تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تظهر هذه المخططات الثلاثة أنه لا يزال هناك عمل يجب القيام به للوصول إلى المساواة بين الجنسين في الصفوف المدرسية

تعمل وزارات التربية على إنشاء صفوف مدرسية شاملة وعادلة لتحقيق مرمى التنمية المستدامة الرابع Sustainable Development Goal 4 (SDG4)؛ وأحد الأجزاء الرئيسة لهذا السياق هو المساواة بين الجنسين (المساواة الجندرية gender equality) (مرمى التنمية المستدامة الخامس SDG5). تسلط المخططات الثلاثة التالية الضوء على الصورة المعقدة للجندر (الجنس) في التعليم.

 

المخطط 1: تمثّلُ الإناث نسبة الثلثين من القوى العاملة في التعليم عالمياً.

نسب المعلمين حسب الجنس ومستوى التعليم، 2019.

 


عالمياً

التعليم الثالثي

التعليم الثانوي

التعليم الابتدائي

التعليم قبل الابتدائي

المصدر: UNESCO Institute for Statistics (UIS) database, 2020.

 لقد تنامت نسبة الإناث العاملات في التعليم خلال العقود القليلة الماضية، وهنّ يشكّلن اليوم نحو ثلثي القوى العاملة في التعليم عالمياً (64 بالمئة). إلا أنّ القول إنّ الإناث مهيمنات على المهنة سيكون تبسيطاً مبالغاً فيه؛ حيث تختلف نسبة المعلمات تبعاً لعدة عوامل مثل الإقليم والمنطقة والموضوع والأقدمية ومستوى التعليم.

وعلى سبيل المثال، تُظهر المعطيات من معهد اليونيسكو للإحصائيات أن الإناث يشكّلن نسبة متناقصة من القوى العاملة في التعليم عالمياً. فبينما تشكل الإناث نحو %94 من معلمي المرحلة ما قبل الابتدائية في العالم، تنخفض هذه النسبة إلى %66 في التعليم الابتدائي و%54 في التعليم الثانوي و%43 في التعليم الثالثي.

وفي البلدان مرتفعة الدخل، غالباً ما يكون التعليم مهنةً أنثويةً باستثناء التعليم ما بعد الثانوي. وفي بعض أجزاء أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، تكون هذه الفجوة بين الجنسين في أقصاها حيث تشكل الإناث أكثر من %90 من معلمي المدارس الابتدائية والثانوية.

وفي حين يتمثّل الإناث بشكل أفضل في العديد من المناطق، فإنّ هذا التمثيل ينخفض في جنوب صحراء أفريقيا في التعليم الابتدائي والثانوي والثالثي (%45 و%30 و%24، على التوالي). وهنّ يشكلن الأغلبية في التعليم ما قبل الابتدائي بنسبة %80 من المعلمين جميعهم.

 

المخطط 2: تمثل الإناث في التعليم الثانوي في أجزاء من أفريقيا نسبة أقل من %30 من المعلمين.

map 1 AR

يوجد عدم التوازن هذا معكوساً في العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض.

توضح هذه الخريطة التمثيل الضعيف للإناث في التعليم الثانوي في أفريقيا. وتوجد معظم البلدان ذات النسب المنخفضة للغاية من الإناث في التعليم في إقليم جنوب الصحراء الإفريقية. وعلى سبيل المثال، تكون نسبة المعلمات أقل من %30 من معلمي المدارس الثانوية في بنين وبوركينا فاسو وبوروندي والتشاد وجزر القمر وكوت ديفوار وجيبوتي وإريتريا وجمهورية الكونغو الديموقراطية وليبيريا ومالي وموريتانيا وسيراليون وجنوب السودان.

كان هناك انتقال تدريجي نحو التكافؤ بين الجنسين في أنظمة التعليم في المناطق منخفضة الدخل؛ ويبدو أنّ الجهود مجدية. فمنذ العام 2000 ارتفعت نسبة المعلمات في المدارس الابتدائية من %38 إلى %53 في جنوب آسيا ومن %42 إلى %46 في جنوب صحراء أفريقيا.

 

المخطط 3: المعلمون الذكور والإناث متساوون تقريباً من حيث تحقيق الحد الأدنى من المؤهلات للتعليم في كل مستوى

التعليم الابتدائي

 


جنوب شرق آسيا

أمريكا اللاتينية والكاريبي

غرب آسيا وأفريقيا الجنوبية

آسيا الوسطى والجنوبية

صحراء جنوب أفريقيا

 

على النطاق العالمي، يتساوى تقريباً المعلمون والمعلمات من ناحية الحصول على المؤهلات الضرورية للتعليم في المستويات جميعها. وإن كان هناك تباينات مهمة بين الجنسين في عدد من المجالات.

وعلى سبيل المثال، ففي جنوب صحراء أفريقيا، حيث يتمتع %65 فقط من معلمي المدارس الابتدائية و%51 من معلمي المدارس الثانوية بالحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة للتعليم، يشكل الرجال نسبة أكبر قليلاً من معلمي المدارس الابتدائية مع الحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة.

بيد أنّا نجد رجحان حصول معلمات المدارس الابتدائية في بعض بلدان جنوب صحراء أفريقيا على مؤهلاتهن أكثر من زملائهن الذكور.

ورغم كون احتمال تأهيلهن أكبر، فالمعلمات لا زلن يواجهن عدم المساواة عند دخول مضمار العمل.

في بعض الحالات، يكون شأن هذا التباين هاماً على وجه الخصوص. فنحو %73 من معلمات المدارس الابتدائية في سيراليون يمتلكن الحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة مقارنة بنحو %59 من المعلمين الذكور.

قد يشير التمثيل الأكبر للرجال في التعليم في جنوب صحراء أفريقيا إلى أنّ نقص المؤهلات يشكل عائقاً كبيراً لدخول التعليم أمام الإناث أكثر من الذكور ذوي المؤهلات ذاتها في بعض البلدان.

 

تحتاج المعلمات إلى المزيد من الدعم

المعلمون قدوةٌ، ولذا فمن الضروري أن تعكس القوة العاملة التعليمية تنوّع طلابها. وتشيرُ الدراسات إلى أنّ التعلم على يد الإناث قد يرتبط بتحسن الأداء الأكاديمي والتعلم المستمر بين الفتيات، دون وجود تأثير سلبي على الصبيان. والعمل على إيجاد قوى عاملة تعليمية يتم فيها تمكين الإناث والذكور بالتساوي هو مفتاح ضمان التعليم الشامل للجميع.

لا يزال هناك بعض الطرائق لاتباعها قبل التوصل إلى المساواة بين الجنسين في التعليم؛ ولا ينبغي أن تقتصر الجهود المبذولة للوصول إلى هذه المساواة على تشجيع المزيد من الذكور على دخول التعليم الابتدائي وما قبل الابتدائي، ولكن يجب أن تشمل أيضاً دعم الإناث اللواتي يقمن بالتعليم في المستويات الأعلى ويوجدن في مناصب قيادية.

*

هذه المدونة هي جزء من سلسلة من القصص التي تتناول أهمية عمل المعلمين والتحديات التي يواجهونها في الفترة حتى احتفالات يوم المعلم العالمي لهذا العام.

*

راجع المخطط البياني المعلوماتي infographic الذي عنوانه الجنس (الجندر) في التعليم - بعدٌ أساسي للاشتمال Gender in Teaching - A key dimension of inclusion، والذي نشرته اليونيسكو وفرقة العمل الدولية للمعلمين من أجل التعليم في العام 2030 the International Task Force on Teachers for Education 2030.

*

صورة الغلاف بالإذن من: ساندرا كاليغارو Sandra Calligaro