تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
أخبار
  • 20.10.2021

المعلّمون في صدارة الجهود المبذولة لتعافي العميلة التعليمية ما الذي نفهمه من أحدث البيانات المتوفرة عن حالة المعلّمين في العالم؟

بعد أكثر من 18 شهراً على إغلاق المدارس بنِسَبٍ متفاوتة وتطبيق نُهُج التدريس عن بُعْد والهجينة، يجري الاحتفال بالمعلّمين، في إطار اليوم العالمي للمعلّمين لعام 2021، للتأكيد على دورهم الحاسم في الحفاظ على التعليم بصفته خدمةً حيويةً لجميع الأطفال وكذلك حقّاً أساسيّاً من حقوق الإنسان.

ومن أجل توفير معلومات أوفى يهتدي بها أصحاب المصلحة في القرارات التي يتخذونها في مجال التعليم وصنع السياسات، لابُدّ من فهم حالة المعلّمين في العالم من خلال القياس الآني واستخدام إحصاءات قابلة للمقارنة دولياً لتحديد الثغرات والفرص. لذا، نشرَ فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلّمين في إطار التعليم حتى عام 2030 صحيفة وقائع بمناسبة اليوم العالمي للمعلّمين 2021 فضلاً عن موجز سياساتي يستند إلى النتائج الأخيرة المتمخضة عن تقرير دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (TIMSS)* لتسليط مزيدٍ من الضوء على احتياجات المعلّمين، والحاجة إلى المعلّمين.

تكشف البيانات الواردة في هذه الوثائق عن وجود حاجة ماسّة إلى إعادة تقييم أهمية المعلّمين ورفع مستوى المهنة. ففي عام 2016، كانت هناك حاجة إلى نحو 69 مليون معلّم إضافي لضمان تعميم التعليم الأساسي والثانوي بحلول عام 2030 (الغاية 4-1 من أهداف التنمية المستدامة)، وما زال هناك كثيرٌ مما يتعين الاضطّلاع به لتحسين مؤهلات المعلّمين وظروف عملهم ووضعيّتهم. وعلاوة على ذلك، لم تنتهِ أزمة كوفيد-19 بعد، مما يعني استمرار الاحتياجات المتصلة بالجائحة، بما في ذلك تطعيم المعلّمين وتنمية المهارات المهنية بغية التوسع في الاستعانة بأساليب التدريس عن بُعْد أو الهجينة اليوم وفي المستقبل. ويجب العمل على ضمان ألاّ تأتي تلبية هذه الاحتياجات على حساب التقدم المحرز حتى الآن.

لضمان تعافي العملية التعليمية، ينبغي توظيف عدد أكبر من المعلّمين في بلدان كثيرة

مع أنّ العدد الإجمالي لمعلمي المرحلتَين الأساسية والثانوية في جميع أنحاء العالم ارتفع بنسبة 41٪ بين عامَي 2000 و2020، لا يزال عدد المعلّمين غير كافٍ لتلبية الاحتياجات الحالية والمتزايدة. تبرز هذه الحالة بشكلٍ خاص في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تمسّ الحاجة حالياً إلى نحو 4.1 مليون معلّم إضافي لضمان تعميم التعليم الأساسي والثانوي: أكثر من 1 مليون في المرحلة الأساسية ونحو 3.3 مليون في المرحلة الثانوية. وعليه، ينبغي اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذا النقص، لاسيما وأنّ البحث الصادر عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين، كشف عن وجود توقعات تفيد بارتفاع الفجوة إلى نحو 11.2 مليون معلّم بحلول عام 2025 و15 مليون بحلول عام 2030، استناداً إلى زيادة عدد السكان في سن الدراسة والبدلاء اللازمين بسبب التناقص في أعداد المعلّمين. وتبلغ الاحتياجات أقصى مستوياتها في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومالي والنيجر وجمهورية تنزانيا المتحدة، حيث تستدعي الحاجة وجود زيادةٍ سنوية في أعداد المعلمين تبلغ نسبتها 5٪ لتلبية أهداف الالتحاق الكامل بمراحل التعليم الأساسي والثانوي فقط بحلول عام 2030.

لا يزال التناقص في أعداد المعلمين (الناجم عن ترك المعلّمين للمهنة بمحض اختيارهم) عاملاً هاماً يُساهم في اتساع فجوة المعلّمين في كثيرٍ من البلدان. ويتخلى المعلّمون عن مهنتهم لأسبابٍ متنوعة معقدة، منها تدنّي التقدير لمهنتهم في أواسط المجتمع، وانعدام فرص التطوير المهني، وعدم كفاية فرص الترقية، وظروف العمل الصعبة. وعلى مدى فترة خمس سنوات، نما معدّل التناقص في أعداد المعلّمين في

مرحلة التعليم الأساسي إلى نسبةٍ مرتفعة بلغت 22٪ في غينيا، و17٪ في سيراليون، و16٪ في موريتانيا، و13٪ في بنين.

وفي حين أنّ الآثار التي خلّفتها جائحة كوفيد-19 على معدل التناقص في أعداد المعلّمين لم تتضح بعد، فقد أدّت الجائحة في سياقات كثيرة إلى إطلاق دعوات من أجل تعيين معلّمين إضافيين لتسهيل إعادة فتح المدارس، مما شكّل مزيداً من الضغط على الموارد المالية وغيرها من الموارد. بيد أنه في عام 2021 كشفت دراسة استقصائية عالمية أجرتها اليونسكو/اليونيسيف/البنك الدولي/منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، بشأن الاستجابات الوطنية للتعليم إزاء إغلاق المدارس في ظل جائحة كوفيد-19، أنّ 31% فقط من 103 بلدان عيّنت معلّمين إضافيين لإعادة فتح المدارس، وتقع نصف هذه البلدان في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وربعها فقط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ومعظمها بلدان في الجنوب الأفريقي.

يجب بذل مزيد من الجهود لتحسين مؤهلات المعلّمين 

من الصعب إجراء مقارنات دولية لمؤهلات المعلّمين لأن معايير وبرامج تدريب المعلّمين تختلف اختلافاً كبيراً وتتباين فيها شروط الالتحاق ومدته ومضمونه. وينبغي وضع مؤشرات أكثر وأفضل لقياس الأبعاد المتعددة لمؤهلات المعلّمين ورصدها من أجل فهم نوعية المعلّمين وقدرتهم على الأداء داخل الصف الدراسي وحاجتهم إلى تدريب إضافي مع ضمان التطوير المهني المستمر.

على الصعيد العالمي، يحمل نحو 83% من المعلّمين في المرحلتَين الأساسية والثانوية الحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة للتدريس، ولكن الوضع يختلف حسب المنطقة: هناك 97٪ من المعلّمين في كلا المرحلتين مؤهلون في آسيا الوسطى، مقارنةً بـ 67٪ من معلّمي المرحلة الأساسية و61٪ من معلّمي المرحلة الثانوية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وعلاوة على ذلك، تُظهر الأرقام الإقليمية اختلافات واسعة بين البلدان. ففي بوروندي وكوت ديفوار وجيبوتي وموريشيوس، يتمتع 100% من المعلّمين بالحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة، مقارنةً بنسبة 62% فقط في النيجر، و52% في جمهورية الغابون، و27% في ساو تومي وبرنسيبي، و15% في مدغشقر.

يُظهر الموجز السياساتي الصادر عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين، استناداً إلى البيانات المستقاة من دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (TIMSS)، أنّ مؤهلات المعلّمين تؤدي دوراً هاماً في نتائج التعلم. ويُشير تحليلٌ متعدد البلدان إلى أن المعلّمين ممّن يحملون درجة بكالوريوس تشتمل على مساقات التربية وشاركوا في برامج التطوير المهني المستمر ولديهم خبرة لا تقل عن 10 سنوات يرتبطون بتحصيلٍ تعلّمي أقوى في كثيرٍ من البلدان.

وكانت درجة البكالوريوس هي أكثر المؤهلات شيوعاً بين المعلّمين في 64 بلداً من البلدان المرتفعة والمتوسطة الدخل المُشارِكة في دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (TIMSS). وعادةً ما يكون المعلّمون من البلدان ذات الدخل الأعلى حاصلين على مؤهلات أعلى: كان لدى 90٪ من طلاب الصف الرابع في مادة الرياضيات معلّمٌ حاصلٌ على درجةٍ جامعية عُليا في تشيكيا وألمانيا وفنلندا وبولندا وسلوفاكيا. ومن ناحية أخرى، في بعض البلدان المتوسطة الدخل، بما فيها أرمينيا والمغرب وباكستان، كان لدى أكثر من ثلث الطلاب مدرسون لم يكملوا سوى مرحلة التعليم الثانوي.

المعلّمون بحاجةٍ إلى دعم لتلبية الاحتياجات المتعلقة بالجائحة

سعت الحكومات جاهدةً لدعم المعلّمين في الانتقال إلى نُهُج التدريس عن بُعْد والهجين في إبان إغلاق المدارس. ولا يحتاج المعلّمون إلى التدرّب في كيفية استخدام التكنولوجيا فحسب، بل يلزمهم كذلك دعمٌ مخصَّص للمعلّمين في تربويات التعلُّم عن بُعْد، فضلاً عن الدعم المعنوي والنفسي الاجتماعي. وتبيّن الدراسة الاستقصائية المشتركة بين اليونسكو/اليونيسيف/البنك الدولي/منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أن أكثر مجالات الدعم شيوعاً التي قُدّمت إلى المعلّمين كان التعليم عن بُعْد. وعلى الصعيد العالمي، قدّم نحو 71% من البلدان تعليمات ذات صلة، تتراوح بين 100% في شرق وجنوب شرق آسيا و45% في وسط وجنوب آسيا و40% في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وبالمقارنة، لم يُزوَّد المعلّمون بأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومنفذٍ إلى شبكة الإنترنت سوى في 42% من كل البلدان، منها 67% في أوروبا وأمريكا الشمالية و56% في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي و22% في شرق وجنوب شرق آسيا و6% فقط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

لقد عجّلت الجائحة بتنامي الاتجاه في التعليم عن بُعْد وإدماج التكنولوجيا في التدريس، ولكن وفقاً للتقرير الصادر عن دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (TIMSS)، لم يكن التطوير المهني المستمر لدعم التعليم عبر شبكة الإنترنت وافياً في كثيرٍ من البلدان قبل الأزمة. وفي عموم البلدان، كان لدى 35% فقط من طلاب الصف الرابع مدرّسون للرياضيات ممّن سبق لهم التدرب في أساليب التكامل التكنولوجي.

وأخيراً، لكي يُساهم المعلّمون مساهمةً كاملةً في تعافي العملية التعليمية، لابُد من تعزيز والحفاظ على صحتهم ورفاههم. ويشمل ذلك إعطاء الأولوية للمعلّمين في جهود التطعيم. وفي الوقت الحالي، أدرج 71٪ من البُلدان المعلّمينَ ضمن المجموعات ذات الأولوية في التطعيم (انظر خريطة تحديد أولويات المرحلة الثالثة في خطط طرح لقاحات كوفيد-19). تمرّ جهود التطعيم بمراحل مختلفة في جميع أنحاء العالم، ولكن بعض البلدان التي لم تمنح الأولوية للمعلّمين لديها معدلات منخفضة للغاية من المعلّمين ممّن حصلوا على جرعات التطعيم بالكامل - على سبيل المثال، 12٪ في فنزويلا و9٪ في الجزائر. ومع أنه لابُدّ من الحفاظ على الصحة النفسية والمعنوية للمعلّمين، لم يُقدَّم الدعم النفسي والاجتماعي سوى في 6 من بين 10 بُلدان على الصعيد العالمي و3 من بين 10 بُلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لمساعدة المعلّمين على التعامل مع أزمة كوفيد-19. وقد أدّت الجائحة إلى زيادة الضغط على المعلّمين ممّن كانوا يواجهون أساساً أعباء عمل كبيرة في كثير من الحالات مع عدم كفاية الدعم المقدم لهم. ومن أجل التغلب على الأزمة، والوفاء بوعد الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة، يجب بذل مزيد من الجهود على وجه السرعة لمنح المعلمين الموارد اللازمة التي يحتاجون إليها.  


مصدر المحتوى المرئي: © اليونسكو مع أيقونات من موقع Shutterstock.com

*يُساهم تقرير دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي (TIMSS)، وهو تقييمٌ دولي للتحصيل الدراسي لدى الطلاب في الرياضيات والعلوم، في فهم جودة المعلّمين ودورها في التحصيل الدراسي لدى الطلاب من خلال مجموعة من مؤشرات تضع مؤهلات المعلّمين في سياقها داخل البيئات المدرسية للطلاب. ويستند هذا الموجز السياساتي الصادر عن فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين إلى تقرير عام 2019 بشأن دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي الأحدث، والذي يغطي 64 بلداً.

فعاليات
  • 24.09.2021

اليوم العالمي للمعلمين 2021 في المنطقة العربية - المعلمون في قلب إنعاش التعليم

https://www.youtube.com/watch?v=OleCzu6TR5A

يركز الاحتفال الدولي لهذا العام باليوم العالمي للمعلمين على مساهمات المعلمين في عملية التعافي التعليمي بعد أزمة كوفيد-19 بشكل خاص وتأثيراتها طويلة الأمد على التعليم والتعلم في البلدان في جميع أنحاء العالم.

بناء على الاحتفال بيوم العالمي للمعلمين 2020 في المنطقة العربية (8 أكتوبر 2020) والذي نظمه فريق العمل الدولي المعني بالمعلمين من أجل التعليم 2030 ومكتب اليونسكو في بيروت، والتي ركزت على قيادة المعلمين، فإن الاحتفال باليوم العالمي لهذا العام سيتناول بشكل أكثر تحديدًا ما يلي: ما تغير (وما يحتاج إلى تغيير) فيما يتعلق بالتطوير المهني المستمر للمعلم. إلى جانب التدابير الأخرى المتعلقة بالرواتب وظروف العمل والحماية الاجتماعية، وأهمية التطوير المهني المستمر الجيد في إعداد المعلمين ودعمهم ليكونوا في قلب انعاش التعليم.

موضوعات الجلسة:


المتحدثون الضيوف والمشاركون في الندوة مدعوون لتركيز مداخلاتهم حول عدة أسئلة، على النحو التالي:

  • كيف أثرت أزمة كوفيد -19 على المعلمين في المنطقة العربية؟

  • ما هي الاحتياجات (الجديدة) والتحديات التي حدثت / تم تحديدها فيما يتعلق بالتطوير المهني للمعلم؟

  • ما هي بعض الأمثلة على الاستجابات الناجحة / الفعالة / المبتكرة من حيث التطوير المهني للمعلم؟

  • ما هي الدروس والتوصيات السياسية التي يمكن استخلاصها حتى الآن؟

 

مذكرة مفاهيمية مع مسودة جدول الأعمال, (ستتوفر اللغة العربية قريبًا)

سجل هنا

 

 

 

فعاليات
  • 23.09.2021

إطلاق العنان لابتكارات المعلّمين للاضطلاع بدورهم في قيادة تعافي العملية التعليمية

في جميع أنحاء العالم، استجاب المعلّمون للتحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد-19» من خلال الابتكار داخل الصفوف المدرسية سواءً بالحضور شخصياً أو افتراضياً عبر شبكة الإنترنت. بيْد أنّ المعلّمين كي يتمكنوا من مواصلة الابتكار لدعم تعافي العملية التعليمية، فإنهم في حاجةٍ إلى بيئة تُقدِّر الاستقلالية والقيادة اللازمتَين لاغتنام الفرص من أجل التحوّل عن هذه الممارسات المتبعة.

تُشكِّل هذه الندوة الشبكية الدولية جزءاً من الاحتفالات العالمية بمناسبة اليوم العالمي للمعلّمين 2021. وسوف تستعرض الفعاليّة أحدث الابتكارات في مجال التدريس والتعلّم بدعمٍ من الأفراد والمنظمات. وسيشمل ذلك مشاريع مستمدة من جائزة اليونسكو-حمدان لتنمية قدرات المعلّمين التي تحفل بالقدرات المبتكرة الرامية إلى دعم المعلّمين. وستُسلِّط الضوء أيضاً على بعض النتائج الرئيسية والأمثلة القوية المستمدة من الاستعانة برؤى المعلّمين وابتكاراتهم من مصادر خارجية مفتوحة في خلال الجائحة، بقيادة منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي واليونسكو وفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين في أوائل عام 2021 من خلال منصة ’الرؤى التدريسية العالمية‘ (Global Teaching InSights) التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. كما ستهدف الندوة الشبكية إلى استكشاف البيئات والسياسات اللازمة لضمان استمرار هذه الممارسات المبتكرة حتى بعد استئناف التعليم الحضوري داخل المدارس.

انضموا إلينا لنحتفل بابتكارات المعلّمين في اليوم العالمي للمعلّمين!

يرجى التسجيل من خلال هذا الرابط.

مصدر الصورة: موكيش كومار جوالا/Shutterstock.com.

فعاليات
  • 23.09.2021

تمويل المعلّمين والتدريس في مرحلة ما بعد التعافي من جائحة «كوفيد-19»

في إطار الاحتفالات العالمية باليوم العالمي للمعلّمين، تتعاون منظمة أكشن إيد واليونسكو وفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين ومنظمة إيديوكيشن إنترناشيونال في تنظيم ندوة شبكية مدتها 90 دقيقة، تحت عنوان تمويل المعلّمين والتدريس في مرحلة ما بعد التعافي من الجائحة وتُعقد في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2021 في الساعة 9:00-10:30 بتوقيت غرينتش من أجل تسليط الضوء على ما يلي:

  • أهمية تأمين التمويل للتعليم والاستثمار في المعلّمين والقوى العاملة في مجال التعليم؛
  • الاستراتيجيات والتدابير التي يمكن للحكومات اتخاذها لضمان تخصيص اعتمادات مالية كافية تكفل استقطاب عددٍ كافٍ من المعلّمين ونشرهم ودفع أجورهم ودعمهم؛
  • السُبُل التي يمكن للمعلّمين من خلالها أن يضطلعوا بدورٍ أكثر فاعلية في عملية صنع القرار على الصعيدين الوطني/اللامركزي.

تضمّ هذه الندوة الشبكية معلّمين ممثلين عن المجتمع المدني وأعضاء نقابات المعلّمين وممثلي الحكومات من أجل مناقشة وتداول المسائل بناءً على الأدلة البحثية القائمة والناشئة.

يرجى التسجيل من خلال هذا الرابط.

تدوينة
  • 12.10.2020

المعلم عند الأزمة

تمت كتابة هذه المدونة من قبل الدكتور خليفة علي السويدي وتم نشرها في الأصل على موقع صحيفة الاتحاد.

بقيادة اليونيسكو يحتفل العالم منذ 1994 باليوم العالمي للمعلم. ففي الماضي كان الاحتفال منحصراً في اليوم الخامس من أكتوبر، بيد أن لأزمة كورونا «إيجابيات»، فقد قررت اليونيسكو مد الاحتفال بيوم المعلم لأكثر من يوم، تتعدد خلالها الفعاليات العالمية والإقليمية والمحلية، إن اختلفت في لغتها ولكن تجمعها الإشادة بالدور الذي يلعبه المعلم في العالم. وهذا العام قررت اليونيسكو أن يكون شعار الاحتفال «المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات وإعادة تصور المستقبل»، وقد تم اختيار هذا العنوان لإبراز الدور الذي لعبه المعلمون حول العالم في التعاطي مع وباء كورونا المستجد.

والمعلم ينبغي أن يُنظر له على أنه القائد الفعلي للعملية التعليمية ولذلك رُبط شعار المعلم بالقيادة، والمقصود بذلك الدور الذي يلعبه المعلم كقائد. وينقسم هذا الدور إلى مستويات ثلاثة هي القيادة على المستوى الجزئي والمستوى المتوسط والمستوى الكلي. 
والقيادة على المستوى الجزئي يقصد بها دور المعلم في الفصل الدراسي، سواء كان بالحضور أو عن بُعد، حيث أبدع المعلمون حول العالم في استخدام التقانة المتاحة لهم للتواصل مع التلاميذ والقيام برسالتهم السامية وهي التعليم. فليس هناك عذر في وقت الأزمات، وقد قدرت الأسر حول العالم الدور الذي يقوم به المعلم. 
وعندما قررت بعض الدول عودة التلاميذ لمدارسهم تجلى للعالم دور جديد للمعلم، يتلخص في سلامة التلاميذ وتعليمهم في الوقت نفسه. 

والمستوى الثاني للقيادة هو على المستوى المتوسط، ويقصد بذلك الأدوار التي يلعبها المعلم كعضو في فريق المدرسة، حيث تبادل المعلمون التجارب مع غيرهم ونقل كل ذي خبرة علمه لغيره فقد تم إعادة صياغة المناهج وطرق التعليم والتعلم، وأساليب التقويم والقياس بكل حرفية لإنجاح العملية التعليمية خلال هذه الأزمة ولم يكن ذلك ليتحقق لولا روح الفريق والتضحية التي تميز المعلم المخلص لمهنته. 
والقيادة على المستوى الكلي هي المستوى الثالث من القيادة، وتتلخص في الدور المجتمعي الذي لعبه المعلم خلال الأزمة. فقد قامت شراكات جديدة بين المعلم والأسر من أجل تعليم التلاميذ، كما قام بعض المعلمين بالتواصل مع الجهات الخيرية لدعم التلاميذ بالأجهزة اللوحية اللازمة للتعلم عن بُعد، وهذا إنما يدل على حرص المعلم على نجاحه في القيام بدوره المجتمعي. ففي الأزمات ليس هناك وقت للتبريرات، لقد اجتهد المعلمون حول العالم في التعاطي الإيجابي مع أزمة فيروس كورونا المستجد، وبالرغم من كل التحديات برزت للعالم إبداعات المعلمين وشغفهم بمهنتهم، فهم يستحقون من العالم كل الثناء وصادق الدعاء.

وهكذا يحتفل العالم هذا العام بالمعلمين. وفي الإمارات نرفع لهم أسمى عبارات الثناء على دورهم في تعليم التلاميذ، فإن كان جنود المعاطف البيضاء اهتموا بصحة الإنسان وكانوا فرسان خط الدفاع الأول، فقد كان المعلمون هم فرسان العقول كما وصفهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكان لهم قصب السبق في هذا التحدي الذي أذهل العالم. إنها مهنة الأنبياء التي يعتز بها كل منتمٍ إليها بصدق.

رصيد الصورة: GPE/Kelley Lynch

تدوينة
  • 09.10.2020

تظهر هذه المخططات الثلاثة أنه لا يزال هناك عمل يجب القيام به للوصول إلى المساواة بين الجنسين في الصفوف المدرسية

تعمل وزارات التربية على إنشاء صفوف مدرسية شاملة وعادلة لتحقيق مرمى التنمية المستدامة الرابع Sustainable Development Goal 4 (SDG4)؛ وأحد الأجزاء الرئيسة لهذا السياق هو المساواة بين الجنسين (المساواة الجندرية gender equality) (مرمى التنمية المستدامة الخامس SDG5). تسلط المخططات الثلاثة التالية الضوء على الصورة المعقدة للجندر (الجنس) في التعليم.

 

المخطط 1: تمثّلُ الإناث نسبة الثلثين من القوى العاملة في التعليم عالمياً.

نسب المعلمين حسب الجنس ومستوى التعليم، 2019.

 


عالمياً

التعليم الثالثي

التعليم الثانوي

التعليم الابتدائي

التعليم قبل الابتدائي

المصدر: UNESCO Institute for Statistics (UIS) database, 2020.

 لقد تنامت نسبة الإناث العاملات في التعليم خلال العقود القليلة الماضية، وهنّ يشكّلن اليوم نحو ثلثي القوى العاملة في التعليم عالمياً (64 بالمئة). إلا أنّ القول إنّ الإناث مهيمنات على المهنة سيكون تبسيطاً مبالغاً فيه؛ حيث تختلف نسبة المعلمات تبعاً لعدة عوامل مثل الإقليم والمنطقة والموضوع والأقدمية ومستوى التعليم.

وعلى سبيل المثال، تُظهر المعطيات من معهد اليونيسكو للإحصائيات أن الإناث يشكّلن نسبة متناقصة من القوى العاملة في التعليم عالمياً. فبينما تشكل الإناث نحو %94 من معلمي المرحلة ما قبل الابتدائية في العالم، تنخفض هذه النسبة إلى %66 في التعليم الابتدائي و%54 في التعليم الثانوي و%43 في التعليم الثالثي.

وفي البلدان مرتفعة الدخل، غالباً ما يكون التعليم مهنةً أنثويةً باستثناء التعليم ما بعد الثانوي. وفي بعض أجزاء أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، تكون هذه الفجوة بين الجنسين في أقصاها حيث تشكل الإناث أكثر من %90 من معلمي المدارس الابتدائية والثانوية.

وفي حين يتمثّل الإناث بشكل أفضل في العديد من المناطق، فإنّ هذا التمثيل ينخفض في جنوب صحراء أفريقيا في التعليم الابتدائي والثانوي والثالثي (%45 و%30 و%24، على التوالي). وهنّ يشكلن الأغلبية في التعليم ما قبل الابتدائي بنسبة %80 من المعلمين جميعهم.

 

المخطط 2: تمثل الإناث في التعليم الثانوي في أجزاء من أفريقيا نسبة أقل من %30 من المعلمين.

map 1 AR

يوجد عدم التوازن هذا معكوساً في العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض.

توضح هذه الخريطة التمثيل الضعيف للإناث في التعليم الثانوي في أفريقيا. وتوجد معظم البلدان ذات النسب المنخفضة للغاية من الإناث في التعليم في إقليم جنوب الصحراء الإفريقية. وعلى سبيل المثال، تكون نسبة المعلمات أقل من %30 من معلمي المدارس الثانوية في بنين وبوركينا فاسو وبوروندي والتشاد وجزر القمر وكوت ديفوار وجيبوتي وإريتريا وجمهورية الكونغو الديموقراطية وليبيريا ومالي وموريتانيا وسيراليون وجنوب السودان.

كان هناك انتقال تدريجي نحو التكافؤ بين الجنسين في أنظمة التعليم في المناطق منخفضة الدخل؛ ويبدو أنّ الجهود مجدية. فمنذ العام 2000 ارتفعت نسبة المعلمات في المدارس الابتدائية من %38 إلى %53 في جنوب آسيا ومن %42 إلى %46 في جنوب صحراء أفريقيا.

 

المخطط 3: المعلمون الذكور والإناث متساوون تقريباً من حيث تحقيق الحد الأدنى من المؤهلات للتعليم في كل مستوى

التعليم الابتدائي

 


جنوب شرق آسيا

أمريكا اللاتينية والكاريبي

غرب آسيا وأفريقيا الجنوبية

آسيا الوسطى والجنوبية

صحراء جنوب أفريقيا

 

على النطاق العالمي، يتساوى تقريباً المعلمون والمعلمات من ناحية الحصول على المؤهلات الضرورية للتعليم في المستويات جميعها. وإن كان هناك تباينات مهمة بين الجنسين في عدد من المجالات.

وعلى سبيل المثال، ففي جنوب صحراء أفريقيا، حيث يتمتع %65 فقط من معلمي المدارس الابتدائية و%51 من معلمي المدارس الثانوية بالحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة للتعليم، يشكل الرجال نسبة أكبر قليلاً من معلمي المدارس الابتدائية مع الحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة.

بيد أنّا نجد رجحان حصول معلمات المدارس الابتدائية في بعض بلدان جنوب صحراء أفريقيا على مؤهلاتهن أكثر من زملائهن الذكور.

ورغم كون احتمال تأهيلهن أكبر، فالمعلمات لا زلن يواجهن عدم المساواة عند دخول مضمار العمل.

في بعض الحالات، يكون شأن هذا التباين هاماً على وجه الخصوص. فنحو %73 من معلمات المدارس الابتدائية في سيراليون يمتلكن الحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة مقارنة بنحو %59 من المعلمين الذكور.

قد يشير التمثيل الأكبر للرجال في التعليم في جنوب صحراء أفريقيا إلى أنّ نقص المؤهلات يشكل عائقاً كبيراً لدخول التعليم أمام الإناث أكثر من الذكور ذوي المؤهلات ذاتها في بعض البلدان.

 

تحتاج المعلمات إلى المزيد من الدعم

المعلمون قدوةٌ، ولذا فمن الضروري أن تعكس القوة العاملة التعليمية تنوّع طلابها. وتشيرُ الدراسات إلى أنّ التعلم على يد الإناث قد يرتبط بتحسن الأداء الأكاديمي والتعلم المستمر بين الفتيات، دون وجود تأثير سلبي على الصبيان. والعمل على إيجاد قوى عاملة تعليمية يتم فيها تمكين الإناث والذكور بالتساوي هو مفتاح ضمان التعليم الشامل للجميع.

لا يزال هناك بعض الطرائق لاتباعها قبل التوصل إلى المساواة بين الجنسين في التعليم؛ ولا ينبغي أن تقتصر الجهود المبذولة للوصول إلى هذه المساواة على تشجيع المزيد من الذكور على دخول التعليم الابتدائي وما قبل الابتدائي، ولكن يجب أن تشمل أيضاً دعم الإناث اللواتي يقمن بالتعليم في المستويات الأعلى ويوجدن في مناصب قيادية.

*

هذه المدونة هي جزء من سلسلة من القصص التي تتناول أهمية عمل المعلمين والتحديات التي يواجهونها في الفترة حتى احتفالات يوم المعلم العالمي لهذا العام.

*

راجع المخطط البياني المعلوماتي infographic الذي عنوانه الجنس (الجندر) في التعليم - بعدٌ أساسي للاشتمال Gender in Teaching - A key dimension of inclusion، والذي نشرته اليونيسكو وفرقة العمل الدولية للمعلمين من أجل التعليم في العام 2030 the International Task Force on Teachers for Education 2030.

*

صورة الغلاف بالإذن من: ساندرا كاليغارو Sandra Calligaro

فعاليات
  • 07.10.2020

الاجتماع الافتراضي الإقليمي للدول العربية - المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات وإعادة تصوُّر المستقبل

يستضيف فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم حتى عام 2030 (فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين) بالتعاون مع مكتب اليونسكو في بيروت، ومكاتب اليونيسف الإقليمية، ومؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم، اجتماعاً افتراضياً إقليمياً للدول العربية في 8 تشرين الأول/أكتوبر في تمام الساعة 10:00 وحتى الساعة 11:30 (بتوقيت باريس، توقيت غرينيتش+2).

إلحاقاً بالاجتماعات الإقليمية التي انطلقت في أيار/مايو - حزيران/يونيو 2020 بشأن التعليم عن بُعد والعودة إلى المدارس، ينظّم فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين مع المنظمات الأعضاء والشركاء سلسلة جديدة من المناقشات التي تعقد بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين. وتُبنى هذه المناقشات على الحوارات الأولية وتسلط الضوء على موضوع قيادة المعلمين ودورها الرئيسي في وضع حلول فاعلة للتصدي للتحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد-19» وإعادة بناء أنظمة تعليمية قادرة على الصمود.

على وجه الخصوص، ستوفر الاجتماعات الإقليمية محفلاً يهدف إلى ما يلي:

  • مشاركة أمثلة على العمل القيادي ظهرت أو نُفّذت أو وُضعت خُططها في خلال مراحل مختلفة من الجائحة، بما في ذلك الانتقال إلى التدريس عن بُعد والعودة إلى المدارس؛

  • تحديد العوامل التمكينية على مختلف مستويات النظم أو السياسات التي ساهمت في تعزيز القيادة الفاعلة بين قادة المدارس والمعلمين على مستوى الفصول الدراسية والمدرسة والمجتمع المحلي؛

  • تحديد التحديات التي ينبغي التصدي لها لضمان تعزيز القيادة وإتاحة الفرصة للمعلمين لتولي زمام المبادرة في ما يتعلق بمختلف الأبعاد في مجال التعليم والتعلم؛

  • مناقشة الأدوات المختلفة المتاحة لدعم قيادة المعلمين، بما في ذلك مجموعة أدوات فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين الجديدة لإعادة فتح المدارس ومنصة المعرفة التابعة لفريق العمل الخاص المعني بالمعلمين.

تتضمن بعض الأسئلة الرئيسية التي سيجري تناولها ما يلي:

  • ما هي التدخلات الحكومية التي نُفّذت أو خُطِّط لها بغية تعزيز القدرات القيادية لقادة المدارس والمعلمين من أجل ضمان استمرارية التعلم في استخدام التعليم عن بُعد والعودة إلى المدارس (إذا أمكن) على مستوى الفصول الدراسية والمدرسة والمجتمع المحلي؟

  • نظراً لمحدودية الوقت المتاح للاستعداد بسبب إغلاق المدارس في معظم البلدان، ما هي الأمثلة على القرارات والإجراءات القيادية التي ظهرت لضمان استمرارية التعلم على المستويات الجزئية (الفصول الدراسية) والمتوسطة (المدرسة) والكلية (المجتمع المحلي)؟

  • ما هي أشكال الحوار الاجتماعي التي أُجريت أو وُضعت خطط لها في إطار التوجيه القوي لقيادة المعلمين من أجل ضمان إدراج أصوات المعلمين في عملية التخطيط؟

  • ما هي العوامل والتحديات التي تُمكّننا حالياً من تعزيز الفكر القيادي؟

الاجتماع مفتوح أمام البلدان والمنظمات الأعضاء في فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين وكذلك لغير الأعضاء. تُوجَّه الدعوة إلى جهات التنسيق لدى فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين وممثلي وزارات التعليم وأصحاب المصلحة الآخرين المعنيين بالتعليم العاملين في مسائل تخصّ المعلمين في المنطقة للانضمام إلى الاجتماع.

انظر المذكرة المفاهيمية

للتسجيل انقر هنا

سيجري مشاركة تفاصيل جدول الأعمال وروابط التسجيل في تاريخ قريب من موعد انعقاد الاجتماع.

تدوينة
  • 05.10.2020

تحسين حالة التعليم حول العالم تتطلب المزيد من الدعم للمعلمين. وهذه هي الطريقة

هذه مدونة مبنية على استنتاجات بيان حقائق يوم المعلم العالمي 2020 2020 World Teachers' Day fact sheet المنشور من قبل فرقة العمل الدولية للمعلمين من أجل التعليم في العام 2030، ومعهد اليونيسكو للإحصائيات UNESCO Institute for Statistics ، والتقرير العالمي لرصد التعليم Global Education Monitoring Report.

أدت جائحة الفيروس التاجي كوفيد19- إلى إغلاق المدارس حول العالم، لتُباعد بين الطلاب ومعلميهم وزملائهم في الصف. وكانت محاولة العديد من المعلمين العودة لجزء من الوضع الطبيعي، وإعادة فتح المدارس، وإعادة دمج الطلاب، محفوفة ببعض التحديات الخاصة التي واجهتهم.

في يوم المعلم العالمي هذا (الخامس من أكتوبر)، سنقوم بتقييم بعض التحديات التي تواجه المعلمين وتحديد ما يتوجب القيام به لمساعدتهم على توفير تعليم جيد للجميع.

 

يحتاج العالم إلى المزيد من المعلمين

لم تكن 'جودة التعليم' ‘Quality education’، المرمى الرابع للتنمية المستدامة للأمم المتحدة UN Sustainable Development Goal، أكثر أهمية في أي وقت مضى منها حالياً. فبالرغم من الاضطرابات كلها، فالوباءُ هو فرصة جيدة أيضاً. ومن خلال التركيز على التعليم وتنشيط الأجيال الشابة، يمكن للمجتمعات أن تقوم بالتخطيط لطريق للخروج من أزمة الفيروس التاجي كوفيد19- والذي بدوره يؤدي إلى عالم أفضل.

ومن أجل هذا، فنحن بحاجة للمزيد من المعلمين المؤهلين. يوجد بالفعل الآن زيادة في عدد المعلمين حول العالم أكثر مما كان عليه قبل عشرين عاماً بنحو 28 مليون معلم، ولكن هذا لا يفي بالعدد المطلوب المقدر مسبقاً (69 مليون معلم) لضمان التعليم الابتدائي والثانوي عالمياً بحلول 2030. إنّ الحاجة أكبر في المناطق المحرومة. وعلى سبيل المثال، %70 من بلدان جنوب صحراء أفريقيا لديها نقص في المعلمين في المستوى الابتدائي، بمعدل 58 طالباً لكل معلم مؤهل. قارن هذا مع جنوب شرق آسيا حيث يكون المعدل الوسطي فقط 19 طالباً فقط لكل معلم.

تختلف أيضاً مستويات تدريب المعلمين بشكل كبير بين الأقاليم العالمية: %65 من معلمي الابتدائي في جنوب صحراء أفريقيا يمتلكون الحد الأدنى من المؤهلات التدريبية المطلوبة، مقارنة مع %98 في وسط آسيا.

 Table 1 AR

 

 

إنه لغزٌ معقدٌ: التعليم هو الطريقة الأفضل بالنسبة للمجتمعات المحرومة لإصلاح عدم المساواة العالمي، لكن تواجههم في الواقع معوقات كثيرة لعدم وجود القدرة أو تدريب المعلمين لإعطاء الدعم الذي يحتاجه كل طالب.

 

من يعلّم المعلمين؟

هناك بعض المقترحات الملموسة التي تهدف إلى زيادة مستوى الدعم الذي يتلقاه المعلمون. فعلى سبيل المثال، وضع الاتحاد الأفريقي المعايير العالمية لمؤهلات المعلمين  universal standards for teacher qualifications التي ستضمن أن يتم تجهيز المعلمين جميعهم بالمعارف والمهارات والقيم التي يحتاجونها. هذا يعني أنّ إعداد هؤلاء المعلمين سيكون أفضل عند دخولهم إلى الصفوف المدرسية، ويمكن لهذا، إلى جانب التوظيف الأوسع لتقليل حجوم الصفوف المدرسية، أن يحسن إلى حد كبير من جودة أنظمة التعليم في الإقليم.

لقد أجبرنا وباء الفيروس التاجي كوفيد19- على الانتقال إلى التعلم عن بعد وعبر الإنترنت. ولذلك يحتاج المعلمون، وبشكل عاجل، إلى تدريب أفضل على تقانة (تكنولوجيا) المعلومات والاتصالات (ICT). ومع ذلك، تظهر الأبحاث أنّ %43 فقط من المعلمين في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية The Organisation for Economic Co-operation and Development OECD يشعرون بأنهم مجهزون لاستخدام تقانة المعلومات والاتصالات ICT لإيتاء الدروس. المساعدة قادمة، ولكن مرة أخرى يلقي الوباء الضوء على عدم المساواة العالمية حيث أنّ الكثير من المنازل في البلدان منخفضة الدخل تفتقر إلى الأجهزة والاتصال للتعلم عبر الإنترنت. ويعاني المعلم أيضاً في البلدان منخفضة الدخل لأن %41 منهم فقط قد تلقى دليل تقانة المعلومات والاتصالات العملي للمعلمين، مقارنة بنسبة %71 في البلدان مرتفعة الدخل.

 graph 1 AR

الاهتمام بالقادة

يمكن للتدريب على القيادة أن يخفف من أسوأ التفاوتات التي يسببها الفيروس التاجي كوفيد19-، مما يمكّن المعلمين الأفراد من قيادة زملائهم خلال هذا الوقت الصعب.

يخلقُ القادةُ الأقوياء ثقافة الثقة في المدارس بغرسهم للشعور الجماعي بالمسؤولية وتوفير الدعم والتقدير. وعلى سبيل المثال، مجتمعات التعلم المهنية Professional Learning Communities PLCs هي عبارة عن منتديات يمكن فيها للمعلمين دعم التدريب والتطوير فيما بينهم. ففي رواندا، يقوم 843 من قادة المدارس، وبعد أن أكملوا الدبلوم في إدارة المدارس، باستخدام مجتمعات التعلم المهنية لمشاركة فوائد تدريبهم مع زملائهم. وفي جنوب أفريقيا، يتم تشجيع قادة المدارس على إنشاء عدد من مجتمعات التعلم المهنية واستخدامها لتجنيد المعلمين المبتدئين في المهنة، وإعطائهم الثقة لتحمل مسؤولية التنمية المهنية الذاتية. وفي الإكوادور، يشارك 287 من قادة المدارس في مجتمعات التعلم المهنية لتبادل أفضل الممارسات وتنظيم أنفسهم ضمن شبكات داعمة.

 

ماذا يحتاج المعلمون أيضاً؟

التدريب الأفضل والقيادة القوية داخل المدارس سيفيدان أنظمة التعليم العالمية في السنوات القادمة. ولكن هناك قضية أخرى أصبحت أكثر إلحاحاً بسبب الوباء، وهي الشمولية. ونظراً لأن الطلاب يعودون إلى المدرسة، فإن قدرة المعلمين على تعزيز بيئة شاملة تُعتبر مهارة حيوية للتخفيف من الاضطراب وضمان عدم استبعاد الطلاب من التعلم.

تطلب %61 من البلدان في مسح حديث تدريبَ معلميها على مهارات الشمولية، ولكن القليل جداً هو الذي يضمن مثل هذا التدريب في سياساتها أو قوانينها. ولكن الوباء قد قام بالفعل بما يكفي لإبعاد المعلمين عن طلابهم والطلاب عن زملائهم. ومع العديد من المدارس التي لا تزال تلاحظ تأثير التباعد المكاني على إبطاء انتشار الفيروس، يبقى التدريب النوعي في التعليم الشامل أمراً ضرورياً لضمان بيئة تعليمية متماسكة وفاعلة.

 

لقد تم إنجاز الكثير من العمل، ولا يزال هناك الكثير للقيام به

يجب إعطاء المعلمين فرص الإرشاد والتطوير المهني لضمان شعورهم بالجاهزية للإمساك بزمام الصفوف المدرسية واقعياً أو افتراضياً معاً. وهناك نقص شديد في هذا في أجزاء كثيرة من العالم.

العملُ جارٍ لتحسين الوضع حيث يتم وضع معايير جديدة ويتم تنفيذ التدريب ويقوم القادة الأقوياء بإنشاء بيئات تعليمية شاملة وداعمة في كل مكان. ومع ذلك، فمن أجل إنجاز تقدم حقيقي، يجب على الحكومات أن تستمع للمعلمين ولنقابات المعلمين. والتغيير الحقيقي يمكن أن يحدث فقط إذا تمّ الإصغاء لأصوات المعلمين. ويجب أن يستكشف المعلمون وصانعو السياسات معاً هذا العالم الجديد.

راجع بيان حقائق يوم المعلم العالمي 2020 2020 World Teachers' Day fact sheet المنشور من قبل فرقة العمل الدولية للمعلمين من أجل التعليم في العام 2030، ومعهد اليونيسكو للإحصائيات UNESCO Institute for Statistics ، والتقرير العالمي لرصد التعليم Global Education Monitoring Report.

هذه المدونة هي جزء من سلسلة من القصص التي تتناول أهمية عمل المعلمين والتحديات التي يواجهونها في الفترة حتى احتفالات يوم المعلم العالمي لهذا العام.

 *

صورة الغلاف بالإذن من: GPE/Kelley Lynch