشارلز إي دوكومون في جامعة ستانفورد، والرئيس المؤسس لمعهد سياسات التعلم. ويمكنكم الوصول إلى عرضها التقديمي الكامل على الرابط التالي: انظر 36:21.  

 

المراجع

باندي، إيه كيه (2021). قيادة المعلّمين في خضم جائحة كوفيد-19. مجلّة المعلّم الهندية "تيتشر إنديا"، 15(1): ص 10-12. https://research.acer.edu.au/teacher_india/39/

منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (2020)، نتائج الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن التدريس والتعلم (TALIS) 2018 (المجلد 2): المعلّمون وقادة المدارس بصفتهم مهنيين ذوي قيمة، الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن التدريس والتعلم (TALIS)، دار نشر منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، باريس، https://doi.org/10.1787/19cf08df-en

مدوّنة التعليم والمهارات في عالم اليوم التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. (22 كانون الثاني/يناير 2020). تأملات حول المنتدى العالمي للتربية. مدوّنة التعليم والمهارات في عالم اليوم التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. تاريخ الاطّلاع 8 كانون الثاني/يناير 2022، عنوان الصفحة: https://oecdedutoday.com/reflections-forum-for-world-education/