تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
تدوينة
  • 25.05.2020

العمل بروح الفريق من مسافة قريبة أو بعيدة: معاً الكل يحقق ما هو أكثر

إنّ العمل بطريقة "الفريق" هو جزء أساسي في فلسفتي تجاه التدريس والتعلّم. فعلى مرّ 18 سنة من التدريس، وجدتُ أن طريقة "الفريق" تدعم المتعلمين في تطوير حس الانتماء إلى المجتمع الذي يتعلمون فيه، وهو أمر أساسي في ازدهارهم الاجتماعي والمعنوي والإدراكي.

وقد شكّلت المحافظة على طريقة "الفريق" في أثناء أزمة "كوفيد-19" جانباً أساسياً في ضمان توفير التعليم المتواصل.

طريقة "الفريق" عن بُعد

الارتباط بين المجتمع المهني

مع مطلع أزمة "كوفيد-19"، سارع طاقم المدرسة إلى حشد جهوده. واتخذ نهج ’التكاتف من الجميع‘ لدعم التحوّل إلى التعلم عن بُعد. في الوهلة الأولى، أُعطيَ كل التلاميذ أجهزة الحواسيب من نوع Chrome books ليأخذوها معهم إلى البيت لمدة الأزمة، وعملت جلسات تطوير الموظفين على تمكين المعلّمين والمعلمات من الانتقال إلى التعلم عبر الإنترنت باستخدام Google Classroom. بدأت هذه الجلسات بعقد لقاءات وجهاً لوجه وتحولت إلى لقاءات عبر الإنترنت مع صدور الأوامر بملازمة البيوت. وظهرت قوة مجتمعنا المهني في هذه الأيام الأولى، مع دعم الزملاء لأحدهم الآخر في عملية الانتقال وتعلّم أدوات تدريسية جديدة ومناقشة كيفية دعم التعلّم عن بُعد. من مجموعة تطبيقات غوغل، تبنّى المعلّمون والمعلّمات Google Classroom وGoogle Meet وJamBoard. ضمن Google Classroom، تُستخدم نماذج Google forms لإجراء اختبارات سريعة؛ وهناك مواد فيديو وأنشطة تفاعلية عبر الإنترنت من مواقع دعم تعليمية مثل EdPuzzle، وLegends of Learning، وABCYa، وموقع "يوتيوب"، وهي تساند المتعلمين في التفاعل مع المحتوى.

وقد كانت اجتماعات الموظفين الأسبوعية عبر Google Meet من الفوائد الأساسية - إذ عززت عافية المعلمين والموظفين من خلال إتاحتها الفرصة لإزالة التوتر وتبادل مشاعر القلق وقصص النجاح، والحصول على التحديثات التعليمية والاستراحة والاستعداد للعمل في الأسبوع القادم. وقد أبرزت هذه الاستخدامات لي أهمية الحفاظ على ارتباط قوي بين المجتمع المهني من أجل ضمان استمرارية التدريس والتعلّم.

لقد كان التطوير المهني متاحاً داخل المدرسة وعلى مستوى المقاطعة. وقد وفّر مدير التكنولوجيا ووسائط الإعلام في مدرستنا وأخصائي التكامل التكنولوجي على مستوى المقاطعة دعماً تدريبياً فردياً وكذلك دعماً لمجموعات صغيرة حول التقنيات المتنوعة عن طريق ZOOM وGoogle MEET. وقد استفدت مباشرةً، إذ تعلّمت كيف أستخدم Flipgrid، وScreencastify، وGoogle Slides لأدمج تحريك وإيقاف العناصر المتحركة في برمجتي.

ومن بين نقاط القوة لهذا الدعم الذي يوفره التطوير المهني انفتاحه على الاهتمامات الفردية. فقد احتضن أخصائي التكامل التكنولوجي في المقاطعة اهتمامي بتأسيس منتدى جماعي للتعلم المهني على نطاق المقاطعة، وتصرّف فوراً بإنشاء المنتدى لمعلّمي الصفوف الابتدائية. يستطيع المعلّمون والمعلّمات الدخول إلى المنتدى لمساندة أحدهم الآخر من خلال نقاش مهني وتبادل الخبرات ذات الصلة بالمهنة.

 

بناء المجتمع من خلال الارتباط مع أولياء الأمور

لقد استخدمت التكنولوجيا لتطوير ارتباطات شبيهة بعمل الفريق مع أولياء الأمور. وقد لعب جزء أساسي من الفريق مع أولياء الأمور لمساعدتهم على الشعور بالارتياح والارتباط ببيئة التعلم الجديدة. وتتيح جولات الصف ‘Google Class tours’ باستخدام Google Meet والبريد الإلكتروني المنتظم وجلسات التفقد في الموعد المحدد عبر Google Meet باتصال أولياء الأمور بي لتقديم الملاحظات التعقيبية وطرح الأسئلة وحل المعضلات. وقد أصبح أولياء الأمور ’أعضاء صف‘ في Google Classroom وClassDojo، حيث يمكنهم تتبع أنشطة أولادهم والاطلاع على محفظة عمل أولادهم. لقد شكّلت الشراكات القوية بين أولياء الأمور والمعلّمين والتلاميذ مورداً رائعاً في نجاح عملية التعلّم عبر الإنترنت.

 

لا شيء يضاهي الروتين: المحافظة على بقاء الطلاب على اتصال

لقد كان تطوير عمل الفريق عبر الإنترنت مع التلاميذ عملاً أساسياً لضمان تعلّمهم المتواصل. وقد كان الروتين عنصراً ذا أهمية. فالتلاميذ يستخدمون Google Classroom للدخول إلى جدولهم اليومي وأنشطة دروسهم. ونلتقي كل صباح لعقد اجتماعنا الصباحي، والذي ينطوي على كثير من الخطوات الروتينية نفسها التي حددت أول 30 دقيقة لنا من نشاطنا ’العادي‘ داخل الصف.  بالإضافة إلى ذلك، شكّل ClassDojo مورداً قيّماً في إبقاء التركيز على العمل معاً. يمكنني أن أسجّل الحضور، ومشاركة مقاطع الفيديو التي تدعم مواضيع التعلم المعنوية الاجتماعية؛ والاستعانة بمحفزات إيجابية؛ وإنشاء محافظ عمل للطلاب. وتعكس جميع هذه المزايا الأعمال الروتينية التي أجراها التلاميذ داخل الصف، مما ساندنا في الحفاظ على تواصل ارتباطهم بالصف.

وقد طوّرنا كمدرسة برنامجاً للأخبار اليومية، يكتبه ويستضيفه معلّم الرياضة البدنية. يواصل هذا البرنامج الأعمال الروتينية التي حددت بداية يومنا الدراسي داخل المدرسة، بما يشمل إعلانات أعياد الميلاد ومنح الشهادات، والصلاة، والتعهد الذي يقطعه طلاب الصف السادس بواسطة التسجيل بالفيديو.  يستضيف برنامج الأخبار اليومية صوراً يرسلها التلاميذ يستعرضون فيها الأنشطة التي شاركوا فيها والعمل الذي أتمّوه. وهو وقت مشارَك قيّم يعزز ترابطنا معاً كمجتمع.

 

طريقة مختلفة في التدريس

لقد تحدّت هذه الأزمة بالتأكيد طُرق الإبداع والابتكار والمرونة التي أنتهجها في مزاولة التدريس. وقد شددت على أهمية التعلم المهني المستمر. إنّ تبنّي نهج تعلّم عن بُعد مع الأطفال قد تطلّب التفكير بطريقة معقّدة - وذلك سعياً لضمان إدراج الجوانب الاجتماعية والمعنوية؛ ومحاولةً للتأكد من أن الأطفال متصلون بصفتهم متعلّمين؛ ومحاولةً لطرح مفاهيم جديدة مع أدوات لا تدعم دائماً الممارسات الأساسية لتعلّم الأطفال، وتتخذ القدرة على الصمود والتأمل المتواصل ورغبةً في ’تجربة المحاولة ثانيةً‘!

ويندي وايت

مدرّسة الصف الخامس في مدرسة ابتدائية، سيراكيوز، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

************************

هذا المنشور هو جزء من حملة #أصوات_المعلّمين_والمعلّمات TeachersVoices# التابعة لفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، والتي أُطلقت للنهوض بخبرات المعلّمين والمعلّمات الذين يعملون كل يوم حرصاً على أن يستمرّ الطلاب في الاستفادة من جودة التعليم على الرغم من جائحة "كوفيد-19". للمشاركة، يرجى التوجه إلى صفحتنا المخصصة على الموقع الشبكي.

تدوينة
  • 07.05.2020

التدريس عبر الإنترنت في خلال أزمة "كوفيد-19"

لقد عملت معلّماً للفيزياء في مدرسة ثانوية (الصفوف 9 -12) لمدة 25 عاماً، وفي خلال تلك الفترة كنت أحرص دائماً على مشاركة الأشياء التي أقوم بها مع طلابي ونشرها لتوفير أمثلة وأفكار قد يستفيد منها زملائي المعلّمون وطلابهم. من أسهل الأمور هو وضع كل شيء على الإنترنت، بحيث يتسنى للطلاب والمعلمين الآخرين على حد سواء الدخول إلى الموارد في أي وقت. وسواءً كان لديّ صف مُباشر مع الطلاب أو تدريس دورة تعليمية عبر الإنترنت، وهو أمرٌ قمت به مع جامعة نورث وسترن، فإن وجود منصات الإنترنت التي توضع فيها موارد التدريس والتعلم لطالما كانت جزءاً مما أقوم به بصفتي معلّماً، وأنا أوصي جميع المعلمين بأن يبدأوا بانتهاج هذا النهج إذا ما توفرت لهم التكنولوجيا. وفي حين أنني لم أكن قط في وضع مماثل لما لدينا الآن بسبب أزمة "كوفيد-19"، حيث يتعيّن على المعلّمين والمعلّمات نقل المواد إلى شبكة الإنترنت من أجل الطلاب، فإنّ التحول بالنسبة إليّ في إبان هذه الأزمة كان في حدوده الدنيا بما أنني جاهز أساساً للتدريس والتعلّم عبر الإنترنت.

هناك عدد من المنصات الإلكترونية يمكن وضع موارد الصف فيها، وكذلك منصات المؤتمرات العاملة بالفيديو التي يمكن استخدامها لعقد جلسات صف مُباشرة مع الطلاب أو اجتماعات مع الزملاء. ومع التكنولوجيا، يمكننا أن نجعل التعلم عن بُعد أقرب ما يمكن إلى جلسة صف مُباشرة. بالنسبة إلى طلابي، توجد مواد الصف اليومية على صفحة من صفحات مواقع Google ونرتبط بها من خلال الموقع الشبكي لمدرستي. لديّ ملفات مختلفة لكل صف، لذا يستطيع الطلاب أن يدخلوا إلى المواد التي تتفق مع صفوفهم. وقد حافظت أيضاً على مدوّنة صف لعدّة سنوات. وهذه أداة طبيعية الطلاب معتادون على دخولها بما أن معظم القصص المنشورة تأتي من توصيات الطلاب التي يريدون أن يتشاركوا بها مع الجميع. وفي المدونة، لديّ صفحات مختلفة مخصصة لأنشطة مختلفة وموارد يجدها الطلاب مفيدة ومثيرة للاهتمام. على سبيل المثال، قبل عصر أكاديمية خان ودروس ’كيف أفعل‘ عبر الإنترنت، كنت قد بدأت فعلاً بإنتاج مقاطع فيديو للبث على الشاشة لمعظم المواضيع التي أغطيها في حصص الفيزياء التي أعلّمها، وشكّلتُ مكتبة إلكترونية تضم أكثر من 100 مقطع فيديو للطلاب.  في الماضي، كان السبب لإنتاج مقاطع الفيديو هذه لغرضين أساساً: للطلاب كي يكون لهم مورد خارج المدرسة عندما يحضرون فروضهم المنزلية ويحتاجون إلى مراجعة المادة في وقتهم الخاص؛ وعندما تفوت الحصص طالباً في أحد الأيام، أستطيع أن أوفر له الفيديو المناسب لمشاهدته ليرى ماذا درسنا عن ذلك الموضوع. هناك أيضاً زيادة في المشاهدات في الفترة التي تسبق الامتحانات، حين يقوم الطلاب بمراجعة المواضيع ذات الصلة. فكل فيديو محفوظ على يوتيوب، ومقاطع الفيديو عامة ويمكن أن يستخدمها أي طالب أو معلّم.

مع الوضع الحالي، أنشر ارتباطات تشعبية لمقاطع فيديو كي يشاهدها الطلاب إما قبل الحصة (أي صفحة الحصة ’المقلوبة‘) أو بعد جلسة صف عبر الإنترنت. تُعد منصة Zoom أداتي المفضّلة في عقد لقاءات عبر الفيديو. ويستطيع المعلّمون والمعلّمات أن يفتحوا حساباً مجاناً لدى Zoom يسمح لهم باستضافة جلسات مدتها 40 دقيقة. ولا يحتاج الطلاب إلى حسابات لدى Zoom، بل مجرّد استخدام ارتباط تشعبي ينشره المعلّم على صفحة موقع أو إرساله بالبريد الإلكتروني إلى الطلاب. أنا أسجّل كل حصّة صف وأضع الفيديو على قناة "يوتيوب"، ثم أشارك الرابط مع طلابي في مدوّنة الصف. إذا كان الطالب غائباً أو يريد مراجعة درس الحصة يمكنه عندئذ مشاهدتها في الوقت الذي يلائمه. في موقع شبكي يخصّ الصف، يستطيع المعلّمون والمعلّمات أن ينشروا مجموعات الواجبات المنزلية، وتجارب المختبر، وأوراق العمل، والفروض، وموارد المساعدة، والمقالات وأي مقاطع فيديو أو مواقع شبكية أخرى. يُرسل الطلاب إليّ رسائل بالبريد الإلكتروني، أو يمكنهم تنظيم مجموعات دراسية افتراضية من خلال غرف المحادثة، ومشاركة وثائق Google Documents، أو Facetime، أو Zoom، أو Skype؛ أو يمكنهم الاتصال بأحدهم الآخر هاتفياً. أجهّز أوراق العمل على Google Sheets لكل مجموعة من الطلاب لتبادل الأسئلة حول المواد، وكذلك لتشارك أشياء جديدة يجرّبونها في أثناء فترة التعطيل بينما يجلسون في عزلة: إبقاء التركيز على الصحة الذهنية والمعنوية للطلاب لأنهم سيشعرون بالوحدة وسيفتقدون وجودهم في المدرسة!  لا تُرهقوا الطلاب بكثير من العمل، لأن هذا الوضع جديدٌ عليهم هُم أيضاً.

أنا محظوظ بوجود أنواع رائعة من الدعم في مدرستي لمساعدة جميع المعلّمين والمعلّمات والطلاب في هذا الانتقال نحو التعلم الإلكتروني. لدينا طاقم مخصص لتوفير خيارات إلكترونية متعددة ولتدريب الموظفين في كيفية استعمال التكنولوجيا. ونحن نعقد اجتماعات عبر منصة Zoom لتبادُل ما نفعله داخل الحصص، ولدينا مجموعات بريدية وتراسل نصّي لكل تخصص بحيث يتمكن المعلمون والمعلمات من مساندة بعضهم بعضاً. إنّ أفضل نصيحة يمكنني تقديمها هي إقامة تواصُل جيد مع كل من الزملاء والطلاب: وأن نُصغي إلى الجميع ونتعلم منهم، وأن نتلقّى الملاحظات التعقيبية من الطلاب. فالطلاب هُم الطرف الذي يشكّل أهمية - فهُم يتلقّون مختلف المواد المعروضة من معلّمين ومعلّمات شتّى، وسوف يخبرونكم بما ينفع وما لا ينفع منها إذا سألتموهم! وعلينا أن نتأكد من أننا نصغي إلى الطلاب بحيث نتمكن من خدمتهم على النحو الأفضل.

 

مارك فوندراتشيك

كان مارك فوندراتشيك أحد المرشحين النهائيين لجائزة المعلم العالمية التابعة لمؤسسة فاركي.

**********************************************************

هذا المنشور هو جزء من حملة #أصوات_المعلّمين_والمعلّمات TeachersVoices# التابعة لفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، والتي أُطلقت للنهوض بخبرات المعلّمين والمعلّمات الذين يعملون كل يوم حرصاً على أن يستمرّ الطلاب في الاستفادة من جودة التعليم على الرغم من جائحة "كوفيد-19". للمشاركة، توجّهوا إلى صفحتنا المخصصة على موقعنا الشبكي.